اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق.
لا تلهيكم روايتي عن الصلاة وذكر الله.
لا إله إلا الله.___
تَحَمَّل مِن حَبيبِكَ كُلَّ ذَنبٍ
وَعُدَّ خَطاهُ في وَفقِ الصَوابِ
وَلا تَعتُب عَلى ذَنبٍ حَبيباً
فَكَم هَجراً تَوَلَّدَ مِن عِتابِ— صفي الدين الحلي
___
الفصل الخامس
___
مرت نصف ساعة تقريبا، بعد ما صحيَت من النوم وظلّت تتأمل السقف بدون ما تتحرك.
تحس بالغرابة.. كونها ما تعودت على المكان الجديد أبدا.
ما تنكر انها مرتاحة.
مرتاحة للبيت، مرتاحة لصاحبة البيت.
رحّبت فيها غزل بطريقة خلتها تترك أي خوف وتبعده عن قلبها.
وما في داعي تحس بالتوتر، بما انها راح تدفع الإيجار.
ناظرت الساعة وتأففت، مو عاجبها نظام نومها الجديد أبدا.
لكن ما في شيء حولها يساعدها على انها تعدله.
المكان الجديد، واللي اكتشتفته أمس! والعمل اللي تسلمته اليوم في الصباح.
طبيعي نومها يتلخبط، وعيونها تنحرم من النوم في الليل.
قامت أخيرا وهي تلم شعرها وتربطه بمطاط وبطريقة عشوائية.
دخلت لدورة المياه الملحقة بالغرفة، غسلت وجهها ورتبت شعرها.. ثم رجعت الغرفة ورتبت ملابسها.
قبل لا تتعطر وتناظر المرايا، وتبتسم برضا عن شكلها.
اكتفت بلبس بيت عادي ومظهر مرتب لكن غير أنيق، لمين لازم تتأنق أصلا!
فتحت الباب بشويش وخرجت.
ناظرت يمين ويسار تشوف في أحد ولا لا، بالرغم من انه غزل أكدت عليها انه ماحد راح يجي.
لكن لأنها متعودة تسكن لوحدها وفي بيتها، وتاخذ كامل الحرية فيه.. ما تحس انها راح تتأقلم بسهولة.نزلت الدرج بخطوات بطيئة وهي تضم كفوفها ببعض، وتسمع صوت التلفزيون الجاي من الصالة.
ابتسمت وهي تشوف غزل مندمجة مع الفيلم المعروض على التلفزيون، وقدامها صينية أكل.
قربت بشويش حتى ما تفجعها:
- مساء الخير يا حلوة.
التفتت لها بابتسامة واسعة وأشرت للمكان اللي جنبها:
- مساء النور يا حلوة الحلوات، تعالي اجلسي.
جلست نسمة وشيء من الخجل يسيطر عليها، خاصة لما قربت غزل الصينية منها:
- كويس نزلتِ قبل لا يبرد الأكل، توي طبخت وقعدت.
هزت نسمة راسها باحراج:
- لا ما في داعي، كلي بالعافية عليك.. ماني جوعانة.
كشرت غزل بزعل:
- أفاا، بعد ما حسبت حسابك معي؟ وبعدين كيف مانتي جوعانة ما أكلتِ شيء طول اليوم.
مسكت يدها وحطت عليها ملعقة:
- كلي ولا تستحي، خلاص احنا الحين ساكنين في بيت واحد، معناته لازم ناكل مع بعض، فطور وغدا وعشا.. إلا إذا كان عند واحدة منا ارتباط برة البيت، تمام؟
أومأت نسمة راسها بالإيجاب، وبدأت تاكل وهي لسه مستحية.
ضحكت وهي تشوف نظرات غزل المصوبة عليها برضا:
- لا تناظريني وأنا آكل.
غزل بابتسامة واسعة:
- أحب أشوف تعابير أي شخص ياكل اللي أطبخه، حتى ما يكون عنده مجال يكذب أو يجامل.. آآآخ أشوف في عينك احباط.
غطت نسمة فمها وهي تضحك من قلبها من نبرة غزل:
- مو احباط بس ما مداني أذوق حتى.
غزل بحماس:
- طيب قولي لي رايك بصراحة.
ضربت جبهتها وهي تتأفف:
- أنا وش قاعدة أسوي، بطفشك من أول يوم لك.. المهم كلي وعلميني بعدين.
ردت نسمة بابتسامة:
- لا بقول لك من الحين، واضح من الطعم انك طباخة ماهرة ما شاء الله، مو جديدة على المطبخ.
تنهدت غزل وهي تريح ظهرها على الكنبة:
- آآآه إيش أقول لك، دخلت المطبخ من يوم كنت صغيرة.. لكن شكرا جبرتِ خاطري والله، لأن اللي كنت أطبخ لها ما كانت تعبر عن رايها أبدا.
تأملتها نسمة للحظات قبل لا تقول:
- مثلك أنا، بديت أطبخ بعمر صغير.. والحمد لله صرت شيف ماهرة هههههههههههه ماحد فينا راح يعاني.
ضحكت معاها غزل:
- قولي إن شاء الله، إذا في أحد ثاني سكن بباقي الغرف يكونون شطار في النظافة والغسيل.. مع انه حتى أنا شاطرة بس نقدر نوزع الشغل.
رفعت نسمة حواجبها بتعجب:
- قاعدة أكتشف إنه في أشياء كثيرة مشتركة بيننا، شكلك ساكنة لوحدك من زمان؟
- هممم لا، كنت ساكنة مع أختي الكبيرة.. تزوجت من فترة قصيرة وراحت مع زوجها، بس كأني كنت ساكنة لوحدي صراحة، لأنها كانت مريضة وكنت أهتم فيها لوحدي، أحيانا كان يصير وجودها وعدمها واحد.
- وين باقي أهلك؟
- أمي وأبوي ماتوا وأنا صغيرة، عندي أخ واحد.. تركنا وراح يعيش في بيت زوجته اللي هو بيت عمتي.
اتسعت عيون نسمة بصدمة:
- ترككم لوحدكم؟ وأختكم مريضة؟
ابتسمت غزل بلا مبالاة:
- في قصة طويلة وسوالف ورى اللي سواه، لكن بكل صراحة مو قادرة أتجاوز هالشيء، عشان كذا قررت آخذ البيت لنفسي وأتركه يظل في بيت عمتي، ما أظن عنده مشكلة.. وزوجته أصلا ما عندها نية تترك أمها ولا أمها تبيها تبعد عنها.
أنت تقرأ
رواية: قيلولة القمر
Romanceلا احلل النقل بغير اذن '°° أتعشَقُ مثلي الرّبا و الشّجرْ فـ تُهدِي الضّياءَ لها يا قمرْ أتعشقُها أم رثيتَ لـ حاليْ ؟ فـ جئتَ تُشاركنيْ فيْ السّهرْ أعزّكَ أنّي مقيمُ الرّحـالْ؟ فسيحُ الخيالِ بعيدَ النّظرْ نُقيمُ و نحسبُ أنّا نُطيلُ و أيّامنا كلّـها ف...