حلفتُ يميناً، يا بُثينَة ُ، صادقاً،
فإن كنتُ فيها كاذباً، فعميتُ!
إذا كان جِلدٌ غيرُ جِلدِكِ مسّني،
وباشرني ، دونَ الشّعارِ، شريتُ!
ولو أنّ داعٍ منكِ يدعو جِنازتي،
وكنتُ على أيدي الرّجالِ، حييتُ!
- جميل بثينة_____________
( الفصل الحادي والعشرون )
بنظرات مليانة حقد وغل، كانت تناظره وهي تتكتف وتتنفس بغضب.. قبل لا تهجم عليه وتضربه على صدره وهي تبكي:
- يا حقير، هذا اللي قدرت تسويه بالنهاية؟ تتركني وتهرب مثل الجبان؟
غمض حازم عيونه بعجز وضيق.
هو فعلا جبان، ما يقدر ينكر هالشيء أبدا.
خصوصا قدامها هي.
آلمه قلبه لما جلست على الأريكة بضعف وهي تقول:
- لمين تتركني؟ اخواني اللي كل واحد فيهم مشغولين بحياتهم ولا يجون إلا بنهاية كل أسبوع يتطمنون على أمي وأبوي؟ ولا أبوي اللي طول اليوم يا مع شيبان الديرة ولا بالمجلس لوحده! ولا أمي اللي قربت تجن وتفقد عقلها وهي أساسا ما تعرفني! لمين تتركني علمني.
جلس حازم قدامها ومسك وجهها بيدينه:
- ريم حبيبتي، مستحيل أتركك لوحدك بدون ما أفكر بشيء، كلمت راشد وطلبت منه ينتقل هنا هو وأهله، وافق وأكد لي هالشيء ولا ليش بتركك وأروح؟
تطمن قلب ريم شوي، إلا انها ما قدرت تتقبل الفكرة أبدا:
- بس ماحد منهم يقدر يتعامل مع أمي يا حازم، ليش تسوي كذا حرام عليك! وليش أصلا إلى الآن مستمر بعلاقتك مع آلاء؟ انت تعرف إيش سوّت؟
بلع حازم ريقه بتوتر وأبعد يدينه عنها وهو يناظرها بصدمة:
- إيش قصدك؟
- انت عارف قصدي، ولا تسألني شلون عرفت.. جاوبني على سؤالي.. ليش ما فرقت معك؟ ليش راضي تكمل معاها وانت داري انها خربت بينك وبين نجمة!
انصدم حازم أكثر، وما عرف بإيش يجاوب.
لأن سؤالها جدا محير، وما له جواب واضح!
كل اللي يعرفه انه يرغب يكمل حياته مع آلاء، يحس بالراحة معاها.. وفكرة انها سوت كل شيء عشان تصير له جدا عاجبته، وانه هو كل هدفها في الحياة!
- تعرفين.. أنا ونجمة مستحيل نصير لبعض، حتى لو ما تدخلت آلاء كان هالشيء مستحيل.
توقفت دموع ريم عن النزول وهي تسأل بفضول:
- ليش طيب علمني؟ إيش اللي بين أهل نجمة وأبوي؟ إيش علاقتهم باللي صار في تركي، وهو وينه! ليش ما رجع ولا عرفنا شيء عن جثته حتى!
- اتركيه ريم.رفعت ريم راسها مستغربة، لراشد اللي دخل وجلس قدامها:
- أنا طلبت من حازم يسافر.
ابتسمت ريم بسخرية من نبرته:
- وليش طيب؟
- راح تعرفين كل شيء بعدين.
وقفت ريم بعصبية وهي تصرخ:
- وليش بعدين؟ ليش مو الحين؟ لين متى بتعاملوني على اني طفلة وانتوا أصلا حاطين مسؤولية البيت كله عليّ! من حقي أعرف كل شيء، ماحد تضرر من اللي صار كثري أنا، كان عمري 7 سنين بس لما اختفى تركي فجأة وفقدت أمي بصرها وعقلها، أهملتني ولا التفتت لي بعد كذا وكل همها حتى هاليوم بعد مرور 10 سنين تركي ورجعته، ما فكرت فيني ولا راح تفكر.. وكل يوم عن يوم أكتشف انه كل شخص في هالبيت يخبي عني شيء! متى بتكونون صريحين؟ متى بتكشفون الحقيقة اللي ممكن تدمر العالم!
وقف راشد قدامها، ثم مسك يدها وضغط عليها حتى تهدأ:
- تعالي نتكلم داخل.
دخلوا لغرفتها وقفل الباب وراه.
جلس على الكنب، وظلّت هي واقفة متكتفة تنتظره يتكلم.
أشر لها جنبه، زفرت أنفاسها بضيق وهي تجلس غصبا عنها.
تكلم بعد تردد:
- أدري الموضوع صعب عليك ريم، صعب تتحمليه وانتِ بهالعمر.. وكل اللي راح أطلبه منك الحين انك تنتظري شوي بعد، بس شوي حتى نحلّ الموضوع بشكل نهائي.
ناظرته ريم بعيون مليانة سخرية، وعلى لبسه.
راشد محقق من زمان، حتى من قبل لا يختفي تركي.
أنت تقرأ
رواية: قيلولة القمر
Romansلا احلل النقل بغير اذن '°° أتعشَقُ مثلي الرّبا و الشّجرْ فـ تُهدِي الضّياءَ لها يا قمرْ أتعشقُها أم رثيتَ لـ حاليْ ؟ فـ جئتَ تُشاركنيْ فيْ السّهرْ أعزّكَ أنّي مقيمُ الرّحـالْ؟ فسيحُ الخيالِ بعيدَ النّظرْ نُقيمُ و نحسبُ أنّا نُطيلُ و أيّامنا كلّـها ف...