البارت الثاني

4.4K 168 12
                                    

ربى و ان عظمت ذنوبى .. فعفوك يا إله الكون اعظم
2
بعد الرحيل
الفصل الثانى
شمس : مش عارفة يا شيراز ، بس اعتقد ان هم الاتنين قلقانين من المدرسة الجديدة و البيت الجديد ، احنا عاملين زى الشجرة اللى انخلعت من جدورها
شيراز : ماتقلقيش من حاجة ، انا معاكى و مش هسيبك لحد ما كل حاجة تبقى تمام
بعد كام ساعة .. كانت شمس واقفة مع شيراز و يوسف و لولى فى قلب فيلا صغيرة على البحر فى مرسى مطروح ، الفيلا كانت مفروشة و مترتبة ، و كانوا كلهم بيتجولوا فيها و بيتفرجوا عليها
شيراز : انا شايفة انها لطيفة و مساحتها معقولة
شمس بصت لولادها و قالت : ايه رايكم يا اولاد
يوسف باهمال : مش فارقة يا ماما ، شوفى انتى عاوزة ايه
شمس : احنا هنعيش هنا فترة مش قليلة ابدا ، و عشان كده لازم يبقى البيت عاجبكم
لولى بزعل : عمر مافى حاجة هتعجبنا زى بيتنا يا مامى ، و عشان كده زى ما يوسف قال .. مش فارقة
شمس بصت لشيراز باحباط و قالت : خلاص يا شيراز .. مش فارقة زى ما الولاد قالوا
شيراز : طب ياللا .. اطلعوا على فوق و شوفوا كل واحد هياخد انهى اوضة عشان تاخدوا شنطكم تفضوها ، هنا هنعتمد على نفسنا كام يوم كده على ماندبر كل حاجة ، و ااه .. طبعا الاوضة الكبيرة بتاعة مامى لانى لازقالكم شوية اليومين دول
شمس : لو سمحت يا عم مطاوع تساعد الولاد يطلعوا الشنط على فوق 
مطاوع : حاضر يا بنتى
بعد ما طلعوا على فوق شمس قالت بحزن : الولاد نفسيتهم وحشة اوى با شيراز
شيراز : طبيعى ان ده يحصل ، ماتستهونيش باللى حصل و تأثيره على نفسيتهم
شمس : كان نفسى اقدر ابعدهم عن كل ده
شيراز : للاسف ماكانش ينفع ، و اديكى شفتى اول حاجة عملها انه راح المدرسة للولاد ، يعنى اول مافكر فكر فى انه يتواصل معاهم و الله اعلم كان ناوى على ايه
شمس : انا مش عارفة ان كان اللى حصل ده صح و اللا غلط
شيراز : انتى خدتى حق اكتر من حقك ؟! ، انتى قلتيلى ان كل ده مال باباكى الله يرحمه
شمس : اقسملك ان المال كله مالى يا شيراز ، بس انا بتكلم على التصرف نفسه ، انى وقفت قدامه و وقفته عند حده
شيراز بفضول : كان ممكن تقبلى بالوضع ده .. ان واحدة تانية تشاركك فيه
شمس بتهكم : انا و سالم  عايشين بطريقة غريبة   بقالنا حوالى خمس سنين دلوقتى ، شوية نبقى ولا العرسان الجداد ، حنية و ضحك و لعب و حب ، و شوية كنت بحسه على طول سرحان و مشغول
شيراز باستغراب : انا اول مرة اسمع منك الكلام ده ، طب و انتى ليه سكتتى الفترة دى كلها
سمس بتنهيدة : فى الاول كنت بحاول افهم ماله ، فيه ايه مغيره ، و كنت  بسأل روحى لو كنت عملت حاجة ضايقته ، و لما كنت بغلب و مش بلاقى اجابة كنت بسأله
شيراز : و كان بيقول لك ايه
شمس : فى الاول كان بيقوللى عادى .. مافيش .. مشاكل الشغل .. ارهاق مش عارف ايه
و بعدين بقى الصمت هو الرد المعتاد فى كل مرة بعد كده ، لحد مانا كمان اتعلمت اسكت ، لما كنا بنوصل لحالة الغربة و اللى كان اخرها الفترة دى .. كان كلامنا مع بعض مش اكتر من روتين يومى لزوم مشيان الدنيا
صباح الخير .. تصبحو على خير .. كل سنة و انتم طيبين .. اهلا .. ازيكم
لدرجة انه لما جه الصبح يتكلم معايا بقيت حاسة انه بيشد الكلام شد عشان يطلع منى ، ماكنتش قادرة حتى انى اتفاعل معاه و ارد عليه عادى ، و هو كمان تحسيه على طول زى ما يكون تايه و مش عارف هو عاوز ايه ، لدرجة ان لو حد شافه و شاف الفيديو اللى وصلنى لا يمكن يصدق ابدا انهم لنفس الشخص
شيراز : فى دى عندك حق ، انا لحد دلوقتى مش قادرة اصدق ان سالم  هو اللى كان متحزم و بيرقص فى الفيديو ، طب حتى فين بريستيجه و وقاره ، ده عدى الاربعين سنة ، و ابنه ماشاء الله بقى طوله
شمس : سيبك من السن و من الرقص ، ياما رجالة بتعمل و هى وسط اصحابها لكن يوصل بيه المجون انه يسكر و يعمل كده فى كبارية ، من امتى بيروح الاماكن دى ، من امتى بقى يستهون بحدود ربنا بالشكل ده
الضحك و الهزار اللى كان بيضحكه مع الهانم اللى كانت معاه و هم سكرانين .. ولاده بقالهم شهرين بيشحتوه و مابيلاقوهوش يا شيراز
طب حتى يعدل مابيننا و بينها ، بيسهر و يسكر و يضحك و يفرفش معاها هى و بس ، و احنا لينا المشغوليات و بس
شيراز بفضول : طب لو كان عدل بينكم .. كنتى هتسكتى
شمس بتنهيدة : بصراحة مش عارفة ، لما شفت الفيديو و التاريخ بتاعه اللى كان يعتبر وقتها كنا شبه مابنشفهوش بحجة الارض اللى ضمها للمصنع و المبانى اللى كان بيبنيها ، صعب عليا نفسى و صعب عليا الولاد ، و لما عرفت بالفلوس اللى عمال يبعزق فيها يمين و شمال اتجننت
شيراز : انتى غلطتى من البداية لما سلمتيه كل حاجة
شمس : بعد ما بابا الله يرحمه ما مات ، قعد فترة رافض ينزل الشغل و قاللى وقتها انه بيدور على شغل برة ، و لما سالته عن السبب .. كان رده انه وقت ما بابا كان عايش ، كان مدير المصنع و الشركة ، و مدير اعمال بابا ، لكن بعد موت بابا اصبح قدام العمال مش اكتر من جوز الست
و قعد يلمح من بعيد انه لو كان معاه فلوس كفاية كان شاركنى و اهو يبقى على الاقل هو و مراته شركا و هو اللى بيدير الشغل
وقتها قلت له خلاص اعتبر نفسك شريك ، و عرضت عليه انى ادخله معايا شريك ، و وعدنى وقتها انه اول ما يقدر يكون مبلغ يوازى نص تمن الشركة و المصنع هيحطهملى فى حسابى الشخصى
شيراز : و ياترى وفى بوعده
شمس : ابدا ، حتى انا كمان نسيت ، و لانى ماكنتش حاطة فى اعتبارى ان ده يحصل ابدا ، بس اما عرفت انه سحب الملايين اللى سحبها دى من حساب المصنع الاصلى عشان يتجوز بيها عليا ماقدرتش اسكت
شيراز بامتعاض هادى : دايما المسلمات دى هى اللى واخدنا فى سكة غلط
شمس : انا ماظلمتوش يا شيراز ، انا استرديت حقى و لو على تعبه السنين اللى فاتت على حد تعبيره ، فأنا سيبتله فلوسه اللى فى الحساب الشخصى رغم انى كنت اقدر اسحبهم هم كمان
عند سالم  .. كان وصل مع نهى لشقتهم و اللى ساكن معاهم فيها عنايات مامة نهى ، و نورا اختها الصغيرة و اللى بتدرس فى كلية الاداب
اول ما دخلوا عنايات بصتلهم باستغراب و قالت : ايه يا اولاد مالكم .. حصل حاجة و اللا ايه
نهى بامتعاض : بعدين يا ماما ، انا مش طايقة روحى ، انا هدخل اخد شاور على ماتحضرى الغدا
نهى خلصت كلامها و سابتهم و دخلت على اوصتها ، فعنايات راحت قعدت جنب سالم  و حطت أيدها على رجله وقالت : مالك يا حبيبى ، انتو متخانقين مع بعض و اللا ايه
سالم  : ابدا ، بس حصل مشكلة كده فى الشقة الجديدة
عنايات : خير .. و بعدين كل مشكلة و ليها حل ، ماتعملوش فى روحكم كده
نهى كانت راجعة على الحمام و سمعت كلامهم فقالت بحدة : هو لما يتنصب علينا و الشقة تروح مننا تبقى مشكلة و ليها حل ، ماخلاص عليه العوض
عنايات ضر/بت على صدرها بخضة و قالت : اتنصب عليكم ، ليه كفى الله الشر .. ايه اللى حصل
نهى بسخرية : ابدا .. اللى حصل ان ضرتى عرفت بجوازنا و قررت تض/رب كرسى فى الكلوب و حطت ايدها على كل حاجة
نورا بدهشة : طب و هى هتحط ايدها على شقتكم ازاى .. انا مش فاهمة
نهى بغضب و هى بتبص لسالم  باتهام : اقوللك ازاى ، ما هو سعادة البية عامل لها توكيل عام رسمى و مسلمها دقنه ، راحت هى مستولية على كل حاجة و بايعاهم لروحها حتى المصنع و الشركة ، و البية اللى قدامك ده بقى على باب الله
سالم  بغيظ : مش وقته الكلام ده يا نهى
نهى : اومال وقته امتى ان شاء الله ، ممكن افهم انت ليه ساكت كده ، ليه سايبها تستولى على شقاك و حالك و مالك و حتى عيالك اللى خدتهم و اختفت بيهم و ماحدش يعرفلهم طريق دول ، و انت اللى طالع عليك بعدين بعدين ، اموت و اعرف بعدين دى هتيجى امتى و هتعمل فيها ايه
عنايات بعتاب : مش كده يا بنتى بالراحة على جوزك شوية
نهى بحدة : يعنى هنبقى احنا الاتنين باردين بالشكل ده ، هى دى مش فلوسه و فلوس ابنه اللى جاى فى السكة
نورا : و فلوس مراته الاولانية و ولاده برضة يا نهى
نهى بغضب : الفلوس بتاعة سالم  ، مش من خقها تستولى عليها كلها بالشكل ده .. دى سرقة و نصب علنى ، ده حتى مش عاوز يعمل فيها بلاغ يثبت فيها اللى عملته
عنايات بامتعاض : هيعمل بلاغ فى مراته ام ولاده .. يادى العيبة
نهى : انتى هتجنينينى انتى كمان .. بقولك خدت كل حاجة .. سابته على الحديدة
سالم  وقف بحدة و قال بغضب : بس بقى ، قلت مش وقته الكلام ده .. انا هشوف هتصرف ازاى ، مالكيش انتى دعوة بالحكاية دى خالص
نهى وقفت قدامه و ربعت ايديها قدام صدرها و قالت بتحدى : طب ماشى يا سالم  ، انا ماليش دعوة بالحكاية دى ، بس انا بقى عاوزة حاجتى اللى حطيتها فى الشقة ، متهيالى ده بقى يخصنى
سالم  و هو رايح ناحية اوضته : حاضر يا نهى .. اكتبيلى فى ورقة كل الحاجات اللى تخصك هناك و انا هجيبهالك
نهى بحدة ممزوجة بالعياط و القهر : كل اللى هناك يخصنى يا سالم  ، حتى الحيطان تخصنى ، انا بوضب فى الشقة دى من تلت شهور بحالهم ، ازاى عاوزنى بالبساطة دى اتنازل عنها ، ده انا قعدت انظم فى اوضة البيبى لوحدها شهرين و فرشتها بالكامل ، ازاى عاوزنى افرط فيها بسهولة كده ، لو انت هتتنازل عن حقك انا مش هتنازل عن حقى ، احنا متجوزين من خمس سنين و كنت موافقة على كل ظروفك ، وافقت افضل فى الضل ، وافقت تجيلى سر/قة ، وافقت ااجل الحمل ، يقوم تيجى وقت ماتفرج عنى و افرح زى باقى الناس تكممنى و تقولى اسكتى
عنايات قامت اخدت نهى فى حصنها و طبطبت عليها و قالت لها : بالراحة يا بنتى على نفسك عشان خاطر اللى فى بطنك ، و بالراحة على جوزك ، ماهو برضة اكيد مصدوم من اللى حصل ، لكن لما هتفعدوا و تهدوا اكيد هتلاقوا حل
نورا : لازم تقعد مع مراتك يا ابية سالم  و تتفاهموا سوا بالراحة عشان توصلوا لحل
سالم  بضيق : مش اما اعرف هى فين الاول
نورا : طب ما كلمتش حد من ولادك
سالم  بزعل : مش هقدر اتكلم مع حد فيهم دلوقتى ، اكيد زعلانين منى و واخدين على خاطرهم ، مش هقدر اواجه حد فيهم دلوقتى
نهى طلعت من حضن عنايات و بصت له بزعل و قالت : ماكانش ده كلامك يوم ما طلبتنى للجواز ، اما قلتلى ده حقى ، و ماحدش يقدر ينكره عليا ، انا بس مش عاوز حد من الولاد يعرف دلوقتى عشان لسه صغيرين ، لكن لما يكبروا هيفهموا من نفسهم لانهم شايفين حياتى مع امهم شكلها ايه
ايه اللى غير كلامك دلوقتى ، ولادك مابقوش صغيرين ، و اكيد فاهمين و اللا انت كنت بتضحك عليا وقتها
سالم  سابها و اخد الشنط بتاعته و نزل من تانى بعد ما قال لها : انا محتاج اهدى اعصابى عشان اعرف هعمل ايه ، و بالشكل ده لا انا و لا انتى اعصابنا هتهدى ، انا راجع شقة والدتى و لو احتاجتى حاجة ابقى كلمينى
بعد ما سالم  نزل ، نهى قعدت تعيط بانهيار ، فعنايات قالت لها : بتعيطى ليه دلوقتى
نهى : سابنى و مشى يا ماما من غير حتى ما يقوللى هو ناوى على ايه
نورا : هو انتى يا بنتى ماشفتيش روحك بتتكلمى معاه ازاى 
نهى : هو المفروض اعمل ايه يعنى ، اقف اتفرج و انا عمرى و حق ابنى بيتسرق
نورا : انتى ليه مسمياها سرقة
نهى : اومال اسميها ايه ان شاء الله
نورا : انتقام ، كرامة ، ماهى برضة لما الست تتفاجئ ان جوزها متجوز عليها لازم يبقى لها رد فعل ، لكن اكيد لما تهدى و يتصافوا الوصع هيتغير
نهى برهبة : تقصدى ايه بيتصافوا دى
نورا : انهم يعنى يتصالحوا مع بعض
نهى ببهوت : دى كانت تبقى مصيبة
عنايات : ليه يابنتى بس بعد الشر
نهى : مش يمكن تشرط عليه انه يطلقنى عشان ترجع له 
نورا : وارد طبعا
نهى بصت لمامتها بقلق و قالت : يعنى سالم  ممكن يطلقنى يا ماما ، ممكن يرمينى بعد ده كله لمجرد انها تصالحه و ترجع له 
عنايات بقلة حيلة : الله اعلم يا بنتى ، اهو اللى كنت خايفة منه السنين دى كلها حصل ، و الله اعلم هترسى على ايه
نهى بعياط : طب اعمل ايه يا ماما
عنايات : تبقى جنب جوزك و تسنديه ، و تفهميه انه اهم عندك من كل حاجة ، مش تقعدى تبكتيه و تنكدى عليه بزيادة ، ماحدش يا بنتى يعمل كده ابدا ، انتى بتحبى جوزك و اللا لا
نهى : هو انا لو ماكنتش بحبه كنت رضيت انى اعيش فى الضلمة السنين دى كلها
نورا بانتباه : هو صحيح ، ماعرفتوش هى عرفت ازاى
نهى بانتباه : لا
عنايات : بكرة نعرف ، يا خير بفلوس بكرة يبقى ببلاش ، المهم انتى دلوقتى .. قومى ياللا خدى الشاور اللى كنتى هتاخديه على ما احضر الغدا ، و تفكرى تصالحى جوزك ازاى
نهى : انا اللى هصالحه
عنايات بحزم : ايوة انتى ، و اسمعى .. من يوم ماصممتى على جوازتك دى و انا محذراكى من اليوم اللى ضرتك هتعرف فيه ، و ان ساعتها الدنيا هتتقلب على دماغك ، بس انتى اللى صممتى و قلتى انكم بتحبوا بعض و مش هتتنازلوا عن بعض ، ايه بقى اللى غير رايك
نهى : انا ماغيرتش رايى
عنايات : عمايلك و كلامك و اسلوبك بيقولول انك مش متحملة اللى حصل
نهى : يا ماما انتى مستهونة ان الشقة اللى بوضب فيها بقالى تلت شهور تتسرق منى فى غمضة عين
عنايات بتنهيدة : لا يا حبيبتى مش مستهونة ابدا ، بس الحمدلله انك مش قاعدة فى الشارع ، ما دى برضة شقتك و باسمك ، و سالم  كتر خيره سايبنى انا و اختك عايشين معاكى السنين دى كلها
نهى بتعب : انا مش عارفة يا ماما انا حاسة ان دماغى هتتفرتك
عنايات : طب قومى اعملى اللى قلتلك عليه ، و ان شاء الله تبات نار تصبح رماد
سالم  راح على شقة والدته اللى مقفولة بقالها سنين ، التراب تقريبا خافى معالم كل حاجة ، راح فتح كل الشبابيك و البلكونات و وقف يتلفت حوالين نفسه مش عارف يعمل ايه ، لحد ما سحب كرسى من كراسى السفرة نفض التراب اللى عليه و اخده و راح قعد فى البلكونة
بقى يتفرج على الناس شوية و الطريق شوية ، لكن فى الاخر دماغه ودته لحد شمس و قعد يفتكر حياتهم مع بعض
شمس كانت بنت خالته الوحيدة ، و اللى كانوا يعتبروا متربيين سوا من صغرهم
ابوه مات قبل ما يخلص الجامعة ، و جوز خالته اخده يشتغل معاه فى شركته و مصنعه و مع الوقت خلاه دراعه اليمين ، لحد ما خالته ماتت ، و ابتدى جوز خالته هو كمان يحس بقرب اجله ، و كان خايف على شمس من بعده ، و اتفاجئ بيه بيعرض عليه انه يتجوز شمس
يومها الدنيا ماكانتش سايعاه من الفرحة ، شمس كانت بالنسبة له زى الحلم البعيد ، كانت رقيقة و هادية و جميلة ، و كان بيحبها من غير مايعترف لنفسه بالحب ده لانه كان خايف ان حبه ليها يتفسر على انه طمع فى ثروتها
لكن مع عرض جوز خالته .. ماقدرش يخبى فرحته بالعرض ده و لا قدر يخبى حبه ليها
اول ما اتجوزوا ، كان حاسس انها بعيدة عنه ، او انها مش بتحبه نفس حبه ليها ، لكن صمم انه يخليها تحبه زى ما بيحبها ، و فضل يعافر لحد ما وصل لهدفه و ابتدى يحس فعلا بحبها ليه
كان وقتها طاير من الفرح و السعادة ، و خصوصا وقت ما عرف بخبر حملها فى يوسف ابنهم
لكن اتفاجئوا بموت والد شمس و اللى اثر جدا على نفسية شمس لمدة مش قليلة
ابتدى فى الوقت ده يسمع همس الموظفين و العمال عن اللى باضت له فى القفص ، و ان جوز الست خلاص حط ايده على ياغمة مراته و ان ماحدش بقى قده
وقتها فكر فعلا انه يشوف شغل تانى برة ، لكن اتفاجئ بشمس بتعرض عليه انها تبيع له نص نصيبها فى الميراث عشان يبقى شريكها و يبقى بيشتغل فى ملكه
وقتها من فرحته بعرضها اللى حسسه انها فعلا بتحبه و باقية عليه وعدها انه هيسددلها تمن اللى باعيتهوله ، و وقتها عملوا توكيلات عامة رسمية لبعض تحسبا لاى ظروف ، و عملوا حساب مشترك للشغل غير الحسابات الخاصة ، و اللى كان عامل حسابه انه كل مايجمع مبلغ كويس فى حسابه من مرتبه ، هيحوله على حساب شمس كجزء من تمن نصيبها اللى باعتهوله ، بس بعد كده حول حسابه الشخصي لحساب مشترك بينه و بينها ، و شال بقى موضوع التمن ده من دماغه على اساس ان الحساب كله اصلا يعتبر معاها
نسى 😏
من كتر ما اتعود يتعامل مع كل حاجة انها ملكه .. نسى فعلا ان كل حاجة من الاساس ملك شمس لوحدها ، نسى انه مديون لها بثروة مش قليله و المفروض يسدها
شمس اتهمتة انه طمع فيها ، بس هو ماطمعش ، هو نسى 🥴 .. طبعا ده رأيه هو ، و ما يهمناش فى حاجة 😏😒
عاشوا مع بعض سنين فى منتهى السعادة ، و يوم عن يوم حبه ليها بيكبر و حبها ليه بيحتويه ، و ربنا كرمهم بعد يوسف بلولى اللى بيعشقها بعد العشق عشق ، كانوا من اسعد الناس لحد ما شاف نهى 😏
نهى اتقدمت عشان تشتغل فى المصنع ، مهندسة ميكانيكا ، و اتقبلت ، و اتعينت ، و فى يوم كان سالم  بيمر على العنابر اتفاجئ ببنت جميلة طالعة من تحت ماكينة و هى لابسة الافرول و الشحم مبهدلها من كل حتة ، و اول ما طلعت .. طلبت من العامل انه يشغل الماكينة ، و اول ما اشتغلت قعدت تتنطط من الفرحة و هى بتقول بمرح لرئيسها : ادينى صلحتها يا بشمهندس و اشتغلت .. الماكينة طلعت قمااااش
سالم  حس وقتها انه اتخطف ، لقاها بتتعامل بطفولة و خفة دم مع كل اللى حواليها ، حس انه محتاجها ترجعه لعمر فاته من غير مايحس بيه
طول فترة مراهقته و شبابه و هو مقضيه فى الشغل ، ليه ماحسش بعمره اللى ضاع غير وقت ماشافها ، ليه حس انه نفسه يتنطط معاها و يصرخ و يضحك و يهزر زيها ، ليه فجأة حس انه محتاج يرجع الاوقات دى ، بس محتاج يرجعها معاها .. معاها هى و بس
حبها حب مختلف عن حبه لشمس ، حبه لشمس كان فى وجدانه ، حب اتطبع عليه و اتوشم جواه من سنين ، لكن حبه لنهى كان حب زى الزلزال اللى جه فجأة هز كيانه كله ، بس ما انتهاش و لا خلص ، حبه لنهى فضل جواه مزعزع كيانه و وجدانه
حاول كتير يفسر احساسه بنهى على انه اى حاجة تانية غير انها حب ، بس ما لاقاش ، فضل كتير يحارب روحه و يحاول يبعد عنها بس ماقدرش ، ماقدرش يعمل غير انه يروح كل يوم المصنع و يتكلم معاها باى حجة زى المراهقين
و كان فى غاية السعادة وقت ماباح لها بحبه و اكتشف ان هى كمان عاشقاه ، و سعادته زادت لما وافقته على جوازهم ، و وقفت جنبه قصاد مامتها لما رفضت ان جوازهم يبقى معلن بس لعيلتها ، و اعلنت خوفها على مستقبل بنتها اللى متجوزة على ضرة
لكن سالم  بسط كل المشاكل ، و سهل كل الامور ، و جاب لنهى شقة تسكنها بصحبة مامتها و اختها لان بما ان جوازهم يعتبر فى السر ، فمش هيبات معاها ، و كان وجود امها و اختها معاها هو الامان من وجهة نظره
ماحكالهاش عن علاقته بشمس ، ماحكاش ان اصل الثروة دى كلها بتاعة والد شمس ، هى ما سألتش ، و هو ما قالش
كدبة كبرت من غير ما حد يكدبها ، بلونة اتنفخت و كبرت و هو ساهى و مش دريان لحد ما انف/جرت فجأة فى وشه من غير ما ينتبه لها
لكن طول الخمس سنين و هو بيحب الاتنين ، بيحب كل واحدة منهم بطريقة مختلفة عن التانية
بيحب شمس الهادية العاقلة الرقيقة ، بنت خالته و ام ولاده .. عشرة عمره اللى وقفت معاه طول السنين دى
و بيحب نهى اللى رجعتله حاجات كتير كان ناسيها لدرجة انه اعتقد انه ماكانش من حقه يعيشها و لا يحسها
شمس اتهمته انه سرق فلوسها و صرفها على جوازته التانية ، بس هو ماعملش كده لانه بكل بساطة نسى ان الفلوس من الاساس مش فلوسه ، او اعتبر ان مجهوده السنين اللى فاتت دى كلها تخليه شريك فعلى مش مجرد منظر ، و مابقاش قادر يفهم مين فيهم الصح .. هو و اللا شمس 😏🙄🤔
…………………..
ونتقابل بكرة ان شاء الله ، و يا ريت ماتنسوش اللايك
بحبكم فى الله


بعد الرحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن