البارت الثانى و العشرون

2.6K 122 27
                                    

اللهم انت حسبى و انت وكيلى و اليك المصير
22
بعد الرحيل
البارت الثانى و العشرون
رشيد كان بيتكلم مع شيراز على التليفون و قال لها : ماينفعش ما ابقاش موجود و ما اودعهاش  يا شيراز .. ما اقدرش اسيبها تمشى كده من غير ما ابقى جنبها حتى و ادعيلها
شيراز باستغراب: تودع مين ، انا حاسة انك بتتكلم على حاجة تانية غير اللى انا بتكلم عنها
رشيد بشجن : خليدة ماتت يا شيراز 😒
شيراز بشهقة مكتومة : لا حول و لا قوة الا بالله ، البقية فى حياتك يا رشيد
رشيد بحزن : البقاء و الدوام لله ، انا مسافر و مش عارف هرجع امتى ، ماتسيبينيش يا شيراز ، اوعى تسيبينى انا محتاجلك اوى
شيراز : مش هسيبك يا رشيد ، صدقنى لو كان ينفع كنت جيت معاك ، بس انت عارف انه ما ينفعش
رشيد : انا اسف انى هسيبكم فى وسط كل اللى بيحصل ده ، بس غصب عنى
شيراز : ماتقولش كده
رشيد : انا قلت اكلمك قبل ما اجهز حاجتى و اطلع على المطار ، انا مارضيتش اقول لامجد عشان مايحاولش ييجى معايا ، مش عاوزة يتلخم عنكم
شيراز هنا فهمت ان رشيد ماعرفش حاجة عن موضوع نورا ، فهى كمان سكتت و فضلت انها ماتقوللهوش عشان ماتشيلهوش فوق طاقته
عند هيا .. كانت قاعدة فى اوضتها قريبة من البلكونة ، بحيث انها تكشف اللى برة ، لكن اللى برة مايكشفهاش ، و زينب واقفة جنبها و بتقول لها : انا خارجة النهاردة برة القصر عشان اجازتى ، و سلمى هى اللى هتبقى مكانى كالعادة لحد ما ارجع
هيا و هى عينها من بوابة القصر : ماشي يا زينب ، و ماتنسيش اللى اتفقنا عليه
زينب و هى بتعدل حجابها و بتتاكد فى المراية ان الحلق اللى لبسته فى ودانها مش باين : ربنا يستر و يعدى الليلة دى على خير
هيا بحرص : اوعى تقولى حاجة لاى مخلوق
زينب بخوف و هى بتبص ناحية الباب : اوعى انتى تقولى حاجة لسلمى
هيا بسخرية : اتطمنى ، اكيد مش هنطق بكلمة
زينب سابتها و خرجت و سلمى جت مكانها ، و فضلت هيا قاعدة زى ماهى لحد ما لمحت زينب و هى خارجة من البوابة ، فحست بالراحة شوية بعد ما قلبها كان عامل زى سبق الخيل ، و قبل ماتتلفت شافت عربية الحرس بتوع زيدان و هى داخلة من غير عربيته ، فقالت لسلمى بفضول : هو زيدان بيه هنا و اللا برة
سلمى : هنا يا هانم ، الباشا ماخرجش النهاردة
فى مكتب زيدان الحرس دخل عليه المكتب بعد ما استأذنوا ، و هم بيزقوا نورا قدامهم ، فزيدان قام من مكانه و قال بامر : بس ، ماحدش ييجى ناحيتها
نورا اول ما عينها وقعت على زيدان فهمت كل حاجة بس ما اتكلمتش و فضلت ساكتة مستنية تشوفه هيقول ايه
زيدان قرب منها و مد ايده طبطب على راسها و هو بيقول بسماجة : ازيك يا امورة .. تصدقى وحشتينى
نورا  بكره : بس انت ماوحشتنيش
زيدان ضحك ضحكة عالية مستفزة و قال و هو بيبص لرجالته : دمها شربات
و فجأة بطل ضحك و بصلها بشر و قال : انتى عارفة انتى هنا ليه
نورا بلماضة : ماحصلليش الشرف
زيدان : هيحصل لك .. ماتستعجليش ، انتى هتأنسينى هنا شوية لحد ما الست الوالدة تحط عقلها فى راسها
نورا بتصنع الاستغراب : وانت مالك و مال ماما .. عاوز منها ايه
زيدان : ده بيزنس بينى و بينها
نورا : ايه ده .. بزنس بس
زيدان : ااه بس ، اومال انتى كنتى فاكرة ايه
نورا بامتعاض : و لما هو بزنس و بس ، مالى انا .. ليه تجيبنى عندك بالطريقة الزبالة دى
واحد من الحرس قرب منها و كان هيضر/بها بس زيدان شاور له يبعد عنها و قال بضحك : ماقلتلك ان الست والدتك هى السبب
نورا راحت قعدت على كرسى من الكراسى اللى موجودة و قالت : طب انت فاشل و ماعرفتش تقنعها باللى انت عاوزه ، انا مالى
زيدان راح قعد قدامها و قال بتسلية : ماهى اما تعرف انك عندى و تحت ايدى هتوافق على كل طلباتى و اكتر كمان و من غير مناهدة
نورا : و هى ايه بقى طلباتك دى
زيدان : و عاوزة تعرفى ليه
نورا : على الاقل اعرف انا مخطو/فة عشان حاجة تستاهل و اللا لا
زيدان بضحك : لا اطمنى .. تستاهل ، تستاهل اوى
نورا : و يا ترى ناوى تقعدنى فى اوضة الفيران من غير اكل و لا شرب زى ما بنشوف فى الافلام ، و اللا هتضايفنى كويس
زيدان باستنكار : انا شايفك يعنى مش خايفة و لا قلقانة
نورا : و اخاف من ايه ، الرب واحد و العمر واحد ، و بعدين قالت له بصيغة تهد/يد .. بس يكون فى معلومك ، لو اذتنى انا مش هسكت
زيدان بترصد : و يا ترى بقى هتعملى ايه
نورا ببساطة شديدة ممزوجة بالثقة : هشتكيك لربنا .. و ربنا هيجيبلى حقى
زيدان بصلها بذهول ، و بقى حاسس انه زى ما يكون مش عارف يرد عليها ، بس فجأة قام من مكانه و راح ناحية الباب و قال لها : تعالى ورايا
نورا باعتراض : ايه حيلك .. اجى وراك فين
زيدان التفتلها و قال لها بتحذير : هتيجى ورايا بمزاجك و اللا اخليهم يجيبوكى غصب عنك
سلمى كانت بتتحايل على هيا انها تاكل او تشرب حاجة فقالت لها : ايه رايك يا هيا هانم ، انا هطلب لك عصير
هيا : لا يا سلمى ماليش نفس
سلمى بمحايلة : زينب قالتلى انك ماتغديتيش ، و كده ما ينفعش عشان العلاج بتاعك
و قبل ما هيا ترد كان باب الاوضة اتفتح و زيدان دخل و نورا فضلت واقفة على الباب من برة تشوف ايه اللى هيحصل
زيدان قرب من هيا و قال لها بتحذير : عرفت انك ما اتغديتيش و ما اخدتيش علاجك .. ممكن اعرف السبب
هيا بجفاء : متهيألى صحتى ماتهمكش لدرجة انك تهتم باكلى و علاجى و تيجى لحد عندى كمان عشان تنصحنى
زيدان مد ايده مسكها من شعرها فجأة لدرجة انها صرخت و قال لها بفحيح : انا مهتم ان كلامى يتنفذ و انتى عارفة ان يا ويله اللى يعصى كلامى
و زى ما مسكها فجأة سابها برضة فجأة و بص ناحية نورا اللى لسه واقفة فى مدخل الباب و اللى حس بالانتشاء لما شاف معالم الخوف على وشها ، فقال لها بصلف : تعالى يا امورة اما اعرفك على المدام بتاعتى
نورا انصدمت لما عرفت ان هيا تبقى مراته بعد ماشافت اللى عمله فيها ، فحست بالقلق ابتدى يسيطر عليها و بعد ما كانت بتحاول ترسم عليه الشجاعة حست بالخوف ، و فى لحظة زيدان لمح كل ده فى تعبيرات وشها فقال لها بتهكم مخلوط بالتحذير : انا قلت بلاش اوضة الفيران اللى قلتى عليها ، و قلت اجيبك اوضة النفى .. بس حسك عينك تحاولى تزعلينى .. عشان انا زعلى وحش .. بزيادة 🙄 ، و ضحك ضحكة عالية جسمها كله ارتجف منها ، و بعدها زيدان بص لسلمى و قال لها حذارى تتحركى من الاوضة هنا لحد ما زينب ترجع ، و عينك عليهم .. انتى فاهمة
سلمى : اوامرك يا باشا
زيدان سابهم و مشى فسلمى راحت قفلت الباب وراه و وقفت وراه و هى باصة على نورا بفضول بس ما اتكلمتش ، و نورا كانت عينها بتتنقل بحذر مابين هيا و ما بين سلمى ، و فى الاخر اختارت كرسى و راحت فعدت عليه من غير و لا كلمة
هيا من غير ماتتحرك من مكانها : انتى مين .. و ايه اللى جابك هنا
نورا بسخرية : جاية اتفسح
هيا و هى بتحاول تخليها تطمن لها عشان تتكلم معاها : عملتى له ايه خلاه جايبك نفس الزنزانة بتاعتى
نورا بفضول : هو انتى مراته بصحيح
هيا بتنهيدة اقرار : ايوة
نورا باستنكار : و ازاى تسمحيله يعمل كده فيكى
هيا بسخرية مماثلة : و انتى ازاى سمحتيله انه يخط/فك
نورا : تفتكرى اما اتنين زى ضلف الباب يهد/دوكى و يحطوا سل/اح فى جنبك هتعملى ايه
هيا بحزن : و لما يستقوى عليكى عشان عارف انك مالكيش ضهر يحميكى و يفضل يضر/بك لحد ما يق/تل ابنه اللى فى بطنك و بنفوذه و علاقاته يطرمخ على كل ده .. هتعملى ايه
نورا قامت من مكانها قعدت بالقرب من هيا و قالت لها باهتمام : انتى ايه حكايتك
هيا : تعرفى انك هتبقى اول حد يسمع منى حكايتى
هيا بصت على سلمى و شاورت عليها و قالت : و كل اللى بيحرسوكى دول هنا و فى كل البيت الطويل العريض ده ، مافيش و لا حد فيهم حكيتيله
هيا بسخرية : و احكيلهم ليه و هم اصلا شهود اثبات على كل اللى حصل لى
نورا باستنكار : و ماحدش فيهم حاول انه يتدخل و يحميكى
هيا : اللى يعمل كده يبقى ناوى على موته
نورا : الرب واحد و العمر واحد
هيا : بس لو بايدك تختارى نهايتك .. اكيد مش هتختارى انها تكون على ايد زيدان ابدا
نورا بصت لها و هى بتفكر فى كلامها و ما علقتش ، فهيا قالت لها : لسه عاوزة تعرفى حكايتى
نورا هزت لها راسها بمعنى الموافقة ، فهيا ابتدت تحكيلها حكايتها من يوم ماعرفت زيدان
عند عنايات فى المستشفى كانت ابتدت تفوق من المهدئ اللى حقنوها بيه ، و لما بصت حواليها لقت نهى اللى عينيها ماكانتش عارفة تفتحهم عدل من كتر العياط ، و كان امجد معاها ، و يوسف اللى صمم انه يروح لنهى و مايسيبهاش ، و وجيه سمحله انه يروحلهم ، و وصله بنفسه عشان يتأكد ان ماحدش وراه
عنايات بخفوت : نورا
نهى قامت تجرى عليها و هى بتقول بلهفة : ماما ، انتى سامعانى .. انا نهى جنبك اهو
عنايات بصعف : عرفتوا حاجة عن اختك
نهى نكست راسها و بصت فى الارض ، وهزت راسها برفض ، فامجد قام بسرعة وقف جنب عنايات و قال لها : انا مش عاوز حضرتك تقلقى ، احنا عارفين ان زيدان اللى وراها و عارفين كمان السبب ، و اكيد هو هيحاول يكلمك عشان يساومك
نهى باستجداء : بالراحة عليها يا استاذ امجد ، الدكتور قال مانضغطش على اعصابها كده
امجد باعتذار : انا اسف ، بس انا اقصد انها لازم تشد حيلها شوية عشان تبقى مستعدة لمكالمة زيدان ، عشان كل ما اتصرفنا بسرعة كل ما الوقت اللى نورا هتغيبه مش هيطول
عنايات و هى بتحاول تتعدل و تقوم : طب انا هقوم و قولولى اعمل ايه
يوسف قرب منها بسرعة عشان يساعدها انها تتعدل ، فعنايات بصت له باستغراب شوية و بعدين قالت : ابه اللى جايبك هنا يا يوسف
يوسف : ماقدرتش ما اجيش ابقى معاكى و مع طنط فى وقت زى كده
عنايات برفض : لا يا ابنى ، افرض شافوك و حبوا يأذوك انت كمان ، امشى يا يوسف ، روح يا حبيبى و خد بالك من مامتك و اخواتك ، و عشان مامتك ما تقلقش عليك
يوسف : ماما عارفة انى هنا ، و كانت عاوزة تيجى هى كمان بس عمو امجد مارضيش
عنايات بصت لامجد فقال لها : الكلام اللى يوسف بيقوله حقيقى ، خفت لا تيجى و حد منهم يشوفها و يبقى كل اللى عملناه راح بلاش
فى الوقت ده تليفون نهى رن ، و اما ردت كانت شمس اللى قالت : ازيك يا نهى انا شمس
نهى : اهلا يا شمس هانم ازيك
شمس بقلق : انا كويسة ، طمنينى عليكم انتى و مامتك عاملين ايه دلوقتى ، مامتك فاقت و اللا لسه
نهى : لسه فايقة مافيش دقايق
شمس : و حالتها ايه دلوقتى
نهى بتنهيدة : مش عارفة اقوللك ايه ، كل اللى اقدر اقوله الحمدلله
شمس : مافيش اخبار عن اختك ، ماحدش اتصل بيكم
نهى : لسه
شمس بقلق : لحد دلوقتى
نهى بغضب : اكيد بيحاول يلعب باعصابنا
شمس : نهى …
نهى : ايوة
شمس بتردد : انا اسفة
نهى باستغراب : على ايه
شمس : انا حاسة بالذنب فى اللى حصل النهاردة ده
نهى : و انتى ذنبك ايه ، لا انتى اللى قت/لتى سالم و لا انتى اللى عاوزة حق مش حقك ، و كفاية ان انتى و صاحبتك حميتوا سالم الصغير من اللى كانوا ناويبن يعملوه ، لاننا عرفنا انهم قلبوا المستسفى اللى كان فيها عليه ، و تقريبا حب يعوض اللى حصل بنورا
شمس بغضب : انا ماشفتش اجر/ام بالشكل ده
نهى : ربنا كريم ، خدى انتى بس بالك من نفسك و من الولاد
شمس : كنت عاوزة اطمنك على سالم الصغير ، الممرضة كلمت الدكتور و كتبله على نوع لبن معين جبناه و ابتدينا نرضعه منه
نهى : متشكرة اوى
شمس : انا اللى متشكرة ، و ان شاء الله هكلمك اتطمن عليكم تانى و طبعا لو احتاجتى اى حاجة كلمينى على طول
بعد ما شمس نهت المكالمة ، بتلتفت وراها لقت لولى واقفة و على وشها ملامح الذهول ، فشمس شاورتلها تروح تقعد جنبها ، و قالت لها : مالك يا حبيبتى
لولى : انتى كنتى بتتكلمى مع مين
شمس: مع نهى .. مامة سالم اخوكى
لولى باستنكار : ازاى بتتكلمى معاها بالبساطة دى بعد اللى عملته مع بابى
شمس بهدوء : بابى فين دلوقتى يا حبيبتى
لولى بزعل : مات
شمس : يعنى مابقاش موجود ، و احنا اللى موجودين ، احنا اللى بابى كان بيحبنا كلنا .. مش كده ، تفتكرى لو بابى حوالينا دلوقتى و لقانا بنتعامل وحش مع سالم او مامته مش هيزعل مننا
لولى : انا بحب سالم الصغير و عمرى ماهعامله وحش ، لكن مامته لأ
شمس : طبعا انتى عارفة تقريبا سبب وجود سالم الصغير هنا مش كده
لولى : ايوة
شمس : و عارفة ان مامة سالم الصغير و جدته بيساعدونا ان حقنا ما يضيعش مننا ، و كمان نعرف نلاقى اللى عمل الحادثة بتاعة بابى
لولى :  ايوة
شمس : كمان النهاردة اخت نهى اتخطفت
لولى بخضة و شهقة عالية : ايه.. يعنى ايه اتخطفت ، و مين اللى خطفها
شمس : لحد دلوقتى مش عارفين ، بس غالبا نفس الاسخاص اللى عاوزين ياخدوا حقنا ، يعنى اتخطفت بسببنا ، تفتكرى بعد ده كله ينفع انى اسيب كل اللى بيحصل ده و افتكر بس انها اتجوزت بابى ، ثم نهى ما اتجوزتش بابى غصب عنه يا لولى ، نهى اتجوزت بابى ، لان بابى كان عاوز يتجوزها يعنى لو كان جوازهم غلط .. فغلطتهم هم الاتنين مش غلطة نهى لوحدها ، و يمكن غلطة بابى اكبر بكتير لان هو اللى فكر فيها و طلبها للجواز ، مش هى اللى جريت وراه و طلبت منه الجواز
و بما اننا سامحنا بابى عشان مات ، فمش عدل اننا نفضل نعاقب نهى لوحدها على غلطة ما ارتكبتهاش لوحدها
لولى بفضول : يعنى انتى سامحتيها
شمس ضمت لولى تحت جناحها و باست راسها و قالت : بكرة ان شاء الله لما تكبرى هتقدرى تتعاملى مع حاجات كتير اوى بتحسى فى البداية انها مفروضة عليكى ، لكن شوية بشوية بتبتدى تتأقلمى معاها و بتبقى امر واقع ، بس كمان انا حسيت ان نهى بتحبك انتى و اخوكى
لولى : اخويا مين فيهم
شمس بابتسامة : صحيح انتى بقى عندك اخين ، بس انا بتكلم على اخوكى الكبير .. يوسف ، اما بقى اخوكى الصغير فهى اكيد بتحبه لانه ابنها
لولى : انا كمان حبيته ، اخر مرة شفت فيها بابى .. قلتله انى مش هحبه ، لكن لما يوسف جه و قاللى انه اتولد و انه فى المستشفى حسيت انى عاوزة اشوفه ، و اول ما شفته حبيته ، ايده الصغيره  كانت متوصلة بحاجات كتير ، و فجأة حسيت انه مد
ايده دى جوة صدرى و خد حتة من قلبى لدرجة انى ماكنتش عاوزة اسيبه و امشى
و فرحت لما عرفت انه جاى هنا معانا ، بس زعلت لما عرفت ان مش مسموحلنا نشوفه غير مرة واحدة بس فى اليوم
شمس : ده بس عشان التعقيم ، انما لما ان شاء الله الدكتور يطمننا انه خلاص بقى كويس ، هتقدرى تشوفيه فى وقت ما انتى عاوزة و تشيليه و تلعبى معاه كمان
لولى : ازاى بقى ، هى مامته هتسيبه معانا على طول ، و اللا هتيجى تعيش معانا
شمس : انا اقصد يعنى انك ممكن تشوفيه وقت ماتحبى
لولى : ياريته يا مامى يفضل معانا على طول ، حتى بابى اكيد هيبقى مبسوط
عند هيا كانت خلصت كلامها مع نورا اللى كانت قاعدة مبرقة عينيها من كتر المأساة اللى سمعتها ، و هيا و هى بتحكيلها ما قالتلهاش اسماء ، فنورا ما عرفتش الحقيقة كلها فقالت لها بتعاطف : ياعينى عليكى ، ده انتى اتبهدلتى ، و ازاى ابوكى ده يسيبك ليه بالشكل ده
هيا : انا اعتبرت ابويا مات من يوم ماجالى المستشفى و عرف باللى حصللى و ماحاولش حتى و لو من باب المجاملة ليا انه يعاتبه و لا حتى يسألنى ان كنت عاوزة اكمل معاه تانى و اللا لا ، انما انتى ماقلتيليش .. انتى ايه اللى جابك هنا و خطفك ليه
نورا بصت ناحية سلمى بحذر و هى قلقانة منها ، وبعدين بصت تانى لهيا و قالت : بيقول انه عاوز حاجة من ماما و ماما مش راضية فخطفنى عشان يهددها بيا فتوافق
هيا بفضول : و مامتك دى تبقى مين .. اسمها ايه
نورا : اسمها عنايات
هيا باستغراب : انا عمرى ما سمعت الاسم ده قبل كده ، بس هو ايه اللى عند مامتك مخليه طمعان فيها
نورا : عندها مصنع
هيا بغيظ : هو يعنى مش مكفيه كل اللى عنده ده
نورا فجأة مسكت بطنها بامتعاض و قالت : طب انا دلوقتى جعانة اوى ، انا حتى مافطرتش
هيا بصت لسلمى و قالت لها : مش كنتى عاوزة تغدينى و تجيبيلى عصير من شوية ، اطلبيلنا بقى الغدا و عصير ، و وصيهم على القهوة بتاعتى يبقوا يجيبوهالى
بعد يوم طويل عند رشيد .. كانت مراسم الدفن و العزا خلصوا و كان قاعد فى اوضة نوم خليدة على سريرها و هو حزين ، و سمع خبط على الباب ، و لما سمح بالدخول لقى مراة عمه اللى الحزن واكل معالم وشها
رشيد قام وقف و استقبلها و قال : تعالى يا مراة عمى .. اتفضلى
مامة خليدة اخدته فى حضنها و طبطبت على كتفه ، و بعدين اخدته وقعدته جنبها و قالت له : انا جاية اشكرك يا ابنى
رشيد باستغراب : تشكرينى انا .. على ايه
مامة خليدة : على وقفتك مع خليدة و جنبها ، على انك ما اتخليتش عنها فى محنتها ، على رفضك انك تتجوز عليها فى حياتها رغم ان كلنا عارفين حياتكم مع بعض كان شكلها ايه
رشيد بصلها باستغراب و قال : اولا ربنا العالم معزة خليدة فى قلبى كانت اد ايه و كان شكلها عامل ازاى
، و لو كانت واحدة غريبة مكانها ما اعتقدش انى كنت هتخلى عنها ، ما بالك خليدة اللى كانت بنت عمى و طول عمرها متربية معايا و كمان كانت على ذمتى و شايلة اسمى ، لكن موضوع الجواز ده مين اللى قال لك عليه
مامة خليدة و هى بتطبطب على ايده : خليدة يا ابنى ماكانتش بتخبى عنى حاجة ، و برغم انها طول عمرها بتحبك ، الا ان حبها ليك زاد اضعاف مضاعفة بعد مواقفك معاها من يوم ما عرفنا بمرضها ، رغم انها عارفة من اول يوم ان قلبك متعلق بغيرها
رشيد بص لها فكملت كلامها و قالت : ايوة .. قالتلى ، مانت عارف ماكنلناش سر غير بعض
رشيد نكس راسه بحزن و قال : القلوب سلطانها مش بايدينا
مامة خليدة بتنهيدة و هى بتحاول تحبس دموعها : ايوة .. كانت عارفة ده و عشان كده .. سايبالك معايا رسالة و وصتنى اوصلهالك ليلة موتها
رشيد بفضول : رسالة ايه دى
مامة خليدة مدت له ايدها بظرف كان معاها من ساعة مادخلت بس هو ماكانش واخد باله منه ، و اديتهوله و قالت له : الجواب ده كتبتهولك امبارح لما فاقت فجأة من الغيبوبة ، كانت بتضحك معايا و مبسوطة و بتقوللى انها خلاص تعبها كله هيروح ، و لما فرحت على فرحتها ، و فكرتها ابتدت تخف ، قالتلى انها حاسة انها خلاص ، و انها كتبتلك الجواب ده و وصيتنى اديهولك بعد ما العزا يخلص ، بعد ما كانت طلبت تقعد مع ابوك ، و بعد ما ابوك خرج من عندها و كتبت الجواب ده و اديتهولى ، رفضت تشوف اى حد تانى ، لحد ما اتفاجئنا قبل صلاة الضهر ان الممرضة استدعت الدكتور ، و عرفنا انها خلاص ماتت
خليدة ماتت و هى بتحبك يا رشيد ، و كانت ممنونة لك انك صنتها و صنت اسمها و كرامتها طول السنين دى ، و قالت لى اقول لك انها دعت لك كتير اوى ان ربنا يداوى قلبك باللى كنت دايما بتحلم بيه
…………….
ونتقابل بكرة ان شاء الله ، و يا ريت ماتنسوش اللايك
بحبكم فى الله

بعد الرحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن