البارت الثلاثون و الاخير

5.7K 176 100
                                    

ربنا ولا تجعلنا من الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا
30
بعد الرحيل
البارت الثلاثون
فى فرح شيراز و رشيد .. كان الكل متجمع على ترابيزة واحدة ، شمس و لولى اللى كانت واخدة سالم الصغير مقعداه على الترابيزة قدامها و بتلاعبه و هو كل شويه يضحك لها و يبوسها و هى طايرة من الفرحة ، و كانت معاهم نهى و عنايات و نورا ، و امجد كمان قاعد معاهم و هو كل شوية يبص بحذر ناحية شمس و هو بيحاول يدارى مشاعره من ناحيتها و اللى كل يوم كانت بتزيد عن اليوم اللى قبله
وجيه قرب عليهم و معاه هيا اللى سلمت عليهم كلهم و قعدت معاهم بعد ما كانت باركت للعرسان ، و وجيه قال لهم : عندى ليكم خبر حلو
و اما كلهم انتبهوا له قال .. هيا وافقت على جوازنا 💃💃💃💃💃
كلهم هيصوا و امجد و يوسف باركوا له بحرارة ، و طبعا الستات ماصدقوا و حضنوا هيا و باسوها و باركولها ، فعنايات قالت لامجد : كده ما فاضلش غيرك .. اتجدعن بقى احسن شكلك بقى وحش و انت عانس كده وسط اصحابك
امجد باعتراض : انا عانس
نهى بضحك : خد بالك لو اعترصت زيادة هتبقى عانز مش عانس
امجد : ليه ان شاء الله.. هو انا ست و اللا ايه عشان اعنس ، انا راجل
عنايات بامتعاض : برضة عنست
كلهم صحكوا على مناغشة عنايات لامجد اللى علاقته قويت بالكل من وقت وقفته معاهم فى احلك مواقف حياتهم
و مش امجد بس .. رشيد و وجيه كمان .. حتى هيا ، اللى اعتبروها بطلة حكايتهم اللى خلصتهم من الاشكيف 🥴
الفرح فضل لقرب الفجر ، و شمس و نهى كانوا كل شوية يروحوا لشيراز يتأكدوا انها مش محتاجة حاجة ، و طبعا رشيد ما كانش بيسلم من مرازيتهم فيه كل شوية
بعد ما رشيد اخد عروسته على جناحهم و المعازيم ابتدوا يمشوا .. شمس و نهى و و ولادهم و كمان عنايات و نورا ، راحوا كلهم على فيلا شمس اللى اتفقوا انهم هيباتوا فيها كلهم الليلة دى
و كالعادة امجد مشى وراهم بعربيته لحد ما اتطمن انهم كلهم دخلوا الفيلا بالسلامة
اما وجيه .. فصمم ان هيا تسيب عربيتها عند الاوتيل و تركب معاه عشان يوصلها ، و بعد ما وصلها .. سابته و طلعت شقتها اللى هى فى الاساس طول عمرها كانت متربية فيها ، و لقت زينب نامت ، فراحت على اوضتها على طول عشان تغير هدومها ، و اما وقفت قدام المراية و ابتدت تخلع الاكسسوارات بتاعتها و تشيل مكياچها .. افتكرت وجيه يوم ما طلبها للجواز ، لما دخل عليها المكتب اثناء ما كان عندها عميل عنده استشارة غير قانونية 🥴 ، هى فعلا ماكانلهاش اى علاقة لا بالاستشارات و لا بالقانون ، كان ليها علاقة بالحب ، العميل ده كان واقع لشوشته فى هيا من اول ما اتعرف عليها وقت ماجه لوجيه عشان يطلب منه طقم حراسة لضيف مهم عنده ، و لما شاف هيا و عرف نشاطها ، ابتدى ينط لها كل شوية بحجج واهية و مكشوفة للكل ، لحد آخر مرة راح فيها لهيا ، و وجيه عرف انه عندها ، فقام بسرعة راح لمكتب هيا و دخل من غير ما يخبط و اول ما دخل قال : جرى ايه يا هيا .. مش كفاية كده
هيا من غير فهم : كفاية ايه
وجيه بص للعميل و قال بنص ابتسامة : اهلا يا شريف بية ، لا مؤاخذة .. ماكنتش اعرف انك موجود ، اصل النهاردة عقبال عندك انا و هيا نازلين نشترى الشبكة
هيا : شبكة ….
وجيه بمقاطعة : شبكتنا هتيجى النهاردة و اكيد وقت ماهنحدد معاد الفرح حضرتك هتبقى من اول المدعوين و اللا ايه ياحبيبتى
هيا فهمت ان وجيه بيطفش شريف فقالت : ااه طبعا
شريف بضيق : مبرووك ، طب بما انكم بقى مستعجلين كده ، اسمحولي انا 
هيا : طب و الاستشارة بتاعة حضرتك
شريف : لا مش مشكلة ، خليها وقت تانى
بعد ما شريف خرج ، وجيه بضيق : بنى آدم متصابى
هيا : ممكن افهم بقى ايه اللى حصل ده
وجيه بنزق : يعنى عاجبك تنطيطه هنا كل ساعة و التانية بحجج عبيطة زى المراهقين
هيا بعدم مبالاة : وارد اننا فى شغلنا يعدى علينا كل الاشكال دى
وجية بحزم : بس مش وارد اننا نديله وش و نبتسم فى وشه و كأنه مترحب بيه
هيا بهدوء : ده شغل يا  وجيه
وجيه بحده : و الشغل مافيهوش نحنحة يا هيا
هيا بصدمة : انت بتتهمنى انى بتعامل مع العملا بتوعنا باسلوب غير لائق
وجيه : انتى عارفة كويس اوى ان مش ده قصدى
هيا : اومال قصدك ايه من ورا الكلام اللى انت قلته دلوقتى ده انا مش فاهمة
وجيه سكت شوية و هو بيدور فى دماغه على اى تبرير يقولهولها يغطى بيه اندفاعه بس مالقاش و لما سكاته طول .. هيا قالت باحباط .. شفت  بقى انى حللت كلامك صح ، بس طالما وصلت لكده ، فاسمحلى .. انا مش هقدر اكمل شغل معاك
قالت كده و مدت ايدها سحبت الشنطة بتاعتها و راحت ناحية الباب عشان تمشى .. بس فجأة لقت وجيه بيشدها من دراعها يرجعها لدرجة انها كانت هتقع فبصت له بحده ، فرفع ايديه الاتنين لفوق و هو بيقول : انا اسف ، ماكنتش اقصد
هيا : ماكنتس تقصد ايه بالظبط يا وجيه ، كلامك اللى قلته ، و اللا مسكتك لدراعى دلوقتى بالشكل ده
وجيه بضيق : الاتنين يا هيا .. اسف على الاتنين
هيا : بس اسفك ده مش هيمحى ابدا التهمة الشنيعة اللى اتهمتنى بيها
وجيه بغضب : انا ما اتهمتكيش
هيا بغضب مماثل : اومال كلامك ده معناه ايه لو ماكانش اتهام لسلوكى
وجيه باندفاع : معناه انى بغير عليكى ، و من زمان ، من اول مرة شفتك فيها و حبيتك .. المفروض كنتى فهمتى ده و حسيتيه من وقتها
هيا : اللى بيحب حد مابيجرحوش يا وجيه
وجيه بحدة : بس انا كلامى كله كان على الزفت شريف مش عليكى انتى ، من يوم ما شفتك و عرفتك عمرى ما صدر منى اى كلمة ممكن تضايقك ولا تجرحك
هيا بهدوء : ما اقدرش انكر ده ، و لا اقدر انكر وقفتك جنبى طول المدة اللى فاتت
وجيه قرب من هيا و قال : هيا .. انا فعلا بحبك ، و لولا ظروف رجلى كنت صرحتلك بحبى ده من اول دقيقة شفتك فيها
هيا بتردد : عمر ما كانت رجلك هى العائق اللى بينى و بينك يا وجيه
وجيه : افهم من كلامك ده ان فى عائق تانى بيننا و بين بعض
هيا : هو عائق واحد بس
وجيه بلهفة : قوليلى على العائق ده و انا امحيه من الوجود طالما ان مش رجلى هى السبب
هيا : وجيه .. انا فى سر كبير فى حياتى ، ما اعتقدش ابدا انك لو عرفته .. هتفضل على حبك ليا
وجيه بفضول : سر ايه ده
هيا : بلاش يا وجيه ، الافضل ان ماحدش يعرفه و خصوصا انت ، على الاقل نفضل زملا و اصدقاء
وجيه بحزم : بس انا من حقى اعرف ايه اللى ممكن يمنعك عنى
هيا : حتى لو معرفتك للسر ده هتبقى السبب فى انك ماتشوفنيش تانى لانك هتكرهنى بعدها
وجيه باصرار : ده بس فى خيالك .. مافيش اى حاجة مهما كانت هى ايه ممكن تخلينى اشيل حبك من جوايا
هيا اديتله ضهرها و راحت وقفت قدام شباك مكتبها و قالت : فاكر وقت موت زيدان  لما سألتنى عن السك/ينة اللى قت/لت بيها زيدان ، لما قلتلى .. سك/ينة الفاكهة كانت بتعمل عندك ايه و طبق الفاكهة اللى عندك ماكانش فيه غير عنب
وجية : ايوة فاكر
هيا : السك/ينة دى انا اللى اخدتها و خبيتها عندى ، و فضلت يومها انرفز فى زيدان و اضايقه و انا متعمدة اعمل كده عشان يبتدى يضر/بنى زى كل مرة و يبقى عندى الذريعة انى اقت/له و تبان على انها دفاع عن النفس
هيا التفتت ببطء ناحية وجيه و هى بتراقب انطباعه عن الكلام اللى قالته ، لقت وشه جامد ما عليهوش اى تعبير فقالت له : انا قت/لت زيدان مع سبق الاصرار و الترصد ، بس صدقنى يا وجيه .. انا مش وحشة ، زيدان هو اللى كان وحش ، زيدان اذانى كتير اوى ، و لو كان فضل عايش كان هيأذينى  اكتر و اكتر ، ده كمان كان بيخطط انه يقت/ل ولاد سالم التلاتة ، و كان لازم اخلص نفسى و اخلص الدنيا كلها من شره
هيا قربت من وجيه ببطء و قالت بنبرة انكسارلاول مرة يسمعها وجيه : مش رجلك ابدا اللى مانعانا عن بعض يا وجيه ، ضياع رجلك شرف ليك و لكل اللى يقترن بيك ، لكن انا ….
وجيه : انتى بطلة ، و اشجع بطلة شفتها و عرفتها فى حياتى
هيا بذهول : انت بتقول ايه ، انت سمعت اللى انا قلته كويس
وجيه : سمعته و فهمته ، و حبى و تقديرى ليكى زاد و انتى بتصارحينى بحاجة زى دى لمجرد انك ماتبقيش غشتينى ، بس اللى انتى ماتعرفيهوش ، انى عارف الكلام ده من اول يوم
هيا : انا عارفة انك كنت شاكك ، بس ماكانش عندك دليل ، لكن انا اهو بعترفلك بنفسى
وجيه : وقت ما شفت تقرير الطب الشرعى اللى كشف عليكى وقت الحادثة ، اتكلمت مع الدكتورة اللى عملت التقرير ، يومها قالت لى ان اى واحدة تانية فى مكانك يحصل لها كل ده .. كان المفروض اتدغدغت و ماتت من زمان ، و بقت مستغرباكى و مستغربة القوة اللى جواكى
انا وقت ما كنت بسمع حوارك مع زيدان من التليفون قبل ما يحصل اللى حصل .. كنت حاسس ان كلامك كله استفزاز ، حسيت انك بتستدرجيه لحاجة معينة ، بس ماكنتس متخيل انها توصل لكده ، بس بصراحة لانى كنت حاسس انك اصعف منه بكتير
كل اللى جه فى بالى ساعتها انك بتستدرجيه انه يقت/لك ، لكن اتفاجئت بالعكس ، وقتها حطيت نفسى مكانك ، لقيت انى كنت هتصرف نفس تصرفك ، يمكن دماغى ماكانتش هتجيبنى لنفس التكتيك ده ، لكن اكيد كنت هبقى عاوز انتقم لنفسى باى طريقة
و عشان كده ابهرتينى وقتها ، و ابهرتينى بزيادة لما شفتك وشفت حجمك و قارنت حجمك بحجم زيدان اللى كان ادك مرتين ، و مع ذلك قدرتى تغلبيه و تتغلبى عليه بعقلك
هيا بذهول : و رغم كل ده عاوز تتجوزنى
وجيه : و برغم كل شئ ، بحبك و عاوز اقضى باقى عمرى معاكى
هيا بتردد : مش ممكن ييجى يوم و تخاف منى
وجيه بتأكيد : اليوم ده لا يمكن ييجى ابدا .. اوعدك
هيا : بس انا كمان عمرى ما هقدر ابدا انى اخليك اب ، و انت اكيد عارف حاجة زى دى
وجيه : و مين قال لك انى مش هبقى اب ، انا هبقى اب ليكى و انتى هتبقى ام ليا ، صدقينى ده غاية منايا
هيا : بس اكيد هييجى يوم تشتاق ان يبقى لك ابن او بنت من صلبك
وجيه : صدقينى انا مكتفى بيكى عن الدنيا واللى فيها … ها .. موافقة نعلن خطوبتنا بكرة فى فرح رشيد و شيراز
هيا هزت راسها بالموافقة بابتسامة تمنى ان اللى جاى يبقى احلى من كل اللى فات
عودة من الفلاش باك
فى فيلا شمس اول ما دخلوا كان يوسف شايل سالم الصغير و بيلعب معاه ، و سالم عمال يضحك ، فنهى قالت : ايوة .. العبوا انتو و اضحكوا ، و اول ما بنرجع البيت بيقلبهالى نواح و مابيبطلش عياط مهما عملنا
شمس بشماتة : تستاهلى ، ما قلتلك خليكى هنا انتى و هو و انتى اللى غاوية تنطيط
نهى بامتعاض : اللا .. يعنى اسيب بيتى 
لولى : هناك بيتك و هنا بيتك برضة انتى و سالم ، بس زى ما مامى قالت بالظبط ، انتى اللى غاوية وجع قلب
لولى طول ما كانت بتتكلم كانت عمالة تعمل حركات بوشها قدام سالم الصغير اللى ماكانش مبطل ضحك عليها و هو كل شوية يتأتأ بحروف مكسرة و يقول : لولوى
فلولى ضحكت جامد و خط/فت سالم من يوسف و حضنته بحب و مرح و هى بتقول : حبيب قلب لولوى من جوة اللى هينام فى حضنها الليلة دى
نهى : يا بنتى هو احتلال ، هو انا كل ما اجى هنا تحطى ايدك عليه و تحتليه
لولى : روحى نامى يا انطى ، المفروض تشكرينى انى بديكى فرصة تنامى
نهى : يا حبيبتى هيتعبك
لولى : مين ده .. ده عندك انتى الكلام ده ، انما انا وسلومتى حبيبى بنقعد نتفرج سوا على الكرتون لحد ما بيغمى علينا و بنفضل نايمين للصبح
لولى بمرح و هى طالعة اوضتها بسرعة و حاضنة سالم الصغير جامد اكن حد هياخده منها : اجرى يا مجدى .. ياللا يا سلومتى قبل ما يقفشونا ، الكرتون فوق مستنينا
نهى بصت ليوسف بقلة حيلة و قالت : و انت يا باشمهندس ناوى على ايه
يوسف : ناوي انااام لانى من الصبح مع عمو راشد كنت بعمله مشاوير عشان باباه و تعبان جدا ، بس اعملى حسابك بكرة هتقعدى معايا عشان فى كام مسألة تفاضل مش عارف احلهم
عنايات اللى كانت قاعدة جنب شمس و نورا و مستنية تشوف هترسى على ايه : جدع يا يوسف ، مافيش دلوقتى احلى من النوم
شمس : يا خبر .. هو حضرتك محتاجة تنامى اوى كده
عنايات : لو سيبتونى دقيقتين كمان هنام مكانى زى ما انا كده
نهى بضحك : طب ياللا يا ماما صحى نورا و ياللاا كلنا نطلع ننام
كلهم بصوا على نورا لقوها فى سابع نومة ، صحوها و هم بيضحكوا و طلعوا كلهم عشان يناموا
تانى يوم معظمهم صحيوا متأخرين بسبب سهرهم ، و لما شمس نزلت تحت .. لقت نهى قاعدة هى و يوسف بيذاكروا على الارض و حواليهم ورق كتير اوى ، فشمس قالت : صباح الخير
نهى و يوسف : صباح الخير
شمس قعدت على كرسى جنبهم و قالت ليوسف : انا دلوقتى بس عرفت انت جبت العادة دى منين
نهى و هى بتدور على حاجة فى الورق : انهى عادة
شمس بعدم الرضا : عادة الورق اللى انتو منتورينه حواليكم على الارض ده ، مش فاهمة بتعرفوا ازاى تنظموه من تانى
نهى و هى لسه بتدور فى الورق : ياعزيزتى دى امكانيات خاصة ، و بعدين صرخت مرة واحدة و قالت : لقيتها .. اهى .. انا قلتلك انا متأكدة انى شفتها
و قعدت ترفع ايديها بانتصار و مرح و هى بتقول : عيب عليك يا ابنى .. طب و الله انا المفروض يتعمل لى تمثال
يوسف : هبقى اعمل لك ، بس عاوز افهم النتيجة دى طلعت ازاى
قبل ما نهى تبتدى تشرح ليوسف من تانى قامت شمس راحت ناحية المطبخ و قالت : انا هقول لهم يعملوا لى قهوة .. انتو فطرتو
نهى : انا فطرت يوسف قبل ما نقعد نذاكر و عملت لنفسى شاى وشربته ، بس خليهم يعملوا لى قهوة معاكى على ما الباقى يصحوا نفطر كلنا سوا
شمس راحت قالت لهم على القهوة ، و اثناء ما كانت راجعة لقت يوسف بيتنطط بفرحة و نهى عمالة تضحك عليه ، وسمعت يوسف و هو بيقول لنهى : طب تصدقى انى مابفهمش من المدرس بتاعى زى ما بفهم منك ، خليكى جدعة بقى ، و اقعدى معانا لغاية ما اخلص امتحانات
نهى : يا حبيبى سالم بيعمل دوشة و شقاوة و مش هيخليك تركز ، و انت ثانوية عامة و محتاج تركز كل ثانية
يوسف : و الله هركز ، بس عشان تبقى قريبة منى و لو احتاجت حاجة تلحقينى على طول .. عشان خاطرى .. و رحمة بابا
نهى بابتسامة حزينة : استغفر الله العظيم .. مش اتفقنا مانقولش كده تانى
يوسف : استغفر الله العظيم ..حقك عليا .. غلطة لسان .. ها .. هتفضلى معايا
نهى : حاضر يا يوسف هفضل معاك على ماتخلص امتحانات .. بس على شرط
يوسف بحماس : اللى انتى عاوزاه
نهى : توعدنى انك تبذل اقصى جهدك انك تحقق حلم باباك الله يرحمه
يوسف : من غير ما تقولى .. انا بعمل كده
نهى مدت ايدها ضمت راس يوسف فى حضنها ثوانى وبعدين بعدته تانى و قالت : محتاجين نحل مسألتين كمان زى اللى فاتت دى عشان الطريقة تثبت فى دماغنا
يوسف ناولها كتاب الامتحانات و قال لها : خدى علميلى على اللى عاوزانى احله
فى الوقت ده كانت الشغالة عملت القهوة و خارجة بيها مع كوباية عصير ، فشمس اخدت منها الصينية و قربت من مكانهم من تانى و فعدت جنبهم المرة دى على الارض ، و ناولت يوسف العصير اللى طلبتهوله و لما قال لها مش عاوز ، شمس بصت لنهى و قالت لها : قولى لابنك يشرب العصير من سكات و انتى كمان خدى قهوتك اشربيها قبل ما تبرد
نهى بصت لشمس و هى معتقدة انها غلطة لسان ، لقت شمس بتبتسم لها و بتقول : هو مش ابنك زى ما هو ابنى و اللا ايه
نهى بتأثر و عيونها بتطل منها الدموع : ربنا اللى عالم باللى فى قلبى
شمس بابتسامة : و نعم بالله ، بس انا كمان عارفة اللى فى قلبك يا نهى .. ياللا اشربى القهوة
و عدت ايام و سنين كتير ، اكتر من سبع سنين مروا عليهم كلهم مابين تغييرات لناس و ثبات احوال لناس
نهى كانت بتدير المصنع بعد ما شمس صممت انها تسلمها نصيبها و نصيب سالم الصغير من ميراث سالم ، و كمان اكتشفت ان نهى تقدر تدير المصنع اكتر منها نظرا لفهمها لطريقة شغل المكن و احتياجاته ، لكن برضة شمس ما سابتهاش ، فصلت قريبة منها و جنبها بتتعلم اللى بتقدر تتعلمه ، و كمان بتدير الشركة  فقدروا انهم يكملوا بعض
ورشيد بعد ما اقنع نهى و شمس بالشراكة فى مصنع مصر و كمان الفرع اللى عمله فى الكويت ، بقى معظم وقته بيقضيه فى الكويت ، لكن كان برضة بينزل مصر من وقت للتانى لما شيراز كانت بتحب تتطمن هى كمان على اعمالها و تحب تشوف اصحابها ، و كل يوم عن يوم عشق رشيد لشيراز بيزيد اكتر و اكتر ، و هى كمان كان حبها ليه بيمتزج بالاحترام و هى بتشوف اد ايه كل اللى حواليه بيحبوه و بيحترموه لشخصه و لطيبته و احترامه لظروف كل اللى حواليه ،  و من عشرة شيراز لاهل رشيد حبوها و حبيتهم و خصوصا بعد ماجابت لشاكر حفيدين زى القمر .. الكبير عدنان و الصغير فهد
اما هيا و وجيه فدول كانوا زى عصافير الكناريا اللى على طول ايدهم فى ايدين بعض ، خصوصا لما وجيه اتعرض لازمة صحية شديدة و كانت هيا جانبه و نعم الزوجة اللى لازمته طول تعبه و رفضت بشدة انها تسيبه لحظة واحدة ، و ده خلى وجيه يتشبث بيها زيادة
اما امجد .. فمابطلش لحظة واحدة انه يحب شمس ، و مابطلش لحظة واحدة يناديها بلقب هانم مشبوك مع اسمها ، و مانسيش لما  حاول انه يجس نبض شمس فى مرة .. ان كانت ممكن تدى لنفسها فرصة تانية انها تعيش حياتها من تانى .. خصوصا انها لسه صغيرة و جميلة و تعتبر فى عز شبابها ، و اللى ردها عليه خلاه قفل اخر باب للامل كان موجود جواه .. لما قالت له .. انا اما اتجوزت سالم .. ماكنتش لسه حبيته ، بس لما اتعلمت يعني ايه حب ، كان على ايديه هو ، و رغم انه حب غيرى الا انى صدقته لما حلفلى ان حب نهى مانقصش من حبه ليا ، و لو هو قدر انه يشارك غيرى فى قلبه ، الا انى ما اقدرش اشارك حد معاه فى قلبى و لا حبى غير ولادى اللى غانيينى عن اى حاجة تانية 
امجد بعدها قرر انه يفضل مخبى حبه جواه علشان مايخسرش علاقته بشمس اللى كانت بتعتبره اخ اكتر من صديق وكمان علاقته بولاد سالم اللى كانوا بيعتبروه واحد من عيلتهم و مكان ابوهم
فى شقة نهى .. كانوا كلهم متجمعين و بيحتفلوا بقراية الفاتحة بتاعة نورا على زميلها فى الشغل ،
و بعد ما العريس و اهله مشيوا ، شمس قالت لنورا : مبروك يا قلبى .. رغم انى لحد دلوقتى مش فاهمة سر اصرارك ان الفاتحة ما تبقاش فى الفيلا
نورا : يا شموسة يا حبيبتى ، الفاتحة لو اتقرت عندك ، ممكن اهل على يفكروا انى عندى ورث و اللا حاجة و يشطحوا لبعيد ، فكده احسن
شمس : طب ما هو على جه الفيلا قبل كده و شافها
نورا : ده على .. مش ام على و ابو على و اخوات على و قرايب على و جيران على
وجيه بمرح : من يوم ما شفت البنت دى و انا بقول عليها دماغها  عالية
نورا بانتصار : مش بذمتك عندى حق
وجيه بمرح : بذمتى و ذمة هيا كمان
رشيد : طب ايه .. انتو ناويبن تباتو هنا و اللا ايه .. مش ياللا
عنايات : ياللا ده ايه .. اقعدوا معانا شوية
يوسف : كفاية كده يا تيتا .. انا عندى شغل بدرى
عنايات بغمزة : اقعد و انا اكلملك المديرة بتاعتك تديك اجازة بكرة
نهى قامت وقفت و هى بتقول : لاااا.. مافيش اجازات تانى .. مش كفاية النهاردة ، و بعدين احنا عندنا طلبية كبيرة و عاوزين نسلمها فى معادها ، ياللا يا باشمهندس يوسف انده على اخواتك خلينا نمشى
نورا : هو انتى كمان هتمشى معاهم
لولى و هى بتبوس نورا : يعنى يرضيكى يبقى عندى امتحانات البكالوريوس وماتذاكرش معايا
و انتى عارفة ان انطى هى اللى بتذاكر معايا الديناميكا و الميكانيكا
نورا : و هو انتو يعنى هتذاكروا النهاردة
لولى : لا .. بس انا اتفقت مع سالم اننا هنبات سوا النهاردة
عنايات : طب ماتخليكم هنا و نبات سوا كلنا 
نهى : معلش يا ماما .. مش هينفع ، و انا وعدت لولى و سالم
شيراز : خلاص يا طنط ، سيبوهم براحتهم النهاردة على ما المهندسة لولى تخلص امتحانات
و فى يوم كانت شمس ماعندهاش شغل فى الشركة ، و كان فاضل يومين على السنوية بتاعة سالم ، بس حست انها عاوزة تروح تزوره ، فنزلت اخدت عربيتها و راحت على المقابر ، و لما وصلت لقت الحارس قاعد برة و البوابة مفتوحة و عرفت منه ان نهى جوة ، استغربت لان نهى ما قالتلهاش انها رايحة تزور سالم ، بس مافكرتش كتير ، و دخلت بشويش و هى بتسمى الله و اول ما قربت من نهى اللى ماحسيتش بيها ، سمعتها بتقول برعشة من اثر دموعها : النهاردة لولى اتخرجت يا سالم ، اول ما عرفت النتيجة بتاعتها جيتلك افرحك زى يوم نتيجة يوسف ، لسه ماحدش يعرف خالص
ولادك الاتنين ماشاء الله بقوا مهندسين اد الدنيا ، حلمك اتحقق يا سالم ، اتطمن عليهم انا و شمس هنفضل فى ضهرهم طول مافينا نفس ، و اتطمن على سالم الصغير كمان .. بيحب اخواته اوى ، و اخواته كمان بيحبوه اوى و بيعشقوه عشق السنين ، كان نفسى تكون معانا ، بس اكيد انت حاسس بينا ، و متطمن من لمتنا حوالين بعض انت عارف من زمان انى بحب شمس من حبك ليها ، لكن دلوقتى انا بحب شمس عشان هى شمس ، و هى كمان يا سالم ، هى كمان بتحبنى و عايشين زى الاخوات ،  يمكن رحيلك هو اللى جمعنا  .. لكن وجعنا اوى يا سالم
هنا شمس ماقدرتش تفضل بعيد ، فقربت من نهى بعد ما ندهت عليها بالراحة عشان ماتخضهاش ، و اخدتها فى حضنها بحب حقيقى و قاالت .. سالم لما اتجوزك .. اكيد عمره ما خطر على باله اننا نتجمع هنا بعد رحيله و احنا علاقتنا بالشكل ده
نهى و هى بتمسح دموعها : جيت اطمنه علينا بعد رحيله
شمس بصت على قبر سالم و قالت : احيانا الرحيل بيبقى بداية اكتر ما بيبقى نهاية ، بعد رحيل سالم .. كانت بدايتنا كلنا .. يمكن لسه واخده على خاطرى منه بسبب اللى عمله ، و لسه فى حتة جوايا موجوعة منه
شمس بصت ناحية قبر سالم و قالت : يمكن لو كنت صارحتنى من البداية كانت حاجات كتير اتغيرت ، و يمكن لو كنت لسه عايش مابيننا ماكنتش سامحتك ابدا ، بس رحيلك فعلا غير كل الموازين
ربنا يرحمك و يسامحك
💫💫💫💫💫💫💫💫
الزواج التانى حق ربنا مشرعه للرجل .. و ده اكيد له حكمة عند ربنا سبحانه و تعالى
بس زى ما الراجل من حقه يتجوز .. مراته من حقها تعرف و تختار الاستمرارية من عدمها ، و طبعا انا عارفة ان عدم ابلاغ الزوجة الاولى بالزواج التانى لاينقص من شرعية الزواج التانى بشئ ، بس انسانيا من حقها تعرف و تقرر
سالم شاف انه بيحبهم هم الاتنين زى بعض بالظبط و مايقدرش يستغنى عن حد منهم و شايف انه ماغلطش .. رغم انه ظلم شمس زى برضة ما ظلم نهى رغم انها متجوزاه بمزاجها و هى عارفة كل ظروفه و ظلم ولاده كمان ، يعنى سالم ظلم الكل و اولهم نفسه بأنانيته ، بس كان شايف ان ده حقه
شمس اخدت ولادها و اختفت من حياة سالم و هى شايفة ان ده حقها و مش غلطانة .. و نسيت انها بترتكب جريمة و ذنب لما تحرم الاب من ولاده و ان مش من حقها ابدا انها تعمل كده ، بس هى كانت شايفة ان ده حقها
حاولت تقنع شيراز تتجوز رشيد و هى عارفة انه كاتب كتابه على واحدة تانية ، و كان رايها ان شيراز تدور على سعادتها ، و لما اتحطت فى نفس الموقف و بقت هى الزوجة الاولى استنكرت ده و ماصدقتش انها ممن ينطبق عليهم قوله تعالى ،، الا تطغوا فى الميزان ،، .. و قوله تعالى ،، كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون ،،
نهى اتجوزت راجل متجوز و هى عارفة ده من اول يوم و رضيت انها تعيش فى الضل بحجة انها بتحبه لكن اول ماحصلت المشكلة حبت توقع بين سالم و شمس بزيادة اما شارت عليه ياخد الولاد منها و هى قاصدة بده انها تزود الفجوة بينهم ، بحجة خوفها ان سالم يطلقها و وقتها برضة كانت شايفة ان ده حقها
شيراز .. كانت مراية صاحبتها طول الوقت و هى بتحكم ضميرها و عقلها ، لكن لما جت لحد عندها كل مقاييسها و قوانينها اختفوا من قدامها ، و غارت من واحدة فارقت الدنيا بعد ما رسمتلها طريق السعادة مع رشيد و برضة كانت شايفة ان ده حقها
زيدان مريض نفسى و ادى لنفسه الحق انه ينتقم من سالم عن جريمة سالم اصلا ما ارتكبهاش من الاساس ، و دمر نفسه و دمر هيا معاه و هو برضة شايف ان ده حقه
مش هتكلم عن شوقى عشان ده عاوز كتاب لوحده 🥴
طب انا قلت فى مرة من المرات انى مش بناقش هنا الزواج التانى .. اومال بناقش ايه 🥴🤔
انا هنا بناقش الانانية المطلقة لينا كلنا مع اختلاف الاشخاص و المسميات و المواقف
بناقش ان كل واحد فينا مدى لنفسه كل الحق فى كل تصرفاته من غير ماحتى يفكر فى انعكاسات تصرفاته دى على اللى حواليه ، و يوم مابيفكر .. اقصى حاجة بيعملها انه ممكن يخبى اللى بيعمله
لو كل واحد قبل ماياخد حق مكتسب لنفسه فكر لحظة واحدة فى تأثير الحق ده على اللى حواليه كانت فرقت كتير
لو كل واحد فكر فى سعادة اللى حواليه زى ما بيفكر فى سعادته الشخصية كانت فرقت كتير
لو كل واحد قدر يعمل بالثقة اللى محطوطة فيه من اللى حواليه كانت فرقت كتير
لو كل واحد فكر فى كل خطوة بيخطيها فى سلبياتها و ايجابياتها على المدى الطويل من غير ما يبص تحت رجليه و بس .. كانت اكيد هتفرق كتير
لو كل واحد استعمل ميزان واحد لتصرفاته و تصرفات اللى حواليه اكيد برضة كانت فرقت كتير
كلنا بنغلط ، بس فينا اللى بيغلط و هو مش فاهم و اما بيفهم بيحاول يصلح الغلط ده زى ما عملت شمس و نهى كده ، و اللى المفروض الكل يعمله
لكن برضة فيه اللى بيغلط و بيصر على غلطة مهما اللى حواليه قالوا له انه غلطان و بيصمم انه هو اللى صح مهما شاف وجع اللى حواليه و اذيته ليهم زى شوقى و زيدان كده
ناس كتير من اللي بيأذوا غيرهم بيبقوا مش مُدركين هما قد إيه أشخاص مؤذية ..
مش مُدركين أن تصرفاتهم المؤذية دى بتغير حياة ناس للأسوأ ..
مش مُدركين إن التصرفات المؤذية ممكن تسبب مشاكل نفسية و صحية لغيرهم ..

إنك تستغل إن حد محتاجلك أو محتاج حاجة منك ده أذى.. زيدان و شوقى
إنك تضغط حد نفسيا ده أذى .. زيدان
إنك تستغل طيبة حد و حبه ليك ده أذى .. سالم
إنك تكدب علي حد مديك الأمان ده أذى .. سالم
إنك تستهين بزعل حد و تسيبه يتفلق ده أذى .. سالم و شمس
عدم التقدير أذى ..
الكلمة السخيفة أذى ..
عدم الإلتزام بالوعود أذى ..

الأذى له أنواع و أشكال كتير ..
و الشخص المؤذي مش لازم يبان على وشه أنه شخص مؤذي ..
و الشخص اللي بيتأذي مش لازم يبان علي ملامحه إنه موجوع و اتعرّض للأذى ..

جرّب الكلام على نفسك يمكن تعرف احساسه في نفوس الآخرين 😑
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، محتاجين نطهر قلولنا و نوايانا عشان دنيتنا تبقى احسن
تمت
بتمنى تكون الرواية نالت إعجابكم
و يكون مضمونها و مغزاها و صل لكم
اسعدتوني طول فترة نشر الرواية ، و بتمنى اكون قدرت اسعدكم .. بحبكم فى الله ❤️😘❤️
بعد الرحيل .. ميمى عوالى

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 19, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بعد الرحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن