4

49 4 1
                                    

في سوبر ماركت لأحد المولات •••

كانت تختار كل ما يأتي أمامها وأخاها يراقب من بعيد، انتهت لتحضر السله التي عبأت فيها كل ما تريد وتتجه للكاشير، ليأخذها العامل ويبدأ بحساب الأشياء لينظر لها بزهول من كم الشكولاتات التي أحضرتها، ليلاحظ أخاها زهوله ليردف بضحك: ما تستغربش دا الطبيعي عندها.
ليضحك العامل ويكمل حساب الأشياء الأخرىٰ لينتهي بعد بضع دقائق، ليأخذو الأكياس ويخرجوا ورضوىٰ تشعر بالرضىٰ والفخر من ما أحضرته فهي تحمل كيساً وأخاها إثنين، ليركبَ السيارة ويتجهىٰ للمنزل.

بعد دقائق من الصمت ••

أرتفع صوت رنين هاتف أخاها ليخبرها وهو ينظر للطريق أن ترىٰ من المتصل لتخبره وهي تقلب عينيها: وصية رسول آلله، دي أكيد سمر.

ليخبرها أن تجيب وتفتح المايك ليظهر فور أجابتها صوت سمر الباكي وهي تصرخ:إلحقني يا مرااد، لانا بتروح مني.

ليتوقف الزمن عند تلك الحظة عند مراد ليضغط الفرامل ليصدر صوت الإحتكاك وكأن العجلات قد انفجرت، لتنظر رضوىٰ لأخاها وحالته وللهاتف ومن علىٰ الجهه الأخرىٰ تبكي، لتتمالك نفسها وتجيب بدلاً عن أخاها: أهدي يا سمر وفهميني في إيه؟، ولانا مالها؟

لتكمل بشقات متتاليه: حرارتها عالية جداً، ومش بتصحىٰ.

ليفيق مراد أخيراً من صدمته ويلتقط الهاتف ويجيب علىٰ سمر: خديها فوراً علىٰ مستشفىٰ "ليملي عليها اسم المشفىٰ "وأنا فطريقي لهناك.

ليغلق الخط ويتجهه فوراً للمشفىٰ، وهو يلقي مكالمه لأحدهم ليردف فور إيجابة الأخر علىٰ هاتفه : حصلني بسرعه علي مستشفي عمك.

ليوافق علي كلامه دون استفسار، فهو شعر بالخوف والقلق في صوت صديقه.

في المستشفىٰ •••

كان الجميع يترقب أمام غرفة من غرف الطوارئ، ويسودهم القلق والخوف، بعضهم من يبكي والبعض الأخر يدعوا لها بالنجاه.
بعد قليل خرجت أحد الطبيبات وهي تخلع كمامتها وتمسح علي جبينها، ليرقض الجميع نحوها ليسألها ما حدث ليردف مراد بلهفه: بنتي مالها يا دكتوره ؟
لتردف الطبيبه بعد تنهد مسموع: الحمد لله عدت علىٰ خير و هتفضل تحت المراقبه لحد بكره وبعدها نشوف.

ليردف مراد بستفهام: هي إيه إلي عدت علىٰ خير؟

لتجيب الطبيبه مفسره: دا دور برد طبيعي بحبة سخونيه بس تم أهمال الوضع دا وبالتالي السخونيه زادت وخلت الطفله بالحالة الي جت بيها دي.
لتكمل ببعض من الغضب: الطفله جايه بحرارة تسعه وتلاتين فاصل تسعه، يعني حراره زي دي لطفله عمرها شهور جريمه في حق أمها وأبوها.

أنسحب مراد ببطء من أمامها، وكلماتها الأخيرة ماذلت تتردد داخل أذانه، فكيف تقول أنه مجرم في حق صغيرته، هو حقاً جرح من أثر كلامتها الطاعنة كالخناجير في قلب خائن، جلس علىٰ أحد المقاعد في ممر المشفىٰ ووضع رأسه بين بديه، وأخذ يفكر في كلام الطبيبه.

أمام غرفة الطفلة وبالتحديد عند تجمع ثلاث سيدات•••

رضويِ بصراخ للتي تقف أمامها: أنتِ أيه يا شيخه بنتك ومش عارفه تحافظي عليها، ولا كأنك مرات أبوها مش أمها.

لتحاول والدته رضوىٰ أسكاتها ولاكن لا فائده: خلاص يا بنتي هيا فيها إلي مكفيها.

رضوىٰ بنفس الصراخ: لاء مش خلاص يا ماما، هي لو بتحس علي دمها كانت أهتمت لبنتها، أنما دي جبله مبتحسش.
لتتركهم والدتها وتذهب للبحث عن مراد، لتصرخ سمر وأخيراً في وجهه رضوىٰ وتتحول تعبيرها من البكاء والبراءه للخبث والغرور: أنتِ يا بت يا مفعوصه أنتِ، لسه مخرجتيش من البيضه وبتطولي لسانك عليا، وبعدين دي بنتي وأنا حرة فيها حتي لو ولعت فيها ملكيش دعوه، لتكمل وهي تنغزها في كتفها لتعود للوراء عدة خطوات: حسك عينك ترفعي صوتك دا تاني عليا أنتِ فاهمه.
لتتركها وتذهب وهي تهمس ولاكن رضوي سمعتها وهي تقول: جاتك القرف عيله غبيه.

أحترقت رضوىٰ من الغضب والغيظ فهىٰ منذُ البداية تكرهها والأن زاد ذلك الكره أضاعفاً، لتتوجه فوراً لوالدتها لتخبرها ولاكن كالعادة والدتها تدافع عن سمر لتشعر بغضه كبيره تجعل عيناها تمتلأ بالدموع لبحث عن زاوية بعيدة عن أعين الماره وتجلس لبدأ دموعها في الإنهمار، فهي ودائما في هذا الحال أمها لا تصدق شيء علىٰ سمر وتمنعها من أخبار أخاها، هىٰ حقاً ملت من ذلك الحال وتريد تغيره ولاكن كيف؟

عند مراد •••

وضع أحدهم يده علىٰ كتف مراد ليرفع رأسه إليه وفور رؤيته أرتمىٰ في أحضانه.

جلساَ بعض الوقت يتحدثان قليلا ليردف زين: متشغلش همك بتكاليف المستشفىٰ وكمان لو حابب تقعد معاها هدبهالك دي.

ابتسم مراد رغم ألمه من كلام الطبيبه: تسلم يا صحبي مش عارف من غيرك كنت عملت إيه، وبالنسبه للبيات فا هخلي أختي هيا اللي هنا.

زين بستغراب: وليه مش أمها؟

أنزل مراد رأسه للأرض ليرفعه مره أخرىٰ ويردف بأسىٰ: أمها خيبت ظننا كلنا، أمها السبب في حالتها دي، وبسبب أهمالها وصلنا لهنا.

وضع زين يده علىٰ ظهر مراد وهو يردف: خلاص ولا يهمك أرتاح أنت وأنا هشوف مكان لأختك تبات فيه، خد الباقي وروحوا أنتو.

مراد بمتنان: بجد أنا مش عارف أشكرك أزاي.

زين بفكاهته المعتادة: جوزني بنتك وهتكون عملت الواجب كله.

ليضحكَ الإثنين ويتجه زين للبحث عن أخت مراد التي لا يعرف شكلها حتىٰ ولكنه سيسأل، بينما مراد أتجه لأخذ البقيه والرجوع لبيته.

انتهت•••

#فاتن خميس "دوروثي "
# رواية: وبختصار أصبحت لي

وبختصار أصبحت ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن