5

37 6 1
                                    

وقف عند الممر ينظر هنا وهناك يبحث عن أخت مراد التي رغم صحبته لصديقه إلا أنه ولا مرة رأها ولا حتي سمع عنها ولو بالصدفه، فعرقهم الصعيدي يمنعهم من تلك الصدف حتىٰ ولو عن طريق الخطأ.

مل من الإنتظار لتصادفه أحد الممرضات ليوقفها وهو يردف: لو سمحتِ، كان في أنسه مع الطفله اللي فالأوضه دي. لينهي كلامه وهو يشير علي الغرفه
لتردف الممرضه وهي تنظر له نظرات هيام واضحه، فهو دائم التواجد هنا ودائم للفت الإنتباه: كنت شفتها بتتشاكل وبعدها راحت لأخر الممر. لتنهي حديثها وهي تشير لأخر الممر، ليشكرها ويتجهه للبحث عن تلك الفتاه التي يبدو أنها أفتعلت مشكلةً مع أحدهم.
انطلق لأخر الرواق ولاكنه لم يجد أحد فالوقت متأخر لتواجد أحد بخارج غرفه، تحركَ للسلم المجاور لأخر الممر لينزل للممر السفلي، لعلها تكون بالأسفل، ولاكن للأسف الرواق خالي، ليتحرك بجانب المصعد قليلاً، ومن ثم يلتفت ليعود أدراجه ويخبر أحد الممرضات ريثما تعود لتخبرها هىٰ، ولاكنه سمع صوت بكاء خافت، ليبدأ بالإقتراب من مصدر البكاء حتىٰ يجد فتاه في عنقها الثامن عشر تقريبا متكوره حول بعضها في مكان يكاد أن يكون معتم، وشعرها البرتقالي منسدل علىٰ وجهها وبعضه علىٰ الكرسي الجالسة عليه، ليضع يده علي كتفاها وهو يردف بقلق: أنتِ كويسه.

لترفع شعرها بيدها اليمنىٰ، وبالأخرىٰ تمسح دموعها لينظرَ الإثنين لبعضهما ليردفَ بنفس الوقت: هو أنت "هي أنتِ"

في صباح يومٍ جديد ••

يعم الفرح علىٰ البعض والبعض الأخر يعم الحزن، أستيقظ مراد قرابت الفجر فهو حتماً لم يستطع النوم ولا التوقف عن التفكير ولو للحظة واحده، تجهز وأجرىٰ مكالماته وأنتهىٰ وتوجه للمشفي ليطمأن علىٰ صغيرته، أذنت له الممرضة بالدخول فهي تعلم أنه صديق لزين وزين يكون ابن أخو صاحب المشفىٰ وهىٰ حتماً لا تريد أفتعال المشاكل مع أحد من ناحية صاحب المشفىٰ، توجه مراد لسرير لانا والدموع تتجمع بمقلتية فرؤيتها في هذا الحال لا تسر حبيباً ولا عدواً، ظل بجانبها قليلاً حتي أزهرت مقلتيها الزرقاوين ليمسح وجنتيه من أثار دموعه ويقف ليلاعبها قليلاً لتشرق ببسمتها المحببه لقلبه ليشعر مراد أن حياته ردت له مرةً أخرىٰ، كان كل هذا يدور ورضوىٰ خلف سيتار نائمه علىٰ السرير المقابل ولاكنها أستيقظت فور سماعها لصوت مراد، لتباغته من خلف ظهره وهىٰ تحتضن عنقه لتردف بمناغشه: أخويا حبيبي بيعيط، طلعت طيب وأنا معرفش.

ليسبحها من زراعها وهو يقف لتردف بتمثيل للألم: أهه يا أيدي كسرتها، يلا جبستني.
ليردف مراد وهو يمسح علي عينيه: أنتِ مش هتهمدب يا بت أنتِ، أهمدي شويه قاديني قلتلك أهو.
لتقترب منه وترفع حاجب وتنزل حاجب وتضع يدها علىٰ ذقنها وكأنها تفكر لتردف: ولو مهمدتش؟

ليبتسم وأخيراً ولاكن أبتسامة خبيثه ليردف:  ما بلاش وبترجعي تعيطي.
لتقلب إلي وضع القط البريءوهي تردف: كدا يا مرمر.
ليردف فور انتهائها: أهو بعد مرمر دي هولع فيكي.
لينهي حديثه وهو يحاول الإمساك بها ولكنها أنكمشت لبنيتها الصغيرة وهربت من أسفل يده لتخرج خارج الغرفه وماذلت ترقض وتنظر للوراء، لتصل لنهايه الممر ليقابلها كتلة ضخمه لتوقف حركتها وليس هذا فقط بل وتسقط أرضاً لتقع علىٰ يدها اليمنيٰ وقدمها اليسرىٰ، لينظر لها من كان سبب وقوعها ليمد يدة ليساعده علىٰ النهوض ولاكنها رفضت أمساك يدة، حاولت النهوض بمفردها ولاكن محاولاتها بائت بالفشل وألم يدها وقدمها يزداد، لينزل هو لمستواها ويحملها رغماً عنها، ليتجه بها لأحد الغرف ويضعها علىٰ السرير ببطء ويتجه لخارج الغرفه وهو ينادي علىٰ الممرضات لأحضار طبيب لفحصها، أتىٰ الطبيب وقام بفحصها ليردف: في إلتواء في كاحل الرجل، وإيدها زرقة من الوقعه مش أكتر.
ليشكر الطبيب ويذهب للباب مع الطبيب ومن ثم يعود لها وهىٰ تحاول النهوض ليعيدها مكانها وهو يردف: بطلي تقومي زي الأطفال.

لتردف بتزمر: مهو لو حضرتك ما خبطش فيا مكنش فاتني هنا، ولا كنت عملت زي الأطفال ولا زفت.
ليقترب من ذقنها وهو يشير لوجهها: في حد بالجمال دا يقول زفت.
لتخبط ذراعه المقتربه منه وهي ترفع أصبعها في وجهه: أسمع يا بني أدم أنت، أبعد عني بدل ما وريك الجنان علي أصوله.

ليردف بمناغشة للجالسه أمامه: تعجبني يولا يا شرس.

لتصرخ في وجهه وهي تحاول النهوض: ولاا أنت في حاجه في مخك دا ولا إيه.

ليجلس ببرود وهو يتابع محاولتها في النزول من علي السرير: ولا أنا يتقالي ولا، ماشي هعديهالك يقمر.

ليأتيه اتصال فور انتهائه من مدايقتها ليرد وهو يراقب تحركات التي أمامه، انهي كلامه بالهاتف وهم بالوقوف وأعطاها ظهره ليتجهه للخروج، لتردف رضوىٰ: أنت يا أخينا، هتسبني هنا، أنا عاوزه امشي.

ليرد عليها وهو بنفس وضعه: مهو لو مكنتيش بتجري زي الأطفال مكنتش هسيبك هنا.

ليتركها تشتات من الغيض فهو ومؤكد يحاول أثارة غضبها.

انتهت •••

#فاتن خميس "دوروثي "
# رواية: وبختصار أصبحت لي

وبختصار أصبحت ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن