تمهيد

5.3K 110 27
                                    

١

إنها إحدى اليالي الأكثر هدوءا ،

كان القمر مكتملا في قلب و قريبا من الارض ؛

كما لو أن القمر تلك الليله قرران يحطم كل قوانين الطبيعه  و يقترب عامدا متعمدا من هضبه نجد ؛ ليستنشق من هواء صحرائها الطيب .

و بالرغم من اكتمال القمر ،

إلا أن النجوم كانت حاضره ببريقها اللؤلؤي الجميل تملأ صفحه السماء ، كما لو انها ارادت ان تكون شهاده على ما سيحدث في يوم الغد و تحديدا عند الساعه الثانيه عشر ظهرا و دقيقه واحدة .

* * * * * * 

تتوقف السيارة ذات الدفع الرباعي امام بوابه احد الڤيلل يهبط منها " هشام " و هو يمسك بيده بعض الاكياس التي كان قد ابتاعها للتو من المتجر .

يسير بضع خطوات متجها الى منزله  و ثمه شعور رائع يخامر قلبه بعد ان  هبت نسمة هواء عليلة داعبت جسده الطويل متناسق الأبعاد، أخرج
مفتاح منزله وفتح الباب:

- عزيزتي لقد جلبت لك ما طلبته.

لم يأته الرد؛ فعاد يناديها: أتسمعينني يا بلقيس؟!

بدا المنزل خالياً منها على غير العادة؛ ما دفعه ليتساءل في نفسه
أسباب غيابها.

رن هاتفه؛ نظر إلى الشاشة فوجدها المتصلة.

**

إن المحبة الصادقة تخلق بين الشخصين شيئا يسمى هالة الحبل الأثيري ما يجعل توارد الأفكار والمشاعر بينهما أمراً ممكناً؛ وهذا ما يفسر أحياناً السبب الذي يجعلنا نتلقى اتصالاً أو رسالة من شخص ما كنا نفكر فيه تلك اللحظة.

كانت بلقيس - تؤمن بوجود هالة الحبل الأثيري - وتؤمن أيضاً بأنه مع بعض الإيمان والتدريبات قد يصبح الإنسان بمقدوره استخدام تلك الطاقة وترويضها لخدمة مصالحه.

أما هاشم فقد كان من ذلك النوع الذي يستمع لتلك الأشياء من باب التسلية فقط لكنه لا يؤمن بوجودها؛ وكان يصر على معاندة بلقيس والسخرية من أفكارها أحياناً .

وهذا السبب هو ما جعله يختار ألا يخبرها أنه كان يفكر فيها قبل أن تتصل عليه؛ حتى لا تتخذ ذلك الأمر دليلاً ضده على وجود ما يسمى بهالة الحبل الأثيري.

ضغط زر الرد وجاءه صوتها الرقيق المحبب إلى قلبه:

- أهلا بالحبيب لقد اتصلت عليك لأقول أمرا مهما.

آرسسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن