بعد مرور تسع سنوات من الحادثه

1.5K 62 3
                                    


ليلا؛

السکون يُخيم على المدينة؛

وثمّة هواء بارد وعليل یأتی قادمًا من الصحراءء يطوف البيوت والشوارع الناعسة محملا برائحة القمر والرمال وقصص عن الأجداد ستظل رباح نجد دائمًا ترويها.

في إحدى الفلل الواقعة شمالا - وتحديدًا حي الياسمين - يتصاعد رنين الهاتف. 

يستيقظ هاشم من نومه لیٔجیب على الاتصال؛ فالرنين المتصاعد ذاك

لم يكن صادرًا من هاتفه المحمول بل من الهاتف المخصص لعمله، ضغط زر الرد ووضع السماعة عند أذنه:

- ماذا هناك ؟


- آسفة لإيقاظك بمثل هذا الوقت» ولكن يجب أن تأت حالا.


هو يدرك أن عمله لن يطلبه الساعة الثالثة فجرًا من يوم إجازته الأسبوعية - الجمعة - إلا إن كان هناك أمرٌ في غاية الخطورة اعتدل في جلسته وقال:

- ماذا هناك يا راما؟!


- لا أستطيع إخبارك هنا؛ فالجو قد يكون ماطرًا يا سيدي.


كان ذلك الكود السري الذي قالته راما يعني أن المعلومات التي تملكها حساسة جدًا بحيث لا تستطيع مشاركتها عبر الهاتف .. رد هاشم بالكود

الذي يؤكد استعداده لتلبية النداء:

- سأجلب مظلتي وألتقي بكم في الحديقة بعد قليل.


وقف هاشم تحت الدش سامحا للماء الدافئ أن ينهال فوق جسده، ذلك الجسد الذي رغم اقترابه من الخمسين إلا أنه كان لا يزال يحافظ على رشاقة الشباب الأقل.

کان طويلًا کالنخیلء يملك شعرًا قصيرًا تتخلله الكثير من الخصل الرمادية التي يبدو أنه ورثها عن أحد والديه له وجه حاد التقاسيم مثل حافة مشرط وشارب ثقيل متصل بلحية مُھملة.

جفف جسده المبلل ثم ارتدى لباسًا ثقیلا يقيه برد الشتاء ولم ینس بالطبع أن يرتدي سترته الواقية ضد الرصاص وآن یصطحب معه مسدسه المزود بماسورة كاتمة للصوت.

وبالرغم من أن الحالة كانت تستدعي العجلة إلا أن هناك آمرا كان عليه القيام به، ذلك الأمر الذي منذ قرابة - تسعة أعوام - وهو لا يغادر منزله قبل أن يفعله.

آرسسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن