آرسس

التقدم نحو الهدف

كانت الظاهرة الكونية عبارة عن:

دائرة واسعة القطر كأنها شمس تتوشح السواد، يُحيط بها هالة من الغبار الكوني شديد الكثافة.

* *

 بأمر من قيادة المرکز توقف الطیار الآلي عن التقدم، خوفًا من أن تواصل المرکبة تقدمها فتتآثر بمجال جاذبية الظاهرة الكونية .. كان العلماء يراقبون ذلك المنظر باهتمام شدید من خلال شاشة کبيرة آمامهم تعکس ما ترصده كاميرا مثبتة على مقدمة المکوك.

قالت المديرة تعطي تعلیماتها:

- ابدأ الاجراء يا سعادة العقید ، وکن حذرًا.

 اتجه العقيد هاشم نحو جزء في المكوك يُدعى غرفة معادلة الضغط وهو المكان الذي يستطيع رائد الفضاء من خلاله مغادرة المركبة والعودة إليها لإحقاً.

ربط هشام نفسسه بما يسمى حبال السلامه حتى يضمن عدم انجرافه بعيداً في الفضاء عند حدوث ما هو غير متوقع ، ثم فتح باب غرفة معادلة الضغط وقفز إلى الفراغ الأسود.

* *

اتخذ العقيد هاشم عبد العزيز لنفسه الزاوية المناسبة التي سوف تسمح لكاميرا - المجال الكهرومغناطيسي - المثبتة على خوذته بأن تلتقط الصور المطلوبه.

كانت هناك العديد من الأميال التي تفصله عن الظاهرة الكونية ورغم ذلك إلا أنه كان حذرًا في تحركاته لأنه يدرك أن الخطأ سوف يكلف كثيراً.

* *

لماذا وهو في تلك الأثناء - بینما كان بلتقط الصور - راح عقله بشکل لا شعوري یفکر بابنته .. لقد كان قاسیاً معها وهي لا تستحق منه تلك المعاملة آبدا.

وبینما طيف ابنته الجميلة يرفرف في سماء ذاکرته مثل راية تداعبها نسمات الریح إذ ابتسم ثغره لا شعورتاً؛ وذلك حين تذکر قصة حدثت بينه وبينها قبل عام:

حيث أصيب هاشم آنذاك بفيروس مُعٍ اضطر بسببه للبقاء معزولاً في الطابق العلوي لمنزله ..

كانت أخته نرجس حينها تضع له الطعام والشراب عند عتبة الباب وتأتي في اليوم التالي لتأخذ الأطباق الفارغة وتضع مکانھا أطباقاً مملوءة بالطعام الجديد.

وبالرغم من جميع الاحتياطات التي فرضها هاشم لضمان عدم انتقال المرض لأحد آفراد عائلته» إلا أن ابنته لم تمكث طوبلاً حتی أصيبت