ذاهب لأنقذها

814 32 0
                                    


 جآءه صوتها عبر الهاتف حلوٌامفعماً بالنشاط والحب كما يتذكره قبل تسع سنوات:

- أهلاً بالحبيب ، لقد اتصلتٌ عليك لأقول أمرًا مهما.


لم يُجبها وظل مُحاطاً بهالة من الدهشة وعدم التصديق، أكملت كلامها دون أن تنتظر منه ردا

- أنا وابنتك اشتقنا إليك.


بدأت أنفاسه تضطرب وسرت في جسدہ رعدة باردة» لم تعد ركبتاه تحملنااه فسقط وسقطت دموعه

- أعلم أنك لا تأخذ كلامي هذا على محمل الجد .. وتعتقد أنني مجنونة، ولكن الدراسات تقول ذلك .. تقول إن الام تستطيع الإحساس بالجنين وهو ببطنهاء أتريد أن تعرف ماذا تقول ابنتك آیضا؟!


كانت الدهشة لا تزال تعقد لسانه، آما هي فكانت تظن أن سكوته ذاك يعود لإصغائه ، ولم تكن تعرف الأسباب الحقيقية لصمته. أكملت: 

- تقول إنك أفضل أب قد تحصل عليه أي ابنة في هذا العالم» وتقول أيصًا إنك أكثر الأشياء حًا إلى روحها وقلبها وانك قدوتها المختارة وبطلها الخارق. 


هنا آمن هاشم أن كل ما قالته حورائيل کان حقيقياً:

« لقد عبر الارسس وعاد تسع سنوات إلى الوراء »


كان بحاجة لأن يهدأ ویستوعب الأمر العظیم الذي وجد نفسه فيه حتی يعرف كيف یتصرف؛ لذلك - ومن أجل كسب بعض الوقت - فإنه قرر مجاراتها في الحديث فسألها سؤالاً كان يعرف إجابته مسبقاً:

- أين أنتِ، لقد عدت للمنزل فلم أجدك.


- في الممشی.


- ماذا تفعلين هناك ؟


- أفعل مثلما يفعل الناس عادة في الممشى: أرقص.


ضحك هاشم من أعماق قلبه، لم تأتِ ضحكته هذه المرة كردة فعل على إجابتها ،  بل فرحًا بعودتها إليه.

- لماذا تضحك ؟


لن يخبرها بالحقيقة على الهاتف؛ فليس من الحكمة أن يقول لها الآن بأنها أغتيلت وأنه عاش بعدها سنين طويلة وقد عاد به الزمن إلى الوراء والتقاها مرة أخرى. سيخبرها بالأمر عندما يكون الوقت مناسبا، أما الآن فقال:

آرسسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن