If only ...
وصلنا الى المنزل برفقة جايمين ، قررت ان اعطي انا كذلك فرصة لهذه الجلسة لعلنا نفهم شيئا لم افهمه ان كذلك ، كان الجميع في انتظارنا في غرفة الجلوس ، حتى دام الصغير كان جالسا هناك .
جلست في مقعدي على يسار مقعد تايونغ الذي يجلس في مقدمة الطاولة و امامه مباشرة جايهيون ، رؤوس العائلة يجلسون على رؤوس الطاولة .
جاي : بعد نقاش بسيط حدث بيننا بالامس نظرا لمجموع الاحداث التي توارت علينا مؤخرا ، قررنا ان نجتمع اليوم و نفعل ما لم نفعله من قبل ، سنتحدث عن بعض المواضيع و سنستمع لرأي كل واحد منا دون نسيان دام كذلك .
حل الصمت قليلا دليلا على الرضا .
جاي : و الجميع هنا يعرف الموضوع الرئيسي الذي سنتحدث عنه طبعا ، سنتحدث عن مشكل كلوديا ، كما تعلمون ، نريد ان نسمع كلمة جينو اولا لأنه هو من اتانا بالخبر .
التفت الجميع الى جينو منتظرين منه الحديث .
جينو : حسنا ، بدأ الامر في احد الليالي حين كنت كالعادة امشي بين ازقة المدينة ، حينها لمحت كلوديا تمشي بين تلك الازقة و قلقا عليها قرر اللحاق بها نظرا لخطورة التجول في المدينة ككونها بشرية ، لم ارد ازعاجها بالاظهار عن لحاقي بها لذا قررت ان ابقى في الخلف الى ان اتأكد انها وصلت بخير ، لولا ان لمحتها و هي تعانق رجلا سرعان ما علمت انه زينو زارك ابن زعيم الوحوش ويل زارك ، اصبت بالذعر في البداية ، ما الذي يربط كلوديا به ؟ لكن بعد سماع حديثنا توضح لي انها اخته من التبني ، و ان هدفها من البداية كان استهداف تايونغ ، لم استطع البقاء دقيقة واحدة و قررت العودة حتى اخبر جاي بكل شيء حتى نجد حلا للمصيبة التي وقعت علينا .
تايونغ : بالله عليك ، كلوديا ستقتلني انا !
جينو : و من يعلم ، كلامها ذاك اصابني بالصدمة و لم اعرف كيف اتصرف !
دافني : لم تسمع بقية الكلام ؟
جينو : لا ، رحلت فورا دون ان اعرف ان اكملوا الكلام اصلا او رحلوا فورا .
دافني : و هنا يقع الاشكال .
جايمين : اظن ان القرار كان متسرع...
جاي : انا لم اخبرك بعد بالكلام جايمين ، احتفظ بأقوالك الى ان يحين وقتك !
تايونغ : محكمة !
جاي : ليس وقت مزاحك ! و الان ، دعونا نسمع كلام الانسة كلوديا التي اكتشفنا من حيث لا ندري انها كذبت في كونها بشرية اصلا !
كلوديا : كذبت ؟ هل قوته معرفة الغيب ؟
جاي : ما هذا السؤال ؟!
كلوديا : لأنه ان كانت هذه قوتك فأنا اؤكد على خللها !
جاي : تكلمي دون تضييع وقت !
كلوديا : حسنا ، بدأ كل شيء حين واجهت عائلتي مصرعها في احد الليالي على يد وحش يدعى "اپوليون" ، ولدت في عائلة مستذئبين ، ابي و امي و اختي كانوا جميعا ذئاب ، لكن مع الاسف ظن الجميع انني عاجزة بسبب تأخري في الصحوة ، لولا ان صحوت الامس طبعا ، مر الوقت و قد قضيت ما يقارب الاسبوع وحيدة قرب حطام المنزل دون ان اعرف ما حصل لأختي ، طبعا والداي ماتا فورا ميتة لا اريد ذكر تفاصيلها ، الى ان اتاني رجل لم اكن اعرف من يكون ، و توضح انه السيد زارك ، تبناني و رباني مع ابنه الوحيد زينو الذي كان اكثر من اخ لي ، صحيح ان تربيته قاسية لكنها جعلتني قوية و جعلت لقبي كصائدة وحوش مشهورا و ذا هيبة ، قضيت الكثير من المهمات التي كان بعضها صعبا و بعضها سهلا ، لا اعلم ما الذي جعله يفكر هكذا لكنه قرر اقناعي ان تايونغ هو الوحش الذي قام بتلك الجريمة الشنعاء ، طامسا هويته بالتبني ، قام بارسالي الى القناص الذي لم اكن اقرب له اصلا ، و قد اخبرني انه قريب اليكم ، مر الوقت هنا في منزلكم و سأعني كل كلمة ، لطالما حاولت مقاومة شعور الذنب و الميل الى ما تعيشونه ، لكن طبعي كإنسانة غلب كل هذا ، و انتهى بي الامر متخلية عن المهمة ، لو بقي جينو قليلا لسمع هذا ايضا .كان الجميع ينظر اليه بنظرته الخاصة ، شياو و دافني بفرح ، جينو بإحراج ، جايمين براحة ، دام بسعادة ، جاي بنظرات غير مفهومة ، و تايونغ بنظرته الطبيعية .
جاي : اذن القناص كان متورطا كذلك ؟
كلوديا : اجل .
جاي : دافني ، اثبتي !
دافني : انت لا تحتاج الي حتى تصدق ، في النهاية كلوديا لن تكذب عليك !
جاي : افعلي ما قلته ، الوقاية خير من العلاج .طلبت مني دافني ان اعطيها يدي ، امسكتها و اغمضت عينيها قليلا ، بعدها اومأت لجاي .
دافني : صدق !
كلوديا : كيف عرفتي ؟
دافني : قوتي هو استرجاع الذكريات عبر حاسة اللمس .
جاي : جيد انك لم تكذبي ، تايونغ اليس لديك ما تقوله ؟
تايونغ : الكثير !
جاي : مثلا ؟
تايونغ : كنت اعلم من البداية بحادثة والديها فور ان حصلت ، كنت اعلم بخطتها ، انا من قتل القناص ، و انا من كشف لها هوية الوحش الذي قتل والديها ، و زبدة الكلام ، انا اعرف كل شيء !
جاي : و لماذا لا ندري ؟
تايونغ : كي تكون اخا كبيرا يجب ان تحتفظ بأسرار دورك لنفسك .
جاي : و مع الاسف انت لست الاخ الكبير بيننا .
كلوديا : و من يكون مثلا ؟ انت ؟
جاي : لدي سؤال واحد ، كيف عرفتي !
تايونغ : صراحة ان كذلك اتساءل ، و جوابك ذاك اليوم لم اصدقه !
كلوديا : و حتى لو قلت لك السبب الحقيقي لن تصدقني !
دافني : انا اعلم السبب !
جاي : مهلا مهلا ، قبل هذا ! اشرحي لنا يا دافني ما حصل معك ؟
دافني : اه صحيح ، كلوديا هي اختي !
كلوديا : بالله عليك !
شياو : يا زوجتي ، بعض المقدمات ، لا يمكن فرش مثل هذه المواضيع مباشرة !
تايونغ : و كنت اعلم كذلك بهذا !
جاي : ارجوك فقط اصمت !
دافني : صحيح ، لهذا قال لي ذاك اليوم "انظري بين عينيك قبل النظر بعيدا" .
شياو : الحكمة !
كلوديا : صراحة ، انتي تشبهين تلك الفتاة التي كنت اراها في احلامي !
دافني : انا لا اشبهها ، تلك انا !
كلوديا : منطقي ، لكن لا زلت عاجزة عن التصديق !
دافني : دعيني ابرهن !و امسك هذه المرة شياو بيدي و بين دافني ، و قام بنقل الذكريات من دافني الى كلوديا .
كلوديا : قبل ان اقول اي كلمة ، انتما تشكلان ثنائيا عظيما فعلا ، ثانيا لا اعرف ما اقول ، العناق يختصر الكلام بأفضل شكل .
حسنا ، اخد الجميع دقيقة تأمل لكلوديا و هي تعانق اختها عناقا طويلا بعض الشيء بعد سنوات فراق ، ثم عاد الجميع الى مقعده كأن شيئا لم يحصل ، حسنا تمت اضافة بعض الطاقة الايجابية الى الطاولة .
جاي : و الان ، نريد فهم ما الذي جعل كلوديا تعرف بموضوع الاخ الاكبر !
.