الفصل الأول: موعد غرامي لم يكتمل.

267 26 40
                                    


تبدأ قصتنا ليلا في حديقة جميلة مليئة بالأشجار والورود ذات الألوان المختلفة والرائعة ورائحة العشب المُبتل تملأ المكان ولكن ما هذا التجمع ؟ يُقال هناك جثة! أتت الشرطة لتعاين مسرح الجريمة بالطبع أبعدت هذا التجمع وبدأت التساؤلات لما قُتلت؟ ولماذا قُتلت في حديقة عامة! دخل الضابط مسرح الجريمة في تؤدة ومسح المكان بنظره اولا ثم بدأ بتحليل ما حدث هنا، المجني عليها فتاة في منتصف العشرينات قُتلت بسكين ولكنه على شكل وردة طٌعنت بها بجوار القلب تم التعارف على الجثة سارة الشامي ابنة الصحفي محمود الشامي وكانت خريجة كلية إعلام وتعمل في إعداد البرامج وهي في بداية مشوارها المهني، من الواضح أنها كانت في موعد مع أحد، بجانب الجثة باقة ورود، هاتفها ليس موجود، أكان القتل بهدف السرقة؟ أم من قتلها كان قريب منها ولا يريد أن يٌكشف بسهولة لأنه أخر من حادثته على سبيل المثال، قطع تفكيري العسكري يخبرني بوصول زميلي الرائد عمر محمد وقال بتساؤل يمزجه القليل من المزاح كعادته السخيفة: ايه ياسيادة المقدم قضية عويصة؟
أجبت بهدوء: والله ياعمر مش عارف قضية غريبة، البنت دي بنت محمود الشامي ومقتولة بوردة
ضحك عمر وقال بتهكم: وردة! من رقة القاتل قتلها بوردة
أجبت وأنا أحاول التوضيح: يابني لا سكينة على شكل وردة، ثم أكملت بتهكم واضح وأنا أنظر للجثة: واضح إنه كان ديت بس ممرش بسلام..

في مكان أخر..
فتاة تجلس على الأرض في سطح منزل وتضع السماعات الإلكترونية وتستمع إلى فصل يوجا على الهاتف (بودكاست) وتسير حسب الخطوات التي تُقال وتسحب شهيق وتُخرج زفير بهدوء ويقطع جلستها، هاتفها، إنها صديقتها المفضلة والوحيدة تقريبًا وكان الحوار كالتالي:
تسألت المتصلة بأندفاع: ايه يا ليلى أنتِ فين ؟
أجابت ليلى بتأفف: فصلتيني يانغم كنت بسمع كلاس يوجا
أستغربت نغم وقالت بتعجب: هو أنتِ لسه بتسمعي كلاس اليوجا على الموبايل! يابنتي أنا قولتلك كتير تعالي نروح سوا
ردت الأخرى بتردد: أنتِ عارفة أنا مبحبش أكون حوالين ناس ويشوفوني
تنهدت نغم وقالت: ماشي، ثم سألتها: سمعتي حوار سارة الشامي؟
سألت ليلى بأستغراب وهي تلملم أغراض اليوجا الخاصة بها: بنت محمود الشامي ولا ايه ؟
أجابت نغم بالأيجاب، ليلى ومازال الأستغراب على ملامحها ويظهر على صوتها: مالها ؟
نغم بسلام وكأنه شئ عادي: ماتت أو بمعني اصح أتقتلت، الحوار طالع تريند على السوشيال ميديا
تفاجأت ليلى فهي كانت تعرف سارة، كانت معها بالجامعة هي ونغم، وقطع تركيزها نغم وهى تقول: أنتِ معايا !
قالت ليلى بتأثر وحزن: ربنا يرحمها، متعرفيش تفاصيل ؟
مازحتها نغم وقالت: اه عايزة ترشقي في القضية بقى
ضحكت ليلى وأجابتها بضحكة تخفي حزنها فيها: أنتِ عارفة اللي زيي ملهوش لازمة
قالت نغم بحدة: بطلي تقولي كده، أنتِ اللي اختارتي مجال محدش بيطلبه إحنا خلصنا الكلية وبدأنا الدبلومة، أنتِ خدتي أكتر دبلومة محدش بيطلبها ومالهاش شغل كتير، خصوصًا في مصر متقوليش بقى إن مالكيش لازمة، ثم أردفت: عمومًا أنا هقفل دلوقتي هكلمك كمان شوية ماشي ؟
ردت ليلى بحزن رغم علمها بأن كلام صديقتها صحيح، قالت: ماشي هستناكي، وبدأت بالسير نحو غرفتها..
نسيت أعرفكوا بيا زي ما شوفتوا طريقتي، ممكن تفتكروني سلبية أو متوحدة أو إنطوائية أو معقدة زي مابيتقال عليا، أنا ليلى أدهم العمري خريجة أداب علم نفس جامعة القاهرة كنت الأولى على دفعتي الأربع سنين وأتخرجت بإمتياز مع مرتبة الشرف وعملت دبلومة جنائي سنتين، وحيدة معنديش اخوات، بابايا أدهم العمري صاحب شركات العمري للمنسوجات مامتي فريدة سعيد دكتورة في جامعة عين شمس تحديدا في كلية الألسُن لغة المانية، ماليش صحاب ماليش غير نغم هي صاحبتي الوحيدة اللي إستحملتني.. قربنا وكانت دايمًا مستحملة سكوتي وعدم استجابتي لأي حاجة.. أعتقد لو كان عندي أخت مكانتش هتحبني زيها أو تستحملني هي كانت معايا في الكلية كانت بتطلع التانية على الدفعة.. الناس كلها بتحب علاقتنا وبيقولوا علينا أخوات من كتر ما إحنا قريبين وشبه بعض بس مش في الشخصية.. هي عملت دبلومة اكلينكي وبقت ثيرابيست، بتحب شغلها جداً وشاطرة فيه.

من منظور مختلف.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن