صباح يوم جديد مختلف عن كل يوم، نعم مختلف لا قضية اليوم، حتى الأن.. قرر عاصم
بدعوتي على الفطور في مكان يحبه في وسط المدينة و قررت أنا أن أعطيه قهوة؛ فهي أصبحت المفضلة لديه، هي من جمعتنا، لقد مر أسبوع على أخر قضية، قضية أمجد سليمان ومنذ ذلك اليوم ونحن أصدقاء ونتحدث كثيرا ولكن ليس كما تظنوا.. هو صعب قليلا، لا أستطيع فهمه وفهم تصرفاته، في بعض الأحيان يصمت ويبتعد ويأتي اليوم التالي نتحدث وكأن شيئا ما لم يكن، أنا الأن أنتظره لنذهب سويا، أغلقت مذاكرتها عند سماع هاتفها يرن كان عاصم، سمعته يقول بنبرته الهادئة: صباح الخير..
أجابت هي بهدوء ويعلو على وجهها أبتسامة لا تصل لعينيها: صباح النور عاصم بتساؤل: جهزتي؟ قالت ليلى بحماس: اه قاعدة مستنياك أهو
عاصم وهو يركن أمام منزلها: أنا خلاص وصلت، أغلقت ليلى معه وذهبت له، فتحت باب سيارته وجلست وقالت بأبتسامتها المعتادة وفي يدها كوب القهوة الذي أصبح مشروبه المفضل: أتفضل قهوتك أهي..
أبتسم عاصم وقال في هدوء: مبقتش بعرف أشرب قهوة بسببك. تعجبت وقالت وهي تنظر له: ليه؟
قال عاصم وهو يتحرك بالسيارة ويرتشف من قهوته: بقيت بحب أشربها من أيدك بس، ثم سألها وهو ينقل نظره بينها وبين الطريق: هو ايه سرها؟
قالت ليلى بلؤم وضحكة هادئة وهي تعود بنظرها للأمام: لو عرفته مش هيبقي سر..
رفع حاجبه ونظر لها ثم عاد بنظره للطريق وقال: بقيتي لئيمة أوي يا ليلى، متقعديش مع نغم كتير، نعم هو يعلم نغم فهي الوحيدة القريبة لها لكنه لم يحادثها بعد، يعتبر عاصم في هذا الأسبوع علم كل شئ عن ليلى وهي لا.. لو كان قاتل متسلسل لكان قتلها بسهولة وهذا كان تفكير ليلى وهي تنظر له ولكنها نفضت تلك الأفكار الغبية وفي وسط زحام أفكارهما عن بعض، نعم أفكارهما فعاصم ايضا يفكر بها وهي بجواره، يتعجب كيف هناك فتاة مازالت مثلها لا تهتم بالمظاهر ولا أحد بجوارها سوى صديقة واحدة وايضا تلقائية رغم ترددها، هي تشبهه ولكن في أشياء قليلة ظل يفكر هل عليه أن يثق بها، أم لم يحين الوقت الأن!، وصلا إلى
المكان المعهود، كان في وسط المدينة مطعم رائع هادئ، التصميم الخاص به بسيط، لا يأتي إليه الكثير من الناس، معظمهم يأتوا منذ زمن والأخر كانوا مسنيين، آتى أحد العاملين بالمكان وقال بلطف وسعادة: اهلا اهلا ياعاصم بيه نورت
هز عاصم رأسه بأبتسامة وتحرك معي لطاولته من الواضح إنه يتردد هنا كثيرا قال للفتى: شوية وهنطلب
قال الفتى بأبتسامة: المكان مكانك ياباشا، ثم نظر لي عاصم وقال بأبتسامة نادرا ما تظهر دون سخرية: هطلبلك على زوقي ونظر لهاتفه بعدما عمل مسح لهذا الكود ليظهر له قائمة الطعام فعلت مثله وجدت قائمة الطعام سواء كانت فطور أو غداء فهي لطيفة وأعجبني قسم المشروبات فهم يفعلوا كل شئ بالقهوة، علمت لما عاصم يحب هذا المكان؛ فهو مدمن للقهوة وال ُبن بشكل عام، ثم أشار عاصم للفتى فآتى إليه وطلب وبالطبع طلب قهوة مرة أخرى، ثم نظر لي بهدوء وكانت عينيه تطوق لسؤالي عن شئ لكنه قلق فقُلت له: عايز تسأل عن ايه؟
رفع حاجبه وقال بمزاح الذي قليل أن يظهر منه في الحديث: بتطلعي عليا شغلك يا أنسة ليلى ضحكت ليلى وقالت وهي تعتدل في جلستها: مبحبش التردد ضحك عاصم بتهكم وقال: مع إنك مترددة أوقات أشارت على نفسها بأستغراب وقالت وهي تعلم أجابته: أنا؟ ليه!
أقترب عاصم من الطاولة وقال وهو ينظر لعينيها بثبات: مترددة إنك تنزلي تخطلتي بناس، حتى لما شوفتك أول مرة كنتي مترددة، اه ناجحة في شغلك ومكنش هامك إني سخيف معاكي بس لولا وجود مصطفى كنتي هتبقي مختلفة، وأنهي جملته وهو يرفع سبابته ومن ثم يعتدل في جلسته: أنا واثق.
قالت ليلى بتهكم وهي تنظر له: دا مش لوحدي اللي طلعت بعرف أحلل بقي
قال عاصم بمشاكسة: بتعلم منك، آتى الطعام بدأوا بتناوله وهم يتناقشا في عدة مواضيع مثل: السفر، حياة الطفولة بالنسبة ل ليلى والتي كانت شبه خالية، كيف تعرفت على نغم لأنها لم تذكر ذلك من قبل، وكانت طريقة تعارفهما طريفة، كان أول يوم في العام الدراسي الأول
وكانت ليلى لا تعلم أي شخص في الجامعة أو الكلية فهي كانت انطوائية ومازالت وثم أتت نغم..
نغم بتساؤل: بقولك ياعسل معلش
قالت ليلى وهي تشير على نفسها: أنا؟ قالت نغم بمزاح: اه مفيش عسل غيرك هنا قلقت ليلى من طريقة هذه الفتاة فقالت نغم بضحك: أنا بهزر، أنا مش الوان متخافيش ضحكت ليلى بتوتر وقالت: حصل خير مدت نغم يدها وقالت: أنا نغم نظرت ليلى ليدها وثم لها ومدت يدها وقالت بخفوت: أنا ليلى
قالت نغم بفرح: الله تصدقي كان نفسي أعرف واحدة اسمها ليلى حتى نفسي أسمي بنتي ليلى لما أتجوز، أبتسمت ليلى وقالت بداخلها: شكلنا هنبقي صحاب، وبالفعل أصبحا أصدقاء كان عندما تتعرض ليلى لسخافة بعض الأشخاص كانت نغم تقف لها وتتشاجر معهم حتى لا يتعرضوا لها مرة أخرى وبالفعل كانوا يخافوا من نغم، فنغم شخصيتها قوية وأندفاعية، ليلى ايضا شخصيتها قوية ولكنها من أقل شئ يمكن أن تبكي تستطيع أن تأخذ حقها ولكنها تخشى من إنها في بعض الأحيان لا تستطيع الرد.. وقص عليها عاصم كيف تعرف على عمر والتي كانت هذه أول مرة يحكي فيها عاصم عن شئ يخصه بصراحة، كان عاصم وهو شاب عنيف قليلا لا يتقبل المزاح بسهولة ولا يحب الغباء وكان عصبي للغاية ولكنه الأن أصبح اهدأ، وهذا من وجهة نظره فقط، وعمر عكسه تماما فكان يمزح مع أي شخص وكان شخص بارد وصعب أن تخرجه عن شعوره وهو يستطيع أن ُيخرجك عن شعورك بمنتهى السهولة وكأنها لعبة لذلك كانت طريقة تعارفهم غريبة بعض الشئ، كان عاصم في الأكاديمية وهناك وغد سخيف يحاول العبث معه، قال له بأستفزاز: أنت عارف ياعاصم أنت صعبان عليا، نظر له عاصم نظرة بمعني: لا ياشيخ! فأكمل هذا الولد وهو يقول: أمك تسيبك أنت وأبوك كده تؤتؤ بجد صعبت علي.. وقبل أن يكمل كان عاصم لكمه في وجهه وظل يلكمه ثم أمسكه من عنقه وبدأ بخنقه وقال بهمس أشبه بفحيح الأفاعى: لو جبت سيرة أمي تاني روحك مش هتكفيني وكان آتى عمر ليفصل بينهم ولكن كان رئيس الأكاديمية وصل للساحة المجتمعين بها وقال بغضب: ايه انتوا فاكرين نفسكم في الشارع؟ تعالوا ورايا على المكتب، وبالفعل ذهبا للمكتب بدأ هذا الولد في الشكوة من عاصم وعاصم كان يتوعد له وكان قرار رئيس الأكاديمية في الأخير: كل واحد فيكم هيعمل 100 ضغط بكرة الصبح وهيجري حوالين المكان كله 5 مرات علشان تتربوا ولو الموضوع أتكرر وخصوصا منك ياعاصم هتترفد من الأكاديمية مفهوم! يلا برا وتركوه بالفعل، كان يتوعد هذا الولد لعاصم، كان عمر ينتظر عاصم بالخارج فقال لعاصم
بمزاحه المعتاد: كفارة ياجدع! ايه ياعم كنت هتموت الواد، نظر له عاصم ونظراته كانت نارية فقال عمر بتهكم: ايه ياعم الوحش هتاكلني أنا كمان ولا ايه روق دا أنا اللي خلصته من تحت إيدك، أبعد عاصم عينيه عنه وتأفف وبدأ في السير، سار معه عمر وقال بحماس لما حدث منذ قليل: بس أنت كلته حتة علقة، بأمانة يستاهلها ثم وقف أمام عاصم وقال: محسوبك عمر، نظر عاصم له باشمئزاز فأكمل عمر وهو يشير له: وأنت عاصم ابن اللواء طه، تعجب عاصم من أين يعرفه هذا المعتوه، أكمل عمر وهو يقول بمزاح سخيف في محاولة منه ليجد أي ردة فعل من هذا الكائن المتهور: هو دفعة أبويا بس أبويا صغير وأنت أبوك عجوز، بالطبع عاصم ضحك على هذا المختل الذي يتحدث معه فقال عمر: فرفش كده ياجدع ومن هذا اليوم وهم أصدقاء..
ضحكت ليلى عندما علمت طريقة تعارفهم وقال عاصم: ابن اللذينة من يومه دمه سم
فقالت ليلى: حرام عليك والله لذيذ وبيحبك وقطع جلستهم اللطيفة مكالمة لعاصم فقال لها: معلش ثواني، الو.. ايه! طيب أنا جاي وأغلق مع من كان يتحدث معه سألت ليلى بعينيها: ماذا هناك، فقال: لقوا جزء من جثة في كيس زبالة مرمي في النيل لازم أروح، هروحك وأروح
قالت ليلى بنفي: لا روح أنت، بيت نغم قريب من هنا أنا هروح لوحدي قال عاصم بحدة: ليلى هوصلك في طريقي
اومأت ليلى، وبالفعل بعدما حاسب على ما طلبوه تحركوا لمنزل نغم وتركها وقالت له: أبقي طمني عليك، أبتسم عاصم وتركها ورحل ليري ماذا حدث؟
عند منزل لفنان مشهور مكانها في الزمالك تطل على النيل آتى عاصم وجد عمر وفريق من الطب الشرعي يعملوا، ذهب عمر لعاصم ليقول له المستجدات: رجل وجزء من أيد مرمى في النيل في كيس زبالة، الأنطباع الأول للطب الشرعي بيقول إنه بقاله فترة يعني حوالي شهرين أو تلاتة بس طبعا لما يروحوا المعمل هيدونا تفاصيل أكتر، قال عاصم لعمر وهو ينظر أمامه على جزء من الجثة: مين اللي لاقاها وبلغ؟
قال عمر بهدوء: هادي مكرم وهو قاعد مع عليته فجأة لاقي السواق بتاعه بيقوله في كيس زبالة طلعه وفتحه ولما لاقي المنظر أتصل بينا، سأله عمر: أنت شاكك فيه؟
وجه عاصم نظره لعمر وقال بهدوء: ومشكش فيه ليه؟ الفيلا فيلته والجزء دا يخصه، كل دا الطب الشرعي هيكشفه، ثم آتى هادي فقال عمر لعاصم وهو يشير على الواقف أمامهما: هادي مكرم الفنان المعروف
قال هادي بهدوء وهو يسلم على عاصم: اهلا ياعاصم بيه، اومأ عاصم له وقال: اهلا، أكمل هادي برجاء: أنا مش عايز شوشرة بعد إذنكم علشان عندي برنامج بكره
نظر له عاصم بضجر وقال: ماهو علشان ميحصلش شوشرة احنا بنحقق هنا في بيت حضرتك مش النيابة وتركه ورحل ..
في المكتب.. عاصم قرر أن يرتاح قليلا وتذكر أن ُيحدث ليلى، إلى أن يصل الطب الشرعي لشئ.. عند ليلى..
كانت تجلس مع نغم وكانت تحكي لها عن ولد كان يحاول التقرب إليها ولكنها سكبت عليه العصير بسبب طريقته الحمقاء، ضحكت ليلى على رد فعلها ولكنها أعتادت على طريقتها وكان ردها على هذا الموضوع: مفيش حد هيقربلك بسبب جنانك دا، قطع جلستهم إتصال من عاصم فقالت نغم بمزاح مثل الأطفال: اديهولي أكلمه هقوله يشيلك في عينه ولكن ليلى أعترضت وأخذت هاتفها وأجابت ولكن بعد محايلة كثيرة من نغم فتحت مكبر الصوت قال بهدؤه المعتاد: الو..
قالت ليلى بعد أن أخذت شهيق: ايوة ازيك يا عاصم؟
أبتسم عاصم أبتسامة لا تصل لعينيه وقال: الحمدلله، اخذ شهيق وزفره وأردف: معلش مكلمتكيش لسه داخل المكتب من شوية، بجوار ليلى نغم ترقص وتتمايل لأنه مهتم بها أبعدت ليلى نظرها عن نغم حتى لا تشتت، سألته بعدما أنتبهت لنبرة صوته في نهاية الجملة: ايه اللي حصل؟
عاصم بضجر: شكلها قضية طويلة شوية لسه موصلتش لحاجة وقطع مكالمته صوت الباب فأمر من على الباب بالدخول كان عمر ومعه تقرير من الطب الشرعي ولكن عمر على غير العادة عابس الوجه فقال عاصم ل ليلى وهو ينتهي المكالمة: طيب هكلمك تاني وأغلق معها ونظر لعمر وسأله: في ايه؟
قال عمر بهدوء وجدية: تقرير الطب الشرعي بيقول الجثة متقطعة بلدي بعدة تقيلة الجثة لست عمرها 40 بقالها 3 شهور وأسبوع في المايه متقطعة، وفي ناس لاقوا كيس تاني بس في مقلب زبالة نحية الزمالك فيه الرأس والرجل التانية وطلعت لنفس الست..
وجد عاصم أنه توصل لشيء جديد فسأله وهو ينظر له: طيب أنت مضايق ليه؟ عمر بضجر: مش مضايق بس موقعش قبل كده تحت إيدي قضية زي كده..
زفر عاصم بضيق وقال بحدة: أنت ظابط المفروض يقع تحت إيدك كل أنواع القضايا اللي تتخيلها واللي متتخيلهاش فوق ياعمر، إحنا مش بنلعب، اومأ عمر فأكمل عاصم: أعملي حصر للمختفيين لأخر 3 شهور وقت ما الست دي ماتت وشوف الكاميرات، وشوف سجل الست دي
عمر بأستغراب: أزاي دي معهاش اثبات شخص.. قاطعه عاصم بغضب: دي شغلتك ياحضرة الظابط أتصرف مش أنا اللي هقولك تعمل ايه
اومأ عمر بضجر وقال: حاضر يافندم.. وتركه ليرى ما يمكن أن يصل إليه، تأفف عاصم وظل يفكر في هذه الجريمة، ثم تذكر ليلى، وكيف تقرب لها..
منذ فترة..
بعد إلحاح شديد من نغم أن تذهب ليلى لتُجرب درس يوجا وسط مجموعة قررت أن تذهب وعدتها نغم أن تأتي معها ولكنها لم تأتي، في نفس اليوم نصح الطبيب النفسي عاصم بأنه ُيجرب شئ جديد أقترح عليه "اليوجا" لأنها أنسب شئ لحالته لمحاولة الأسترخاء وطرد أفكاره السلبية، حتى إنه أعطاه دعوة لمكان ليحضر مرة وإذا أعجبه الأمر أو وجد إنه ملائم سيذهب دوما بجانب العلاج، نعم هو يذهب لطبيب نفسي بسبب مشكلته مع والدته لا يستطيع تخطي الموضوع ومن ساعده على هذا كان والده، كان دوما والده الداعم الأول والأخير له، بالفعل ذهب لدرس اليوجا هذا، وتفاجأ عندما وجد ليلى، وجدها مترددة للدخول وتحاول أن تأخذ شهيق وتُخرج زفير بهدوء، تردد أن يذهب لها منذ أخر قضية لم يتحدثا ومنذ تلك القهوة لم يذق قهوة مثلها في أي مكان، ظل ُيفكر حتى وجدها قررت أن ترحل ذهب خلفها ونادى عليها: ليلى، تجمدت ليلى بمكانها ونظرت خلفها وجدته هو، هذا الغامض التي شاركت معه في بعض القضايا فردت بهدوء: عاصم، ازيك؟
قال بأبتسامته: الحمدلله وأنت؟
اومأت ليلى وقالت: بخير، ثم تسألت بتردد: أنت بتيجي هنا على طول؟
نفي عاصم برأسه وقال: لا دي أول مرة، ثم قال وهو يرى التردد في عينيها: خليكي جدعة بقي وأحضري معايا علشان لو عكيت..
لو كانت مترددة قليلا فأصبح التردد ضعف ماكان موجود فقالت بتردد: دي أول مرة ليا بردو على فكرة.
أبتسم عاصم أبتسامة لا تصل لعينيه وقال: خلاص نعك سوا علشان مبقاش لوحدي.
قررت أن تتغلب على خوفها و وافقت.. قطع تذكره رسالة من عمر على الهاتف بها المختفيين في أخر فترة وكان على غير المتوقع ليس هناك شخص متطابق عليه المواصفات! أ ُيعقل أن لا يكون لهذه المرأة عائلة؟، بدأ بتسجيل صوتي لعمر يقول فيه: روح لأشرف تجيب دي ان ايه الست دي وشوف الموضوع هيوصل لأيه وكلمني.
ظل ينظر عاصم في الأشخاص المختفيين وجد طفلة عمرها خمس سنوات مختفية منذ 3 شهور وأسبوع، أي منذ أختفاء هذه السيدة، هل لها صلة بها أم إنها ُمجرد صدفة!
عند ليلى..
كانت قد ذهبت لمنزلها قررت أن تدون في مذاكرتها بعض الأشياء التي لم تدونها منذ فترة
وأن تُنهي التقارير المطلوب تسليمها، كانت تدون في مذاكرتها اشياء مثل: الملاحظات عن الجرائم الثلاث التي شاركت بهم وملاحظات عن الجاني بداية من وليد الذي قتل حبيبته بسبب أنانيته ولم يتقبل إنها تريد الأرتباط بشخص آخر، أو عن نورهان التي قتلت صديقتها كما تدعي بسبب الغيرة ولتُقنع نفسها إنها كافية وأن العيب من ريم وليس منها، وتلك الجريمة الأخيرة التي شاركت بجزء ضئيل منها، نعم هي لم تُشارك بالقضية بشكل أساسي لكنها من كلام عاصم أستطاعت أن تحلل الأشخاص قليلا وكان دافع شريف ومي ُمقنع قليلا ولكنه لا يستحق القتل أو أرتكاب جريمة عموما ثم ختمت كلامها بسؤال دوما يراودها: هل يتأمر الكون لصالحنا أم ضدنا؟، بعد كل هذه الملاحظات الكافية لعمل تقرير لكل جاني وتسليمه لملف القضية، أنهت كل ما عليها ونظرت لهاتفها ظلت ترى الأخبار المنتشرة عن وجود جثة في النيل عبارة عن أشلاء وأن الشرطة حتى الأن لم تستطيع تحديد هويتها، قررت أن ترسل لعاصم رسالة لتطمئن عليه ولترى هل وصل لشئ أم لا، ظلت مترددة قليلا ولكنها حسمت قرارها وأرسلت رسالة مضمونها: أنت كويس؟، مر حوالي خمس دقائق وجدته يهاتفها، ردت وقبل أن تقول أي شئ وجدته يقول: عرفنا مين الست..
عند عاصم..
قبل أن تُرسل له ليلى الرسالة أقتحم عمر المكتب وهو يقول بحماس: عرفناها الست أسمها سماح السيد جبنا كل حياتها، الست دي عندها عيلين طفل عنده 3 سنين وطفلة عندها .. وقبل أن ُيكمل قاطعه عاصم وقال بثقة: خمس سنين، اومأ عمر برأسه فأكمل عاصم وهو يدور بالكرسي: والطفلة دي مختفية من وقت اختفاء أمها، وافقه عمر وقال: الغريب أن اللي بلغ عن أختفاء البنت جدتها أم أبوها، عقد عاصم حاجبيه فأكمل عمر موضحا: سماح مطلقة بقالها شهر واحد بس وعيلتها مبلغوش عن أختفائها لا هي ولا بنتها واللي تبلغ تكون أم طلقيها مش شايفها غريبة؟، اومأ عاصم وقال بشك: في حاجة ناقصة، بس مسيرنا نكتشفها.. معاك عنوانها طبعا، اومأ عمر برأسه فقال عاصم وهو ينهض: ممتاز يلا نتحرك.
وجد ليلى أرسلت له رسالة فقرر الأتصال بها وتبليغها بما توصلوا إليه.. عودة للحاضر..
قال عاصم وهو يتحرك للسيارة برفقة عمر: عرفنا مين الست، وقص عليها ملخص ما حدث، سعدت ليلى وقالت بأبتسامة بسيطة: طيب لعله خير
عاصم وهو يركب سيارته وبجواره عمر: هنشوف هنوصل لأيه وهقولك، وأغلق معها نظر له عمر وغمز له فقال عاصم بتعجب: ايه؟
غمز عمر مرة أخرى وقال بمشاكسة: ايه أنت ياعم نظر له عاصم بأشمئزاز وقال وهو يشغل محرك السيارة: نركز في شغلنا هاا نركز
ضحك عمر وهو يمسك هاتفه ليفتح الموقع ليذهبا إليه ويقول بمشاكسة: الله يسهله ياعم ويوعدنا، وبعد فترة زمنية وصلا للعمرانية منطقة المجني عليها، وجدا منزل يظهر عليه أنه على وشك السقوط فسأل عمر وهو يشير على المنزل: هو دا البيت؟، قال عاصم وهو عاقد حاجبيه: وأنا أيش عرفني أنت اللي جايب العنوان
قررا الصعود وخبطا على الباب المقصود فتحت سيدة شمطاء على كرسي متحرك من الواضح إنها في منتصف الستينات وقالت بلهجة السيدات الكبيرة قلقة: بسم الله خير يابني، عايز مين؟
قال عاصم بتساؤل يصحبه قليل من الحدة: دا بيت سماح السيد؟
السيدة بقلق: ايوة أنا أمها، خير؟ عمر بهدوء: البقاء لله ياحجة السيدة بأنهيار: يالهوي يالهوي بنتي ماتت! بنتي، اه ياضنايا آتى الجيران على صوتها وتسأل أحدهم: خير يا أم سماح في ايه؟، ونظر لعاصم وعمر وقال:
خير ياحضرة ! قالت أم سماح وهي تبكي: بنتي ماتت، اه ياضنايا ياحبيبتي
في وسط هذه الأحداث آتى رجل من الواضح إنه كان نائم من داخل المنزل وعينيه يظهر عليهما النعاس وال ُسكر تقريبا وقال بغضب واضح: في ايه ياولية أنت عمالة تولولي ليه ولولوا عليكي ساعة وسكتوا
قالت أم سماح وهي منهارة: بنتك ماتت ياراجل، البت ماتت ومن ثم أغمي على أم سماح بعد حالة من الأنهيار الصعبي والضغط التي تعرضت عليه سيدة في سنها، طلب عاصم سيارة أسعاف وطلب من شخصين أن يحقق معهم وأيضا أبو سماح يجب أن نُحقق معه..
عند ليلى..
كانت الساعة أصبحت الثامنة مساءا، لا شئ تفعله، إنه فقط الفراغ، وجدت الأستاذ مصطفى يهاتفها، أجابت على الهاتف، قال مصطفى بسعادته المعتادة: ايوة ياليلى أزيك؟
أجابت ليلى: الحمدلله وحضرتك! _الحمدلله، ثم سألها: عارفة أنا قاعد مع مين؟
نفت ليلى فقال مصطفى: قاعد مع أستاذ طه اللي حكيتلك عنه، طه ومصطفى أصدقاء قبل أن يدخل عاصم الأكاديمية، كانا يمكثا في نفس العمارة وكان يحكي ل ليلى عن صديق عمره طه، ولكنها لا تعلم إنه والد عاصم..
أخذ طه الهاتف من مصطفى وقال: أهلا أهلا باللي حلت قضية سارة الشامي ضحكت ليلى وقالت: أهلا يا أستاذ طه أزي حضرتك؟ قال طه بمزاح: أستاذ! كبرتيني أوي يا ليلى
عندما قال طه أستاذ بتعجب تذكرت عاصم عندما قالت له أستاذ، فلاش باك.. وقف عاصم أمام ليلى وقال ببرود: مبروك أول قضية ليكي .. ليلى بنبرة عادية ولكن بأبتسامة: الله يبارك فيك .. صح أستاذ عاصم عاصم بأستغراب: أستاذ؟ إتفضلي، عودة للحاضر.. قال طه ل ليلى: هقول لمصطفى يجيبك مرة لازم أشوفك وتدوقي أكلي
قالت ليلى بأبتسامة ونبرة يظهر عليها السعادة: معنديش مانع، أغلقت مع طه وبدأت في قراءة رواية لكاتبها المفضل الراحل د. أحمد خالد توفيق، ما وراء الطبيعة، إنها حقا مغرمة بجميع كتبه، خاصة دكتور رفعت اسماعيل..
في المكتب ..
عاصم عاد للمكتب مع عمر وجلسا يحققا مع الجيران وجعل أخر شخص يكون والدها، وجاري البحث عن طليقها الذي لا يوجد له أثر وتم أستدعاء أيضا والدته، بدأ عاصم بالتحقيق مع أحد جيران والدة سماح وكان ُيسمى نوح كان يعمل فني تصليح سيارات "ميكانيكي" بالمنطقة وأيضا كان ُيريد ُخطبة سماح قبل زواجها من زوجها السابق إسماعيل، سأله عاصم على معرفته بسماح وكان رده: والله ياباشا سماح كانت ست البنات قبل ماتتجوز إسماعيل، كانت الله يرحمها متربية وفي حالها وصاحبة حق دايما بتقف مع الغريب قبل القريب الله يرحمها، كانت بتعاني مع أبوها أكمن أبوها ولامؤخذة ُسكري وبتاع كيفه يعني كان بيضربها
عاصم وهو ينظر له بتركيز: وأنت عرفت منين كل دا؟
قال نوح وهو ينظر في الأرض خجلا: المنطقة كانت على طول بتسمع صويتها لما كانت بتضرب وصوت أمها وهي بتحاول تلحقها ولما أتطلقت يعني عدمها العافية زي مابيقولوا يعني ومن ساعتها ُيعتبر مجتش تاني ..
قال عاصم بهدوء عندما تأكد أن من أمامه ليس إلا شخص كان يحب ولكن القدر لم يكن حليفه: طيب أخر مرة شوفتها كانت ماشية بأبنها وبنتها ولا حد واحد فيهم بس؟
فلاش باك..
قالت سماح بغضب وهي حاملة ابنتها و والدها يخرجها من المنزل: والله العظيم ماهعتبهالك تاني
والد سماح وهو يرمي ملابسها على السلم ويصيح بغضب: في ستين ألف داهية، متجيش هنا تاني يابنت الكلب فاهمة ولا مش فاهمة وأغلق الباب في وجهها
ظلت واقفة سماح تبكي وتلملم الملابس الملقاة على الأرض وهي تسمع تحايل والدتها على والدها بأن يدخلها المنزل فهي ليس لها أي مكان سوى هنا وكان رده: هي المشرحة ناقصة قُتلى! مش كفاية أنت ياولية ياعاجزة!
وجدت سماح هاتفها يرن كانت جارتها فأجابت: ايوة ياسعاد.. معلش ياختي خلي معاكي الواد بس لحد مالاقي مكان أقعد فيه وهاجي أخده.. معلش متقلة عليكي عارفة.. خلاص سلام..وهي تنزل السلم وجدت نوح فقال بهدوء: أزيك ياسماح؟
ردت سماح بأبتسامة بسيطة: الحمدلله أزيك يا أسطى نوح؟ اومأ نوح برأسه: في فضل ونعمة.. ثم سأل بتعجب: فين ابنك صحيح؟ قالت بفم معوج وهي تتحسر على حالها من بعد الطلاق: عند جارتي..
قال نوح بعصبية خفيفة واضحة: وأنت ليه تسبيه عند جارتك؟ قالت سماح بتوضيح: أعمل ايه يعني يانوح؟ أنا أبويا طردني من البيت كفاية البت عليا.. قال نوح بحزن: طب وأنت هتعملي ايه دلوقتي وهتروحي فين؟ قالت سماح بحزن خفته بأبتسامة أمل: أرض الله واسعة.. قال نوح بندم على عدم تمسكه بها كفاية: طب ماتفكري يابنت الحلال أنا جاهز ممكن أتجوزك
والله وهشيلك في عينيا..
قاطعته سماح بحدة بقولها: تتجوز واحدة مطلقة وماشية بعيلين وهتصرف عليهم، بلاش الكلام دا ونبي يانوح الله لا يسئيك فوتك بعافية، ورحلت..
عودة للحاضر.. نوح بصراحة: دا كل اللي حصل ياباشا من ساعتها محدش شافها لا هي ولا بنتها.. عاصم: طيب تعرف عنوان جارتها دي؟
اومأ نوح وبالفعل أعطاه العنوان وكان نفس عنوان منزل والدة طليقها، بدأ في التحقيق مع عجوز شمطاء غالبا في سن والدة سماح، كانت صديقة أم سماح المقربة فسألها عاصم الأسئلة الروتينية وكانت السيدة تمكث في العمارة منذ زمن ُيعتبر منذ قدوم أم سماح ومن قبل أيضا وهي موجودة، كانت سيدة بشوشة مثل سيدات الحي الشعبي الأصيل، سألها عاصم عن علاقة سماح بنوح وكان ردها: الواد نوح دا فقري طول عمره يابيه، أبوه مات وهو يجي عيل سبع سنين وشال أمه وأخواته البنات وبعدها ربنا فتحها عليه وبقي عنده ورشة وكان ميال لسماح، بس سماح كانت دايما بتدور على الأعلى منها، ثم لوت فمها حسرة وأردفت: لحد ماوقعت في اللي مايتسمي، سألها عاصم بعينيه من تقصد فقالت: المخفي إسماعيل هو في غيره! وأكملت بتأثر وهي تقول: خدها وردة مفتحة ياحبة عيني ورجعها صبارة
ضحك عاصم بتهكم على هذا التشبيه وعلى طريقة سرد هذه السيدة ولكنه سألها بأهتمام: تعرفي علاقتهم كانت ازاي؟
اومأت السيدة برأسها وبدأت بالسرد له: البت سماح ألف رحمة ونور عليها كانت دايما نفسها تتجوز حد عدل عليه القيمة بس قدرها وقعت في المهبب إسماعيل داهون، إسماعيل عنده موقف هو صاحب موقف العمرانية حاجة تفرح كده بس كان طبعه صعب أوي سكنها في بيت العيلة وأنت عارف بقي يابيه النسايب والجيران وكده..
قال عاصم وعينيه مصوبة نحوها: معلش فهميني أكتر ياحجة
قالت السيدة بهدوء: بص يابني البيت دا اربع أدوار دور أم المخفي ودور للمخفي ودورين سكن، هو عنده أخت وأخ، أخوه ربنا فتحها عليه في المنصورة بيروح ويجي أوقات مع مراته وعياله وأخته ساكنة جمبهم بس بتتخانق مع جوزها كتير وبتغضب وتروح لأمها وهو الوحيد اللي هنا هو الحيلة، المفروض الشقة بتاعت اخته بس هي اللي ساكنة سكان عاديين علشان زي ماقولتلك يابيه هي بتتخانق كتير مع جوزها وبتيجي تقعد مع أمها في الشقة وأوقات بيأجروا شقة اخوه مفروشة علشان يستفادوا بردك بس ياسعادة الباشا دي كل القصة، أنهي عاصم مع السيدة و وجد ليلى تهاتفه رد وجدها تقول: ايه ياسيادة المقدم أخبار القضية ايه؟
ضحك ضحكة بسيطة تذكر طريقة والده وأستاذ مصطفى في الحديث فرد وقال: أنت بقيتي نسخة من مصطفى
ضحكت بهدوء وقالت: القعدة معاه حلوة بقيت مطبعة بطبعه ثم قالت بأهتمام: المهم طمني عليك؟
تنهد عاصم تنهيدة طويلة وقال: حاجات كتير أوي يا ليلى لسه الدنيا مش مترتبة ولسه محققتش مع قرايبها من الدرجة الأولى كل دا كنت مع الجيران، ثم تسأل وقال هي الساعة بقت كام؟
_الساعة بقت 11، ثم سألته بفضول أنثوي: أنت هتبات عندك ولا ايه؟
قال بسخرية: شكلها كده، هخلص كده الليلة دي وأبقي أكلمك..وجد هناك مكالمة أخرى من رقم مجهول فرد وقال بهدوء: الو!
المتصل: أزيك ياعاصم؟، أغلق عاصم المكالمة في وجه المتصل وتمتم بداخله: مش وقتك خالص، كان في إنتظار العسكري أن ُيدخل والد سماح تذكر والدته وكيف تركته هو و والده من أجل رجل أخر تركته وهو طفل خمس سنوات تلك الفترة التي يحتاج فيها الطفل أمه أكثر من أي شئ ظل يفكر كيف هان عليها أن تتركه! أن تترك فلزة كبدها وهو صغير هكذا، كيف لأي شخص أن يترك قطعة من قلبه وحده كل هذا الوقت وبعد أن يتأقلم على بعدها وأن الحياة بدونها تستمر، تأتى وتندم وتعتذر وتريده أن يتقبله بسهولة! كيف تريده أن ينسى جميع أصدقاءه كانوا يأتوا مع والدتهم وهو كان يأتى مع والده كان الطفل الوحيد الذي يأتى مع والده أو مع مصطفى قطع حبل أفكاره وتذكره الباب ُيعلن مجئ هذا الأب الواضح إنه لا ُيبالي بشئ سوى الخمر وكيفه..
عاصم بصرامة: أسمك سيد معاطي السيد؟ اومأ سيد وهو ينظر حوله بقلق وقال: هو في ايه ياباشا؟ عاصم وهو ينظر له من أعلى لأسفل: شكلك لسه فايق دلوقتي.. بنتك سماح تعرف هي فين؟ نفي سيد برأسه فقال عاصم بحدة: بنتك ماتت، ميتة بقالها تلت شهور وأسبوع حد قطعها زي
الخرفان ورماها في المايه كان سيد مثل التمثال لا أي رد فعل ثم بدأ يدخل نوبة بكاء وأنهيار ومن ثم فقد وعيه..
أصبحنا الواحدة بعد منتصف الليل لأ أحد غيري هنا أنا وبعض العساكر، نصحني دكتور عماد بأن أكتب عما يدور بداخلي، أفرغ طاقتي كما يحلو لي، في أخر فترة أمر بأشياء لا أعلم معناها أصبحت لا أعلم كيف أشعر تجاه شئ ما مثلا حدث، أصبحت لا أقدر الأشياء وأحيانا لا أستوعبها من الأساس، ليت كل شئ يصبح بخير..
كان هذا ما دونه عاصم قبل أن ُيراجع التحقيقات مرة أخرى لا يستطيع التوصل لشئ نعم مر أول يوم بأحداث سارة قليلا لقد توصلنا لمعظم الأشياء ولكن هناك شئ مفقود، قرر أن يهاتفها في هذا الوقت رغم علمه بأنها نائمة ولكنه أراد أن يتطمئن أن كل شيء سيصبح بخير وأن تقول له جملتها الشهيرة التي دوما تستعين بها " لعله خير" عند سماعه لهذه الجملة منها يشعر أن لكل شئ حل وأن لا يوجد شئ مستحيل معها، هاتفها وبالطبع كانت نائمة لم تُجيب على أول مكالمة زفر بملل وبعد حوالي دقيقة وجدها تهاتفه! أ ُيعقل أنها مستيقظة!
عند ليلى..
لم تستطع النوم ظلت تحاول أن تُفكر في أشياء سعيدة تساعدها على النوم ولكن جميع المحاولات باتت بالفشل، حاولت أن تقوم باليوجا لتُهيئ للنوم ولكنها لم تساعدها وجدت هناك مكالمة فائتة من عاصم! لماذا يتصل بها في هذا الوقت أهو بخير؟ قررت أن تتخلى عن مبادئها وتهاتفه في هذا الوقت المتأخر، نعم مبادئها ف بالنسبة ل ليلى لا مكالمات بعد الحادية عشر مساءا؛ فهي تكره المكالمات الهاتفية، وبالفعل هاتفته وكان الحوار كالتالي:
سألت ليلى بقلق: الو أنت كويس؟ عاصم بتعجب: غريبة إنك صاحية أنا قولت إنت أكيد نايمة..
ليلى وهي تفسر ماحدث معها: معرفتش أنام مش عارفة ليه..ثم تسألت بأستغراب: سيبك مني أتصلت بيا ليه في حاجة؟
قال عاصم وهو ينظر لتلك الأوراق التي أمامه: براجع التحقيقات.. وقص عليها ماحدث في التحقيقات..
تنهدت ليلى وقالت: طيب روح بكره لأمها في المستشفى، أكيد هتقدر توصل لحاجة.
قال عاصم بحيرة لا يشعر بها سوى معها ولا يعلم لما، كأنها هي طوق نجاته: الفكرة يا ليلى إن إحنا لسه ملقناش الطفلة أو جثتها.. معرفش دا معناه ايه..
أجابت ليلى بهدوء: لما تحقق مع جدتها اللي قدمت البلاغ أكيد هتقدر توصل لحاجة أنا واثقة إن القضية دي هتجيبها في شوال كالعادة وبعدين لعله خير ياعاصم..
إبتسم إبتسامة وصلت لعينيه وكأن مراده تحقق، لتلك الجملة مفعول سحري، خاص ب ليلى.. خاص ب ليلى فقط لا سواها..
أنهى المكالمة معها وغطت ليلى بثبات عميق أما بالنسبة لعاصم فأكمل سهرته حتى نام على مكتبه وفي تمام الساعة السابعة صباحا آتى عمر ليذهبا ليحققا مع والدة سماح في المستشفى..
دخلا الغرفة بعدما عرفا أن حالتها الصحية تحسنت إلى حد ما ولكن النفسية لا، فطلب الطبيب منهما الأ يضغطا عليها في الأسئلة..
قال عاصم بهدوء عكس شخصيته في التحقيق: حضرتك كنتي عارفة سماح فين؟
قالت أم سماح وهي تبكي وتتنفس بصعوبة: أبوها لما عرف إنها أطلقت أتجنن بس الهباب اللي بيطفحه خلاه ميبقاش دريان فضلت عندنا حوالي أسبوع أو عشر أيام وبعدها قام عليها ضربها وطردها برا البيت، حاولت أن تُكمل فقال عاصم بهدوء: لو مش قادرة تتكلمي ممكن نكمل بعدين..ولكنها قاطعتها وقالت بنفس صعوبة التنفس والتحدث: لا أنا كويسة بس مش قادرة أصدق إنها ماتت..بنتي شافت كتير جوزها كان بيضربها وبيشك فيها وأبوها كان على طول
جاي علينا بسبب الهباب اللي بيشربوا بنتي متستاهلش إنها تموت ونبي هاتلي حقها سايق عليك النبي قالت أخر جملة وهي تحاول أن تمسك يد عاصم لتتوسله سحب يده وقال وهو يحاول أن ُيهدئها هو وعمر: متقلقيش ياحجة هنجبلك حقها ولكنه تأخر لأنها لفظت نفسها الأخير وماتت أم سماح..دخل الطبيب والممرضين وعندما عملوا ما يلزم خرج الطبيب وقال لعاصم بأسف: الحالة ماتت البقاء لله..سأله عمر عن والد سماح ولكنه قال: الراجل دا لسه مفاقش كان واخد كمية مخدرات كبيرة هياخد وقت على مايفوق وأنا بنصح إنه لازم يروح مصحة لأنه ممكن يهرب.. قررا عمر وعاصم أن يعودا للمكتب ليحققا مع من يمكن أن يوصلهم لخيط الطفلة لعلها حية وليست جثة مثل والدتها..
يتبع..
أنت تقرأ
من منظور مختلف.
Mystère / Thrillerفتاة خريجة اداب علم نفس جنائي تشارك في عِدة جرائم مختلفة تجعلنا نري مشاكل المجتمع من منظور مختلف هل ستستطع ان تثبت نفسها ام ستفشل ؟