<مقدمة المؤلف >

29 0 0
                                    

بسم االله الرحمن الرحيم
الحمد الله رِّب العالمين، وصّلى الله على سِّيدنا الأعظم محّمد، وآله الطيبـين ٰٰ
الطاهرين، واللعن الدائم عٰلى أعدائهم أعداء الدين، إ ٰلى قيام يوم الدين.
أ َّمابعد..
١ - تـتراوح المفـاهيم الدينيــة فـيما بينهــا شدّةً وضعفاً  مـن حيــث الأ ّهميـة، فبينما يكـون بعضـها مـن النـوع الـذي لا يضـر جهلـه في عقيـدة لمـؤمن،يحتلُ بعضٌ آخر  منها الصدارة في قائمة الإعتقادات ليتوقف عليه أصل التلبّس في الايمان وليخرج عن رقبتهِ من لا يعتقد بهِ وليدور مدارهُ مستقبل المرء الأُخروي .
٢- إنّ قضية الايمان بمهدي الأمم ، والمصلح الأعظم ، هي من القضايا التي تجاوزت الحدود المذهبيه ، بل والدينيه ، فكانت قضية آمن بها بنو البشر منذُ القِدم وعلى اختلاف مشاربهم ، وحُلمُهم بالمدينه الفاضله لم يُفارق أذهانهم، نعم اختلفت الحضارات والديانات والمذاهب في تشخيص ذالك المُخلّص العظيم والمنقذ المُصلح بعد أن اتفقت على ضرورتهِ كفكرةٍ عامة .

٣- إنَّ مطالعة سريعه في تراث الديانات السماويه،
تكشف لنا ويوضح عن أنَّ هذه القضيه كان لها من الاهميه مالايمكن غضُّ الطرف عنهُ ، وبالتالي كان لزاماً على كل موحّد - فضلاً عن مسلم - أن يقوي من إرتباطهُ بها ، وأن يزيد من معارفهُ فيما يتعلق من جوانبها المختلفة ، الأمر الذي أشارت الي أهميتهِ رواياتنا الإسلامية ، بل وصرّحت بأن من لايكون لهُ معرفة بها فإنهُ سيموت ( ميتةً جاهليه)
عن زرارة قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : < إعرف إمامكَ ، فإنكَ إذا عرفت لم يضرّك تقدّم هذا الأمر أو تأخر>
{ الكافي للكليني ٣٧١/١/ باب أنهُ من عرف إمامه لايضرهُ تقدم هذا الامر او تأخر /}

وعن فضيل بن يسار ، قال سمعتُ أبا جعفر (عليه السلام)يقول: <من مات وليس لهُ إمام فميتتهُ ميتةً جاهليه ، ومن مات وهو عارفٌ لإمامهِ لم يضرّهُ تقدم هذا الأمر اوتأخّر ، ومن مات وهو عارفٌ لإمامهِ كان كمن هو مع القائم في فسطاطهِ>
{ الكافي للكليني ٣٧١/١/  و٣٧٢ / باب أنهُ من عرف إمامه لايضرهُ تقدم هذا الامر او تأخر /ح٦}

٤- ومن هنا كان من المفترض على المنتظرين ان يعملوا جاهدين على تطبيق الإنتظار عملياً الأمر الذي يستدعي المعرفة المسبقه ، حتى يستتبعها العمل على بينةٍ من الأمر .
ولأن خيوط هذه القضية شائكة ، ورواياتها كثيره ، والبحوث فيها طويله، خطرت الفكره بكتابة ( مقالات قصيرة) يُكمل بعضها بعضاً ، على أن يكون لكل واحدةٍ منهاإستقلالها النسبي والمعرفي الخاص ، وعلى مدار أكثر من سنه كامله ، ومن خلال قناة ( لبيك يامهدي) عبر برنامج التلكرام وعلى الرابط ( t.me/labaikyamahdi)
طُرِحت هذه المقالات مسبوقه بسؤال قبل طرحها بيوم لتجتمع فيما بعد في هذه الاوراق .
وقد كُتِبَ لهذة الكلمات أن تشق طريقها متواضعه بين المقالات والبرامج المهدويه من خلال مايلي:
أولًا/ أُتيحَ لخمسين منها أن تكونَ برنامجاً تلفزيونياً أنتجتهُ الوحدة الإعلامية التابعة للعتبة العلويه المقدسه ولقد بُثَ فيما بعد بعنوان ( الموعود)
عبر البث الالكتروني التابع للعتبه المقدسه وتم إستلامهُ من أكثر من ست قنوات فضائية بثتهُ بين برامجها .
ثانياً/ أُتيحَ لمجموعةٍ منها أن تملأ عموداً ثابتاً في مفكرة المنتظِر لعام ٢٠١٨ والتي تصدر عن مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عليه السلام) وذالك بتوجيه من مدير المركز سماحة الاستاذ الفاضل السيد محمد القبانجي الذي تفضل مشكوراً بمراجعة هذه المقالات كلها  وإبداء ملاحظاتهِ القيمّه عليها .
ثالثاً/ أُتيح لها أن تنشر عبر المركز التسوق الالكتروني التابع لمركز القمر للإعلام الرقمي التابع للعتبه العباسيه المقدسه .
وأخيراً بتوجيه من سماحة الاخ الكريم الشيخ حسين الترابي مدير معهد تراث الانبياء التابع للعتبه العباسيه المقدسه أُتيحَ لها ان تكون في هذا الكتاب فشكر اللهُ سعيهُ ورزقهُ وإيانا حُسنُ العاقبه .

/ الإخوة والأخوات /
إن هذه المقالات لاتمثل ( فتاوي) نهائيه في هذا المجال فما زال المجال رحباً ، ومازالت الأرضُ خصبه ، ومازال الطريقُ طويلاً حتى نصل إلى اعماق هذه القضيه المصيريه، لكنها على كل حال ، تقدح في الاذهان تساؤلات عديده يمكن أن تكونَ مفتاحاً لكثير من الحقائق المهدويه وبالتالي، فالمرجو ان تستمر المطالعات في هذا الجانب حتى يصل المنتظِرون الى قناعات مستدله في شتى مجالاتها .

هي ( مائه وأربع عشره ) مقاله كانت بهذا العدد تيمناً بعدد سور القرآن الكريم ، أسألُ الله تعالى أن يلطف بي وأن يوفقني لإصدار مجموعة اخرى في هذا المجال ، وان يوفق جميع اخوتي المؤمنين ان يبذلو جهدهم لملىء مايجدونه من فراغات في المكتبه المهدويه
أسال الله ان يتقبل هذه البضاعة المزجاة بقبوله الحسن، وأن يتجاوز عما هو به أعلم وأن يمن علينا بفتحةملكوتيه من قطب رحى الإمكان المولى الأعظم صاحب العصرِ والزمان .

حسين عبد الرضا الأسدي
النجف الأشرف
٢٠١٧/نيسان/ ٢٦
١٤٣٨/رجب الأصب/ ٢٨

على ضِفاف الإنتظار Where stories live. Discover now