هل مات الإمام؟!

14 1 0
                                    


لا تستغربوا... واستمعوا قليلاً... وستجدون أن لهذا السؤال واقعاً ...

لكن علينا أن نلتفت أولاً إلى أنهُ ليس المقصود من الموت هو مفارقة روح الإمام لجسده وخروجه من الدنيا ،كلا .
فإنَّ من يقول بهذا الأمر الآن يعتبر كافراً بما ثبت عن رسولِ الله (صلى الله عليه واله وسلم ) من أنهُ لابدَ من قيامهِ (عليه السلام)

فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أنهُ قال : ( ... المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً ، والذي بعثني بالحقِّ نبياً ،لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد ،لطوّل اللهُ ذلك اليوم ،حتى يخرج فيهِ ولدي المهدي ، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيُصلي خلفهُ، وتشرق الأرض بنورهِ ، ويبلغ سلطانهُ المشرق والمغرب. { كمال الدين للصدوق}

بل لو مات الإمام ، فهذا معناهُ أنَّ الأرض ستبقى بلا إمام ، وعندئذٍ لايمكن أن تستمرَ الحياة ، فعن أبي جعفر (عليه السلام) قال:{لولا أنَّ الإمام قد رُفع من الارض ساعه لساخت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهلهِ }
<بصائر الدرجات للصفار>

إذن نقصد من الموت هنا معنى آخر .

فكيف مات الإمام ؟
لقد مات الامام في قلب من لايذكرهُ
لقد مات الإمام في قلب من لايعرفه
لقد مات الإمام في قلب من يتذكّرهُ عند المعصيه فيتناساه
لقد مات الامام في قلب من لايقف حبهُ حائلاً دون المعصيه
لقد مات الامام في قلب من لم يعرّف اولادهم بإمامهم

لقد مات الإمام في قلب من لم يجعل وقتاً خاصاً لزيادة معرفتهِ بهِ
لقد مات الامام في قلب من أنكرهُ
لقد مات الامام في قلب من يئس منهُ ومن ظهورهِ
لقد مات الامام في قلب من انشغل بحب شهوي دنيوي وتناسى آخرتهُ !

وهناك الف قلب وقلب مات الإمام فيه !

في رواية أبي سعيد الخراساني عن الإمام الصادق (عليه السلام) (... سمّي القائم لانّه يقوم بعدما يموت، إنَّهُ يقوم بأمرٍ عظيم ]
<بحار الأنوار للمجلسي>

وفي رواية الصقر بن دلف عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:فقلت له: يابن رسول الله ولِمَ سمّي القائم ؟ قال : لأنهُ يقوم بعد موت ذكرهِ وارتداد أكثر القائلين بإمامتهِ
<بحار الأنوار للمجلسي>

هذه الروايه وأمثالها تدعونا إلى أن نراجع أنفسنا وأنهُ هل نحن فعلاً من الذاكرين للإمام القائم (عليه السلام) أم من الناسين لهُ ؟!
وفي نفس الوقت تدعونا الى العمل على أن نكون من الذاكرين لهُ (عليه السلام) في صلواتنا ودعائنا وصدقاتنا وجميع أحوالنا حتى لا نكون ممّن مات ذكر القائم في قلوبهم .

فهل مات الإمام في قلوبنا ؟!

على ضِفاف الإنتظار Where stories live. Discover now