هل يجوز إهداء الأعمال للإمام المهدي (عليه السلام) ؟

11 1 0
                                    


قد يتساءل البعض عن الدليل عن جواز ذلك ، وأنهُ هل يجوز أن أحجَّ مثلاً أو أؤدّي عمرة مفرده أو أن أقرأ القرآن الكريم نيابةً او هديةً عن الإمام المهدي ( عليه السلام)
إنَّ من الواضح فقهياً جواز ذلك ، وهذه سيرة علمائنا اليوم وأمس قائمه على ذلك ، فإن هذا الأمر جائز ، بل مستحب .

وقد وردت بعض الروايات الدالة على أن من أشرك معهُ أحداً من المؤمنين في حجتهِ فإن له ولجميع من أشركهُ الثواب الكامل ، فقد ورد عن علي بن إبراهيم الحضرمي عن أبيه ، قال : رجعتُ من مكه ، فلقيتُ أبا الحسن موسى (عليه السلام) في المسجد وهو قاعد فيما بين القبر والمنبر فقلت : يابن رسول الله إني إذا خرجتُ الى مكه ربّما قال لي الرجل : طُف عني أسبوعاً وصلِّ ركعتين فأشتغل عن ذلك ، فإذا رجعت  لم أدر ما أقول له ، قال ( إذا أتيت مكه فقضيت نُسكك فطف أُسبوعاً وصلِّ ركعتين ثم قل : اللهم إنَّ هذا الطواف وهاتين الركعتين عن أبي وأمي وعن زوجتي وعن ولدي وعن حامّتي وعن جميع أهل بلدي حُرّهم وعبدهم وأبيضهم وأسودهم ، فلا تشاء أن قلت للرجل: إني قد طفت عنك وصليت عنك ركعتين ، إلا كنت صادقاً فإذا أتيت قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقضيت مايجب عليك فصلِّ ركعتين ، ثم قف عند رأس النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ثم قل: السلام عليك يانبي الله من أبي وأمي وزوجتي وولدي وجميع حامّتي ومن جميع أهل بلدي حرهم وعبدهم وأبيضهم وأسودهم فلا تشاء أن تقول للرجل: إني أقرءت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عنك السلام إلا كنت صادقاً
( الكافي للكليني )

بـل ورد أَّنـه قـال أبـو عبـد االله (عليه السلام): »لـو أشركـت آلفًا في حَّجتـك
لكان لكِّل واحد حَّجة من غير أن تنقص حَّجتك شيئًا (الكافي للكليني )

بل ورد إن إهداء بعض الأعمال لبعض العظماء من الصالحين هو من الأبواب التي تساعد على قضاء الحاجه ، فقد ورد عن داوود الرّقي قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) ولي على رجل مال قد خفت تواه ( توى يتوى توى المال :ذهَبَ ( العين للفراهيدي )
فشكوت إليه ذلك فقال لي : إذا صرت بمكه فطف عن عبد المطلب طوافاً وصلِّ ركعتين عنه ، وطف عن أبي طالب طوافاً وصلِّ عنه ركعتين ، وطف عن عبدالله طوافاً وصلِّ عنه ركعتين ، وطف عن آمنه طوافاً وصلِّ عنها ركعتين ، وطف عن فاطمه بنت أسد طوافاً وصلِّ عنها ركعتين ، ثم ادعُ أن يرد عليك مالك ، قال : ففعلتُ ذلك ، ثم خرجتُ من باب الصفاوإذا غريمي واقف يقول : ياداوود حبستني تعال اقبض مالك .(الكافي للكليني)

ولذالك نحن نعمل عادةً على إهداء تلاوة القرآن الكريم للإمام المهدي (عليه السلام) ليس فقط من أجل قضاء الحوائج ، وإنما من باب صلة مولانا المهدي (عليه السلام) بما هو حقٌ علينا أن نصله بمثلهِ

وقد وردَ عن علي بن المغيره عن أبي الحسن (عليه السلام) قال : قلت له : إنَّ أبي سأل جدك عن ختم القرآن في كل ليله ، فقال له جدّك: كل ليله فقال له : في شهر رمضان ، فقال له جدّك : في شهر رمضان فقال لهُ أبي : نعم مااستطعت .
فكان أبي يختمهُ أربعين ختمه في شهر رمضان ثمّ ختمتهُ بعد أبي فربما زدت وربما نقصت على قدر فراغي وشغلي ونشاطي وكسلي ، فإذا كان يوم الفطر جعلت لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ختمه ، ولعلي (عليه السلام) أُخرى ، ولفاطمه (عليها السلام) أُخرى ، ثم للأئمه (عليهم السلام) حتى انتهيت إليك فصيّرت لك واحده منذ صرت في هذا الحال فأيُ شيء لي بذلك ؟ قال: (لك بذلك أن تكون معهم يوم القيامة )قلت : الله أكبر فلي بذلك ؟ قال : (نعم ) ثلاث مرات( كافي للكليني )

على ضِفاف الإنتظار Where stories live. Discover now