فتحتا عيوني ..
الجو هادىء ..
النور خافت ..
على ما يبدو الوقت ليل ..!
راقدة على بطني ؛ في حد جنبي شايل مرهم جروح ابيض .. شال جزئية بسيطة منه في اصبعه .. ختاها في ظهري ؛ المرهم كان بارد شديد حسيت براحة اول شي بعدين حسيت بحُرقة بسيطة .. مرر المرهم على كل ظهري و بداية اكتافي .. بس خلص ختا المرهم في الكومدينو شوفت وشو كان وشه غريب !
وقبل ما اساله هو منو اختفى و انا نومت فورًا كأني مخدرة..!!
صحيت على صوت اذآن بعيد ؛ صوت همسي في اذني
" الصلاة الصلاة يا ليا "
غمضت عيوني بثقل بس الصوت رجع تاني همس بنفس الكلمات .. بصعوبة رجعت ظهري لورا واخدت وضعية السجود .. كنت حاسة ظهري حايتقصا لمن قعدت على رجليني ..
الضرب المرة دي كان احرا من اي وقت مضى .. كأنها كانت بتتنقم مني ؛
عادي بالنسبة لي ماما تضربني ؛ دايمًا كنت بتسائل ليه بتعمل معاي كدة .. ليه بتعاملني كاني ما بتها .. وبتفرق بيني وبين ليان اختي .. بس مع الوقت و عدم ايجاد ايجابة مقنعة لسؤالي بطلت اسأل .. وبقى روتين مع الوقت واتعودت لدرجة بقيت بستغرب اذا ماما ما ضربتني !
تخيل تتعود على كُره امك ليك ؟!
تخيل تتعود على الزُل ؛ الضرب والشتيمة و المعاملة السيئة من اقرب الناس ليك !
كيف ولوين يهرب الانسان من اهله ؟
الطبيعي ان الانسان لمن يحس باي خطر ولو شكة دبوس .. يجري على امه وابوه ..
انا ما عارفة اجري وين ؟ الجأ لمنو واشكي لمنو واهرب وين منها ومن بطشها البزيد كل شوية ..!
الطبيعي ان الانسان يتعادي من الدنيا .. فيهرب لبيته ..
وين يهرب اللي معناته من بيته ؟ من اهله نفسهم من امهُ وابوه ؟
مافي اسوء من ان بيتكم يكون جحيمك .. سبب مُعناتك ؛ اذيتك ..
مافي ابتلاء اسوء من ابتلاء الاهل ..
" المخزول من عائلته لا يُشفى ابدًا "
قعدت على رجليني مسافة .. كان نفسي ابكي بس ما حسيت بزعل ولا ضيق .. حاسة اني مع الوقت بفقد انسانيتي واحساسي بالالم .. مجردة من الاحاسيس كاني " حيوان "
الحيوانات عندها خلايا احساس زينا ؟
انا ولا مرة شوفت حيوان بيإذي ابنه !
حقيقي البشر اسوء مخلوقات ربنا ..
ضغطت على زر النور جنبي و مسكت تلفوني عاينت للساعة كانت 3ص !
