كٖـلٰاسِـيـٓكـٰيـَّةالـٖحُـٰبْ {11}

29 4 240
                                    

. 🎻.

في لحظة ما ظننا أن الطمأنينة قد حطت على قلوبنا بمرساها دون أي عوائق ، لكننا كنا في عجلة من أمرنا، لم نعر اهتمامنا للواقع الذي إما كنا نحاربه أو يحاربنا ،ظننا أن كلا الوقت والقدر يسيران لصالحنا ،ولم يخطرلنا قط أننا تجاهلنا دستورهذه الحياة المعقد ، يستحيل بعض الشيء على الوقت أن يسير والقدر معه جنباً إلى جنب ، فهنالك ما يحدث في وقته الخاطئ ، وهناك ما لا يحدث عندما يأتي وقته الصحيح ، أما رغبتنا نحن ، فليس لها بينهما حكماً سوى الإختيار ، إما أن ننجح في كسب الوقت ، أوأن نخوض القدر ، نادراً جداً أن يحدث وتسنح لنا الأيام باختيار كلاهما في الآن ذاته معاً .

-♤-

الفصل الحادي عشر : { تداخل }

لا أذكر تمامًا كيف نامت بين ذراعي تلك الليلة ، لكني أذكر جيدًا أنها غفت والدمع يأخذ حذوه خارج مقلتيها معلنًا رفض مشاعرها للتعامل مع القلق الذي كُبِت كثيرًا، رغم أني حاولت جاهدًا ألا يمسها الألم في قلبها ، إلا أنها أثبتت قولي بأنها طفلة تتحين الفرص للإفشاء عن مكنوناتها ، ويا لسخرية القدر ذلك لا يحدث إلا أمامي فقط ، من كان يدري أن شخصًا يفتقر الكلام وما يتبعه مثلي قد جلس يمسح عَبَرات شخصٍ شديد الشعور، و دقيق في التفاصيل مثلها ؟ ، الشعور الوحيد الذي خالجني آنذاك جاء على هيئة مرارة انسابت إلى داخلي تمامًا كتلك القطرات المالحة وهي تسيل في صمت بليغ تحتل وجنتيها وتسبق أناملي في ملامسة شفتيها ومن ثم تضيع بهما ، فتشعل بي رغبة سرقة تلك الملوحة من ثغرها حتى لا يزعجها طعم الحزن الذي تكابده وحدها فنتقاسمه سويًا .

لم يزرني النوم و رحت أتصيد كل إيماءة تصدر عنها وهي تغط في أحلام شككت لوهلة أن بعضها كان كوابيسًا ، فكلما مر الوقت ازداد تمسكها بجسدي وكأنها تراني أبتعد عنها فتحكم علي ولا تدعني ، أحسست بعطرها يسودني فيشبع أنفاسي الجائعة ويملؤني مرة أخرى برحيق أحبذه .

لقد هيمنت علي بشكل تام ، حتى وهي نائمة .

جعلتني أمقت الصباح الذي يفرقنا ، علقتني على عشقها بحبالٍ من شوق وحنين ولهفة إليها ، خلقت بي روح تود تأجيل الحياة مع غيرها فلا أكون إلا لها ، أعيش وأتنفس رؤيتها شاءت الأقدار أم أبت .

'°•|♧|•°'

جاء صباحٌ قُلِبت فيه الموازين رأسًا على عقب في آنوت ، بعد أن كان للهدوء سطوة كبيرة طيلة تلك الأيام الثلاث السابقة .

وصلت رسالة للملك مفادها أن يتنحى عن الحكم على حين غرّة والإنصياع لما سيحدث عاجلًا أم آجلًا ، وعلى الرغم من أنها لم تكن الرسالة المجهولة الأولى من نوعها إلا أن الرهبة التي شعر بها ويليام في تلك الحروف الموثقة بحبرٍ أسودٍ فاحم ، جعلته يعلن في القصر حالة استنفار فريدة ، حيث كثف الحرس الملكي في كل الأروقة ،كما وأمر بإبعاد الاميرة عن القصر الرئيس مؤقتًا حتى يتسنى لهم معرفة ما يجري حقاً ، وبما أن جون بالفعل قد رأى فحوى تلك الرسالة كاملًا ، أصر بشكلٍ اكبر على ميرلي ألا تغادر جناحها قبل أن يصلها الإذن بذلك .

كـلاسيكـية الحُـب| J.Jkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن