....
- ثُمَّ توجَّهَ لِلحَربِ مُعلِناً رَحيلُه عَن عَيّنَيْها تارِكاً يَدَيها البارِدَتيْن تَنتَظِرانِ دِفْئَه الذي لَثمَهُما يَوماً بِطَريقَةٍ غَيْر مَنطِقيّة -
.
الفَصلُ الأَوَّل - بداية -
-
تزاحمني الموسيقى ، الكتب ، وأكواب القهوة الفارغة كأن قلبي أعلن حداده ..شتاء هذا العام يكتسِ بلون الحزن ..طيفك غزا الأماكن ووجهك أستحل وجوه العابرين، غدوت سجينة تلك اللحظة التي رحلت بها عني ، و أرهقني الانتظار ..من حينها وأنا أحلم بسماع طقطقة أقدامك التي غادرت وكأنها تهم بالقدوم نحوي وكلما تقدمت خطوة لأمعن النظر لا أرى سوى الغيوم فأستيقظ على أمل أن أجدك.. ويا لسخرية القدر ...كل ما أجده هو تلك الأسقف القديمة التي أصبحت مع الوقت قضبان سجنت بها نفسي وتمسكتني بعمق ...تناقلت عنك الأحاديت في جوفي وكأنك سرٌّ لا أريده أن يُفشى ..تحدثت وطرحت أسئلةً لا أجوبة تُسمَع لها ..أنا فقط غرقت في وسادة الإنتظار بعيني المؤرقتين وبأحلامٍ يَقِظة فقد ابتليتُ بغائبٍ لا يَحُن
# الخامس عشر من فبراير عام 1887
----
(الأوّل من ديسمبر عام -1887-)
يشهق الليل أنفاسه ويتضرع من ضوء القمر الخجل أمسياته العبقية برائحة المطر المكنون في تلك الغيوم الثلجية
حيث ينام الهدوء في أغطية الأمس متمسكاً بحلم اليوم الجديد تسكن البرودة ويضمحل الدفئ شيئاً فشيئاً ..
وعلى عجلة الوقت تركب اللحظات وترتحل من الحاضر المؤقت إلى الماضي المؤبد .
أما نزهة المستقبل فهي في نطاقٍ مجهول.
وسط الغابات الكثيفة وعلى حواف العتمة الكونية المستصاغة في هذه الساعات الأولية لبدء محادثات بين عناصر الطبيعة والسماء المغدقة بالسحب الساكنة إلى حين، يشق القمر له طريقاً نحو هذا العالم الضبابي منعكساً على هيئته في مياه تلك البحيرة الفريدة كاللؤلؤ المشع وحيداً يسطع في هذا الظلام المفحم مترنماً بضوئه حفيف الشجر وجمود الحجر ..
وعلى أعتاب ذلك المنظر الهادئ يجلس عقيق العينين أكحل الهندام وغرابي الهالة ، تتمايل أخصاله السوداء يمنة ويسرة تتراقص مع هفوات الرياح الغربية ، يسند ظهره العريض بجذع شجرة قديمة يضاهي قِدَمها كُبر هذا الكون المليء بالمفاجآت ..
أنت تقرأ
كـلاسيكـية الحُـب| J.Jk
Romantizmتراه في كل زاوية من جدرانها ، في اللوحة المصمودة أعلى مكتبتها ، في رائحة الكتب ، في ستار نافذتها ، في الممرات والطرق ، تراه وتشعر به يسير بجانبها ومعها ، في كل خطوة هالته تتبعها ، طيفه يحوم في الهواء من حولها يسرق فكرها ونفسها ويحور كل كلامها في ذا...