.
كلاهما كانا يموتان في كل لحظة أبعدتهما فيها المسافات عن لقاء يشبع لوعة شوقهما
.
الفصل الثالث : ثُمَّ فُرَاق
.
.
رحيلك أهلكني ، أيام ماطرة تأتي جميعها واحدة تلو الأخرى تمسح أثر خطواتك التي تركتها على عتبة بابي وذهبت ، يتمت مشاعري وجعلتني لاجئة لحضن النسيان والنوم الكثير .
بأي حجة سأقف أمام المواعيد وأقنعها أنك غائب عنها ؟ ، كيف سأتحايل على مشاعري وأمضي كأنك لم تكن قط ؟ ، كيف أعبّر عن وجعي وأنت بذهابك سرقت مني كل كلماتي ؟ .
.
.
.
-
شهق الليل أنفاسه وتسللت غياهب العتمة أزقة السماء المطلة على تلال الأرض وطرقها ..
تبددت رياح الشتاء تعلو زفير الأنفس وتختلس من الهدوء ضجيجها ، احتل البرد القارص مطارح الساهرين معاشروا النجوم تعلوها السحب ، ويهتدي السبيل لضوء القمر مسلِّماً مستسلماً لجماح هفوات الثلوج المتكومة .
~ السابع عشر من يناير ~
.
.
أذكر أنني استيقظت على صوته يتخلل محافل أذنيّ ، يليه مظهره وهو يحاول الإعتدال من سريره والإمساك بيدي ..
أكنت نائمة !.. طيلة هذا الوقت ؟..
وقفت كردة فعل مني أنظر حولي فألمح الليل الذي قد حلَّ بالفعل خارج النافذة ، ثم عدت بنظري لذلك الذي تمسك بطرف كُمّي يظن بأنني هلعت..
لكنني لم أكن سوا إمرأة باغتتها الصحوة على عجلة وأسقطتها من رف النوم الذي استحضرها بخبث وسرقها من الوقت .
عجزت عن الحركة كثيراً فمظهره قيدني ، و تلبسني الموقف في محطة جمود ..
نسيت أنني تركته عاري الصدر محاطاً بعدة أغطية وعلى رأسه تركت ضمادةً قد أزالها حتماً فورما استيقظ فهي أصبحت على طرف السرير بطريقة ما وأشك أن يده من قادتها لتلك الوضعية العبثية ..
كان يبدو عليه ارتجاع الحياة لمحياه وملامحه ، لم يعد أصفر الوجه ، بل أصبح متورداً يخفي زهور الربيع في وجنتيه الثلجيتين سابقاً.
![](https://img.wattpad.com/cover/267143000-288-k640112.jpg)
أنت تقرأ
كـلاسيكـية الحُـب| J.Jk
Romansaتراه في كل زاوية من جدرانها ، في اللوحة المصمودة أعلى مكتبتها ، في رائحة الكتب ، في ستار نافذتها ، في الممرات والطرق ، تراه وتشعر به يسير بجانبها ومعها ، في كل خطوة هالته تتبعها ، طيفه يحوم في الهواء من حولها يسرق فكرها ونفسها ويحور كل كلامها في ذا...