.
وَانتَظرَتهُ لِأنَّها لَم تَملِك خَياراً آخراً يَجعلُها تَقوى عَلى نِسيان شَوّقها لَه .
الفصل الثاني : ملحمة صراع ومشاعر
-
اليوم تمطر وأنت مازلت على فراق خطوات مني
يقولون أن الخير يأتي بالمطر و يروي جفاف القلوب ،والغريب أنني لا أشعر بشيئٍ من ذلك .. طيفك ليس في محيطي بعد .. صوتك لا أسمعه .. خطواتك ليست هنا عند عتبة بابي .. رائحتك التي تركتها في كل أشيائي تتبخر باستمرار وتختفي تدريجياً .. المطر لا يحمل لي شيئاً هذه المرة إلا ذكرى أعيش وأشبع شوقي لك فيها ، و يا ليته يعلم أنني أنتظر منه أن يحملك إلي .. أن يأتي سراً يبعث في نفسي عنك طمأنينة .. أن يخبرني ليلاً أنك في الطريق إلي فأسهر على صباحٍ ألاقيك فيه أنت وخيرك
السادس والعشرون من فبراير عام 1887
.
.
.
في تلك اللحظة بالذات انقطعت الأصوات من حولي وبدأت اسمع ضربات قوية تأتي من داخلي وتوقظ بي خوفاً ربَّط قدمي وجعلني عاجزاً عن التحرك ..
رأيتها تغرق أمام عيني لكن في عقلي تتردد فكرة أنني لا أستطيع إنقاذها ..
شعرت بأنني لست كافياً لوهلة ثم لوهلة أخرى تناسيت كل شيء وعلى عجلة لحقت بها أجر أطرافي المرتبكة ..
قفزت في تلك البحيرة الباردة بروداً لم أستطع فيه الإحساس بجسدي ..
وعلى مسافة قصيرة لمحتها تغرق في ذلك الظلام البعيد وحيدةً بلا حركة ، تندثر أنفاسها للأعلى وتتغلغل في إنغمارٍ مع صقيع تلك المياه ..
لا أعرف كيف بلحظة لا واعية وجدت نفسي أتمسك بجسدها محكماً يدي عليها أنتشلها من معركة أنفاس تنتهي وتبعث بها إلى قعر لُجَّة العتمةِ هذه، إلى قمةٍ يعريها الهواء ويقف متسلطاً على أبواب مياهها المحتشدة يمنح الواصل إليه تذكرة أخرى للحياة .
أتيت بها إلى إحدى الضفاف بعدما تشبثت بحافتها بصعوبة ، ثم دفعت بجسدها يليه جسدي نحوها لننجو وأخيراً من تلك الحبال قاسية البرودة ...
جسدها مازال هامدٌ لا يطرأ منه أي حركة ..
أريد الصراخ لكنني لا أقوى على ذلك .. أشعر وكأني فقدت قدرتي على النطق أو حتى على الوقوف .. هزل جسدي فجأة وارتابت أوصالي ما عاد الدماء يسري بها .. أهو الخوف أم هو البرد .. لم أعد أهتم بالأسباب بقدر ما أنا الآن مهتم بجعلها تفتح عينيها وتشهق أنفاسها مجدداً تثبت أنها على قيد الحياة ..
أنت تقرأ
كـلاسيكـية الحُـب| J.Jk
Roman d'amourتراه في كل زاوية من جدرانها ، في اللوحة المصمودة أعلى مكتبتها ، في رائحة الكتب ، في ستار نافذتها ، في الممرات والطرق ، تراه وتشعر به يسير بجانبها ومعها ، في كل خطوة هالته تتبعها ، طيفه يحوم في الهواء من حولها يسرق فكرها ونفسها ويحور كل كلامها في ذا...