الفصل الرابع والثلاثون

212 14 4
                                    

بين منطوق لم يقصد، ومقصود لم ينطق.. تضيع الكثير من المحبه - جبران خليل جبران.

مكثت لين في المستشفى أسبوع يتردد عليها أنس لزيارتها بين الحين والآخر بصحبة شقيقته مياده وكان دائماً يجلس برفقة أسر ويطالعها بحب من بعيد دون أن يتحدث معها إطلاقًا وكان يختلق ألف سبب وسبب لتفسير مجيئه المتكرر إليها..
اليوم هو اليوم الآخير للين بالمستشفى وكانت ريناد وسميه يساعدونها لترتدي حجابها وقطعهم صوت وصول رساله على هاتفها..
نظرت لين لهاتفها بتوتر لاحظته ريناد فسألتها:مين؟
أجابتها لين سريعًا:ها لا مفيش حاجه دي خديجه بتطمن عليا
هتفت سميه بحنان :فيها الخير يا بنتي تعرفي انا حبيتها خالص وهي بصراحه روحها حلوه وتتحب ربنا يباركلها بنت حلال وغلبانه..
تحدثت ريناد بإبتسامه :هروح أجيبلك عصير تشربيه قبل ما نمشي
أضافت سميه :هاتيلها مانجا يا ريناد وبسرعه
هتفت ريناد بمرح : فوريره يا سمسمه
نظرت سميه للين وتحدثت :هروح اشوف أسر اخوكي وهرجعلك علطول
رددت لين بهدوء :تمام
بعد خروج سميه أخرجت لين هاتفها ونظرت للرساله التي أجبرتها على الكذب وهي تردد في نفسها بندم وعباراتها تتساقط :من بدايتها كدب ياربي.. انا اتسرعت جدا ومينفعش اصلا اتكلم معاه من غير علم اهلي يوووه يا لين المفروض حتى لو حبتيه تخليها في نفسك.. بس هو صعب عليا جدا ومهانش عليا بصراحه يشيل نفسه الذنب ويحس ان اللي حصلي كان بسببه انا عملت كدا عشان انا عايزه كدا عشان لو هو كان حصله حاجه مكنتش هسامح نفسي هو بالنسبالي شخص مهم جدا ولما شوفت السلاح في وشه متخيلتش يضيع مني هو كمان..
قطع تفكيرها رساله أخرى منه وكان مضمونها :(يا بنتي مبترديش عليا ليه بقولك خرجتي من المستشفى ولا لسه)
ردت عليه بإختصار شديد :(لسه)
بعث لها أخرى  :(طب ينفع لما تخرجي تعرفيني)
كتبت له بسرعه : ( لا مينفعش)
سألها بتعجب : (ليه! )
كتبت له : (اهو كدا.. سلام)
كتب لها بضيق : (سلام؟!! مالك يا لين في ايه)
كتبت له وبداخلها عكس ما تظهره:( مليش ومفيش حاجه.. سلام)
كتب لها ببرود:(سلام. )

اغلقت هاتفها ووضعته جانبها وبدأت تبكي بقوه...
أتت ريناد فوجدتها في حالتها تلك فا وضعت كوب العصير جانبا وجلست بجانبها وهي تسأل بزعر:لين مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه
بدأت لين في تجفيف دموعها وهي تردد :مفيش حاجه
هتفت ريناد بخوف :يعني ايه مفيش حاجه انتي هتنهاري كدا من غير حاجه ازاي دا مستحيل قوليلي مالك يا لين وبسرعه
هتفت لين بحزن :قولتلك يا ريناد مفيش سبيني في حالي دلوقتي بالله عليكي لما نروح هحكيلك
هتفت ريناد بحزن عليها :خلاص اتفقنا بس ممكن تهدي بقا وتوقفي عياط بدل ما سمسمه تيجي تفتحلك تحقيق هنا ومش هتخلصي ..
________________________________________
كان أنس يجلس هو وحازم في مطعم يطل على البحر يتناولون الطعام بصمت وكل منهم بداخله صراع من الأفكار قطعه رنين هاتف حازم الذي اغلقه بضجر..
هتف أنس بضيق :يا ابني جالي صداع من الصبح وتلفونك بيرن مبتردش ليه ومين اللي معندوش كرامه دا؟
هتف حازم ببرود :ريناد
قال أنس :ايه!! طب ومش معبرها من الصبح ليه يا حيوان انا فكرت حد انت مش حابب ترد عليه..
قال حازم ببرود قاتل :طب ما انا مش حابب ارد فعلا
هتف أنس بتعجب :ليه؟ اه اكيد متخانقين بس بطل شغل العيال دا ورد عليها هتكون قلقانه على حضرتك
أجابه حازم :لا مش متخانقين
قال أنس :أومال ايه
أجابه حازم بهدوء :عادي يعم فكك منها
طالعه أنس بشك ولكنه لم يتحدث..
____________________________________
كانت حنين تجلس على الطاوله امام التلفاز وبين يديها وعاء ملئ بالفراوله تتناول منه بإستمتاع وهي تشاهد فيلمها المفضل..
صدع رنين هاتفها ووجدتها "دعاء" ابتسمت ثم أجابتها بهدوء :مساء الفل
هتفت دعاء :عامله ايه يا نونا وحشاني جدا جدا جدا كمان
قالت حنين بحب :يروحي انتي أكتر والله.. انا كل يوم كنت بروح للين وفي مرتين قالولي إنك لسه ماشيه من عندها وكنت عايزه اشوفك جدا بس قلت حظي بقا بس معلش تتعوض إن شاء الله
هتفت دعاء بمرح :هتتعوض والنهارده مفيش وقت للتفسير.. كدا كدا لين هتخرج النهارده الحمد لله فا هنروحلها كلنا نفرح ونمرح بدل الملل دا..
ضحكت حنين ثم رددت :اشطا يستي اتفقنا أراكم ليلًا يا رفيقات..
____________________________________
في مكتب أنس..

"إنْسُولِين" (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن