الفصل التاسع والثلاثون

202 10 4
                                    

في منتصف الليل وفي أحد الطرق المهجوره تقف سيارة تحوي بداخلها (مراد السيوفي) بصحبته صديقه (يوسف)
اللذين لا يجتمعا سويًا إلا في الشر..

هتف مراد بخبث :هو دا الوقت المناسب يا غبي لانه زمانه نسيني وشالني من دماغه ما هو كتر خيره برضو الراجل بيخطب ومش فاضي

كان يوسف يطالعه بتفكير ثم ردد بخوف :ايوه يا مراد بس الحوار دا مش سهل وعايزين حد يساعدنا فيه

قال مراد بغضب :يعني ايه حد يساعدنا فيه مش قد اللعب قول وبلاش تلاوع

شرح له يوسف بتوضيح :لو تتقل على رزقك بس يا بني آدم قصدي لازم حد يكون عارف مداخل ومخارج البيت ويكون موثوق فيه يساعدنا هو جوا واحنا بره ونخلص من غير نوش كتير

ردد مراد بفخر :لا دماغك متكلفه وتعجبني

لوي يوسف فاهه بفخر قائلًا :اخد الحق حرفه يا بص

غمزه مراد قائلًا :دا انت اللي بص

وجه يوسف سؤاله بحذر :طيب وبالنسبه لأخوك يا مراد؟

امتعض وجه مراد وحاول السيطره على الغصه التي تشكلت في حلقه وقال بعد أن القى سيجارته :زين.. ماله زين

هتف يوسف موضحًا :ممكن يتدخل لا دا اكيد كمان مش ممكن

القى عليه مراد نظره حارقه وقال :وايه اللي أكده

تردد يوسف كثيرا ولكن اردف بسرعه :بصراحه شوفته كذا مره مع أسر الشرقاوي وانت عارف إنهم صحاب من زمان واكيد اخوك هيكون موجود في مناسبه زي دي فـ ايه يمنع انه يتدخل عشان يحميهم ولو دا حصل هتعمل ايه هتقف في وش اخوك؟!

نظر مراد بعيدًا وهو مغمض العينين يحاول إزاحة تلك الأفكار من عقله ثم هتف بضجر :خليك في حالك ودلوقتي فكر معايا في الشخص اللي هيساعدنا

____________________________________
الجميع يغط في نوم عميق والبيت هادئ، وجميع المصابيح مغلقه ما عدا ضوء خافت في طرقة المنزل الجميع ينام إلا هي تفتح باب غرفتها بهدوء وتمشي بإتجاه غرفة اخوانها اولا، وجدت فارس مستلقي في ثبات عميق اشعلت ضوء هاتفها وظلت تطالعه إلى أن تأكدت بأنه يتنفس وفعلت نفس الشئ مع خالد ثم خرجت وأغلقت باب غرفتهم بهدوء تام، واتجهت بعدها لغرفة جدتها دلفت وظلت تتابعها ولكنها لا تتنفس انتابها الخوف وبدأ الزغر يتسلل إلى قلبها، اطفأت إضاءة هاتفها وأشعلت ضوء الغرفه وظلت تتابع حركة صدرها ولكن لا يوجد حركه من الأساس وجدتها بالفعل لا تتنفس، جلست دعاء بجانبها بزعر وامسكت بها بهستريا وهي تردد ودموعها شلال :
هنا قومي.. ردي عليا يا هنا.. متسبنيش يا هنا بالله عليكي ما تسبيني.. يا هنا قومي اااااه انتي كمان هتسبيني وتمشي خديني معاكي طيب

ازداد صراخها وكانت تبكي بهستريا دون توقف حتى ان هنا فزعت من نومها وجلست تهدئها وتهزها بقوه لتخرجها من حالتها ولكنها تصرخ كأنها لا تراها، اقتحم فارس وخالد الغرفه بزعر بسبب صراخها فوجدوا هنا تمسك بها وتحاول إفاقتها ودعاء في حاله يرثى لها جلس الاثنين بجانبها
احتضنها فارس بقوه وظل يردد  :
دعاء فوقي يا دعاء.. هنا كويسه حتى بصي كدا هنا كويسه اهي صاحيه.. جدتك كويسه وبخير متقلقيش يا حبيبتي

"إنْسُولِين" (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن