الفصل السادس والثلاثون

197 12 2
                                    

الجميع ينام في فراشه بسلام إلا هي ..

تقف أمام المرآه تنظر إلى نفسها بحزن،تتأمل شحوب وجهها بحسره وتتساقط دموعها أتباعًا دون توقف، تجذب خصلاتها بقوه لعل رأسها يكف عن التفكير..
ولكن ما من فائده فلقد اجتمعت أفكارها عليها وحاصرتها من جميع الإتجاهات، كانت تلتقط أنفاسها بصعوبه شديده، شعرت وكأنها تختنق..
جثت على ركبتيها بضياع وقد خارت قواها وظلت تبكي بحرقه
ظلت تبكي إلى أن غفت في مكانها..
استيقظ فارس متأخرًا على غير عادته وبعد أن انتهى من تجهيز نفسه خرج ليبحث عن دعاء ولكنه لم يجدها

قال فارس بتعجب :يعني هتكون راحت فين من الصبح كدا دعاااء يا دعاء معقول تكون لسه نايمه بس دي مش عوايدها
أدار مقبض باب غرفتها بسرعه ليجدها تغفو على سجادة صلاتها بعمق..
اقترب منها بهدوء وبدء يوقظها قائلا:
دعاء دودو اصحي يا بنتي نايمه على الأرض كدا ليه
فاقت دعاء وبدأت في استيعاب ما يدور حولها ثم نظرت لفارس نظرات متعجبه وقالت بنعاس :
هي الساعه كام؟
قال فارس وهو ينظر لساعته:
الساعه عشره إلا ربع
نهضت دعاء بزعر :
يا خبر اديت جدتك العلاج
قال فارس وهو ينهض :
لا انا اصلا راحت عليا نومه ولسه صاحي وفكرتك صاحيه بدري كالعاده بس لقيت البيت هس هس استغربت بصراحه
سألته دعاء بخوف شديد :
طب وهنا؟ معقول لسه مصحيتش لحد دلوقتي دي بتقوم تصلي الفجر وتصحيني معاها بس النهارده مجتليش ثم نهضت سريعًا وهي تتحدث بلهفه :قوم بسرعه نشوفها مالها لتكون تعبانه ولا حاجه.. بسرعه يا فارس
قال فارس مطمئنًا :اهدي كدا يا دعاء تلاقيها راحت عليها نومه هي كمان اصلنا اتأخرنا امبارح لما كنا عند لين ونمنا كلنا متأخر بسيطه اهي تعالي نصحيها سوا عشان تفطر وتاخد علاجها
ذهبوا لغرفة جدتهم فوجدوها تستلقي في فراشها بسلام..
هزتها دعاء برفق وهي تقول والخوف ينهش قلبها :
هنا.. هنون قومي يا حبيبتي عشان تاخدي علاجك.. يا هنا
بدأت هنا تستيقظ بكسل وقالت :
سبيني انام شويه كمان يا دعاء
تنفست الصعداء وقالت بمرح :
قومي يختي افطري وخدي علاجك بعدين نشوف حوار النوم دا وبعدين قوليلي ينفع اللي انتي عملتيه دا كدا تروح عليكي صلاة الفجر وكمان راحت عليا انا كمان طب اعمل ايه ما انا متعوده على انك انتي اللي تصحيني
انتفصت هنا من مكانها وهي تقول بحزن :
استغفر الله العظيم معرفش يا بنتي ازاي محستش دا انا بصحى علطول اول ما اسمع صوت المؤذن سامحني يارب غصب عني والله النوم سلطان
قال فارس ببسمه :
ولا يهمك يا هنون قومي كدا روقي على نفسك وصلي وخدي علاجك وانا نازل عشان عندي كام حاجه هخلصها وارجع اخر النهار كدا ان شاء الله هتعوزوا حاجه مني قبل ما انزل
قاطعته دعاء :
تنزل فين انت لسه مفطرتش
تحدث فارس بسرعه :
لا مش هينفع خالص انا كدا كدا متأخر ابقى افطر بره
قالت هنا بحنان :
معلش يا ابني حقك عليا انا لو كنت صحيت لصلاة الفجر كنت صحيت دعاء وكان زمانها عملالك الفطار من بدري
ذهب فارس لها وقبل رأسها بحب وهو يقول :
ولا يهمك يا حبيبتي عادي يلا بقا سلام
قالت هنا :ربنا يحميك يا حبيبي ويبعد عنك ولاد الحرام يارب ويحميك من الستات اه الواد زي القمر برضو قولي آمين يا مقصوفة الرقبه
قالت دعاء ببسمه :آمين يا ستي
ضحك فارس ثم هتف :لو عوزتوا حاجه كلموني
____________________________________________
استيقظ أنس بسعاده غير معهوده كان يشعر وكأن الحياه تبتسم له مجددًا انتهى من تجهيز نفسه سريعًا واخذ مفاتيحه وهاتفه وكاد يغادر ولكن أوقفه والده قائلًا بإبتسامه :ابو الأنس.. رايح فين بدري كدا.. ما شاء الله وشك بيضحك على غير العاده دي الدنيا هيجرى فيها حاجه على كدا بقى أنس الكيلاني صاحي من النوم بيضحك استر يارب
ضحك أنس بشده ثم هتف وهو يعقد حاجببه:يا ستار يارب هو انا كنت كشري للدرجادي
قال ريان بمرح :اوماااال ابقى اسأل حازم وهو يقولك دا الواد كتر خيره شايف المر معاك لا بس بكلمك بجد ضحكتك حلوه أوي ياض يا أنس على رأي عمرو دياب والضحكه الحلوه دي قول بتخبيها لمين.. أنهى حديثه بغمزه
قهقه أنس على والده بشده وهتف :لا دا انت رايق اوي وانا ورايا شغل ومش فاضي عن اذنك بقى أنهى حديثه ثم دلف لسيارته
ضحك ريان ثم هتف :مش ناوي تفرحني بيك يا ابو الأنس
ابتسم له أنس وقال ببسمه :قريب يا بابا قريب أوي
غادر أنس وظل ريان يطالعه حتى اختفى عن أنظاره ثم اختفت ابتسامته وحدث نفسه قائلًا:ربنا يسعد قلبك يا حبيبي ويبعد عنك كل شر يارب العالمين
_______________________________________

"إنْسُولِين" (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن