١٨-جرح جديد

529 39 13
                                    

"لا تسأليه كثيراً عن خسائرهِ
فصوته أدمى من أظافرهِ
و قلبه عاشَ منفياً بداخلهِ
يصبُّ نهرَ شرودٍ في محاجرهِ
لا تسأليهِ رجاءً...و اسألي فمهِ
كم شهقةٍ قد طواها في حناجرهِ
فالتعشقيهِ شقياً، شاعراً، نزقاً
يخبئُ الشعرَ في دفاترهِ
الساعةُ الآنَ صارتْ غيرَ صالحةٍ
فأولِ القلبِ يعدو نحو آخرهِ
مُري عليهِ و كوني مِثل أغنيةٍ
و سافري مثلَ لحنٍ في خاطرهِ
ولتعشقيه غريباً جاء مرتبكاً
و وجهُ ألفَ يتيمٍ خلفَ ناظرهِ
و كفكفي عنه ما قد بان من تعبِ
و عانقي ألفَ طفلٍ في مشاعرهِ
لا تسأليهِ ففيهِ اليومَ مقبرةٌ
من الذهولِ و بيتٌ من خناجرهِ
لا شيء في يدهِ إلا قصيدتهُ
و خيبةٌ أصبحت أماً لحاضرهِ
مُدي إليه ذراعَ الوصلِ و انتظري
فسوفَ يأتي رُكاماً من مقابرهِ
يأتي إليكِ كنهرٍ ظامئٍ فمهُ
يمدُّ ألفَ سبيلٍ نحو عابرهِ
يأتي إليكِ و في عينيهِ حُجَّتهُ
و الدمعُ أصدقُ ما يسري بخاطرهِ
فالتعشقيه و لكنْ دونَ أسئلةٍ
ما للسؤالِ حياةٌ في شعائرهِ"
(زهير الطاهري).

أنهى كلماته بتهكم و طريقته و ثقته جعلت صلاح يهتز و ينظر لمجدي فقال مجدي مؤكداً حديث يوسف:
"ده اللي بحاول أفهمهولك من بدري، الإتنين حالتهم صعبه جداً و العماره كلها شافتك و إنت بتعمل كده يعني الشهود كتير و موقفك في القضية صعب جداً، ده مش مجرد محضر إعتداء هتاخد فيه كام شهر و لا عاهات مستديمه تاخد فيها ست شهور و تطلع و لو واحده فيهم ماتت فيها إعدام، يعني القضية لبساك لبساك و أصغر محامي يقدر يجيبلك إعدام بسهولة جداً.....أنا رأيي تسمع يوسف عايز يقولك إيه و تنقذ نفسك لإنك لو معتمد إن مراتك هتحن و تتنازل فمتحطش أمل قوي لإنها في غيبوبه و حالتها خطر و إحتمال كبير متقومش منها و يوسف هو المسؤول دلوقتي عن أي قرار".

يستمع له بذهول فهو لم يتوقع أن الأمور ستتأزم لهذا الحد و أنه تسبب لهما بضرر كبير، هو لم يقصد قتلهما كان يريد تعنيفهما فقط، ازدرد لعابه بذعر و التقط يوسف ملامح الذعر والذهول تعتلي وجهه فابتسم بداخله بانتصار و قد بات في موضع القوة و المسيطر الوحيد، نظر له والده بترقب فنطق يوسف بخبث و شر:
"أول حاجة هتطلقها.....تاني حاجة هتديها حقها كامل، مؤخرها و مش الجنيه اللي مكتوب في القسيمة هتديهولها بقيمة دلوقتي، حق القايمه و الدهب كامل فلوس مش عفش و كراكيب و الدهب بعدد الجرامات بسعر دلوقتي و معاهم ثمن الدهب اللي جدي كان جايبهولها و فلوس ورثها اللي أخدته منها عشان تفتح المشروع بتاعك ومش هطالبك بالأرباح و لكن كل حاجه تترد بقيمة دلوقتي يعني نشوف الألف وقتها كان يجيب كام جرام دهب و نشوف هي إدتلك كام ألف و نحسب عدد الجرامات و نشوف سعرها بقى كام دلوقتي و يبقى هو ده اللي هتدفعه، بسيطه الحسبه".

قال صلاح بنبرة مهتزة:
"هي....هي اللي إدتلي الحاجات دي بمزاجها....أنا مطلبتش من........".

كل ده كان ليه؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن