٣٣-تمت المهمة بنجاح

484 32 10
                                    

"يا عالم السِر همي أنت تعرفهُ
و أنت تعلم ما في القلب أخفيهِ
قد حطم اليأس آمالي و بعثرها
و بدد الصمت في صدري أمانيهِ
ما كنت أشكو إلى الأحباب خافيتي
فلن يخفف شكوي ما ألاقيهِ
رفعت شكواي في الآفاق في أملٍ
إن مات قلبي فرب الكون يُحييهٌ"
(ماجد عبد الله).

مرت عطلة بسمة و قد بدأت تعتاد على عاصم، مازال يعاملها بلطف، لا تنكر أنه أسعدها حقاً برقته و حنانه كما أسعدتها تلك العطلة بأكملها و زيارات أماكن لم تراها من قبل مِمَ خفف عنها ألمها و شعرت أنها فعلت الصواب، هبطت الطائرة مطار القاهرة، يسير عاصم جوارها و معهما حقائبهما و أمتعتهما و قد ابتاع لها الكثير من الأغراض، لف ذراعه حولها بتملك و هي تبتسم له حتى وصلا للخارج و السيارة بانتظارهما، وضع العامل حقائبها بالسيارة بينما عاصم توقف مقابلها و ابتسم فبادلته البسمة و لكن هناك نظرة بعيونه غريبة لم تفهمها، قطع عاصم الصمت بقوله الهادئ للغاية مصحوبة بذات الإبتسامة:
"إنتِ طالق".

تلاشت بسمة بسمة تطالعه بعدم تصديق لِمَ تفوه به للتو فيما اتسعت هو ابتسامته و هو يرى ملامح الصدمة تعتلي وجهها، تنفس بعمق ثم أردف:
"زمان اتقدمتلك و بدل المرة ثلاثة و كنت بترفض، و آخر مرة رفضتيني و بعدها بأقل من أسبوعين كنتي مخطوبة لغيري، بدتيه عليا، جيتلك تاني و أنا مصمم أخدك عشان.....أنا... ميتقليش لأ".

اتكأ على آخر كلماته و نطقها بتروي بينما هي مازالت تقف بصدمة لم تنطق بحرف تطالعه بعدم تصديق فابتسم على ملامحها و أمسك بنقود من جيب بنطاله ثم رفعها أمام ناظرها و أردف:
"كده يبقى الحساب خالص".

استدار و أعطى النقود للسائق و قال:
"وصلها للعنوان اللي في اللوكيشن".

عاد بنظره لها و ابتسم بشماتة ثم تحرك يمسك بحقائبه الخاصة و هرول سائقه الخاص صوبه يتناول منه حقائبه ثم استقل سيارته الخاصة و رحل بينما هي كما هي لم تحرك ساكناً تفتح عينيها بصدمة و عباراتها تنسال بعدم تصديق، اقترب منها السائق يقول:
"يا مدام....يا مدام...مش هنتحرك...عمال أنده عليكِ....يا مدام يلا خلينا نتحرك".

انتبهت له أخيراً و نظرت له بتيه ففتح لها باب السيارة، استقلت السيارة دون أن تتفوه بحرف، شاردة بصدمة و كأنها داخل كابوس تتمنى أن تفيق منه، أبان ذلك يجلس يوسف بصحبة بسنت بشرفة شقتهما و براءة بشرفتها يتحدثون معاً، قال يوسف بضحك:
"خليه كده لحد كتب الكتاب، مش هخليه يقعد معاكِ".

ضحكت بسنت و قالت براءة بضحك:
"بكره يكتب الكتاب و إنت اللي هتتذل، إحترم نفسك و إعمل حساب بكرة".

"و لو سيبيني آخد فرصتي، لسه مقابلني الواطي و طلب يقعد معاها رفضت قعد يقولي ليك يوم و يستحلفلي و يغيظني، سيبوني أعلمه الأدب شوية".

كل ده كان ليه؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن