٣٥-حبك نار

538 31 5
                                    

"صغيرةُ العُمرِ لا تَقوى على غَزلي
تصيرُ كالورودِ في حسنِ من خجلِ
كحيلةُ العينِ لا أقوى نَواظِرَها
أصابت الخافقَ الولهانَ في عَجلِ
شبيهةُ البدرِ مذ بَانَتْ مَحاسِنُهَا
تَبَدّدَ الوصفُ فيما قُلتُ من غزلِ
يغارُ من ثَغرِها الريحانُ إن ضَحكتْ
فيُرسَمُ الوردُ بين الثَغْرِ و المُقلِ".
(جعفر الخطاط).

مرت الأيام و الحال كما هو، بسمة منعزلة بغرفتها، ببادئ الأمر كانت تبكي بانهيار حتى جفت عباراتها و لم تعد تبكي فقط أنين قلبها و تلك الغصة تعتصره ألماً، بدأت تخرج مؤخراً من غرفتها بعدما حاولت والدتها و رامي معها لتناول الطعام معهم و انصاعت لهما بالنهاية تحت إصرارهما و لكن لم يتحدث أحد معها بِمَ حدث و لا ما قيل أبداً و قد تحدث والد عاصم معه و أخبره عاصم أنه لا يريدها و لن يتراجع عن قراره و بالطبع ثار والده و لكن لم يجدي ثورانه نفعاً و تقدم بملايين الإعتذارات لكمال و قد استلمت وثيقة طلاقها بعدما طلقها غيابي ليزيد من إهانتها بعدم إهتمامه بها ولكنها لم تتألم لذلك و قد شعرت أنها تحررت منه و أنقذها من مقابلته و رؤيته مرة أخرى، بالحقيقة هي شاكرة لفعلته تلك.

بينما بسنت تستعد لعقد قرانها بالغد و المنزل مليء بالفرحة و اليوم الجميع يستعد لتلك المناسبة السعيدة، بمنزل العروس اجتمعن الفتيات وقد حاكت لهن مهجة فساتين خاصة لعقد القرآن و بالطبع اهتمت بفستان إبنتها الحبيبة و حاكته بكل حب و سعادة تغمر قلبها، بعدما انتهين الفتيات من قياس الفساتين و أنهت لهن مهجة اللمسات الأخيرة و قد جهزت عايدة و سميحة كل ما يلزم للحفل غداً اجتمعن بشقة عايدة، صنعت عايدة الحلوى و دلفت لهن الشرفة تتشاكسن و تضحكن، فجأة صدح صوت أغاني بصوت مرتفع من الشارع و تفاجأ الجميع بهيثم برفقة شقيقه الذي عاد من خارج البلاد ليكون برفقة شقيقه بعقد قرآنه يقومان بتنظيف السيارة و هيثم يغني بصوت مرتفع ليبعث برسائله و يشاكسها بعدما انتبه لتواجدها بينهن بالشرفة:
الحب ناداني...جابني و وداني.....ع الحلو رماني....و احلو زماني...خطفتني رموشه ..مقدرتش أحوشه.....و إن شوفت خياله....بياخدني جماله....ده حبيب القلب هو و اللي ساكن قلبي جوه.

يضحك شقيقه على أفعاله و طريقة غنائه حتى بدأ يغني هو الآخر و يراقصه و قد خرج الجميع للشُرف و بدأو يصفقون و السيدات تطلقن الزغاريد إحتفالاً به وقد فعلن مهجة و عايدة و سميحة المثل و اشتركتا معهما براءة و بسمة التي تجاهد لتندمج معهم رغم سعادتها لسعادة بسنت إلا أنها مازالت تحت تأثير صدمتها بينما بسنت تنكمش خجلاً و تكتم ضحكاتها على أفعاله و مشاكسته لها لا تصدق أن هناك من يعشقها لهذا الحد و يتمناها، تذكرت كلماته عندما سألته لماذا إختارها هي و جاءت إجابته لتسكن كلماته بأعماق قلبها.

" قلبي اللي اختارك و أنا مليش على قلبي سلطان، شاور و قالي هي دي، سلمت و رفعت الرايا".

كل ده كان ليه؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن