"يوم قلت آه...سمعوني قالوا فسد
ده كان جدع قلبه حديد و اتحسد
رديت أنا على اللايمين و قُلت
لو تعرفوا معنى زئير الأسد".
(صلاح چاهين).أبان ذلك يسير يوسف بخطوات واسعة يتنفس بحِدة و هناك حرب و نيران مشتعلة بصدره، توسلات شقيقته ومشاهد لتعنيف والده لهم تُعاد بذهنه، توقف فجأة وترك الحقيبة يمسك بخصلاته بعنف و يدور حول نفسه يحاول إتخاذ القرار، صرخ صرخة مكتومة بألم و عباراته تنسال ثم حرك رأسه بالنفي و همس:
"لا لا مش هسيبهم ليه، مش هسمحله يرجع تاني".أمسك حقيبته و ركض نحو المبنى مرة أخرى بينما بالمنزل استمر والده بضربهما و قد خلع حزامه يضربهما به و يكسر الأغراض عليهما و صرخاتهما و تأوهاتهما تصدح في الأرجاء تمزق القلوب، ألقى الطاولة الرخامية فوق مهجة و سُكب كوب الشاي الساخن على جسدها، حاولت بسنت النهوض و إنقاذ والدتها فركلها و سقطت أرضاً ثم أمسك بالخزانة الخاصة بأدوات الطعام(البوفيه) و أسقطه فوقها و ظل يركلها بجميع أنحاء جسدها ثم عاد لمهجة أمسكها من خصلاتها بعنف يجرها ثم ظل يضرب رأسها بالحائط.
أبان ذلك تجلس عايدة مع براءة و استمعتا لصوت الصراخ فهرولتا للخارج و فُتحت جميع أبواب الجيران يهرولون تجاه صوت الصراخ، وجدوا باب شقة مهجة مفتوح فدلف الجميع يهرولون يحاولون إنقاذهما من بين يديه و تدخل الرجال يحاولون التحكم به و لكنه كان في جام غضبه كلما يحكمون قبضتهم عليه يفلت منهم و يعاود ضربهما و هما كالجثة الهامدة لا تحركا ساكناً، بهذه اللحظة دلف يوسف و أصيب بالصدمة من هذا المشهد الدموي القاسي، هرول نحوه و لم يتمالك أعصابه فأمسكه من تلابيبه و دفعه بكل ما أوتي من قوة و نظراً لقوة يوسف البدنية لعمله بأعمال شاقة و الغضب الذي تملك منه أُطيح جسد والده بعيداً و سقط أرضاً، كاد يوسف ينحني ليتفحص والدته و النساء يحاولن مساعدتها و مساعدة بسنت و لكن نهض والده و اقترب منه بغضب يمسكه من تلابيبه و يصرخ به:
"بتضرب أبوك يا......".رفع يده ليصفعه و لكن أمسك يوسف بيده بقوة ينظر لعينيه بتحدي و غضب قد تفاقم بداخله و مجدي و كمال و أحمد و هيثم يحاولون السيطرة على كلاهما، صرخ يوسف بغضب:
"أقسم بالله هقتلك".حاول كلاهما الإفلات من قبضة الرجال و مهاجمة بعضهما و تدخل كمال يصرخ بهما:
"عيب يا يوسف، عيب يا صلاح بقى إهدي"."أنا اللي عيب، شوف الصايع ال......عايز يضربني و بيهددني بالقتل والله......".
تدخل مجدي بغضب:
"يا أخي إنت إيه كفايه بقى، عايز تموت أمه و أخته و يسكتلك يعني، فاكر نفسك راجل يا صلاح، بتتشطر على الحريم، ياخي اتكسف على دمك بقى".لم يعير صلاح انتباهاً لمجدي و تجاهل حديثه و عاود صراخه بيوسف:
"عودك شد و بتعمل راجل عليا يا يوسف، افتكرت نفسك بقيت بني آدم يا فاشل يا زباله، بص لنفسك يلا، بص لمنظرك، ده أنا اتكسف أقول إنك إبني، فاكر نفسك بني آدم، بتقويها عليا، وهي غبيه فاكره إنها مسنوده عليك يا فاشل......".
أنت تقرأ
كل ده كان ليه؟
Tajemnica / Thriller(كل ده كان ليه؟) سؤال يتكرر مراراً و تكراراً بأذهاننا، نحن أصحاب القلوب النقية البريئة، أرغمتنا الحياة لنسلك دروباً مُعتمة و نحن من اعتدنا على الضوء و بريق النقاء، كل ما حلمنا به الأمان و السكينة، لم تقسو قلوبنا يوماً، كيف تقسو و هي لا تعرف غير الحُ...