"قد جئتني مثل المطر
و منحتني الوصل الجميل
كمُنية بخَلَت بها الأيام
حتى خلتها حُلماً بعيداً
ثم جاء بها القدر
قد جئتني مثل المطر".
(علاء سالم).مرت الأيام و أسامة يواظب على زياراته كما اتفق مع كمال و بكل زيارة كان يزداد تعلقه بها أو بالأحرى هو منذ زيارته الأولى اتخذ قلبه القرار عنه و لكنه تمم الزيارات كي تأخذ هي قرارها عن إقتناع و ما زادته الزيارات إلا تصميماً أن يفوز بها في النهاية، بالطبع ناقشت بسمة الأمر مع الفتاتين و شجعتها كلاهما على الموافقة على أسامة فهي أيضاً تميل له و تشعر بالإرتياح و قد صلت صلاة استخارة و ما زادها الأمر إلا ارتياحاً أكثر لقرارها، تجلس اليوم مع والديها فسألها والدها:
"ها قررتي إيه بقى، لازم نرد على الناس مش هينفع كده، أسامة و لا عاصم و لا و لا واحد فيهم؟"."إنتم رأيكم إيه طيب؟".
أجابتها والدتها:
"بصراحه اللي اتنين كويسين بس عاصم هيعيشك مرتاحه أكتر و أسامه هيعيشك كويس برضه بس هتعافري معاه و تبني معاه، و رغم كده معرفش ليه مياله لأسامة أكتر.....يمكن عشان قابلت أهله و ارتاحتلهم، على العموم الإتنين مناسبين و القرار قرارك".نظرت لوالدها بتساؤل فأجاب:
"إنتِ عارفه أنا موضوع الفلوس ميهمنيش اللي يهمني الراجل و أسامه رغم إن مش نفس مستوى عاصم و لكنه فعلاً مكافح و مجتهد و لكن أنا ميال لعاصم أكتر يعني اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش، عاصم أنا أعرفه من و هو عيل صغير و أهله زي الفل، ضامنه أكتر يعني، ده رأيي و إنتِ بقى شوفي".صمتت قليلاً ثم تنفست بعمق وقالت:
"بصراحه أنا مرتاحة لأسامة أكتر، عارفه إن عاصم كويس برضه بس مش عارفه ليه مرتحتش خالص من أول قعدة، مفيش سبب محدد بس مش مرتاحه لكن أسامة أنا ارتحتله من أول مرة و الكام زيارة اللي جه فيهم ريحوني أكتر وصليت استخارة و برضه مرتاحة......مش عارفه بقى"."مش عارفه إيه بقى، خلاص يبقى تاخدي اللي ارتاحتيله.....اتوكل على الله يا كمال، اعتذر لعاصم و إدي الموافقة لأسامة".
تنهد مطولاً ثم قال:
"على خيرة الله، هكلمهم".شعرت بسمة بالسعادة و الإرتياح رغم عدم اعتيادها على الأمر بعد إلا أنها تشعر براحة غريبة بقربه و رغبة مُلحة بالموافقة على تلك الزيجة، بالفعل هاتف والدها عاصم و اعتذر منه مِمَ أدى لدهشته و صدمته وقد ظن أن تأخيرها باتخاذ القرار سيعني الموافقة بالنهاية، فقط كانت تحتاج لبعض الوقت لتفكر بإمعان و لكنه لم يتوقع رفضها له بينما أسامة الذي استقبل الموافقة بسعادة عارمة ترفرف بقلبه و هرول من غرفته يخبر أسرته اللذين استقبلوا الخبر بسعادة و أطلقت شقيقته الزغاريد كما فعلت والدته بينما بسمة هرولت تجمع الفتاتين و قالت بسعادة و نبضات قلب تتراقص فرحاً:
"أسامة هيجي بكرة عشان يتفق على التجهيزات و نحدد معاد الخطوبة".
أنت تقرأ
كل ده كان ليه؟
Misterio / Suspenso(كل ده كان ليه؟) سؤال يتكرر مراراً و تكراراً بأذهاننا، نحن أصحاب القلوب النقية البريئة، أرغمتنا الحياة لنسلك دروباً مُعتمة و نحن من اعتدنا على الضوء و بريق النقاء، كل ما حلمنا به الأمان و السكينة، لم تقسو قلوبنا يوماً، كيف تقسو و هي لا تعرف غير الحُ...