الفصل الرابع

1.7K 46 0
                                    

الفصل الرابع

ذكريـات كثيرة داهمتهـا هـي لم تنسى يومـا ولكـن وجودهـا بذلـك المـكان

يجعلهــا تتذكــر ويزيــد الألم بداخلهــا، أغمضــت عينيهــا بشــدة و نفضــت رأسـها وكأنهـا بذلـك تمنع عقلهـا عن التفكـر بـأي شـئ مـن تلـك الذكريـات دخلـت إلى الغرفـة وأغلقـت البـاب خلفهـا وإذا بهـا تتفاجـئ بوجـود احـدا في الغرفـة .

ريتال: انتي بتعملي ايه هنا؟

الخادمـة: عايـدة هانـم امرتنـي اطلـع لحضرتـك الشـنطة وارتبلـك الـي فيهـا هنـا و........

اعادت ريتال مقاطعتها: شكرا ليكي تقدري تتفضلي.

الخادمة: بس انا لسه ماخلصتش ومايصحش......

قاطعتهـا ريتـال بأبتسـامة حازمـة: اعتبـري نفسـك خلصتـي و رتبتـي وبعدين انــا مــش معايــا حاجــات كتيــر وحاليــا عنــدي صــداع ومحتاجــة ارتــاح فأتفضـلـي انتــي وماتشــغليش بالــك بحاجــة.

الخادمة باحترام: تحت امرك يا هانم.

بعــد أن خرجــت الخادمــة اقتربت هــي مــن حقيبتهــا وقامــت برتتيــب اشـيائها، وبعـد قليل كانـت تجلـس على الفـراش لـكي ترتـاح بعـد أن قامـت

بتبديل ثيابهــا، فتحــت تلــك المذكــرة التــي لا تفارقهــا أينــما تكــون حتــى عندمــا تســافر إلى اي بلــد تكــون معهــا في حقيبتهــا فهــي الشــئ الوحيــد المتبقـي لهـا مـن أسرتها الصغـرة، ودائما بمجرد أن تمسكا بيديهـا تتذكـر حديـث والدتهـا منـذ أكثـر مـن خمسـة عـشر عامـا..
فلاش باااااااااك
ريتال: لسه ماخلصتيش يا ماما؟

زهرة: خلاص يا حببتي 5 دقايق وهاجي احكليك حكاية علشان تنامي.

ريتال: مامي هو حضرتك بتذاكري قبل ما تنامي؟

زهرة: لا يا حبيبتي مش بذاكر.
ريتـال: اومـال بتعمـي ايـه؟ انتـي كل يـوم قبـل ما تنامي بتمسكي الكشـكول ده وتكتبـي فيـه زي مـا انـا بكتـب الواجـب كل يـوم واذاكر.

زهرة: لا يا حبيبتي دا مش كشكول دي مُذكرة.

ريتال: يعني ايه؟

زهـرة: اممممـم بـصي دي زي الكشـكول كـدة بـس بنكتـب فيهـا الحاجـات الـي احنـا عايزيـن نكتبهـا زي المفكـرة كـدة ولمـا نكـبر بتكـون دي ذكرياتنـا.

ريتـال بفضـول طفـولي: وبنعمل بيهـا ايـه الذكريـات دي؟ ويعنـى ايـه اصلا ذكريـات؟ وهنسـتفاد ايـه مـن كـدة؟

زهــرة: الذكريــات بتكــون موجــودة في عقلنــا وفي قلوبنــا حبيبتــي وهــي الحاجــات والايام الــلي عشــناها قبــل كــدة. وكل واحــد وشــطارته في الـلـي بيعــرف يســتفاد وفي الـلـي مابيتعلمــش وبيفضــل على حالــه. أما المذكرة دي هي الورث اللي انا هسيبهولك.

جبروت  بقلم أسماء أبوشادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن