الفصل الرابع عشر

1.3K 53 5
                                    

رواية جبروت : الفصل الرابع عشر

ترقـد بالفـراش لا تهتـم لأي شـئ.. لا تبالي لحديثـه الـذي يحـاول أن يخفـف بــه عنهــا.. ولا تبــالي لحديــث صفيــة الشــامت ولا لحديــث والــدة زوجهــا المؤنـب.. وكأنهـا اعتزلـت الحيـاة ولا تريـد العـودة الا إذا كان كل مـا مـرت بـه هـو مجـرد كابـوس، نظـر إليهـا بـألم فهـو أصبـح لا يقـوى على إطالـة  النظـر إليهـا  وحتـى لا يقـدر على مشـاركتها الغرفـة بسـبب شـعوره بالذنـب تجاههــا وأيضــا لمبيت الممرضــة معهــا حتــى تهتــم بهــا وبأدويتهــا فهــي أصبحـت تتغـذى على المحلـول فقـط

بـدر بخفـوت: لسـه مـش عايـزة تـردي عليـا يـا ليلـه أنـا بتعـذب عشـانك يـا قلبـي.

لم تــرد عليــه حتــى ولــو بنظــرة وكأنــه ليــس موجــود أو هــي مــن ليســت موجــودة  هــي في عــالم وحدهــا

بـدر: أنـا بمـوت لما بشـوفك كـدة أوعـدك هعوضـك عـن كل حاجـة بـس بـلاش الحالـة اللي انتـي فيهـا دي ارجعـي ليلـه حبيبتـي ارجعـي قمـري يـا قمـري.

قاطــع حديثــه دقــات منتظمــة على بــاب الغرفــة فســمح بالدخــول وقــد علــم انهــا الممرضــة

الممرضـة: يـا اسـتاذ بـدر أنـا بلغـت الدكتـور بأخـر التطـورات بحالـة مـدام ليلـه، وللأسف لـو اسـتمرت على الحالـة دي هننقلهـا المستشـفى وتكـون  تحـت اشراف أخصائيـة نفسـية والرعايـة هنـاك هتكـون افضـل.

بــدر: أنــا اقــدر اوفــر ليهــا الرعايــة اللي تحتاجهــا هنــا في بيتهــا، موضــوع المستشــفى ده تنســوه خالــص والاخصائيــة النفســية كـمـان تيجــي هنــا.

الممرضـة باستسلام: تحـت أمـر حضرتـك هبلـغ الدكتـور بكلامك  وأن شـاء اللـه المـدام تقـوم بالسـلامة.

بدر: ياااارب، أنا هغيب ساعتين بالكتير لو حصل اي حاجة بلغيني.

الممرضة: حاضر.
بعد خروج بدر اقتربت  الممرضة من ليله بعطف وشفقة

الممرضــة: ربنــا يشفيكي يــارب ، أنــا عرفــت مــن خالتــي رواشــة الظــروف والمشــاكل اللي هنــا، وكـمـان بســمع الســت صفيــة والحجــة أم بــدر لمـا بييجـوا يتكلمـوا معاكي ، بـس انتـي لازم تشـدي حيلـك وتقفـي على رجلـك ، الظــروف اللي بتمــري بيهــا دي محتجاكي  شــديدة، أحســن يستضعفوكي وتعيـشـي تعبانــة طــول حياتــك.

(  وعندما لم ترد عليها جذبت انتباهها بشئ آخر )

انتـي عارفـة انهـم النهـاردة هيعملـوا قاعـدة عـرب، وكبـار البلـد هيتجمعـوا عشـانك واهلـك كلهـم هيحـضروا؟

ألتفتت ليله إليها بلهفة ونطقت ببطء: با با هييجي؟

الممرضة بفرحة: اخيرا سمعت صوتك.

جبروت  بقلم أسماء أبوشادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن