الفصل الأول
… مؤامرة …
كل شخص في هذه الدنيا فاقداً شيئاً يحبه في حياته، حتى لو ضحك كثيراً و رأيته سعيداً ، يبقى شيئًا بداخله يشعره بالضعف والألم حين تذكرهتذكره تألم وضعف.
كان يستمع لحديث المحامي الخاص به وهو ينصحه بعدم فعل هذا الأمر كي لا تزيد الأمور تعقيداً بين الجد و حفيده لكنه لا يستطيع تغيير قراره فهو يعرفه جيداً و حين يقول شيئاً يفعله دون تردد ليحضر الفتاة بعد أن دفع لها النقود و أحضر المأذون ليجلس عزت بهدوء ويخرج التوكيلات من درج مكتبه في المزرعه
تذكر كيف حرّض سكرتيرة حفيده أن تحصل على توقيعه دون علمه فهو لا يوقع شيئاً دون مراجعته ولكن لتأخره عن موعد هام قام بالتوقيع على عجالة وكأن القدر يريده أن يستيقظ من غفوته ... لينهي المأذون الإجراءات ويغادر بعد ذلك ليفكر عزت فيما سيحدث عند علم جسار بالأمر
هتف نبيل بقلق :
ـ جسار مش هيسكت و هيشكك في صحة العقد و الامضاء على التوكيل
أجابه عزت بتنهيده :
ـ إنت عارف جسار كويس لو ما اتعاملتش معاه بطريقة صح هيضيع تعب عمري كله
ليسأله بقلق :
ـ و ياتري فاطيما هتعرف تقف قصاده بالعكس أول شخص هيتاذى في العلاقة دى هي .. لإنه هيتوقع انها عارفه كل شيء و شريكة في الموضوع ده
ـ مش هقبل من أي شخص إنه يجرحها أو يجي عليها بعد كده أنا مرتب كل شيء
قال هذا الحديث وهو يضرب عصاه في الأرض ليرتبك نبيل و يشعر بقلق من القادم
ـ القسيمة هتوصل بعد يومين وقتها سمية هتكون رجعت هى هتعرف تأثر عليه
ـ إنت اتكلمت مع عمر وحاول يقنعه كتير كانت إيه النتيجة نبيل أنا فاهم وجهة نظرك بس مفيش حل تاني يوقف جسار صدقني الوحيد اللي يقدر عليه ظهوره حالياً مستحيل
هتف بتعجب فهو دائماً يلمح عن وجود شخص لكنه لا يذكر إسمه مطلقاً ليثير الفضول لمعرفته ليهتف بجدية :
ـ تمام القسيمة هتوصل هنا على المزرعة كل شئ مترتب بس لازم تعرف
ـ أنا لازم أأمن لها حياتها بعدي عارف الخطوه دى غلط بس حاليا مفيش غير جسار رغم إنه رافض علاقتهم ببعض
هتف نبيل بجدية و حذر :
ـ بس هي ليها نصيب ومفيش حد ممكن يقرب منه شايف إن الخطوه دى هتكون سبب في قلق بينهم و كمان إنك تكتب لها نفس نصيب جسار و أخته مش مقتنع بالجزء ده كده هتكون بتظلم الباقي
ـ فاطيما حسب الشرع لها نصيب قد جسار و أخته
هتف بصدمة و تعجب :
ـ نعم إزاى مش فاهم معني الكلام ده
أجابه بتنهيدة :
ـ في الوقت المناسب هتفهم كل شيء بس حالياً خلينا نشوف جسار هيعمل إيه
ظلوا يتحدثون معاً في عدة أمور ليغادر عزت متجهاً للفيلا وهو يفكر فى حفيده و ما سيفعله لاحقاً .. ليقوم بالاتصال بابنته المقيمة في لندن و طلب منها العوده وطلب منها أن تعود لأنه بحاجه إليها لتخبره أنها ستصل في الغد ليغلق معها بعد أن اطمئن على الجميع ليذهب إلى القصر وجد إضاءة غرفتها مشتعله ليتنهد بتعب ويتجه لغرفته كي يرتاح بعد إرهاق اليوم
❈-❈-❈
تجلس في غرفتها تتحدث مكالمة مرئية مع أصدقائها المقيمين في لندن هم فقط من يتقبلوها كما هي بدون سخرية ولا نقد منذ عودتها لمصر وهي وحيده لا تتحدث سوى مع جدها فقط والجميع يتجنبها
ليهتف بهدوء و قلق عليها :
ـ ارجعي لندن كفاية كده جدك بقي كويس
أجابته بتنهيده و حزن :
ـ مش بالسهولة دى أنا مقسومه نصين نص هنا و نص عندكم
ـ أنا مش هضغط عليكي بس مش هقبل تتعرضي لأى خطـ.ـر عندك
تدخلت شقيقته كي لا يزيد الأمر سوءاً :
ـ إحنا معاكي أي وقت هتلاقيني عندك
ليهتف بضيق مما يحدث فهو يعلم أنه لا يستطيع الذهاب إليها لكن يعلم أن هذا الأمر قد يعرضها للخطـ.ـر أكثر منه :
ـ الوقت أتأخر عندك يلا كفاية سهر
تدخلت شقيقته قبل أن تجيبهم :
ـ صحيح الكل معجب بالتصاميم جدآ عاوزين دفعه جديدة نفس المستوى
أجابتها بسعاده :
ـ بدأت فيها اطمنى هبعت على الإيميل فى أقرب وقت
قضوا وقت معاً هي بحاجه إليهم هم فقط من يستطيعون التخفيف عنها أغلقت معهم وتمنت أن تلتقي بهم قريباً ظلت تفكر لتصل لقرار السفر يكفي ما تعانيه وتمر به هنا الجميع يتعاملون معها على أنها دخيلة عليهم لتقوم بالاتصال بشركة الطيران التي تتعامل معها ليخبروها أن هناك طائرة متجهة غدا لتقوم بالحجز دون إخبار أحد وهي تعلم أنها ستجد معارضه من جدها لكن حديثها مع أصدقائها جعلها تتأكد أن ليس لها مكان هنا .. مثلما تقول دائماً أتيت غريبة إلى هذا العالم وسأغادر غريبة
❈-❈-❈
استيقظ في الصباح ليتناول فنجان القهوه كعادته اليوميه ليجد شقيقته تقترب منه وتنظر له بعتاب شديد جلست هي الأخرى لتتناول الإفطار قبل ذهابها للشركة وحين رأى جده غادر لكي لا يحدث صدام جديد بينهم ليجد الخادمه تخبرهم بأن حفيدته في غرفتها وتعد حقيبتها لمغادرة البلاد لن تقبل أن تكون لعبة في حياة الجميع
هتفت الخادمه بقلق من غضب عزت :
ـ أسفه يا باشا بس الهانم الصغيرة قالت مش عاوزه تفطر هتفطر في المطار
نظر لها بحدة وهو يتجه لرؤيتها :
ـ أنا غلطان لما إديتكم الحرية من هنا و رايح كل شيء هيتم بارادتي
سلمى بقلق هي تعلم ما سيفعله جدها ولكن لن تستطيع تغيير قراره يبدو أنه محق هذه المره هي أيضاً تعارض قرار شقيقها من الفتاه التي يعارض الجميع من أجلها
لتهتف سلمى بقلق من القادم :
ـ يا جدى جسار مش هيوافق بالعكس هيعند و ياخد موقف سلبي منها أرجوك فكر مره تانيه
ليجيبها بغموض و غضب :
ـ لو سكت أكتر من كده هنلاقي أخوكي داخل علينا ببنت شفيق مندور ويقدمها لنا على إنها مراته .. اطمنى خلاص أخوكي لازم يرجع لعقله
هتفت بحذر وخوف :
ـ لا يا جدى مستحيل يغلط بالطريقه دى أنا عارفه أخويا كويس
ليقف أمامها ويهتف بجدية :
ـ قوليلي أيه عيب فاطيما غير إن وزنها زيادة
سلمى بحذر فهي تعلم مدى تعلق جدها ب فاطيما :
ـ جدي فاطيما بنت جميلة و ذكيه بالعكس الكل بيحبها لكن مش ستايل جسار .. جسار رجل أعمال ودائما الصحافه بتابع أخباره تخيل إنهم يعرفوا إن فاطيما هتكون مراته توقع كم السخرية اللي هتشوفه من الكل
وقبل أن بجيبها وجدها تقف أمامه وكانت حزينة ويبدو عليها أثر البكاء
فاطيما وهي تنظر لجدها بتوسل بعد أن استمعت لحديث سلمى الأخير :
ـ أرجوك خليني أمشى من هنا جسار عمره ما حبني ومستحيل يحبني أنا بالنسبه له بنت عمه مش أكتر
هتف بغضب وتحدي :
ـ مفيش سفر سمعتي و هتروحى الشركه مع سلمى واللي هيعترض على قراري مالوش مكان هنا ولا في الشركه
طلب من الخادمه أنا تأخذ الحقيبه من فاطيما و تعيدها لغرفتها أمرها بالذهاب إلى الشركة برفقة سلمى على أن يلتقي بها بعد الانتهاء من موعده مع المحامي .. كانت خائفه من لقائه فى الشركه فهو دائماً يتعمد اهانتها ويلقبها بالباندا .. علاقتها ب سلمي أيضاً ليست بالجيدة لأنها كانت تعيش فى الخارج برفقة والديها ولكن بعد وفاتهم قرر الجد عودتها هو يريد أن يكون أحفاده معه ولكن لاحفاده رأي أخر خاصة جسار لأنه يعلم نوايا جده ..
❈-❈-❈
في الشركة يجلس جسار يقرأ الأخبار ليجد عمر يجلس أمامه وينظر له بغضب
هتف جسار بحده لأنه يعلم طلبه :
ـ نعم !!
عمر بهدوء وترقب :
ـ عاوز أتجوز
هتف بجدية بعد أن فهم مقصده :
ـ أتجوز حد منعك البنات كتير جداً
عمر وهو يلقي القلم في وجهه :
ـ بتهزر حضرتك !! مين المسؤول عن اعتراض جدك إننا ننهي القصه !! كفاية صمم إننا نتجوز معاكم في الفيلا
وقف جسار ونظر للخارج :
ـ اللي جدى بيفكر فيه انسى إنه يتم أنا بحب يارا ومش هتجوز غيرها
أجابه بتفكير و ترقب :
ـ و هتتجوزها إزاى يا كابتن
ليجيبه بجدية و تنهيدة :
ـ والد يارا مسافر أول ما يرجع هطلب منه إني اتجوزها في الأول هنكتب الكتاب وتكون معايا في الفيلا وقتها جدى بنفسه اللي هيعمل لنا الفرح
ظل بضحك بشده لأنه يعلم أن القادم لكن يكون سهلاً على الجميع وقد تحدث صراعات كثيرة ليهتف :
ـ أوقات بيعجبني ذكائك وتعتقد جدك هيقبل بسهوله تبقي غلطان
أجابه بتحدى و عناد :
ـ مش مهم أنا واثق من كلامي
عمر بقلق مما قد يحدث لاحقاً خاصة أنه يلاحظ إصراره على تنفيذ رغبته دون أخذ رأي الآخرين بالاعتبار :
ـ بلاش عناد يا صاحبي
بعد ذلك اتجهوا معاً لغرفة الاجتماعات للقاء عميل مهم .. وصلت سلمى وطلبت من فاطيما أن تنتظرها فى غرفة جسار لأنها متأخره رغم قلقها و توترها ولكن ليس أمامها حل آخر
❈-❈-❈
جلست على كرسي مكتبه لتجد صوره له مع شقيقته و أخرى مع يارا لتندم على موافقتها على البقاء و الذهاب للشركة أيضاً فتحت هاتفها لترسل رساله
ـ أنا محتاجه لوجودك معايا أوي أطلب من جدي أسافر لندن
كادت أن ترسلها لكن تراجعت عدة دقائق لكن لن تخضع لقلبها أكثر من هذا ليس لها مكان في قلب من تحب تعلم أن هذا الحب قد ينهي حياتها لترسلها له بعد التفكير لعدة دقائق يجلس فى مكتبه ليسمع صوت رنة هاتفه ليفتحها مباشرة لم ينتظر انتهاء اجتماعه وبعد قرأته للرساله غادر لمكتبه ليلقي حاسوبه الشخصي على الطاوله ويقوم بالاتصال بها .. لم تتوقع أن يقوم بالاتصال بها لتجيبه بحزن و دموع :
ـ كلم جدي أنا مش هقدر استني أكتر من كده
هتف بضيق و وجع لأنه يتركها وحدها :
ـ إنتي معاكي جواز سفر إنجليزي مش محتاجه الإذن علشان تسافري تحبي اجي أخدك
أجابته بخوف و قلق :
ـ لأ إنت مجنون تيجي فين عمتو هتيجي النهارده هقولها تقنع جدي متفكرش تيجي هنا أبداً أنا ماليش غيرك
ـ معاكي يومين بعد كده مش مسؤول عن اللي هعمله
ـ خلاص من غير عصبية ممكن لو عمتو مقدرتش تقنعه هاجي أطمن يا حبيبي
أغلق معها لتطمئن لوجوده معها أنهى اجتماعه ليتجه لمكتبه لتقابله يارا ابتسم لها و صُدِم من رؤيتها أمامه ليهتف بغضب و حده :
ـ إنتى مين سمحلك تدخلى مكتبي اتكلمي
لا تعلم بِمَ تجيبه يكفيها نظرة يارا لها نظرت للأرض لتهبط دموعها على وجهها
هتفت يارا بغرور و سخرية :
ـ اتفضل هتقعد تعيط كعادتها ونكون إحنا السبب
اقترب منها ليجذبها من يدها بعـ.ـنف :
ـ اتكلمي كفاية تمثيل بقي عرفتي تضحكى على جدى لكن تبقي غلطانه لو توقعتي التمثيليه دى هتمشي معايا
ولكن قبل أن يجيب وجد سلمى أمامه :
ـ جسار !! هي معايا جدى طلب تيجي معايا علشان تستلم مكتبها هنا
ليهتف بغضب و صوت مرتفع :
ـ مكتب إيه الشركه دى شركتى ومش هقبل بوجودها هنا ' نظر لها ' اتفضلي بره ولو شوفتك مره تانيه هنا هتندمي
❈-❈-❈
أمر السائق بالاتجاه للمقابر لزيارة أبنائه للتحدث معهم كي يفرغ ما في قلبه عله يرتاح من الألم الذى يشعر به منذ رحيلهم عن الحياة دائماً يقولون أن موت الأبناء يكسر ظهر الآباء وهذه حقيقة اعترف بها .. دائما يحاول الاستسلام لكن من حوله هم سبب الألم الذى يشعر به ولم يجد من يخبره جلس أمامهم ليهتف بحزن :
ـ مشيتوا بدري أوي محتاج لكم عارف لو كنتم موجودين جنبي دلوقتي أكيد هتقدروا تتعاملوا مع ولادكم .. عارف إن قراري الأخير غلط بس مفيش قدامي غير الحل ده أسف لكم لو كنتم معايا كنت ارتحت من العذاب ده كله
ليكمل بارهاق :
ـ سامحني يا مراد معرفتش أحافظ على أمانتك ليا بس أوعدك هرجع كل شيء زي زمان و أجمعهم كلهم من تاني
أفرغ ما في قلبه من حديث ليطلب من السائق أن يذهب للشركة
وصلت سمية للمطار لتجد إتصال تعجبت في البداية لتجيبه بهدوء وحاولت تهدئته فهي تعلم أنه غاضب بسبب ما يحدث ولكن بعد علمه بأمر الزواج ماذا سيفعل؟؟
في الشركة تدخل عمر منعاً لحدوث أي خلافات جديدة ليهتف بهدوء :
ـ جسار كفاية بقي صوتك عالي الكل بيتفرج عليكم
ليجيب بغضب :
ـ الشركة دى أنا اللي كبرتها مش هسمح لأي شخص يشاركني فيها دى تعب سنين كتير .. إن حد يجي ياخد تعبي بسهوله اقضي عليه مين ما كان يكون
هتفت يارا بهدوء :
ـ أهدى يا حبيبي الكل عارف إنك الوريث الوحيد للمجموعه ومفيش حد هيقدر ياخد مكانك
نظرت سلمى لها بصدمة من حديثها هي لم تسلب حق ابنة عمها فقط بل هي أيضاً انتظرت أن يتحدث شقيقها ولكن ظل صامتاً .. كان جميع من في الشركة يتابعون ما يحدث بترقب خاصة في الفترة الأخيرة بسبب المناوشات التى تحدث بين جسار و جده الآن فقط تأكدت أنه ليس لها مكان نعم سترحل و تجمع الباقي من كرامتها لقد أخطأت حين ظنت أنه من الممكن أن يحدث علاقة بينهم
ـ كانت غلطة إني جيت هنا فعلاً أنتم الاتنين مناسبين جدا لبعض بس ياريت تكون عارف إن مش من حق أي شخص فينا يتحكم في الشركة مهما كانت مكانته فيها يا بشمهندس
كادت أن تغادر ولكن هتف صوت جعلهم جميعاً يصمتوا
ـ بتطرد مين من الشركه يا جسار خلاص اتجننتيتبع
أنت تقرأ
قلوب ضائعة
Mystery / Thrillerمقدمة كنت و مازلت أؤمن بالحب رغم كل ما مررت به من ألم و معاناه لم أرغب فى شئ طوال حياتي سواك لكنك كنت أعمي القلب لست نادمه على شئ سوى قلبي الذى لم يعشق سواك .. أيقنت أنه علي المرور بتجارب كثيرة للحصول عليك لكن لا أستطيع نسيان ما مررت به معك لقد أصب...