الفصل السابع والعشرون

34 1 0
                                    

الفصل السابع والعشرون

أنت جهتي الخامسه، وقلبي الثاني، والحرف التاسع والعشرون من ابجديتي، و كتفي الثالث، ويومي الثامن، وحبيبي الأول والأخير.

كانت فاطيما تجلس في الخارج برفقة ميرا و فريدة و تفكر فيما حدث معها و أقسمت أنها لن تستسلم و ستجعل جسار يدفع ثمن كل شيء فعله معها و مع الجميع ...
في الداخل كانت هناك حالة من التوتر ونظرات متبادلة بين علياء و نزار
تحدث سليم بجدية :
ـ شرط إيه ده يا عمر !!
أجابه بجدية وهو ينظر لشقيقته :
ـ إن الجواز هيكون على الورق وبس
تحدثت بهمس شديد و صدمة :
ـ نعم !!
هتفت سمية بتفهم لحديث عمر :
ـ أكيد الجواز هيكون على الورق لغاية كل شيء ما ينتهي وبعد كده يتعمل فرح رسمي لهم في وجود الكل
تنهد نزار و أردف بضيق :
ـ عمر إنت ليه مش واثق فيا و كأنى هتخلى عن أختك في أول فرصة
نظر له و تحدث بجدية و حذر :
ـ أسف بس هو ده شرطي والموضوع مش ثقه أو تخلى بس جواز يعنى وارد يحصل حمل و شفيق لو عرف هيعمل المستحيل علشان يقتـ.ـلها و يقـ.ـتلك و ياخد فريدة
وقف نزار و أجابه باستنكار و اعتراض :
ـ وشفيق هيعرف منين إلا إذا حد بلغه بعدين مفيش حد غيرنا هنا و جدي اللي عارفين الحقيقة
تحدثت سمية بهدوء بعد أن انتبهت لحزن علياء و نزار :
ـ صدقني شفيق مش هيقدر يقرب من فريدة لأن كلنا مع بعض يقدر ياخدها في حالة واحدة إن علياء تكون لوحدها
أجابها بهدوء شديد وهو ينظر لشقيقته :
ـ معلش بس مش عاوز أختى تتجوز بالطريقه دي ده بس علشان إصرارها وإصرار نزار إن يبقي في حاجه تربطهم سوا مكنتش وافقت على كده دلوقتي
أراد سليم تهدئة الوضع بينهم :
ـ أنا فاهم موقفك و أوعدك في أقرب وقت يكونوا متجوزين رسمي أطمن
وقف وتحدث بجدية فهو لا يريد التراجع أمام شقيقته فعلاقتهم أصبحت قريبة من فترة وجيزة ولا يريد أن تبتعد عنه مرة أخرى :
ـ أتمنى بس خلي الجواز على الورق لغاية لما نخلص من المشكله دي و أظن يعنى إن الموضوع مش صعب دي ظروف ولازم نتحمل
تحدثت أخيرا بوجع وهي تنظر ل نزار :
ـ ويبقي اي لأزمة الجواز والعقد دلوقتي إذا كان مش هيختلف عن قبل كده وبعدين علاقتي بنزار مش هتتغير أو تختلف من جواز بورقه عرفي أو رسمي لأننا موافقين على بعض وكلكم عندكم علم أظن مش فرق كبير يعنى يا عمر
رفض أن يلتفت لها لأنه يعلم أنها تبكي :
ـ علياء لو سمحتى أنا عارف بقول إيه وغرضي إيه من كده !!
سمية و هي تضم علياء وتحاول تهدئتها :
ـ علياء أهدى علشان نوصل لحل عمر معاه حق في قلقه و أنتم كمان بس ضروري نقف عند نقطة محايدة
أجابتها علياء برفض و اعتراض :
ـ أهدى إزاى يعنى يبقى جوزي بس مش جوزي ده اسمه كلام ده
وقف نزار و هتف بتنهيدة محاولاً إقناع عمر بأن يكون الزواج واقعي :
ـ عمر أنا مش عارف إذا كنت هقدر أرجع بشخصيتي الحقيقية تاني ولا لأ و أوعدك حقوق أختك كلها محفوظة وأي طلب تطلبه هوافق عليه
نظر له وأجابه بضيق لأنهم لم يفهموا قلقه على شقيقته :
ـ أمان أختى و حمايتها مش فلوس و حقوق
أردفت بتحدي و تهكم :
ـ طيب إيه الحل يكون جواز على ورق و خلاص
جلس جوارها و تحدث بتحذير و جدية :
ـ أيوه ده أمانك الوحيد إنتي مجنونة ولا شكلك نسيتى شفيق اللي لو عرف بجوازك من واحد تانى بعد إبنه هيقتلك اعقلي وبلاش جنان
نزار بهدوء و تحدي :
ـ وهو هيعرف إزاي يا عمر الجواز مفيش حد غيرنا هيعرف عنه و علياء مش هتنزل مصر مرة تانية يبقى ليه الخوف ومن مين
نظر له عمر بتنهيدة لأن نزار لا يعلم مدى خطورة شفيق :
ـ إنت ماتعرفهوش وهي الحب عماها ونسيت شفيق ممكن يعمل إيه ويوصلها إزاى لو سمحت لو عايز يكون في رابط رسمي يبقي ده شرطي الوحيد وعارف إنك هتحميها قولت إيه !!
قرر سليم التحدث لأنه يعلم أن نزار يريد شيئاً آخر لكن سيجد اعتراض من المخابرات :
ـ ممكن تهدوا علشان نفكر بهدوء عمر أطمن شفيق مستحيل يقرب منها أو يدخل لندن هما بس عاوزين علاقتهم تبقى عادية
أردف بهدوء شديد :
ـ معلش لفتره كده أطمن بس إنه مش هيأذيها وإنه مش عنده علم بجوازها
أجابته سمية بهدوء و هي تشاهد ضيق نزار و علياء :
ـ خلاص نستني فترة لغاية عمر ما يطمن و نحول الجواز رسمي إيه رأيكم !!
عمر و هو ينظر لشقيقته الصامته :
ـ أنا بس خايف عليهم مش أكتر .. أنا معنديش أغلى منها أخاف عليه
نزار بتنهيدة عميقة :
ـ وأنا هخاف عليهم زيك و أكثر صدقني ومش هسمح لحد يقرب منهم
عمر بجدية وهو ينظر له :
ـ خلاص يبقي اثبت ده وعلى الأقل مش هنقعد كتير شهر شهرين بالكتير لغاية لما أطمن وبعدين نشوف
وقفت علياء كي تغادر :
ـ عن اذنكم !!
أمسكت سمية يديها كي تظل معهم :
ـ استني يا علياء خلاص شهرين هيفوتوا بسرعة وممكن عمر يغير رأيه قبل المدة
أرادت المغادرة فهي لا تستطيع الانتظار أكثر من ذلك :
ـ عادي يا عمتي مش فارقه كتير هروح أشوف فريدة
اقترب منها وتحدث بهدوء وهو يضم وجهها بين يديه :
ـ علياء إنتي أختى الوحيده ماليش غيرك صدقيني أنا مش بقول كده وخلاص لأ انا بس خايف عليكي شفيق عنده علم بمكانك هنا يعنى في حد تبعه متابعك لازم أطمن أنه مش هيأذيكي علشان أبقي مطمن عليكي على طول
أردفت بدموع فهي أصبحت تعاني من هذه الحياة :
ـ عارفه يا عمر إنت بتعمل كده ليه ومش زعلانه منك ياحبيبي أطمن أنا زعلانه على نفسي إني حتى أبسط حقوقي ممنوعه و إن كل حاجه بأمر وتحكم وترقب وقيود أنا مش عايزه كده مش عايزه أعيش كده مش عايزه حياتى كده بس واضح إن مكتوب عليا العذاب
تحدث سليم بهدوء وجدية :
ـ طيب ممكن نكتب العقد العرفي ولما يجي الوقت المناسب نقطعه و الجواز يتحول لجواز شرعي
قرر عمر أن يهدأ التوتر الدائر بينهم :
ـ تمام يا أستاذ سليم أنا معنديش مانع
نظر سليم ل علياء و نزار بهدوء :
ـ علياء و نزار رأيكم إيه !! هنقول فترة خطوبة مثلاً
أومات بالموافقة فليس أمامها حلاً آخر :
ـ اللي تشوفوه
نزار بتنهيدة عميقة وهو ينظر لهم :
ـ أنا موافق بس شهرين والجواز يتحول رسمي
تحدث سليم بابتسامة :
ـ تمام يبقي شوف هنكتب العقد امتى !!
نزار وهو يجلس مقابل علياء فهو يريد أن يفاجأها :
ـ ممكن بكرة علشان أرتب كل حاجة
عمر وهو يقبل جبين علياء :
ـ تمام يبقي اتفقنا على بركة الله
سليم وهو يهنئهم بابتسامة :
ـ مبروك يا ولاد و أوعدكم هنحل الموضوع في أسرع وقت
تحدثت سمية باستفهام :
ـ طيب سلمى هتعرف ولا لأ !!
عمر بهدوء فهو لا يريد إخفاء الأمر عن زوجته :
ـ أيوه هتعرف أكيد بس هتعرف إنه زين مش نزار
هتف سليم بجدية :
ـ كويس وجدكم ضروري يعرف
عمر بهدوء شديد :
ـ أكيد طبعاً
سمية بمكر وهي تنظر ل عمر :
ـ أنا واثقه لو كان موجود كان الجواز تم من غير قلق
ابتسم عمر بعد أن فهم مقصدها :
ـ في الجواز الرسمي بقي يكون حاضر
نزار وهو ينظر لهم ويتحدث بجدية :
ـ الجواز الرسمي هيكون في مصر
عمر بتفهم و هدوء :
ـ أكيد علشان هنكون خلصنا من شفيق و إنت قدرت تسترد نسبك
غير نزار مجرى الحديث لتصمت علياء بعد أن وعدته في السابق :
ـ فعلاً و أرجع حقي اللي اتسرق
أردف عمر بحذر فهو أيضاً لديه حقاً عند جسار و لن يتركه :
ـ وأنا معاك في أي خطوه
سمية بتنهيدة عميقة فهي تعلم أنهم لن يتراجعوا لكنها لن تسمح لهم بالتجاوز :
ـ طيب نرتاح النهارده علشان بكرة عندنا يوم طويل و هسافر تاني يوم و إنت يا عمر أهدى إنت مش عارف هو بيتكلم عن إيه
نظرت علياء ل عمر بحزن فهي لن تستطيع التدخل بسبب ما فعله معه أخر مرة :
ـ عارف ومعاه في أي حاجه
أشارت لهم سمية وتحدثت بحدة :
ـ لأ أنتم مجانين إحنا مش زيه سامعين مستحيل أقبل تضيعوا نفسكم
عمر باعتراض شديد :
ـ هو اللي بدأ يا عمتى ولازم يدفع تمن اللي عمله
هتف نزار معترضاً فهذه المرة لن يتراجع من أجل أحد :
ـ إيه اللي مستحيل يا عمتي أنا هرجع حقي ولا نسيبه ياذي الكل و نقعد خايفين منه
سليم برفض لحديثهم :
ـ بلاش تمشوا في طريق نهايته مش كويسه فكروا في أخواتكم قبل أي شيء
عمر باعتراض :
ـ وقتها مش هيبقي عندنا غيره و هنقدر نحمي الكل منه
سمية وهي تقف أمام عمر وتشير لنزار أيضاً :
ـ أنا مش هسمحلكم تمشوا في الطريق ده انسوا
أردف بحديث ذا مغزى :
ـ هنشوف وقتها لسه بدرى على الخطوه دي
هتفت بيأس لأنها تعلم مدى عنادهم :
ـ مفيش فايدة معاكم بس مش هتوصلوا للخطوة دي
تحدثت علياء قبل أن تزيد المناقشة لأنها لن تستطيع التدخل :
ـ بقول خلينا نطلع نرتاح أفضل أنا تعبانه وعايزه أنام
سمية وهي تنظر لها :
ـ وأنا كمان بقول كده برضه
عمر وهو يقف كي يصعدوا لغرفهم :
ـ تمام يلا بينا تصبحوا على خير
خرجوا ليجدوا فاطيما و ميرا ليخبروهم بما حدث هنؤوهم وصعدوا لغرفهم كانت علياء تشعر بالقلق من مواجهة نزار و جسار لكنها لا تستطيع فعل شيء ... في اليوم التالي جهز سليم العقد ليوقعوا العقد قررت علياء عدم التفكير في أي شيء يعكر صفوها فهى ستصبح زوجة لمن أحبته نعم أحبته و بقوة قرر نزار أن يحتفلوا معاً ولكن رفض سليم أن يذهبوا معهم قرر ترك مساحة خاصة لهم لأنه يعلم أنهما كانا يريدان أن يكون الزواج حقيقياً وليس صورياً اتجها لمكان مختلف هذه المرة في فندق فور سيزونز لندن كانت القاعة مزينة بالورود والزهور نظرت حولها بابتسامة ليقوم بإزاحة الكرسي كي تجلس عليه ثم جلس مقابلها لتسمع لصوت موسيقي هادئة نظر لها ليقف أمامها و مد يده لها كي تقف ليرقصا معاً
هتف بحب شديد وهو ينظر فى عينها :
ـ ثم إنّك موجود داخلي تحيا بيني وبين نفسي كيف لي ألا أُحبك و أنت بهذا القدر من القرب..
كانت عيناها تلمع بالسعادة الحقيقة لا تصدق أنها معه الآن دون أي قيود تمنعهم من التواجد معاً :
ـ أنا مش مصدقه إننا اتجوزنا أه مش جواز بالمعني الصحيح بس كفايه إني مراتك قدام ربنا وبينى وبينك
تحدث بجدية وهو يسير معها ببطء على نغمات الموسيقي :
ـ اطمني في أقرب وقت كل ده هينتهي وهنكون سوا وقتها مش هسمح لأي حد يبعدنا تاني
وضعت يدها على وجهه وابتسمت له :
ـ مستنيه اللحظه دي اللي هتجمعنا سوا و ابقي مراتك بجد واجيب منك ولاد قمر زيك كده
انتهت الرقصة ليجلسا على الطاولة و أردف بهدوء :
ـ مش هستنى الفترة دي هتكلم مع مالك إحنا مش عارفين امتى هيخلص من شفيق
لم تفهم قصده لتجيبه بقلق :
ـ هتتكلم معاه ليه !!
ارتشف من كأس العصير وأشار لها :
ـ علشان نتجوز بجد ولا عاوزه نعيش بالطريقة دي
أمسكت يده وتحدثت بخوف شديد :
ـ مش هينفع إلا لما تسترد نسبك وحاليا صعب لا مستحيل اللي بتفكر فيه ده
وقف وابتعد قليلاً عنها فهو سأم هذه الحياة :
ـ و أنا مش هضيع وقت أكتر من كده ممكن أرفع قضية نسب وتكون بشكل سري وقتها مفيش حد هيعرف حاجة
وقفت خلفه وتمسكت به بقوة وهي تضمه من الخلف وتضع رأسها على ظهره :
ـ نزار أنا راضيه بالوضع ده ومبسوطه كفايه إني معاك وقدامك واقدر اترمي في حضنك وقت ما أحتاجك لكن اللي إنت بتفكر فيه ده لأ سامع لأ يعني لأ مش هتحمل اخسرك لو سمحت خلينا كده
ألتفت لها وتحدث باستنكار :
ـ مش كفاية أنا عايش في الضلمة كفاية كده أنا اتحملت ٨ سنين
نظرت له بتوسل شديد و تحدثت بدموع :
ـ علشان خاطري لو بتحبنى بلاش دلوقتى استنى شويه طيب أرجوك مش هقدر
ضمها بهدوء وحاول تهدئتها وقرر التحرك كي لا يطول الأمر :
ـ طيب أهدى وبلاش كلام عن الجاي خلينا عايشين اللحظة
تحدثت بجدية وهي تنظر له :
ـ ياريت خلينا كده عايشين مع بعض ماتفكرش غير في حياتنا سوا وبس أنا مش فارق معايا أي حاجه غيرك إنت وبس أنا بحبك بحبك أوى أوى
قبل جبينها و أردف بحب :
ـ وأنا مش عاوز غيرك من الدنيا بعد كده إنتي كنزي الحقيقي
تحدثت بابتسامة هادئة :
ـ بحبك
قبلها بين شفتيها بشوق شديد و ابتعد عنها ليردف وهو يضع إصبعه على وجهها :
ـ لِتِلْكَ الْحَسْنَاءِ الْجَالِسَةِ عَلَى ضِفَةِ نَهْرِ قَلْبِي،
بِحُضُورِكَ فَاضَ مِنِّي الْغِرَامُ..
وَوَلَتْ سَنَوَاتُ جَفَافِ مَشَاعِرِي وَأَلَمِي
كانت تنظر له بحب شديد أرادت أن يظلا هكذا معاً للنهاية ولا يفرقهم أحد انتهت السهرة و عادا للمنزل في وقت متأخر وفي الصباح عادت سمية برفقة عمر لمصر ولم يودعوهم لأنهم كانوا نائمين وكانوا يقضون الأيام في سعادة شديدة
❈-❈-❈
في مصر ظلت يارا في غرفتها عدة أيام ولم تذهب لأي مكان و كان خالد يشعر بالقلق عليها بسبب عدم رؤيته لها منذ ذلك اليوم الذي أخبرها فيه أنه يحبها وجدها تتجه إليه ولكنها ليست بحالتها الطبيعية تبدو قلقه و متوترة اقتربت منه ولم يفهم نظراتها له
تحدث بهدوء وهو ينظر لها :
ـ يارا وحشتينى عامله إيه طمنيني عليكي
لم تنظر له تحدثت بحدة و انفعال :
ـ أنا كويسه وقلتلك أبعد عني عاوزه أروح الأهرامات
تفاجأ من طلبها ليسألها باستفهام فالوقت متأخر :
ـ نعم اشمعنا الأهرامات وبليل كمان
هتفت بتهكم و سخرية لأنها تعلم أنه لن يتركها تذهب وحدها في هذا الوقت المتأخر :
ـ إنت هتحقق معايا ولا إيه لو مش موافق هروح لوحدى
فتح باب السيارة لها واتجه ليجلس في الأمام :
ـ اركبي
كانت تتابع الطريق في هدوء فهي لن تتراجع حتى لا تكون ضحية جديدة ل شفيق طلبت منه أو يقف في منطقة صحراوية :
ـ استنى هنا
تحدث باستفهام و قلق :
ـ هنا !! غريبه إنتي جايه هنا ليه !!
خرجت من السيارة ووقفت أمامها وتحدثت بدون روح :
ـ أنزل يلا
اقترب منها ليجدها تفتح حقيبة يدها وتخرج منها مسدساً :
ـ ردي عليا جايه هنا تعملى ايه وفي الوقت ده بلاش جنان خلينا نمشي
رفعته وهي تنظر له بغموض و تنهيدة :
ـ إنت اللي وصلتنا للنقطة دي مينفعش تعيش لو عشت هموت قبل منك عطيتك فرصة تمشي الفترة اللي فاتت بس خلاص كفاية لازم تموت
يعلم جيداً أنها تحبه لكنها لن تبوح له بسهولة ليتحدث بهدوء :
ـ إنتي فاكره إن أنا هخاف منك أو من الموت وخصوصاً على ايديك أنا أقدر اخده منك في لحظه وإنتي خايفه ومتوتره كده بس مش هعمل كده عارفه ليه علشان الموت عندي اهون من إني أأذيكي وأنا بدافع عن نفسي اضربي يلا اضربي مستنيه إيه !!
تحدثت بتوتر و دموع :
ـ لو قربت مني هقـ.ـتلك سمعت أنا مش عاوزه أموت قبل ما انتـ.ـقم من الكل
حاول أن يقترب منها و يهدئها :
ـ و ليه تنتقمي وتأذي نفسك أمشي ابعدي عنهم خالص وأنا هحميكي
تحدثت بسخرية و استنكار :
ـ هتحميني من مين هاه تعرف إيه عن شفيق تعرف إنه بيقـ.ـتل اللي من دمه يعني مش هيبقي عليا شفيق ده شيطان و قاتل ولو اختفيت فين هيوصلي إنت ممكن تكون سمعت لكن مشوفتش حاجة اسكت وبلاش تتكلم
نظر في عينيها و هتف بجدية :
ـ أنا عارفه كويس أوى و عشت أذاه علشان كده مش هسيبه
لم تكن تعلم أنه على دراية بحقيقة شفيق لتجيبه :
ـ تبقى بتحلم قلتلك إنت مش عارف حاجه عنه اللي يقـ.ـتل أخوه و ابنه و غيرهم مش هيبقي على حد تاني هو مستني الفرصة و يخلص مني بس يخلص من جسار الأول
أردف بتعجب وعدم فهم :
ـ ويخلص منك ليه إنتي بنته
تحدثت بسخرية و استنكار :
ـ هاه أه فعلاً بنته قلتلك قتل ابنه ؛ ابنه من دمه يبقي هيسيبني طول ما له مصلحة معايا مش هيقرب مني أول متخلص هيقضي عليا
لم يفهم ماذا تقصد ؟؟
ليتحدث باستفهام و حذر :
ـ ابنه من دمه امال إنتي إيه انا مش فاهم حاجه و ليه هيخلص عليكي
أخبرته بحقيقتها وكان يستمع لحديثها بصدمة كبيرة :
ـ عرفت بقى أبقى إيه !!
ظن أنها تكذب عليه كي يتركها و يبتعد عنها :
ـ إنتي بتقولى إيه إنت أكيد بتكدبي علشان ابعد عنك صح
جلست على الرمال واستندت بظهرها على السيارة :
ـ دي الحقيقة مش عاوز تصدق براحتك أنا معنديش اللي أخسره
مازال على هيئته منذ أن علم حقيقتها :
ـ إزاى و ليه وافقتي على حاجه زي دي
مسحت دموعها بهدوء وهي تتوعد للجميع :
ـ علشان أرجع حقي وحق أمي أنا اتعذبت كتير وقرب وقت الحساب مع الكل
جلس أمامها و رفع وجهها كي تنظر له :
ـ حساب إيه بلاش جنان ابعدي وأنا هجبلك حقك أوعدك
نظرت له بحدة ودفعته ليسقط على الأرض و اشهرت المسدس مرة أخرى عليه :
ـ مش هسكت أنا خلاص قربت من هدفي انسى و دلوقتي لازم تموت كفاية كده عليك
تحدث بهدوء شديد :
ـ طيب موتينى يلا لو تقدري تعمليها اعمليها وأنا اهو قدامك يلا
وقفت ونظرت بعيداً عنه وهتفت بتهكم :
ـ إنت عاوز مني إيه من يوم ما ظهرت في حياتي وأنا مبقتش قادرة أتحمل
وقف خلفها و أردف بجدية فهو يخشي خسارتها أو فقدانها :
ـ مش عايز حاجه غيرك ابعدي عنهم وأنا هحميكي قلت
هتفت بتوسل و خوف :
ـ بلاش جنان و أرجع لعيلتك شفيق لو عرف هيقتلنا سوا
لا ينكر أنه شاهد في عينيها الخوف عليه :
ـ مش خايف منه يارا بلاش نضيع عمرنا أكتر من كده كفايه اللي راح
هتفت باستنكار و اعتراض وهي تنظر للسماء :
ـ أبعد عني و عيش حياتك أنا غلطت لما ضعفت بسببك و مش هضعف تاني
هتف بتنهيدة عميقة :
ـ أنا بحبك وعارف إنك بتحبينى يبقي ليه العناد
أجابته بتهكم و سخرية :
ـ مش من حقنا الحب ده أنا متجوزه ولا ناسي
أجابها بجدية و حذر :
ـ اتطلقي منه
ضحكت بقوة و تحدثت بدموع :
ـ هاه بالسهولة دي أنا عارفه إن جسار مش بيحبني بس كان لازم أسمع كلام شفيق وإلا كان قتـ.ـلني وقتها ياترى بقى لو طلبت الطلاق رد فعله هيكون إيه !!
تنهد بهدوء وهو ينظر لها :
ـ هتصرف اطمنى يلا نرجع وجودنا هنا في الوقت ده غلط
نظرت له بتوسل و رجاء :
ـ إنت مش هتتخلي عني صح
ضمها بقوة وهو يعلم أنه سيخوض حرباً شرسة من أجل الحصول عليها :
ـ عمرى ما اتخلى عنك أبداً
تمسكت به وتحدثت بخوف :
ـ أنا بحبك أوى مش عارفه امتى و إزاى خالد بلاش تسيبني لوحدي
مسد على شعرها وهو يضمها و يعدها أنه لن يتركها :
ـ وأنا كمان بحبك أوى واطمنى عمري ما هسيبك أبداً
عادا معاً وكانت الساعة قد تجاوزت الواحدة صباحاً لتجد جسار ينتظرها في الحديقة لتتحول نظرة الاطمئنان التي شعرت بها في وجود خالد معها لنظرة قلق
اقترب منهم بعد أن خرجا من السيارة وتحدث بحدة :
ـ كنتى فين وبتعملى إيه بره في وقت زي ده
أجابته بهدوء فهي تأبى أن يحدث صداماً بينه وبين خالد من أجلها تعلم أنه يفعل هذا من أجل حفاظه على شكله العام فقط :
ـ كنت عاوزه أخرج بعدين أنا دايماً بخرج ومكنتش بتعترض
أجابها بغضب شديد و انفعال :
ـ بتخرجي في ميعاد وترجعي في ميعاد إنما إنك تخرجي فجأة وفي وقت زي ده ومع الشخص ده يبقي في حاجه كنتوا فين
تنهدت بضيق من هذا التحقيق الذي يجريه معها :
ـ كنت محتاجة أخرج تعبت من العيشه دي و خالد يبقي السواق هخرج مع مين يعني أظن مش أول مرة تشوفه
هتف بتهكم لأنها كانت تجلس جواره في الأمام :
ـ بس رجوعكم بالشكل ده مش عادي
تحدث خالد بهدوء رغم غضبه من جسار بسبب تحدثه مع زوجته بهذه الطريقة :
ـ المدام كانت عايزه تشم هوا وأنا طبيعي اكون معاها
أجابته بعدم فهم و تعجب :
ـ راجعين إزاى مش فاهمه إنت عاوز تقول إيه !!
نظر له جسار و تحدث بغضب ثم أردف بتحذير لزوجته :
ـ انت مين سمحلك تتكلم أمشي يلا وانتى ادخلى جوه وبتمنى تحترمي نفسك شويه وتحترمي اسمي وسمعتى وإلا هتشوفي وش يزعلك
طلبت من خالد أن يرحل فهي سئمت من هذا الوضع :
ـ امشي إنت يا خالد لو سمحت .. من امتى كلامك ده فات سنتين و أنا مش في قايمة اهتماماتك كفاية بقى
تجاهل خالد حديث جسار و قرر أن يرحل ولكن عليه محاسبة جسار أيضاً :
ـ تمام يا مدام عن اذنك ولو احتاجتى أي حاجه أنا موجود
أمسك يدها بغضب شديد وتحدث بانفعال :
ـ اسمعي خروجك وسهرك براحتك لكن هتتجاوزي عن كده هعرفك حدودك كويس أوى فاهمه
ابتعدت عنه بعد دخولهم وهتفت بغضب :
ـ أنا عارفه حدودي كويس أنا مبقتش أخاف خلاص اللي يعيش وسطكم طبيعي يتغير علشان يتعامل معاكم
أمسكها من شعرها وتحدث بتهديد :
ـ ياااااارا اهدى هاه اهدى واتقي شري أنا مش عيل قدامك ورحمة ابويا لو عملتى حاجه كده أو كده لاقـ.ـتلك وادفنك بايدي سامعه
لأول مرة تهبط دموعها أمامه لكنها لم تعد تحتمل هذه الحياة :
ـ اقتـ.ـلني يلا خلاص قلتلك مش هخاف أنا اد.مرت بسببكم
دفعها لتسقط على الكرسي وأشار لها كي تغادر :
ـ امشي من وشي سامعه امشي
ركضت لغرفتها وغادر هو المنزل متجهاً لمكان ما فهو لم يعد يحتمل حاول الاتصال بها كثيراً لكنها لم تجبه لكن ليس لديه سواها رغم كل ما فعله معها …
❈-❈-❈
في لندن كانت علياء في الشركة وذهبت لرؤية سليم بعد طلبه لها دلفت للمكتب و أشار لها كي تجلس أمامه
ـ تعالي يا علياء عاوز أتكلم معاكي في شغل مهم
جلست و أجابته بجدية :
ـ اتفضل يا بابا خير
أردف بهدوء وهو يخرج ملف من درج مكتبه :
ـ فاكرة الصفقة اللي كنت مسافر لها وقت حادثة فاطيما
هتفت بقلق و استفسار :
ـ أيوه وحضرتك قلت إنك هتخلصها وترجع ورفضت إني أروح مكانك مالها حصل حاجه ولا إيه !!
أردف بهدوء شديد :
ـ للأسف لازم أسافر علشان أخلصها وفيه عندي سفريه مهمه صعب أأجلها ممكن تسافري مكاني تخلصيها
ابتسمت له و تحدثت بجدية :
ـ أكيد طبعاً معنديش مانع فين ورق الصفقه
أعطاها الملف و هتف بابتسامة هادئة :
ـ اتفضلي وهبلغ السواق يكون معاكي
وقفت وتحدثت بجدية :
ـ تمام هتحرك دلوقتى علشان ألحق اخلصها بدرى وأرجع أو ابات في أي فندق هناك لبكره
هتف بتنهيدة عميقة :
ـ ماشي حاولي ترجعي الليلة
ابتسمت له لأنها تفهمت قلقه عليها :
ـ حاضر هحاول أخلص و أرجع الليله عن اذنك
سليم مودعاً لها :
ـ ماشي مع السلامه
خرجت من مكتب سليم و اتجهت لمكتبها لتحضر أغراضها لتجد نزار أمامها وتحدث بتعجب :
ـ راحه فين لسه بدري على ميعاد رجوعنا
أجابته وهي تنظر في ساعة يدها :
ـ لأ مش راجعه البيت في صفقه مهمه لازم أسافر اخلصها وأرجع خلى بالك من فريدة على ما أرجع مش هتأخر
وقف أمامها ليمنعها من المغادرة :
ـ استني هتسافري لوحدك ازاي
تفهمت قلقه عليها لتجيبه وهي تمسك يده :
ـ السواق معايا وأكيد في حراسه اطمن يا حبيبي
أردف بعناد شديد :
ـ استني قلت هسافر معاكي
تنهدت بهدوء لأنها تعلم أنه لن يسمح لها بالسفر وحدها :
ـ مفيش داعي يا حبيبي ماتتعبش نفسك أنا مش هتأخر
تحدث برفض و اعتراض :
ـ بلاش عناد هشوف بابا و أرجع استني
ابتسمت له و أجابته بهدوء :
ـ ماشي يا حبيبي هكلم فريدة اطمن عليها وميرا علشان تاخد بالها منها لغاية لما أرجع
اتجه لمكتب والده وهتف بقلق :
ـ بابا هي علياء هتسافر لوحدها ازاي
أردف بتفهم لقلقه :
ـ السواق والحراسه معاها اطمن
تحدث بهدوء وهو ينظر له :
ـ ممكن أسافر معاها علشان أكون مطمن
ـ ماشي يا نزار بس ماتتأخروش وخلى بالك منها ومن نفسك وابقي طمنى عليك تمام
يعلم سليم جيداً أن نزار لن يتركها تذهب وحدها :
ـ تمام همشي علشان نرجع الليلة و منتأخرش
خرج ليجدها تنتظره في الخارج اقترب منها :
ـ طمنيني كلمتي فريدة
أجابته بابتسامة شديدة وهي ترى اهتمامه بها رغم أن لديه أعمال لكن ترك كل شيء من أجلها :
ـ أيوه يلا بينا ولا إيه
أمسك يدها ليرحلا معاً :
ـ يلا علشان نرجع بدرى
وصلا في المساء وكان العملاء في انتظارهم استقبلوهم بترحاب شديد و أنهت كل شيء في هدوء أكملت علياء الصفقة بمهنية شديدة و كان نزار فخوراً بها أنهيا الاجتماع قررا العودة   لكن هطول الثلوج أعاقهم عن متابعة الطريق  ليقررا قضاء الليلة في أحد الفنادق ولم يجد نزار سوى غرفة واحده وقرر الحجز صعدت علياء مع العاملة للغرفة لتتركها بعد أن أخذت ثيابها لتقوم بتنظيفها اتجهت علياء للحمام وخرجت بعد وقت لتجد نزار يجلس على الكرسي وينظر للثلج من النافذة كانت ترتدي قميص يصل لركبتها و لونه أحمر بحثت عن شيء تضعه على كتفيها لكنها لم تجد
تحدثت بتوتر وبصوت يكاد يكون مسموع :
ـ ن نزار ان ان إنت هنا
وقف وهو ينظر لها ويبتلع ريقه :
ـ هاه أيوه مكنتش عارف إنك جوه أسف
مازالت تقف مكانها وتشعر بالبروده الشديدة رغم أن الغرفة دافئة :
ـ أنا أنا مش لاقيه حاجه ألبسها غير ده ومش معايا لبس تانى
التفت بعيداً حتي لا يقوم بفعل شيء يندم عليه لاحقاً :
ـ طيب يلا نامي ولا تحبي أطلب عشا
تحدثت بصوت هادئ :
ـ هو هو يعنى
انهارت حصونه فلم يستطع الصمود أكثر من ذلك ليقترب منها ويضع قبله على جبينها :
ـ هو إيه يا حبيبي
أردفت بهدوء وهي تنظر للأرض :
ـ جعانه أوى ما أكلتش من الصبح
اتجه ليطلب الطعام عبر الهاتف :
ـ طيب هطلب منهم بالتليفون تحبي حاجه معينه
أجابته بعد أن قاموا بالرد عليه :
ـ لأ حاجه خفيفه كده بس ساندويتش وعصير مثلاً
نظر لها ليسألها مرة أخيرة :
ـ تحبي أطلب حاجه تاني
تحدثت بارتباك وهي تلاحظ نظراته لها :
ـ هاه لأ كفايه كده شكراً
حضر العامل بعد فترة وجيزة و أعطى نزار الطعام ثم غادر تناولاه في هدوء وأرادت علياء أن تهرب من نظرات نزار المصوبة عليها
ـ هروح أغسل ايدي واجي
وقف نزار كي يمنعها من المغادرة :
ـ علياء
أجابته دون أو تلتفت إليه :
ـ نعم  ­ ­ ­ ­ ­ ­ 
اقترب منها ورفع رأسها لينظر في عينيها وتحدث بحب :
ـ بين طرقاتي
أرى وجهكِ
يمد لي النُور
يدُلني
ويُرشدني
وجهكِ
خارطتي
وموطني
وأنا من دونكِ تائه
بلا أرض ولا وطن
قبلها بشغف كبير بين شفتيها وحاولت أن تبتعد عنه فهي تشعر أن هناك سيمفونيه تعزف لهما لثبت أنهما سيصبحان شخصاً واحداً هذه الليلة :
ـ هاه ن نزار أبعد
حملها بين يديه ليردف بكلمات جعلتها تستسلم له بسهولة :
ـ أنت الذي حين رأيته
‏أحببت تواجدي
‏في الحياة
‏وكأن الكون كله
‏بين كفة يدّي.
حاولت أن تبتعد عنه لكنها فشلت لم تجد أمامها سوى التوسل إليه كي يتركها :
ـ نزار .. نزار
لا تعلم كيف حدث الأمر وكأنها المرة الأولي التي تعيش فيها هذه التجربة كطفلة صغيرة بين يدي معلمها و كان يتعامل معها برفق كان يقبلها على شفتيها بحب شديد لتنام على ذراعه وهو يقبلها على وجهها و مسد  على شعرها حتى ذهبت في النوم ابتسم لها بحب شديد لينام لأول مرة وهو يشعر بسعادة كبيرة استيقظ في الصباح على صوت العصافير وظل جوارها كانت متمسكه به بقوة كطفل يخشي رحيل والده ظل ينتظر حتى بدأ يشعر بالملل ليضع إصبعه على وجهها
ـ افتحي عينك علشان الشمس تطلع
تململت وهي ترفض الاستيقاظ :
ـ تؤ نزار بس بقي
همس في أذنها :
ـ بحبك أوى و أوعدك هفضل أحبك طول ما أنا عايش
ابتسمت له بحب وفتحت عينيها بضعف بسبب الشمس :
ـ وأنا كمان بحبك أوى اوى وعايزه افضل هنا في حضنك على طول
وضع يده على وجهها حتى تفتح عينيها فهو يذهب في عالم أخر حين يغرق فى لون عينيها الهادئ :
ـ مفيش أي شيء هيبعدنا اطمني
هتفت بتمنى و خوف معاً :
ـ اتمنى يا نزار اتمنى يا حبيبي بس يعني
قبلها بين عينيها قبله هادئة :
ـ بس إيه متقلقيش أبداً
وضعت الغطاء عليها وتحدثت بتوتر :
ـ يعنى اللي حصل ده مش عارفه خايفه يبقي سبب في بعدنا
ضمها بقوة لأنه تفهم خوفها :
ـ مفيش حاجه هتبعدنا بالعكس ده سبب يقربنا أكتر
أخبرته بتنهيدة عميقة :
ـ طيب انا هكلم عمر علشان يبقي الجواز فعلى مش صورى و إنت كلم بابا سليم وعمتو يقنعوا معايا ماشي
أراد تهدئتها فهما لم يفعلا شيئاً خاطئاً :
ـ أهدى و متقلقيش كل شيء هيتحل أنا هكلم مالك وهو هيساعدنا
علمت ما يقصده لتهتف بخوف :
ـ لأ علشان خاطري بلاش الطريقة دي أرجوك مش عايزه اتحرم منك
قبل رأسها ورفع وجهها :
ـ خايفة من إيه يا حبيبتي بس متقلقيش مفيش حاجه تقدر تفرقنا
هتفت بدموع :
ـ خلينا كده احسن قولتلك أنا راضيه أعيش كده
تحدث برفض شديد و اعتراض :
ـ وأنا مش هوافق نعيش بالطريقة دي أنا هسافر مصر لوحدي هخلص كل حاجة و أرجع نتجوز شرعي
جلست وتحدثت برفض :
ـ لأ لأ علشان خاطري لأ يا نزار لأ مش هسيبك تعمل كده لأ لأ
جلس جوارها وضمها بقوة حتى تهدأ :
ـ علياء عاوز نعيش حياة طبيعية و يكون عندنا ولاد كتير صدقيني إحساس صعب إنك تكوني لوحدك ومفيش جنبك أخ أو أخت ولادنا لازم يجيوا في النور
وضعت وجهه بين يديها و تحدثت بجدية :
ـ طيب طيب علشان خاطري أستنى شويه و أعمل اللي إنت عايزه بس نخلص من شفيق هيقتلك مش هتحمل خسارتك
أردف بيأس لأنه يعلم أنها لن توافق بسهولة :
ـ شفيق هيعرف إزاى عن وجودي في مصر أهدى بلاش خوف
أمسكت يده وقبلت باطنها لتسقط دمعه من عينها على يده :
ـ بقولك علشان خاطري بلاش دلوقتى إيه ماليش خاطر عندك
قرر أن ينهي الأمر حتى لا تخاف أكثر :
ـ طيب أهدى يلا علشان نرجع أكيد قلقانين علينا
أردفت بخجل وهي تضمه :
ـ صحيح إحنا نسيناهم هقوم اخد شاور اطلب منهم يجيبوا الهدوم أكيد غسلوها على ما أخرج
اتجهت للحمام وطلب نزار الطعام لهما وأحضروا ملابس علياء أيضاً تناولا الإفطار و عادا معاً للمنزل وجدا فريدة تجلس مع المربية بدلا ثيابهما و قررا أن يقضوا اليوم ثلاثتهم معاً وفي المساء عادوا ليجدوا ميرا في انتظارهم و تفاجئوا بسبب عدم وجود سليم و فاطيما
نزار بهدوء وقلق :
ـ إنتي هنا لوحدك ليه فين بابا و فاطيما
أجابتهم بتوتر :
ـ التصاميم اللي ميرا كانت مجهزاهم للعرض الجديد اتسرقوا وهما حالياً في الدار علشان يشوفوا الحكاية
علياء بصدمة وهي تنظر لها :
ـ اتسرقوا إزاى مش فاهمه
أخرجت لهم بوستر لدعوى لفاطيما لحضور عرض أزياء لم يفهما ولكن أعطتهم هاتفها ليروا التصاميم وضعت علياء يديها على وجهها بصدمة شديدة ليغادر نزار دون أن يتحدث مع أحد ليجد فاطيما قادمة برفقة سليم نظر لهم بهدوء ليعود للداخل معهم مرة أخرى
تحدث نزار بضيق :
ـ بابا أرجوك قولي إيه اللي ميرا بتقوله ده
سليم بإرهاق شديد بسبب ما حدث معهم اليوم :
ـ تصاميم أختك اتسرقت حد بعتها لشركة تانية بس المشكلة مش هنا
علياء بعدم فهم وقلق :
ـ إيه يا بابا أرجوك اتكلم
نظر لعلياء بحذر شديد :
ـ الشركة اللي التصاميم راحت لها اللي عرفناه إن جسار له أسهم فيها
استمعوا للاسم بصدمة شديدة خاصة علياء لم تظن أن يفعل هذا الأمر مطلقاً ظنت أنه سيتركهم لكن يبدو أنه لن يتركهم مطلقاً .. اقترب نزار من شقيقته التي تجلس صامتة وتنهد بغضب
أردف نزار بانفعال شديد :
ـ بابا عاوز تقول إن جسار مشغل ناس معانا لحسابه
سليم بإرهاق وهو ينظر له :
ـ مالهاش معني تانى غير كده
تحدث بغضب وحدة :
ـ إزاى قدر يخدعنا الفترة دي معني كده كل شغلنا الأخير عرف عنه صح
أجابه سليم بحزن :
ـ للأسف واضح كده علشان كده لازم نعمل إجتماع ضرورى ونغير كل خططنا
هتف بتهكم و استنكار :
ـ إزاى وإحنا مش عارفين مين اللي بيوصله المعلومات
تحدث بجدية و هدوء :
ـ الإجتماع هيبقي خاص .. علياء !!
أجابته علياء وهي تنظر له :
ـ نعم يا بابا
تحدث بجدية :
ـ هاتيلى كل أوراق الصفقات الجديدة وأي ورق يخص الشركة احتفظي بيه في الخزنه مفهوم
أردفت فاطيما بغضب و تحدي :
ـ كنت عارفه إنه مش هيسكت بس مش هسيبه المرة دي يستني ردي عليه
حاولت علياء التبرير ل جسار وهي تنظر ل نزار بقلق :
ـ حاضر بس مش ممكن تكون صدفه
هتف نزار بتهكم و سخرية بعد تجاهله حديث علياء :
ـ أنا حالياً مبقاش عندي ثقة في أي حد من الموجودين في الشركة
أجابتها فاطيما بضيق و اعتراض :
ـ صدفة إنه يضربني في شغلي و يضيع تعب شهور
تحدث سليم بجدية شديدة :
ـ لأ مش صدفه يا علياء جسار شريك في الشركه دي من الفتره اللي فاتت يعنى مش من زمان لأ هو دخل مع الشركه المنافسة لينا بطريقة غير مباشرة علشان يضربنا
حاولت الدفاع عنه وهتفت بهدوء :
ـ طيب وهو ليه عمل كده أظن بعد آخر مره يهدي وخصوصاً إن محدش رد على اللي عمله أنا مش فاهمة حاجة
تحدثت فاطيما بدموع و انفعال :
ـ علشان واحد أناني و مريض بس أنا مش هتفرج عليه وهو بيسرق تعبنا هنا كمان
أردف سليم بحدة بسبب خوفه عليها :
ـ فاطيما إنتي مش هتدخلي سامعه أنا هشوف الموضوع ده
تعلم علياء أن فاطيما غاضبة ولديها كل الحق لتهتف بتنهيدة :
ـ طيب أنا اقدر أساعد في حاجة لو مطلوب منى حاجة أنا معنديش مانع
أردفت فاطيما برفض و اعتراض :
ـ أسفه يا بابا الموضوع بقى بيني و بينه
نزار بخوف على شقيقته من تعرضها لأي خطر بسبب جسار مرة أخرى :
ـ بلاش جنان إنتي هتبعدي خالص هو سكت مع عمر وقرر يلعب هنا ماشي يتحمل النتيجة
أردف سليم بحدة ل فاطيما ثم هتف وهو ينظر ل علياء :
ـ بلاش عناد يا فاطيما اسمعي الكلام .. علياء عايز مراجعه شامله لكل كاميرات المراقبة اللي في الشركه وفي الدار ويكونوا عندي على المكتب بكره الصبح
تعلم أنهم خائفون عليها لكنها لن تسمح له بالانتصار عليها سترد له ما فعله لكن ب ذكاء شديد :
ـ أنا محتاجة ارتاح اليوم كان طويل
أجابته علياء بهدوء :
ـ حاضر هجمع كل حاجه واجيبها لحضرتك
سليم بتنهيدة وهو يحاول أن يظل هادئاً أمامهم :
ـ ماشي يا حبيبتي روحي .. الصبح كل حاجه تكون عندي يا علياء يلا اطلعوا ارتاحوا
صعد كل منهم لغرفته فكرت علياء في الاتصال بجسار لكن تراجعت حتى لا يحدث خلاف بينها وبين نزار .. في الصباح بدأت حالة استنفار في الشركة لكشف الأشخاص الذين تواطئوا مع الشركة المنافسة لهم مرت عدة أيام وطوال هذه الأيام كان نزار يعمل بجدية فهو أقسم أنه لن يترك الأمر وفي إحدى اليالي قرر الذهاب ل علياء لأنه اشتاق لها انتظر حتى ذهب كل منهم لغرفته اتجه لغرفتها طرق الباب بهدوء و دخل ليجدها نائمة
التفتت لترى من دخل الغرفة لتهتف بصدمة بعد رؤيتها له :
ـ فري .. نزار إنت بتعمل إيه هنا يا مجنون حد يشوفك
اقترب منها يضع يده على وجهها :
ـ مش مهم المهم إنك وحشتيني
أجابته بتوتر وهي تحاول الابتعاد عنه :
ـ نزار بلاش جنان يا حبيبي حد يدخل علينا فريدة ولا ميرا ولا أي حد
هتف بمكر وهو يدّعي الغضب ليقرر المغادرة :
ـ فريدة نايمة بعدين بقولك وحشتيني خلاص أشوفك بكره في الشركة
أمسكت يده كي لا يرحل :
ـ استنى بلاش زعل إنت كمان وحشتني أوى
قرر أن يراوغها وتحدث بهدوء :
ـ بس واضح إنك مشغوله بقول امشي
وقفت أمامه و تحدثت وهي تنظر له :
ـ استنى لأ مش مشغوله خالص بالعكس
وضع يده على وجهها و أردف بحب :
ـ طمنيني عليكي الفترة اللي فاتت كنت مشغول في الشركة ومعرفتش أشوفك كتير
تحدثت بهدوء و هي تضمه بحب :
ـ كويسة أطمن و إنت عامل إيه !
قبل جبينها و أردف وهو ينظر في عينيها :
ـ أنا كويس علشان حبيبي معايا
تنهدت بهدوء وهي تهتف بصدق :
ـ أنا معاك على طول يا حبيبي تعرف مش بحس إني عايشه بجد وقويه إلا و إنت جنبي محتاجه حضنك أوى
أخذها ليجلسا معاً وجعلها تجلس على قدمه :
ـ وأنا معاكي دايماً اطمني مفيش حاجه هتفرقنا
كان يملس علي شعرها لتتحدث بحنو :
ـ نفسي تبقي معايا بجد عايزه أرجع اترمي في حضنك براحتي و مش أنام إلا في حضنك انت مش عارف حضنك بالنسبالي إيه !!
أجابها وهو يضع شعرها خلف أذنها :
ـ إنتي اللي رافضه أتكلم مع مالك في حكايتنا
نظرت له و هتفت بخوف و توسل :
ـ علشان دي خطوه خطر أنا خايفه عليك بقولك عايزاك جنبي مش بقولك عايزه اخلص منك اتكلم مع عمر إننا نعيش زي أي اتنين متجوزين بجد وأنا راضيه بالوضع ده أرجوك
تنهد بهدوء بسبب عنادها :
ـ هحاول معاه مرة تانية و أطلب من جدي يكلمه
قبلته على وجهه بخجل :
ـ ماشي يا حبيبي وأنا كمان هكلمه
نظر في عينيها وهو يقف ويضع يده على ذراعها بتملك :
ـ عاوز نقضي الليلة سوا قلتي إيه
أجابته بخجل :
ـ هاه
وقف و تحدث بهدوء :
ـ إيه .. لو مش موافقة همشى
ضمته من الخلف :
ـ لا نزار استنى
التفت لها و حملها ليتجها معاً للفراش :
ـ ‏أشعُر بأنكَ أصبحت رفيق لحظاتي
وأنيس أوقاتي
وأعمق من يفهمني
ويشعر بي
دون الحاجة للحديث.
كانت عيناها تلمع بالسعادة فكلماته التي يلقيها عليها تذيب قلبها :
ـ بحبك أوى
قبل شفتيها بهدوء :
ـ وأنا بحبك أكتر وبحب عينيكي اللي خطـ.ـفتني من أول يوم
وضعت يديها على ذقنه التي تجعل أي فتاة تغرم بها :
ـ وأنا بعشقك كلك على بعضك بعشق كل حاجه فيك
قضيا ليلة خاصة بهما استيقظ مبكراً وقرر أن يرحل كي لا ينتبه لهما أحد .. استيقظت وبحثت عنه لتتنهد بحزن فكانت تريد رؤيته جوارها ارتدت ثيابها وهبطت للأسفل ولاحظ أنها غاضبة قرر أن ينتظر حتى يذهبوا للشركة ويتحدث معها ظل ينتظرها طوال اليوم ليذهب لها في النهاية دخل لتدّعي أنها تتابع أحد الملفات
تحدث بهدوء وهو يجلس أمامها :
ـ أول مرة متجيش ليا المكتب
أشارت للملف الذي أمامها :
ـ عادي مشغوله شويه
علم أنها تخفي شيئاً عنه :
ـ ليه بتهربي مني طيب
هتفت بحدة مصطنعه :
ـ مش بهرب عادي قولتلك مشغوله
وقف كي يرحل :
ـ طيب هامشي أنا
أردفت بحزن وهي تنظر له :
ـ أمشي زي ما مشيت و سيبتنى الصبح
اقترب منها ليجلس على المكتب :
ـ أنا مشيت علشان محبتش حد يلاحظ حاجة مش عاوز حد يتكلم عليكي
نظرت له بدموع :
ـ كنت استنيت حتى لغاية لما اصحي و أشوفك مش تمشي بدرى أوى كده و اصحي مش القيك
وضع يده على وجهها وهتف بهدوء :
ـ معلش بكرة نرتاح من القلق ده كله ووقتها مفيش حد ها يتكلم
وقفت أمامه و أردفت بتمنى :
ـ أتمنى أنا عايزه اصحي الاقي نفسي في حضن حبيبي بجد مش لوحدي
تنهد بهدوء شديد لأنه يعلم موقفها من الأمر :
ـ أوعدك قريب هاينتهي كل ده لازم اتكلم مع مالك
أجابته باعتراض وحدة :
ـ تانى مالك إنت مفيش فايده فيك
هتف باستنكار و اعتراض :
ـ مش هقبل نعيش بالطريقة دي و كأننا بنعمل حاجة غلط قوليلي مش عاوزة يكون عندنا ولاد مش عاوزة نعيش حياة طبيعية من غير قلق أو خوف
هبطت دموعها بخوف :
ـ عايزه بس عايزاك إنت أكتر من كل ده أنا مستعده أضحي بكل ده علشان بس اضمن سلامتك وحياتك إنت بتغامر بحياتك وبقلبي وانا مش هقدر اخسرك
قرر أن يهدئها قليلاً :
ـ مفيش خسارة اطمني كل شيء هيترتب ومفيش أي خطوره
علمت أنه لا جدوى من الحديث معه في هذا الأمر لتتحدث برجاء :
ـ ماشي يا نزار ماشي أعمل اللي يريحك بس علشان خاطري خلي بالك من نفسك كويس اوى علشاني أنا ماليش غيرك ومش هتحمل يجرالك حاجه
قرر أن يأخذها من الشركة يريد أن يكونا معاً :
ـ اطمني وبلاش تفكري في أي حاجه قوليلي خلصتي ولا لسه
أردفت بهدوء وهي تحرك إصبعها على وجهه :
ـ يعنى بس خلاص مش قادره أعمل حاجه تانيه بفكر أروح عايزه أرتاح
أمسك إصبعها وقبله وهو ينظر لها :
ـ طيب يلا نمشي سوا عاوز أتكلم معاكي في موضوع مهم
أجابته بتعجب و استفسار :
ـ موضوع !! موضوع ايه ده وبعدين مش عندك شغل ولا خلصته
أردف بمكر وهو يغمز لها :
ـ لاااا الشغل يتأجل بعدين مينفعش نتكلم هنا يلا يا حبيبي
فهمت ما يقصده لتبتسم بخجل :
ـ اه ماشي يلا بينا
اتجها لأحد الفنادق الشهيرة التي يدير صفقاته الخاصة بها وتعجبت أنهما وجدا حجز بسهولة ليصعدا للغرفة لم يتحدث معها كثيرا بل ذهبا لعالمهم الخاص متجاهلين الجميع و متحدين العقبات التي تقف في طريقهم عادا في المساء ولم تخلوا جلستهم من نظرات ميرا و فاطيما الماكرة لهما .. مر شهر و كانت فاطيما تريد أن تأخذ من علياء ملفاً هاماً فهي أصبحت لا تثق في أحد منذ ذلك اليوم وجدتها تجلس ويبدو عليها الإرهاق الشديد
هتفت بقلق شديد :
ـ علياء إيه الحكاية من فترة و إنتي تعبانه و رافضة تكشفي
تحدثت علياء بدموع :
ـ خايفة من النتيجة أنا شاكه بس لو اتاكدت
هتفت بعدم فهم :
ـ شاكه في إيه !!
وضعت يدها على بطنها :
ـ حاسه إني حامل
نظرت لها بصدمة :
ـ بتقولي إيه !!

يتبع

قلوب ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن