الفصل السادس عشر

66 1 0
                                    

الفصل السادس عشر

‏رغم كبريائُنا إلا أن قلوبنا اتحدت دون النظر إلى أي حسابات آخرى . فالقلب ليس له معايير يكفي أن يكون بجانب من يحب .‏

نظرت يارا له بغضب شديد :
ـ امشي إنت قولت مش عايزه حد معايا
ليهتف بجدية و هدوء :
ـ دى أوامر الباشا وأنا بنفذها
أردفت بتحدي و عناد :
ـ بلغ الباشا إن أنا اللى رفضت أتفضل يلا
مازال على نفس هدوئه معها :
ـ أسف مش همشي غير ما هو اللى يبلغني
تنهدت بضيق و غضب :
ـ بقولك إيه نفذ اللى بقولك عليه كفاية جنان سامع أحسن ما أأذيك
أجابها باستفزار و تحدى :
ـ كده هخاف يعني واضح مش عارفه حاجه عن اللى شغالين مع والدك
وقفت أمامه وتحدثت بحدة :
ـ إنت بتهددني ولا إيه .. إيه شكلك نسيت نفسك ونسيت أنا مين
أجابها بهدوء شديد فرغم ما علمه عن شخصيتها لم يتوقع أن تكون شر.سة هكذا :
ـ لا مش ناسي نفسي عارف نفسي كويس أوي بس هقول تاني إن حضرتك اللي مش عارفه اللى شغالين مع والدك
تحدثت بضيق واستنكار :
ـ بقولك إيه إنت هتصاحبني وتتكلم معايا و تعرفني والدي واللى شغالين معاه أنا مش فاضيه أبعد عن وشي
مازال على نفس الهدوء رغم غضبه الداخلي :
ـ والدك يقول أمشى وقتها مش هتشوفيني تاني تحبي تروحي فين
لا تعلم ماذا حدث لها منذ أول لقاء بينهما فهي حينما كانت تتحدث كانوا يبتعدون عنها لكن هذا الشخص الذي قرر اقتـ.ـحام حياتها :
ـ مش هروح مكان معاك أنا هخلى والدي يمشيك علشان تعرف تانى مره تبقي تسمع الكلام وتنفذ من سكات
أجابها ببرود وهو يدرس شخصيتها :
ـ أعتقد هتشوفيني كتير الفترة الجاية مقولتيش تحبي تروحي فين
نظرت له كثيراً لتردف بعد تفكير :
ـ ودينى الفيلا عند بابا يلا
فتح لها الباب الخلفي لتجلس وتغلق الباب بقوة ليتجه للأمام ليقود السيارة وهي مازالت تشعر بالغيظ من قرار والدها وصلا  لتجده يجلس فى الحديقة اتجهت إليه غاضبة
ـ بابا .. بابا
علم منذ دخولها عليه بهذه الطريقة أنها غاضبة بسبب قراره الأخير :
ـ تعالي ليه كل العصبية دي
أشارت للسائق الواقف جوار سيارتها وتحدثت بعصبية :
ـ ممكن أفهم ده بيعمل معايا إيه مش قولت إني مش عايزه حد معايا لأ و بيعاندنى ورفض ينفذ كلامي تخيل
لاحظ قلقها و توترها ليجيبها بهدوء :
ـ سواق علشان يكون معاكي إيه المشكلة
تحدثت بضيق لأنها تعلم جيداً أنه يراقبها :
ـ مش عايزه سواق عايزه اتحرك براحتي مش بحب الطريقة دي وانت عارف أنا لو عايزه كنت أخدت السواق اللى عند جسار بس أنا مش عايزه مش عايزه لو سمحت بلاش طريقتك دي
ليردف بغموض و مكر :
ـ وأنا عاوز أعرف بتختفى فين كل يوم ولا بتحني للمكان اللي جيتي منه
لتجيبه بسخرية و استنكار :
ـ المكان اللى جيت منه ؟! هه محدش بينسي أصله يااا يا والدي و متنساش إن المكان ده اللى جابلك اللى تنفذلك كل مخططاتك و تنتـ.ـقم من خلالها
وقف أمامها بعد أن أشار للجميع بمغادرة المكان :
ـ أنا أقدر أجيب غيرك و إنتي عارفه كده كويس بلاش تعملي فيها بريئة فى لحظه ممكن أقضي عليكي بلاش عناد معايا
لتجيبه بتحدي وهى تتابع غضبه بسبب حديثها :
ـ تجيب غيري أه أصدقها بس تعمل اللى أنا عملته لأ دي مش أصدقها وإنت عارف كده كويس أوى وأنا معنديش حاجه اخسرها بس أظن انت عندك و كتير اوى
جذبها بقوة من شعرها وهتف بفحيح أفعى :
ـ تبقى غلطانة يا بت أنا رميت اللى مني فى النار علشان أوصل لهنا لو متوقعة هخاف منك تبقي بتحلمي إنتي مطلوب منك تنفذي كلامي وبس أي اعتراض مش قد غضبي
رغم خوفها لكنها تملك ورقة رابحة :
ـ أنا مش بخاف وإنت عارف كده أصلي تربيتك ولا نسيت انا انفذ بمزاجي مش غصب عنى وقبل ما تفكر تخلص منى هبعت حفيدتك لابوها
تركها وتحدث بتعجب فقد ظن أن جسار لا يعلم مكان علياء لكنه لا يعلم أنها استمعت آخر مهاتفة بين زوجها وعلياء و بحثت عن الرقم لتطلب من أحد الأشخاص أن يراقب علياء و ابنتها مؤقتاً
ليهتف بصدمة ثم تهديد حقيقي :
ـ حفيدتي !! إنتي تعرفي هي فين !!
ـ اسمعيني كويس لو قربتي منها صدقيني وقتها مش أنا اللي هنتـ.ـقم لأ هيبقي جسار ولو هربتي منه وقتها استني جحيمي
كانت تتحدث بعدم اهتمام :
ـ مش فارقه معايا حاجه ولا حد أنا عندي إيه أخسره ولا مين بس أنتم عندكم كتير و باشارة منى أو خبر كده أو كده إني أتأذيت هتوصلك جثتها علشان كده اهدي وبلاش عصبيه وتحدي خاف على اللى باقي منك يا والدي
ـ اتكلمي قولي فريدة فين بسرعة وإلا هتندمي
ـ علشان تخلص منى بعد ما توصلها اطمن في إيد أمينه و هتفضل تحت عيني لو فكرت بس تغدر بيا يبقي اروح أنا وبنت أخويا سوا أصل أخويا وحشني و بنته أكيد وحشته
نظر لها بتحدي و غضب :
ـ ها تندمي يا يارا اللعب معايا نهايته موت
أجابته بعدم مبالاة و اهتمام :
ـ كده كده النهايه موت وأنا عارفه كده من البدايه و وافقت المهم أعيش وقتي بكل وسائل المتعه الفلوس يا والدي تغني عن أي شيء هي والثروة والمنصب اتمتع بقي بكل ده قبل ما يجي دورى مش ده كلامك وتعليمك ليا برضو ولا نسيت وفريده هتفضل معايا ضمان ليا
ليتحدث بتهديد حقيقي :
ـ قريب دورك جاي وقتها مش هرحمك أعرف مكانها وهتشوفي نتيجة التحدي ده لصالح مين
لتجيبه بتحدي شديد :
ـ قولتلك مش مهم معنديش اللى أخسره أحتفظ برجالتك لك مش ليا
تركته وغادرت ليهتف بتحذير
ـ هتندمي صدقيني لعبتي مع الشخص الغلط
ابتسمت له لتغادر وتترك المكان لينادي على خالد :
ـ خالد إنت يا خالد
اتجه إليه خالد مسرعاً :
ـ أيوه يا باشا
ـ تراقب يارا كويس وتعرف بتروح فين لو غابت عن عينك لحظه هتتحاسب
ـ أوامرك يا باشا بس هي رافضه وجودي أو وجود أي حد عن قرب
ـ بقول راقبها إيه مهمه صعبة دى
ـ تمام يا باشا اللى تأمر بيه
تحدث شفيق بتحذير :
ـ أي غلطه عارف تمنها إيه
ـ أكيد طبعا يا باشا اطمن مفيش أخطاء
ـ يلا من دلوقتي حتى النفس بتاعها يكون عندي علم به
ـ تمام يا باشا اعتبره حصل
بدأ خالد بمراقبتها دون أن تنتبه له و عاد فى المساء ليخبر شفيق بالأماكن التي ذهبت إليها ليجد صفية أمامه نظر لها بتوتر لتأخذه و تتجه للخارج كي لا ينتبه أحد لتواجدهم معاً
وقفت أمامه وتحدثت بغضب :
ـ إنت اتجننت !! عشت عمري كله أحميكم من شفيق تيجي له برجلك ليه
أجابها بجدية لأنه يعلم شخصية شفيق جيداً :
ـ أنا جيت علشانك ولا عايزاني اسيبه حابسك كده و يذل فيكي هاه عايزاني استنى لغاية لما يموتك
أردفت بحزن و استنكار :
ـ لأ تيجي هنا علشان يعرف حقيقتك و يقـ.ـتلك ليه بتضيع تعب السنين بالسهولة دى
أردف بهدوء و عناد :
ـ علشان انتـ.ـقم منه و أخد حقك و حق خالتى وابن خالتى اللى اتقتل على إيده متخافيش مش هسيبك هنا كتير مع أول فرصه هبعدك عن هنا
كانت تتحدث بخوف أن يعلم شفيق حقيقة ابنها :
ـ وإنت متوقع هيسيبك تبقي بتحلم إنت مش عارف حاجه دخلت الجحيم و هتضيع الكل معاك فكر فى أختك بلاش عناد أمشى قبل فوات الأوان
مازال على موقفه ورفضه للرحيل :
ـ مش همشي مش همشي و اسيبك متقلقيش مفيش حاجه هتحصل لك ولا لاختى اطمنى
وضعت وجهه بين يدها و أردفت بدموع :
ـ ليه مصمم توجع قلبي أطمن هو مش هيإذيني طول ما أنا ساكته خالد مش هتحمل خسارتك بلاش تقف قدام القطر وهو ماشي
نظر لها بهدوء لأنه يعلم مدى خوفها عليه :
ـ متخافيش عليا يا أمي أنا عارف أنا بعمل إيه اطمنى و خلي بالك على نفسك كويس أوى أنا همشي قبل ما حد يشوفنا
لتتحدث بجدية و حزم :
ـ خالد لو استمريت فى الشغل مع شفيق تنسى إن عندك أم و أخت كفاية بقى
غادر و تركها قبل أن يضعف أمامها :
ـ عن إذنك يا أمي
تحدثت بتوسل و رجاء :
ـ خالد بلاش أخسرك وأنا عايشه مش عاوزه أتوجع زيادة
وقف ليجيبها وظهره لها كي لا يرى دموعها :
ـ مش هتراجع عن اللى بدأته مش هسيب حقكم اطمنى انتى بس و ادعيلي هاه ادعيلي يا أمي
غادر و تركها تقف وهي تشعر بالخوف من القادم أرادت أن تخبر من يساعدها لكن تراجعت فهي لا تريد أن يتورط ابنها معهم فى هذه اللعبة حتى لا تفقده مثلما فقدت غيره لتصعد للأعلى وهي تفكر فى القادم
❈-❈-❈
فى لندن بدأت علياء بالعمل كسكرتيرة خاصة ل سليم حتى تعلم الأمور القانونية أولاً قبل أن تستلم منصبها الجديد ليجلبوا لفريدة مربية للأطفال تظل معها فقط خلال وجود علياء في الشركة رغم خوفها فى البداية لكن إطمأنت بعد أن راقبتهم عدة أيام .. لم تستطع علياء إنكار إعجابها بشخصية نزار كرجل أعمال فالجميع يهابه ووجوده فى المكان له تأثير خاص على الجميع .. بدأت فاطيما فى العمل معهم بجوار عملها فى التصميم لتقرر عمل حفل الافتتاح نهاية الشهر بعد أن بدأت الشركة فى مصر تتعافى ونجحت فى إبرام عدد من الصفقات

قلوب ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن