الفصل الخامس

114 3 0
                                    

الفصل الخامس

ــــ دموع صامته ــــ

أصبحتُ تائهاً لا أعرف ماذا أُريد؟
كُل ما أستطيع قوله أنني حزين، لكني لا أستطيع التحدث عن مكنونات صدري؛ لأنه لا يوجد من يشعر بي و بالحرب القائمة بداخلي.

كانت تشاهد الطريق من زجاج السيارة و دموعها تهبط على وجهها و تتذكر الماضي نعم هي الآن بحاجة شديدة لوالديها لقد أيقنت أنه لا يوجد لديها أحداً هنا ستغادر بلا عودة .. لكن توقفت السيارة فجأة لتشعر بالخوف وهي ترى الملثمين يقفون حول السيارة ليقوموا بإطلاق طلقات الرصاص على السائق ليكـ.ـسر أحدهم زجاج السيارة لتفقد صوتها لم تستطع الصراخ كي ينقذها أحد .. ولكن من ينقذها في هذا المكان الصحراوي ليقوموا بنقلها في سيارتهم بعد أن قاموا بتخديرها و ألقوا حقيبتها بعيداً كي لا يعثر عليها أحد وصلوا بعد فترة للمكان المعلوم مخزن قديم فى أحد المناطق العشوائية ليضعوها على الأرض و يغادروا الغرفة بعد فترة وجيزة بدأت تستعيد وعيها لتشعر بألم شديد فى رأسها بسبب المخدر نظرت حولها بخوف فالغرفة مظلمة ولا يوجد أي إضاءة فيها ولكن هناك شعاع ضوء من الخارج .. لتجلس بخوف وهي تنتظر القادم في خوف وقلق
عند عزت حاول الاتصال بعدة أشخاص لمساعدته كي يقوم بمنع حفيدته من السفر لكن الرد واحد
هتف عزت فى أخر محاوله له عبر الهاتف :
ـ مش فاهم يعني إزاي تسافر من غير موافقة جوزها
أجابه الطرف الآخر بهدوء :
ـ بعد المعلومات اللي قلتها للأسف مفيش أي شخص يقدر يمنعها من السفر علشان معاها جواز سفر إنجليزي .. ممكن نوقفها شوية فى المطار لكن منع صعب إلا إذا كانت متهمه في أي جريمة أو مشتبه فيها
تنهد بتعب و أكمل بحزن :
ـ يعني كده خلاص خسرتها صح
ـ أنا رأيي تعطيها وقت تهدى اللي قولته ليا عنها و عن اللي مرت بيه مش سهل
ليغلق الهاتف و ينظر لابنته بحزن ولا يعلم ماذا يفعل ؟؟
هل يترك كل شئ ويغادر ليكون معها ؟؟
أسئلة كثيره دارت في ذهنه لكن لا يوجد إجابة عليها حاولت سمية الاتصال ب فاطيما لكن هاتفها مغلق لتشعر بالقلق عليها خاصة بعد اتصالها بالسائق ولم يجب أيضا
ـ بابا أرتاح دلوقتي و أنا هتكلم معاها
ـ خلاص يا سمية أنا خسرت اللي عشت أحافظ عليه طول حياتي جسار دمره
هتف بهذا الحديث بحزن لتنظر له بخوف ليكمل :
ـ لسه موبايلها مقفول صح
ـ أيوه للأسف و أنا مش هقدر أسافر لها في الظروف دي
أجابته بتنهيدة و مازالت تشعر بالقلق
ـ ممكن ترتاح دلوقتي و بكره نتكلم الوقت أتأخر هتتعب تانى
ليتجه إلى غرفته وهو يشعر بالقلق ولكن ليس أمامه حلاً آخر الآن سوى الانتظار للغد للاتصال بها .. بعد مغادرته طلبت سمية من أحد الحراس البحث عن السائق و السيارة أيضاً لتقوم بالاتصال بأحد الأرقام
ـ فاطيما هتوصل عندكم بكره عرفيني أول ما توصل
هتفت بتعجب :
ـ حاضر يا طنط بس هي قالت هتستنى على حالة جدها ما تتحسن
هتفت بتنهيده و توتر :
ـ مش وقته دلوقتي أكيد هتحكيلك المهم خليكم معاها الفترة دي مش هقدر أكون عندكم هي محتاجة لكم قولى لأخوكي بلاش عصبية
أجابتها بقلق و خوف :
ـ إيه الحكاية قلقتيني
ـ لما توصل هتعرفي بلاش حد يعرف إنها جاية دلوقتي فاهمه
ـ طيب حاضر هشوف ميعاد وصول الطيارة و أروح أقابلها
هتفت برفض و اعتراض :
ـ لا !! بلاش خلي كل شيء يمشي طبيعي
تحدثتا معاً بعض الوقت لتغلق الهاتف وتجلس في الأسفل تنتظر أن يعود الحارس و يخبرها عن السائق
❈-❈-❈
عند جسار كان يجلس و يفكر فيما يحدث معه وهو غير منتبه لغضب يارا لتقترب منه وتقف أمامه
ـ إنت ساكت ليه أتكلم من وقت ما بقينا لوحدنا ومش بتقول حاجه .. إزاى ضحكت عليا أنا حبيتك بجد تضحك عليا يا جسار
نظر لها كثيراً ليهتف بهدوء :
ـ إنتي مش فاهمه حاجه خالص
مازالت غاضبه لتهتف بحده :
ـ اتكلم طيب قول الحقيقة .. قول إنك بتحبني لوحدي
جلست جواره لتتساقط دموعاً كاذبة على وجهها ليضمها و يهتف بتنهيده :
ـ جدي زور توقيعي و كتب الكتاب بتوكيل من غير علمي ولا موافقتي
هتفت بتعجب :
ـ إنت بتقول إيه مش مصدقه إنه ممكن يعمل كده
وقف لينظر للحديقة من نافذة غرفته :
ـ الجاي مش سهل هتكون فيه مواجهات كتير هتكوني معايا ولا لأ
ـ أنا معاك وإنت عارف كده كويس وإلا مكنتش أقنعت بابا يوافق على جوازنا
ـ محتاج شوية وقت بس و كل شيء هينتهي قريب
ليتجه لغرفة ملابسه ويخرج صوره يخفيها تجمعه بخمسةٍ أشخاص نظر لها عدة دقائق ليخفيها مرة أخرى وقام بتبديل ثيابه ليقرر النوم هروباً مما يحدث معه
❈-❈-❈
وصل الحارس ليخبر سمية أنه وجد السيارة ولكن السائق تم قتـ.ـله وسيارات الشرطة تحيط المكان لتنظر له بصدمة لا تعلم ماذا تفعل ؟؟
أو لمن تلجأ فى هذا الوقت ؟؟
قامت بالاتصال بالمحامي وأخبرته بما حدث ليخبرها أنه سيذهب للمكان ويعلم ماذا حدث ؟؟
عند فاطيما وجدت أحدهم يفتح الغرفة ووجهه ملثم ليقترب منها و يمسك شعرها بقوة
وهتف بفحـ.ـيح الأفعى :
ـ مكنتش أتمنى نوصل لهنا لكن للأسف في كل حكاية لازم يكون فيه ضحية
انتظر أن تجيبه لكنها صامته ليكمل بغيظ :
ـ ساكته ليه عاوزه تفهميني إنك مش خايفه يعني اتكلمي
بدأ يصفعها عدة مرات علها تتحدث وتصدر أي صوت لكن لا أحد يعلم أنها حين تتعرض للخوف أو للاضطراب لا تتحدث مطلقاً فهي على هذه الحالة منذ وفاة والدتها غادر الغرفة و طلب من الحراس عدم تقديم أى طعام لها أو شراب

قلوب ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن