الفصل الخامس عشر
ــــ ذكريات الماضي ــــ
رغم اختلافنا إلا أننا التقينا، على الرغم من أننا كموج البحر في مده وجزره إلا أننا اجتمعنا على الحُب وهذا يكفي.
عادت علياء لغرفتها وهي تفكر فى حديث ميرا و فاطيما و هي تشعر بالصدمة مما استمعت له هل حقاً هناك علاقة بين زين و فاطيما ؟؟؟
ظلت تفكر كثيراً لكن ما يشغلها الآن هو جسار و ما فعله مع الجميع هل كانت تعيش فى كذبه كبيرة طوال هذه السنوات ؟؟
أسئلة كثيرة تدور فى ذهنها انتظرت فى غرفتها حتى تأكدت من مغادرة ميرا غرفة فاطيما لتتجه إليها دقت الباب لتسمح لها بالدخول رغم تعجبها من تواجدها عندها فى هذا الوقت لكن بدت طبيعية و ابتسمت لها بهدوء
لتردف علياء بتنهيدة شديدة :
ـ مساء الخير يا فاطيما
رحبت بها و أشارت لها كي تجلس :
ـ مساء الخير تعالي يا علياء اتفضلي
ظلت واقفه مكانها خلف الباب بعد دخولها :
ـ ممكن أتكلم معاكي شويه
بدت الدهشة على وجهها وهى تشاهد حالة القلق الباديه على وجهها :
ـ أكيد تعالي ادخلي واقفه ليه
اقتربت منها و تحدثت بتوتر فهي تخشى سماع إجابة تصدمها :
ـ شكرا .. هي يعنى حاجه خاصه ب جسار هو هو فعلا جسار عمل اللى بيقولوا ده جسار هددك و مضاكي على تنازل
تحدثت بوجع وهي تتذكر أحداث هذه الليلة :
ـ ليه مصممين تعرفوا ياتري هترتاحوا وقتها
أجابتها بتنهيدة ومازالت تتمنى أن يكون الحديث الذي تفوه به نزار و سليم خاطئاً هى تعلم شخصية جسار جيداً :
ـ بالنسبه ليا أه دي حاجه بالنسبالي حياه أو موت عايزه أعرف أرجوكي
أردفت بشك لأنها تعلم مدى قوة العلاقة بينهما :
ـ هتصدقي كلامي ولا هتدافعي عن صاحبك
أجابتها بجدية بعد أن شاهدت الدموع تملأ عينها :
ـ هصدقك أكيد وبعدين أنا مش بدافع قد ما أنا مصدومه من اللى بيحصل و بسمعه قولى
وضعت يدها على وجهها وكأنها تشاهد ما حدث يعاد أمامها مرةً ثانية لتتحدث بوجع وقهر شديدين :
ـ أيوه هددني و كان عاوز يعطيني حقنة هوا يا أوقع يا هيقتـ.ـلني مش بس كده هددني كمان هيبعت جدي دار مسنين و مش هيعرف حد مكانه صاحبك دمر.ني وقضي عليا مبكرهش حد فى حياتي قده
كانت تستمع لحديثها بصدمة لأول مرة تقف عاجزة ولا تستطيع الدفاع عنه أجابتها بحزن :
ـ صدمتى في كل حاجه حصلت في حياتى كوم وصدمتى في جسار دي كوم تانى بالدنيا كلها أنا حقيقي مش عارفه أقول إيه عارفه لما تبقي مع حد وطالعه بيه لفوق فوق أوى لسابع سما وفجأة يسيبك و تقعي لسابع أرض وتتكسـ.ـري و تفضلي تتوجعي و تنزفي لغاية لما تموتي من قهرتك هو ده اللى عمله فيا جسار
أردفت بجدية و حقد شديد عليه :
ـ للأسف الشخص اللى بتتكلمى عنه مات بالنسبالي قلتلك قبل كده أوقات بنعمي عينينا عن أخطاء الناس اللى بنحبهم بس هيجي وقت وكل شيء يظهر أنا بعد اللى عشته فى مصر مبقاش عندي أى ثقه فى حد بعد اللى مريت بيه بسببه
علمت أنها تقصده بحديثها لتتحدث بضياع :
ـ جسار مش كده أنا عمرى ما أطمنت ولا وثقت فى حد قده عشت معاه عمري كله من صغرنا و إحنا احنا سوا حتى بعد ما اتجوزت انتي مش عارفه جسار بالنسبالي إيه وده مش دفاع عنه دى حقيقه حقيقة الشخص اللى عشت معاه و عرفاه مش اللى موجود دلوقتي
أجابتها بجدية و هدوء :
ـ نصيحة منى بلاش تمشى ورا قلبك هتتعبي أوي محدش هيتوجع غيرك
هتفت علياء بسخرية :
ـ هاه .. هو أنا لسه هتوجع ما أنا خلاص ادمرت مش بس اتوجعت
مسحت دموعها و تحدثت بجدية :
ـ لازم نمر بتجارب علشان نتعلم من أخطأنا وإلا هنعيش مخدوعين فى الكل
قررت أن تسألها عن سر علاقتها ب زين كي يهدأ الشك بداخلها :
ـ صح .. طيب معلش عندى سؤال أخير وبعد كده همشي
أومأت بالموافقة و هتفت :
ـ اتفضلي
لتتحدث بجدية و استفهام :
ـ هو إيه نوع العلاقه بالظبط بينك وبين ابن عمو سليم !! سورى لو بتدخل في حاجه متخصنيش بس بصراحه الموضوع شاغلني أوى مستغربه اللى بيحصل
تحدثت بجدية حقيقية و هدوء وهي تقف فى
الشرفة لتستنشق هواءً نقياً :
ـ زين أخويا يا علياء متربيين سوا من صغرنا هو و نزار أغلى وأهم شخصين فى حياتي أخويا وكل حاجه فى حياتي هو سندي دلوقتي بعد خسارتي لكل اللى حبتهم مبقاش ليا حد غيره
لتتعجب أكثر من إجابتها وهتفت باستفهام :
ـ هو سؤال تانى معلش هو مين ده يعني هو زين ولا نزار ولا مين ؟؟
أنا مبقتش عارفه حاجه و متلخبطه يعنى أول ما جيت كان زين فجأة بقي نزار وزين مع بعض يعني هو مثلا شبه أخوكى الله يرحمه لأ مش أوي طيب مثلا بتنادوه باسم أخوكي ولا هو إسمه كده ولا هو مين أصلا حقيقي غريب و غامض اوي انا مش عارفه أفهمه و ليه مدخل نفسه أوى كده وعايز ينتـ.ـقم من جسار أنا مش فاهمه حاجه
تنهدت بقوه ولا تعلم بم تجيبها :
ـ زين و نزار كانوا أكتر من أخوات يومهم بيقضوه سوا مش كانوا بيفترقوا غير وقت النوم كنتى تحسى إنهم توأم حتى يوم حادثة نزار كانوا سوا فى العربية أنا لما بقوله اسم نزار لإني وقتها بكون شيفاه أخويا اللى راح منى وعنده استعداد يعمل أي شيء علشاني زين بالنسبالي أخويا وصاحبي مقدرش أتخيل حياتي من غيره كأخ و صاحب
لتهتف باستفهام مرة أخرى :
ـ أها تمام كده فهمت طيب وهو عارف كده انك بالنسباله زي ميرا !!
أجابتها بجدية شديدة :
ـ أكيد طبعاً أنا بالنسباله زي ميرا أخته يا علياء العلاقة مش زى ما انتي بتفكري
أجابتها باعتذار و وتفهم :
ـ أسفه يا فاطيما مش قصدي أتدخل أنا بس كنت مستغربه اللى بيحصل وإنه بيطلعلك الأوضة و أحضان وكده بس مش اكتر اتمنى ماتزعليش و أوعدك مش هتدخل تانى
أردفت بهدوء و حذر :
ـ مفيش زعل يا علياء عاوزه أقولك حاجة مهمه زين يبان جامد و عنيد لكن مع الوقت هتشوفيه واحد تاني و هتقولي إنه مش الشخص اللى قابلتيه أول مره و ده مش دفاع عنه بالعكس
تحدثت بشرود :
ـ مافتكرش خالص لإني شوفت منه كتير المهم ما علينا خليني اسيبك ترتاحي أكيد تعبانه وأنا كمان أروح أرتاح
لتهتف بحديث ذا مغزى :
ـ اجهزي علشان الشغل فى الشركة مختلف
أجابتها بقلق و توتر :
ـ أنا أول مره أصلا أنزل شغل علشان كده قلقانه
حاولت تشجيعها و مساندتها :
ـ متقلقيش كلنا معاكي
لتجيبها بابتسامة هادئة :
ـ ماهو ده اللى مطمني يلا تصبحي على خير
عادت علياء لغرفتها وهي تفكر فى حديث فاطيما الخاص ب جسار وتشعر أن هناك شيئاً خاطئاً لتقرر الإتصال به محاوله التبرير له .. يجلس فى غرفة مكتبه بمنزله الخاص و يفكر فى كل ما حدث معه ليسمع رنين هاتفه شعوراً بالعجز تملكه بعد أن وجد الرقم دولي أراد عدم الرد لكنه يريد إنهاء هذا الأمر ولن يسمح لأي شيء أن يكون عائقاً أمامه
أردف بهدوء :
ـ ألو
لا تنكر أنها اشتاقت لسماع صوته والتحدث معه لكن هو مثلها أيضاً أم ألقى بسنين عمره السابقه عرض الحائط !!
ـ جسار
علم من البداية أنها المتصله لكن بدى غير مهتم :
ـ نعم مين معايا
هتفت بجدية و اشتياق :
ـ وحشتني أوى عامل إيه
تحدث مستنكراً باستفزاز :
ـ نعم أظن قلت قبل كده انسيني و متكلمنيش تاني
لتهبط دموعها بسبب حديثه معها بهذه الطريقة :
ـ معقول ماوحشتكش لدرجه دى مش عايز تسمع صوتى طيب على الأقل أطمن عليا وعلى فريدة إنت ليه بتعمل معايا كده أنا أذيتك في إيه أرجوك بلاش تقسي عليا كفايه أنا تعبت و محتجالك أوى أوى
رغم شعوره بأنها بحاجه إليه لكن كان على موقفه :
ـ أنا مش محتاج حد كلكم زي بعض لما جيت أرجع حقي وقفتم ضدي وبقيت عدوكم جيه الوقت أحقق أحلامي
تحدثت باعتراض وحدة :
ـ انت ليه بتعمل كده ليه وصلت للمرحله دى معقول انت جسار معقول الفلوس و الثروه عموا عينيك لدرجه دى أنا مش قادره أصدق بجد أرجوك أرجع عن اللى إنت بتعمله ده إنت مش كده ولسه في وقت وأنا معاك .. بس أرجع عن الطريق ده بلاش تخلى شفيق وبنته يوصلوك لنهاية طريق مسدود .. إنت بس اللى هتخسر ارجوك فكر و اتراجع
ليجيبها بسخرية و رفض :
ـ أنا مش عاوز حد معايا ومش هسيب حقي مش بعد تعب السنين دى كلها تيجي واحده تاخد كل حاجه على الجاهز وقت التفكير خلص ده وقت التنفيذ
وكأنها طعنت بسكينة من حديثه رغم حدة نزار معها فى حديثه لكن كان جسار حديثه أكثر تجريحاً :
ـ يعني إنت بجد هددتها و مضيتها على تنازل
أردف بتأكيد دون الشعور بذرة ندم :
ـ أيوه ولو رجع بيا الزمن هعيد اللى عملته و مش ندمان اللى يقرب من تعبي أقـ..ـتله
كانت تستمع له بصدمة لتقسم أنه ليس هو الشخص الذى قضت معه أكثر من خمس وعشرون عاماً :
ـ إنت أكيد اتجننت مستحيل تكون جسار اللى أعرفه بقي كنت عايز تقتـ.ـلها وترمي جدك فى دار مسنين إنت مين أنا معرفكش يا خساره يا جسار يا خساره يا صاحبي
ليتحدث باستنكار و غضب :
ـ انتي متوقعه هسيب تعبي يروح لحد تاني يبقي متعرفنيش كويس الضعف يعني نهايتي
أجابته علياء بضعف و انكسار :
ـ أنا زعلانه عليك أكتر ما زعلانه منك كان عندي أمل كبير بعد المكالمه دي انزل مصر واجيلك لاني بجد محتجالك أوى ومش عارفه أعيش هنا وتعبت أوى بس يا خساره خلاص واضح إن مكتوب عليا العذاب خلى بالك من نفسك كويس اوى
ليتحدث بجدية و سخرية :
ـ خليكي عندك لو رجعتي هسلمك ل شفيق بنفسي
كانت ستخبره عن علاقة زين و فاطيما لكن حديثه حطمها بالكامل :
ـ للدرجه دى شكرا مع السلامه يااا
لا تعلم كيف قضت هذه الليلة بعد هذه المحادثة ولا تعلم متى ذهبت فى النوم لكن ما تعلمه الآن أن نار وجودها فى لندن أفضل من جنة عودتها لطريق مظلم فى مصر ولا تعلم نهايته ...
فى صباح يومٍ جديدٍ أخبر نزار سليم قبل ذهابه للشركة أنه سيقضي اليوم برفقة فريدة و والدتها و فاطيما و ميرا فقرر أن يتركهم ولكن أخبره أنه من الغد على الجميع التواجد معه فى الشركة ليبتسم له بهدوء .. اتجه بعد ذلك لرؤيتهم دق الباب ليجد ميرا تفتح له
هتف بهدوء :
ـ صباح الخير يا ميرا
لتجيبه وهى تنظر له بتمعن فقد كان يرتدي قميصاً باللون الأسود و بنطال جينز لتطلق صفيراً مرتفعاً :
ـ صباح الورد تعالى إيه اللبس ده إنت أخويا ولا واحد تاني .. و رايح فين إيه هتخرجوا تانى
أردف وهو يتجه للداخل ليجلس على طاولة الطعام :
ـ أه بس هنخرج كلنا و إنتي معانا
لتصفق بيدها كالأطفال بسعادة :
ـ إيه ده بجد هنخرج كلنا الله بس هنروح فين
ليرتشف من فنجان القهوة الذي أعدته لنفسها :
ـ الملاهي قلت أخرج معاكم أحسن بقيت أقلق منك
رغم غيظها بسبب تناوله الساندويتش الذي أعدته لها لحين استيقاظ الجميع لكن تجاهلت الأمر :
ـ مين أنا ده انا كيوت أوى حتى وبعدين كويس علشان مش هخلي بالى من حد عايزه ألعب
ليهتف بهمس دون أن تسمعه :
ـ مستحيل تكون دى عايشه فى لندن
ثم تحدث بصوت مرتفع و غيظ منها :
ـ تلعبي ليه واخد طفلة معايا دى فريدة أعقل منك
لتدور حول نفسها بسعادة :
ـ أكيد المهم عايزه انبسط زهقت من دور المسؤوله ده يلا نروح نبلغهم
ليتحدث و هو يقف كي يرى فاطيما :
ـ بلغي علياء و هشوف فاطيما هي فين دلوقتي
أجابته بتعجب بسبب عدم رؤيته لها فى الخارج :
ـ في الجنينه هروح أشوف علياء وفريده واجي
بالفعل لم يشاهدها فى الخارج ليهتف وهو يغادر للخارج :
ـ طيب أنا بره بلاش تتأخري
اتجه للخارج لرؤيتها وجدها تقف فى مكانها المعتاد حين تقرر الهدوء والابتعاد عن الجميع ليقترب منها وضع يديه على عينيها لتبتسم بحب جلس أمامها
ـ بتفكرى فى إيه من أول اليوم
تنهدت لتجيبه بمرح :
ـ بفكر فى حبيبي اللي وجوده فى حياتي هو سبب سعادتي
ليقبل جبينها بحب وتحدثوا معاً قليلاً ليخبرها بخطته لهم اليوم لتبتسم بسعادة قررت تبديل ملابسها كي تناسب المكان لتخبره أنها ستعود بعد قليل ... عند علياء استيقظت لتجد فريدة تجلس جوارها ابتسمت لها و قبلتها على جبينها وقررت أنه من اليوم ستعيش من أجل سعادة ابنتها فقط اتجهوا للخارج ليجدوا ميرا أمامهم على الدرج
هتفت بحماس وهى تبتسم لهم :
ـ كويس إنكم صحيتوا عندنا برنامج حلو النهارده
تحدثت علياء بخوف و توتر :
ـ برنامج !! برنامج إيه !!
أجابتها بهدوء و سعادة :
ـ هنخرج نروح الملاهي
علياء برفض متذكرة ما حدث معهم المرة الماضية :
ـ إيه تانى لالالالاااا بلاش كفايه اللى حصل قبل كده
ميرا بتفهم لقلقها :
ـ متقلقيش المرة دى مش هنكون لوحدنا متقلقيش
فريدة بتذمر و رفض :
ـ ليه يا ماما أنا عايزه أروح عمو زين قالى هياخدني النهارده ونروح الملاهي
ابتلعت ريقها بتوتر :
ـ نعم عمو مين .. مين يعنى اللى هيكون معانا
قاطعتها ميرا و أردفت بجدية :
ـ زين رايح معانا يا علياء
تحدثت برفض وجدية فهي لا تريد التواجد مع زين يكفي ما حدث بينهم الأيام السابقة :
ـ زين أه طيب معلش يا ميرا خليها مره تانيه أنا تعبانه النهارده ومش هقدر أروح مكان
فريدة بحزن طفولي و اعتراض :
ـ بس يا ماما أنا عايزه أروح
تحدثت بغيظ من عناد ابنتها :
ـ فريده !!
لتهتف ميرا برفض و تحدى :
ـ لا هنروح دلوقتي الاعتذار مرفوض على فكرة بابا عارف
أجابتها بجدية وهى تتجه ناحية المطبخ :
ـ معلش مش هقدر أروح مره تانيه روحوا أنتم عن اذنك هروح أحضر الأكل لفريدة
دخلت فاطيما لتجدهم يتحدثوا فى الأسفل هتفت بتعجب :
ـ إنتم لسه هنا يلا هنتأخر عاوزين نبدأ اليوم من أوله
ميرا بحزن و جدية :
ـ علياء رافضه و فريدة زعلانه
حاولوا إقناعها بعدة وسائل لكن كانت على موقفها :
ـ روحوا أنتم أنا مش هقدر أروح أنا وفريدة
كان نزار يقف فى الخارج لينتبه لتأخرهم قرر الذهاب لهم لرؤيتهم لتركض فريدة إليه ليضمها بهدوء و حب
ـ عمو زين عمو زين
علياء باستنكار من عناد طفلتها :
ـ فريدة فريدة
ابتعد عنها ليمسد على شعرها :
ـ اهدى يا حبيبتي ليه زعلانه
نظرت للأرض و أردفت بحزن :
ـ ماما مش عايزه نروح معاكم وأنا عايزه أروح
تحدثت فاطيما بجدية وهي ترى تعلق فريدة ب زين :
ـ علياء لو سمحتي خلينا ننسي اللى فات ونبدأ من دلوقت المفروض هنعيش سوا
اقترب نزار منهم وهو يمسك يد فريدة و تسير جواره :
ـ أنا وعدت فريدة امبارح إننا نخرج كلنا بلاش تضيعي فرحتها ولو على وجودي هكون معاكم بس مش هضايقكم
تجاهلت حديث نزار و أجابت فاطيما :
ـ أنا بالنسبالى مفيش حاجه اطمنى لا فات ولا جاي بس طالما هعيش هنا يبقي الأفضل أكون في حالى مش حابه أعيش في مشاكل مره تانيه نبقي نروح معاكي إنتي و ميرا
فاطيما بتنهيدة وهي تشاهد دموع فريدة :
ـ علياء بلاش عناد بعدين المفروض نكون إيد واحده لو رفضتي تروحي أنا كمان مش راحه
اقتربت فريدة منها وهتفت بتوسل :
ـ علشان خاطري يا ماما علشان خاطري
لتتراجع بسبب حديث فاطيما و مشاهدتها دموع فريدة ولكن هتفت بتحذير :
ـ طيب خلاص بس مش تتحركي من جنبى يا فريدة وإلا مش هيبقى في خروج تانى خالص
عادت فريدة ل زين و تمسكت بيده :
ـ حاضر حاضر همسك في عمو زين على طول على طول
نظرت علياء ل فريدة بغيظ شديد وتحدثت بصوت منخفض :
ـ هتمسكي في عمو زين أنا مش عارفه عمو زين ده طلعلي منين
فاطيما بتفهم لقلق علياء على ابنتها :
ـ علياء خليهم سوا هو هيتفاهم معاها أكتر مننا بلاش الخوف ده علشان نتحرك براحتنا
تحدثت باستسلام :
ـ طيب ماشي هنطلع نجهز و ننزل على طول
هتفت ميرا بسعادة بعد حصولهم على موافقة علياء بالذهاب معهم :
ـ مش تتأخروا أحسن زين يغير رأيه
نزار وهو يتجه للخارج :
ـ هجهز العربية مش تتأخروا
فريدة وهي تمسك يد علياء كي يصعدوا و يبدلوا ملابسهم :
ـ مش هتأخر هاجي بسرعه بسرعه يلا يا ماما يلا
ميرا وهي تحاول إغاظة فريدة :
ـ يلا بسرعة وإلا هقعد قدام
بدلوا ثيابهم و هبطوا للأسفل ليجدوا ميرا تنتظرهم تحدثت علياء بهدوء :
ـ إحنا جاهزين
فريدة وهي تبحث عن زين :
ـ فين عمو زين انا جاهزه اهو
تحدثت ميرا وهم يتجهون نحو الخارج :
ـ بره هو وفاطيما يلا أحسن يمشوا علشان اتأخرنا عليهم
ركضت فريدة للخارج :
ـ يلا بينا بسرعه
هتفت علياء بخوف عليها :
ـ فريدة بالراحه يا حبيبتي تقعي
ميرا وهي تمزح معها :
ـ أنا هقعد قدام استنوني
فريدة بتذمر طفولي :
ـ لأ أنا عايزه أقعد جنب عمو زين
علياء وهم يقفون أمام السيارة :
ـ فريدة عيب يا حبيبتي تعالى اقعدي معايا ورا
حاولت فتح الباب الأمامي :
ـ لا أنا هقعد قدام
ميرا وهي تقف جوارها بعناد :
ـ لأ انا
علياء بتنهيدة و إرهاق :
ـ فريده مش معقول كده تعالى ياحبيبتي معايا ورا
اقترب نزار منهم وفتح الباب الأمامي ليشير ل ميرا لتجلس فى الخلف :
ـ تعالي معايا يا فريدة يلا ورا يا ميرا
فريدة بسعادة وهي تجلس فى الأمام :
ـ هييييي شوفتي عمو زين قالى تعالى
تحدثت فاطيما التي جلست في الخلف :
ـ خلاص فريدة هتقعد قدام يلا كده هنتأخر
لتهتف ميرا بعناد وهي تجلس في الخلف :
ـ طيب هروح الشلال و مش هاخدك معايا
فريدة بغيظ و تحدي :
ـ عمو زين هياخدني
كانت علياء تتابع ما يحدث بغيظ شديد لتتحدث بصوت منخفض لم يسمعه أحد :
ـ دي نسيت إن ليها أم
نزار وهو يقبلها على وجهها :
ـ أنا هاخدها كل الألعاب يلا خلينا نمشي
فريدة بسعادة :
ـ هيييييي يلا بينا يا عمو يلا
وصلوا لتركض ميرا للداخل سريعاً متجاهله ندائهم عليها بينما ظلت علياء و فاطيما يجلسون وهم يشاهدوهم ينتقلون من لعبة لأخرى وكانت علياء تفكر فى شخصية زين من يراه مع فريدة يظنها ابنته حقاً تعترف أنه شخصية غامضة انقضى اليوم فى سعادة ومرح لتنام فريدة فى السيارة بسبب إرهاقها من اللعب وصلوا ليجدوا سليم فى انتظارهم اقتربت علياء من فريدة لتحملها لكن اعترض زين وأصر على حملها ليصعد لأعلى بعد أن نظر ل علياء بتحذير وضعها فى الفراش ونظر للغرفة بابتسامه هادئة وقرر المغادرة سريعاً هبط ليجد ميرا تجلس فى الأسفل مع والدها ليخبرها أنهم سيتناولوا العشاء فى الخارج ابتسمت له بحماس وصعدت للأعلى ليخبر والده أنه سيذهب للقاء أحد أصدقائه أومأ بموافقة ليعود سليم للفيلا الخاصه به
قرر نزار الذهاب لرؤية كِنان لمعرفة حقيقة مرض فاطيما فهو لن يتحمل خسارتها أو حدوث أي شئ سيء معها .. كان يتابع أحد الحالات فى مكتبه لتخبره الممرضه بوجود زين رغم تعجبه من زيارته له لكنه تذكر أحداث أمس ليعلم سبب حضوره ليسمح له بالدخول
دق الباب ليهتف بهدوء و مرح :
ـ مساء الخير يا كِنان ولا أقول يا دكتور
كِنان بابتسامة وهو يشير له كي يجلس :
ـ مساء الخير لا بلاش دكتور دى قربت انسى اسمي
نزار بتنهيده و قلق :
ـ اه .. إنت هتقولي حاسس بيك المهم أخبارك إيه طمني عليك
أردف بهدوء و جدية :
ـ أنا كويس إنت أخبارك إيه و مختفي فين
تنهد بتوتر فهو يخشى سماع الإجابة بسبب خوفه عليها :
ـ مشاغل كل حاجه فوق دماغي انت عارف المهم كنت عايز أسألك على حاجه
كِنان متعجباً من قلقه :
ـ أكيد طبعاً أسأل أي سؤال
ليتحدث بجدية و رجاء :
ـ فاطيما مالها عندها إيه وبلاش تخبي عليا أرجوك
أراد أن يجعله يهدأ و يمحو التوتر البادي عليه :
ـ فاطيما !! وأنا قلت جاي تسأل عليا واضح فيه بينكم علاقة
ـ طبعاً جاي علشانك عندك شك وبالنسبه لفاطيما عايز أطمن عليها و علاقة إيه يا عم إنت
كِنان بشك و تحليل لما حدث أمس :
ـ نظرتك لها امبارح و طريقة كلامك معاها خلتني أشك بصراحه بعدين فيها إيه يعني ولا إنت من أنصار العود الفرنساوي
نزار بصدمة من حديث صديقه طالما رفض علاقات كثيرة لكنه لا يقيس بمستوى الجمال الخارجي :
ـ عود فرنساوي ايه و جنان إيه فاطيما تعتبر أختى أطمن المهم طمني عليها
ليجيبه بمهنية شديدة و جدية واضحه فهو لا يستطيع الإفصاح عن حالة المرضى بسبب القسم الذي ألقاه أثناء تخرجه أن يحافظ على أسرار المرضى :
ـ إنت عارف كويس إني مش هقدر أعطيك أي معلومة بدون موافقتها لكن كصديق هقولك إنها محتاجة دعم نفسي وتبعد عن أي قلق
ليتحدث بقلق بسبب خوفه من شيء غامض :
ـ أنا عايز تقرير كامل عن حالتها هي عندها إيه
أردف بتفهم و تعجب بسبب قلقه الشديد فهو نادراً ما يشاهده فى تلك الحالة :
ـ عندها مشاكل فى القلب ولو استمرت على العلاج هتكون أفضل بس لازم متابعه كل فترة
تحدث بصدمة فهو يشك فى أمر ما :
ـ مشاكل في القلب ؟! ماشي يا كِنان شكراً و أتمنى إنها متعرفش إني عرفت
تنهد كِنان بجدية فهو يريد أن يعلم أمراً ما من أجل علاجها :
ـ ممكن أنا أسالك سؤال عنها بما إنك تعرفها كويس
نزار بتعجب و قلق :
ـ إسأل !!
تحدث بتردد و هدوء :
ـ بالنسبه يعني لموضوع وزنها هو ده وراثه ولا إيه علشان علاجها
نزار بتنهيدة حزينة :
ـ لأ مش وراثه دي حاله نفسيه للأسف من وقت اللى حصل زمان وقت الحادثه وموت باباها وكل اللى اتعرضتله هو السبب في زيادة وزنها الدكتور قال إن العامل النفسي هو السبب
ليتحدث بجدية و هدوء :
ـ طيب أنا محتاج مساعدتك علشان حالتها متطورش عن كده
نزار بتأكيد و جدية :
ـ أكيد طبعاً أطمن هجيبها دايما ونتابع لغاية لما تخف خالص أنا معنديش أغلى منها و معنديش استعداد أخسرها
تنهد بجدية و هدوء :
ـ الموضوع مش متابعه بس يا زين لأ بالعكس المتابعه عامل جانبي لعلاجها لكن المطلوب بلاش تتعرض لأي ضغط نفسي أو زعل مطلوب لها جو هادي فاهمني
أجابه بجدية و تفهم :
ـ أكيد طبعا أطمن طول ما هي موجوده معايا يبقي أطمن متقلقش
كِنان مبتسماً له :
ـ تمام وياريت أشوفك تاني قريب
نزار وهو يودعه كي يرحل :
ـ أكيد هنتقابل كتير الفتره اللى جايه سلام
غادر وتركه وهو مازال يفكر فى نوع العلاقة بين صديقه و فاطيما لأنه يعلم أن لديه شقيقه واحده و أنه يرفض إنشاء علاقات مع فتيات .. كان يقود سيارته ليعود له هذا الشعور الذى مر به فى السابق ليذهب للنهر فهذا مكانه الوحيد الذى يلجأ إليه حين يشعر بالاختناق و الخوف وقف أمامه فترة طويلة ليقرر العوده لهم فهو وعدهم بتناول العشاء فى الخارج
❈-❈-❈
استيقظت علياء لتجد المنزل هادئاً وقررت أن تعد الطعام فالجميع مرهقين بعد أحداث اليوم بدأت تعد الأطعمة بهدوء نعم لقد اشتاقت للأكلات المصرية لتجد ميرا قادمة إليها
تحدثت بتعجب وهي تشاهد علياء تقوم بإخراج صينيه من فرن البوتاجاز :
ـ علياء بتعملي إيه فى المطبخ
نظرت لميرا و أردفت بهدوء :
ـ ميرا تعالى هكون بعمل ايه بعمل الأكل أكيد جعانين من الصبح ما أكلناش غير الفطار
وضعت يدها على رأسها بعد تذكرها أنها نسيت إخبارهم :
ـ هاه طيب بلاش تكملي علشان هنتعشى بره
مازالت تتابع قلي الدجاج و أجابتها بتعجب :
ـ بلاش أكمل إيه أنا يعتبر خلصت خلاص ربع ساعه والاكل هيكون جاهز وبعدين مين اللى هيتعشوا بره
ميرا وهي تجلس على طاولة الطعام الموضوعة فى المطبخ :
ـ كلنا يا حبيبتي وبابا كمان معانا
تحدثت بهروب فهي أصبحت تخشى التواجد مع نزار فى مكان واحد :
ـ روحوا أنتم أنا مش هقدر أروح وبعدين فريده تعبت من مشوار النهارده ف هقعد أنا وهي نتعشي و نستناكم أو لو اتاخرتم هنام لإني تعبانه أوى ومش نمت لغاية دلوقتى
ميرا برفض و عناد :
ـ الاعتراض مرفوض ولا أنادي فريدة و فاطيما يقنعوكي زي الصبح
علياء وهي تجلس على الكرسي بإرهاق :
ـ صدقيني مش قادره حقيقي تعبانه و نعسانه اوى بجد وبعدين الاكل اللى اتعمل ده هيروح فين طيب
ميرا بتبرير و تنهيدة :
ـ يتحفظ فى التلاجة بسيطه يعني بعدين من بكرة مش هنلاقي وقت نخرج بليز
علياء متفاجأة من إصرار ميرا :
ـ خليها مره تانيه طيب وبعدين نبقي نخرج تانى عادي هو الشغل هيبقي اليوم كله
ميرا وهي تضع يدها على رأسها بتمثيل :
ـ هنرجع متأخر ده لو الشغل مجاش ورانا هنا
علياء محاوله إنهاء هذا النقاش :
ـ طيب ما نتعشي هنا وابقي اخرجي أظن وجودنا مش مهم أوى يعنى اخرجوا انتم و انبسطوا
ميرا وهي تتذكر عناد زين وتفكر أن هذه فرصة جيدة لتقارب علياء و شقيقها :
ـ انتى عنيده زي واحد يا حبيبتي خلينا نقرب من بعض ونتعرف على بعض زيادة
علياء بجدية و هدوء :
ـ الأيام جايه كتير و هنتعرف أكيد وبعدين ما احنا عايشين سوا أهو في قرب أكتر من كده
انتبهوا لوجود فاطيما التى شاهدتهم يتحدثون فى المطبخ لتذهب إليهم
ـ بتعملوا إيه هنا !!
علياء وهي تتجه للخارج لتضع الطعام على الطاوله :
ـ بحضر الأكل و الانسه ميرا عايزه تتعشي بره
أردفت ميرا باعتراض :
ـ فاطيما اقنعيها نتعشى بره زين و بابا جاهزين
أقتربت منها لتقرصها فى وجهها بمزاح :
ـ أنا تعبانه وبعدين أنا مش بتعشى أنا بس عملت الأكل علشانكم و علشان فريده
ميرا وهي مازالت على إصرارها :
ـ فريدة هتوافق وافقي خلينا نشوف لندن بالليل و جوها
فاطيما بهدوء فهي تريد أن تذهب للخارج للاستجمام قليلاً قبل أن تبدأ فى عملها :
ـ حبيبتي صدقيني الجو فى لندن مختلف بالليل ونروح اليخت
علياء بتعجب من إصرار ميرا على الخروج :
ـ انتي ليه محسسانى انك اول مره تنزلى إذا أن مكنتيش عايشه فيها عمرك كله
علياء وهي تنظر للطعام التي أعدته بحزن :
ـ طيب والأكل اللى اتعمل ده
لتجيبها ميرا بتنهيدة :
ـ يعني تعتقدى بنت مع اتنين رجاله هتخرج من غير قلق اه أنا عايشه فى لندن لكن الطابع العربي والعادات مسيطرة هنا
ضحكت علياء و فاطيما بقوة على حديثها لتجيبها علياء :
ـ ضحكتينى حقيقي بتستغلى بقي وجود اتنين ستات معاكي علشان تنطلقي
ميرا برفض وهي تشير لهم :
ـ إحنا ٤ مش ٣ فريدة معانا بعدين يلا بقي وإلا هيغيروا رأيهم
فاطيما من بين ضحكها :
ـ معلش أحسن مضطهدة معاهم كفاية عناد بقى فين فريدة
علياء بهدوء و ابتسامة لا تنكر أن وجود ميرا له تأثير كبير عليهم :
ـ فريدة فوق نايمه من وقت ما رجعنا
فى وقت سابق وصل نزار و أخبر والده عن خطته لقضاء الليلة ليوافقه الرأي فهو يريد أن يجعلهم يشعروا بالهدوء و أيضاً أن يزيل حدة توتر العلاقة بين نزار و علياء ليخبره أن يهيئ نفسه لحين ذهابه للبنات و إحضارهم
دق نزار الباب وفتحت له ميرا لتبتسم باستنكار :
ـ مساء الخير لسه مجهزتوش ليه
ميرا بهروب مما قد يحدث الآن :
ـ أنا هشوف فريدة بقى باي
فاطيما بهدوء وهي تقف أمام علياء :
ـ مش تقول بدري على الخروج .. بصراحه علياء رافضه تخرج بتقول تعبانه
كان الباب مفتوحاً ليدخل سليم ووجد فاطيما و علياء يرتدوا ملابس عادية :
ـ مساء الخير يعنى مش جاهزين انا تعبت من الانتظار
فاطيما بهدوء وهي تبتعد عن طاولة الطعام :
ـ بصراحه علياء جهزت أكل
علياء باعتذار حقيقي :
ـ معلش يا بابا أنا بس تعبانه شويه وكمان جهزت العشا وخلصت و حطيته مكنتش أعرف عن الخروج مره تانيه روحوا انتم
نزار وهو يتجه للطاوله ويشاهد الطعام :
ـ أكل مصري هنا معقول فين ده
علياء بتعجب وهي تشاهد نزار يأكل دون انتظار أحد :
ـ ماله ده هو أول مره يشوف أكل مصري
سليم وهو يشاهد الطعام ويبتسم بهدوء :
ـ ريحة الأكل تجنن بصراحه بقالى كتير ما أكلتش أكل مصري غير اليومين اللى سافرتهم و مالحقتش كمان
علياء بابتسامة متفهمه حديثه :
ـ أتفضل حضرتك كُل أتمنى الأكل يعجبك
سليم بسعادة وهو يتناول الطعام :
ـ بصراحه الأكل المصري نادر لما يتعمل هنا و ميرا بتعتمد على الأكل الجاهز
أجابته بمرح و ابتسامه :
ـ لدرجه دى غريبه لأ انا مش بحب إلا الاكل المصري بتاعنا و يتعمل في البيت اكل بره مش مضمون اوى وكمان بيتعب مع إننا برضو بناكل بره
ميرا باعتراض وهي تقف على الدرج بعد أن قامت بإحضار فريدة :
ـ إيه ده أنتم مش هتخرجوا لاااا
سليم وهو يشير لها كي تهبط وتتناول الطعام معهم :
ـ انزلي كلى طيب الأول أحسن الأكل هيخلص وبعدين نخرج
نظرت علياء لابنتها و أردفت بهدوء :
ـ فريدة حبيبتي تعالى يلا أكيد جعانه
أجابتها بهدوء وهي تهبط الدرج لتجد نزار يجلس على الطاولة لتهتف بصراخ :
ـ أوى أوى يا ماما .. إيه ده عمو زين هنا عمو زين عمو زين
فتح يده لها لتركض إليه وحملها لتجلس على قدمه :
ـ تعالي يا حبيبتي وحشتيني
علياء بتنهيده و غيظ :
ـ فريده تعالى هنا يا حبيبتى أقعدي على الكرسي بتاعك علشان تاكلي يلا
زين وهو يطعمها فى فمها :
ـ خليها معايا ياريت تخلصوا بسرعة علشان لو هتخرجوا
فريدة وهي تنظر ل علياء بعدم مبالاه :
ـ أه خليني مع عمو زين
علياء بسخرية و استنكار :
ـ مفيش فايده مستحيل تكون بنتى دي أكيد بدلوها
فاطيما وهي تشاهد نزار و فريدة :
ـ خلاص بقي فريدة بقت بنتنا
سليم و هو يقف ويتجه لغرفة الاستقبال :
ـ تسلم إيدك يا علياء الاكل يجنن حقيقي حلو أوي الأكل بعد كده من إيدك مش هناكل أكل جاهز تانى خلاص معدتى تعبتنى من أكل بره
ميرا بغيظ و استنكار :
ـ لا بقي أنا هخرج كده كتير
علياء بابتسامة وهي تنظر له :
ـ ألف هنا يا بابا ومن عيونى حاضر أعمل الأكل لحضرتك
نزار بتنهيدة وهو ينظر ل علياء :
ـ الأكل بجد لذيذ شكراً على تعبك
اقتربت منه لتأخذ فريدة كي يصعدوا و يبدلوا ملابسهم :
ـ العفو .. عن إذنكم هجهز و أنزل
نزار وهو يرتدي جاكيته :
ـ هنجهز العربيات شوفوا عاوزين تركبوا مع مين
فريدة وهي تمسك يده كي لا يتركها :
ـ أنا هركب معاك يا عمو زين أنا جاهزه اهو
ميرا وهي تذهب مع سليم :
ـ أنا هروح مع بابا مين معايا
سليم بهدوء وهو يشاهد ميرا تركض تجاه السيارة :
ـ طيب يلا بينا يا بنات نزار أنا هاخد ميرا وفاطيما وإنت استنى علياء وهاتها هي وفريدة هنستناكم في اليخت مش تتأخروا
تحدث نزار بقلق :
ـ هاه بس ممكن علياء ترفض يا بابا
تحدث بهدوء وهو يغادر :
ـ هترفض ليه لأ ماظنش وبعدين مش شايف المجانين مستعجلين ازاى مش قادرين يستنوا وانت عارف الستات بتاخد وقت على ماتجهز ف أول ما تجهز هاتها وتعالى مش مشكله يعنى وبعدين دي توصيله وبعدين خليك هادي هاه هادي يا حبيبي وعدي
أردف بهدوء وجدية :
ـ طيب هنيجي وراكم بسرعة
سليم وهو يغادر :
ـ هنستناكم يلا سلام
هبطت علياء وبحثت عن الجميع :
ـ فاطيما .. ميرا .. فريدة
فريدة بملل و استنكار :
ـ يلا يا ماما كل ده بتجهزي اتأخرنا
تحدث بهدوء و جدية :
ـ هما مشيوا و إحنا هنروح لهم هناك
اقتربت من فريدة ثم هتفت بحرج :
ـ معلش يا حبيبتى خلصت اهو .. هاه مشيوا خلاص مش مشكله اتفضل إنت واحنا نبقي نروح مره تانيه
وضعت يدها على صدرها وهتفت بحزن وهي تضرب قدمها فى الأرض :
ـ لأ يا ماما أنا عايزه اروح كل ده و تقولى مش هنروح
تحدث بهدوء عكس ما بداخله :
ـ انتى عارفه ميرا صممت يمشوا يلا علشان فريدة متزعلش
تراجعت علياء بعد أن رأت نظرة حزن فى عين فريدة :
ـ طيب
فريدة بسعادة وهي تقبل والدتها بعد أن وقفت على الكرسي :
ـ هيييييي يلا بينا أنا هقعد قدام على رجل ماما
علياء بحرج و غيظ :
ـ لأ اركبي انتى قدام وأنا ورا يا حبيبتي يلا
فريدة برفض وهي تقف أمام السيارة :
ـ لأ انا عايزه أقعد قدام على رجلك
علياء بتنهيدة و يأس من عناد ابنتها :
ـ تؤ يا فريده بقي أنا مش عارفه مالك اتغيرتى أوى و بقيتى تعاندي معايا وخلاص
ركبت باستسلام فى الكرسي الأمامي و كانت فريدة سعيدة للغاية من يشاهدهم معاً يظنهم أسرة مكتملة وصلوا لنهر التايمز ليجدوا اليخت بانتظارهم ركضت فريدة بسعادة وهي تشاهد أجواء جديدة عليها والإضاءة حولها فى كل مكان ساعدتها ميرا فى الصعود لم تستطع علياء أيضاً إخفاء إنبهارها بالمكان انتظر نزار حتى صعدت أولاً ليصعد خلفها .. بدأ اليخت يتحرك ببطء وميرا و فريدة يجلسون على سطح اليخت
اقترب نزار من فاطيما و أردف بهدوء :
ـ فاطيما ممكن نتكلم سوا شوية
ليتجهوا معاً للطرف الأخر :
ـ أكيد طبعاً في إيه يا حبيبي مالك
هتف بجدية ليري ردة فعلها :
ـ أنا قابلت كِنان النهارده
أجابت بقلق أن يكون علم شيء :
ـ هاه ك ك كِنان و قابلته ليه و قالك إيه !!
نظر لها كثيرا ليتأكد من إرهاقها :
ـ رفض يقول بس اتكلمنا سوا شوية ليه مصممه تخبي فاطيما أنا مليش غيرك ومش هقدر أخسرك
أجابت بدموع وهي تنظر للمياة حولها :
ـ مش عايزه أقلقك أنا كويسه أطمن وأنا كمان ماليش غيرك والله
اقترب منها ليمسح دموعها بقلق أن تكون شكوكه صحيحة :
ـ يبقي اتكلمي مش عاوز أكون قلقان عليكي انتى مكنتيش بتخبى حاجه قبل كده
أردفت بدموع وهي تنظر له :
ـ مفيش بس تعبت قبل كده ولما روحت كشفت لاقيت إني
لم تستطع إكمال حديثها ليردف بقلق :
ـ اتكلمي إيه الحكاية بلاش السكوت ده
جلست على أرضية اليخت وتحدثت بألم :
ـ عندى القلب نفس مرض ماما
وقف يستوعب حديثها عدة دقائق ليردف بغيظ :
ـ و بتزعلي لما أخد موقف منك صح أكيد مكنتيش هتحكى صح
نظرت له بتوسل فهي لا تريد أن يعلم أحد عن مرضها :
ـ اهدي ووطي صوتك أنا كنت هقولك بس اظن شوفت اللى حصل وبعد كده لما اتصالحنا محبتش انكد عليك وعليا بخبر زي ده إنما اكيد كنت هقولك اهو علشان لو مت الاقيك جنبى
جلس جوارها ليضمها بخوف حقيقي :
ـ اياك تقولي الكلمة دى تاني سامعة أنا معاكي مش هسمح أبداً إني أخسرك أنا عارف كنان كويس وهو دكتور متخصص فى أمراض القلب والجراحة هنتايع معاه ومفيش إهمال فى علاجك
نظرت فى عينه وتحدثت بوجع :
ـ حاضر بس بلاش تزعل علشان خاطري مش هقدر على زعلك إنت بالذات
ملس على رأسها وهتف بجدية :
ـ يبقي توعديني بلاش تخبي حاجه تاني إنتي عارفه إنتي بالنسبالي إيه كله إلا إنتي
أجابته بتأكيد و تنهيدة :
ـ حاضر أوعدك هو خلاص مفيش حاجه تانى عندى اطمن
ليحتضنها بقوه ويهتف :
ـ مش هتخبى حاجة تاني مهما كانت وأنا معاكي طول ما أنا عايش
أجابته بتأكيد و ثقة :
ـ اطمن مش هخبي خالص خالص كفاية زعل بقي
وقف ليساعدها كي تقف معه :
ـ ماشي يا حبيبتي يلا نروح لهم علشان محدش يشك فى حاجه
تحدثت بابتسامة فهي تشعر الآن براحة شديدة بعد أن أخبرته الحقيقة :
ـ هما لسه هيشكوا ما شكوا وخلصوا يلا بينا
ـ حد يقدر يكلمك و أنا معاكي
ابتسمت بحب له :
ـ لأ طبعاً أهدى ياعم يلا بينا
ـ جاهزة للشركة بكرة ولا قررتي إيه
ـ هاه بصراحه أه بس على طول علشان عايزه اتفرغ للدار و خايفه بابا يزعل مني
ـ متقلقيش أنا هتكلم معاه بس عاوز منك بقى تصاميم جديده لحفلة افتتاح مختلفه
وضعت يدها فى ذراعه و رأسها على كتفه لتهتف وهي مغمضة العينين :
ـ أول بدله لك ولبابا سليم وفساتين للمجنونه ميرا وعلياء وفريده اطمن بس ادعيلى بقي اخلص كل ده
ليقبل جبينها و يتنهد بهدوء :
ـ براحتك إحنا مش مهم أنا عاوز إسم حبيبتي يتعرف فى كل أوروبا مش لندن بس والدعاية أنا متكفل بها
ـ حبيبي ربنا يخليك ليا يارب وبعدين إنت بتقول إيه يا حبيبي أنتم اهم حاجه في حياتى عايزاكم تبقوا مختلفين واجمل واشيك من كل الموجودين
ـ أنا مش عاوز شيء من الدنيا دى غير سعادتك
ـ انت سعادتى يانزار وجودي معاك بيخلينى اسعد واحده في الكون
اقتربت ميرا منهم وهتفت بتذمر :
ـ مش كفاية بقي كلام لوحدكم تعالوا يلا اقعدوا معانا
فاطيما بابتسامة عليها :
ـ الغيوره جات طيب يا حبيبتي جايين اهو
أشارت لهم بمكر و مراوغة :
ـ بتخططوا لإيه سوا متفقناش على كده هقول ل بابا
نزار بغيظ منها وهو ينظر لها و للمياه :
ـ قلت طفله كبيرة مش مصدقين يلا يا حبيبتي من هنا
فاطيما وهي تضع يدها على فمها :
ـ بنخطط ازاى نخلص منك ونهرب
حضرت فريدة إليهم وتحدثت :
ـ عمو زين عمو زين
كانت تضرب قدمها فى الأرض بغيظ :
ـ حتى إنتي كمان أنا خلاص قررت اسيب البيت و أمشي
نزار وهو يحمل فريدة ويذهب تجاه والده :
ـ تعالي يا حبيبتي خلينا نروح مع جدو سليم و نسيب المجنونه دي
ـ ماشي تعالى يلا علشان انا زهقانه عايزه ألعب و ارقص
فاطيما بمزاح و سعادة :
ـ تلعبي وترقصي دي بقي تخصص المجنونه دي
انقضت هذه الليلة فى هدوء وسعادة للجميع لتكتشف علياء شخصية جديدة ل زين ...فى مصر كانت يارا متجهه للخارج لتجد أحدهم يعترض طريقها
لتهتف بغضب :
ـ إنت مين !! ومين سمحلك تقف فى طريقي
ليجيبها هذا الشخص ببرود شديد :
ــــــــــــــــــــــــــــيتبع
أنت تقرأ
قلوب ضائعة
Misterio / Suspensoمقدمة كنت و مازلت أؤمن بالحب رغم كل ما مررت به من ألم و معاناه لم أرغب فى شئ طوال حياتي سواك لكنك كنت أعمي القلب لست نادمه على شئ سوى قلبي الذى لم يعشق سواك .. أيقنت أنه علي المرور بتجارب كثيرة للحصول عليك لكن لا أستطيع نسيان ما مررت به معك لقد أصب...