الفصل الرابع و العشرون

41 1 0
                                    

الفصل الرابع والعشرون

"يؤسفني أنك سِلاح ذو حدَّين، نعم أشعر بالطمأنينة والراحة معك، لكن بالوقت ذاته روحي تحترق وقلبي يشتعل"

تفاجأ من وجوده في هذا الوقت وقف ليرحب به بشده وطلب من السكرتيرة إحضار القهوة لهم و عدم دخول أحد إليه
هتف بسعادة و هو يستقبله :
ـ مالك !! تعالى أتفضل مقولتش إنك جاي لندن
تحدث بابتسامة بعد أن ألقى عليه السلام :
ـ يعنى عندي شغل هنا خلصته و قولت اجي بالمره أسلم عليك وأشوف إيه الأخبار وخصوصاً الأخبار الجديدة
ـ ياترى إنت كمان معترض على القرار ده زيهم ولا لك رأي تاني .. أنا كويس أطمن وكنت محتاج أتكلم معاك ممكن تفهمني عنهم
أردف مالك بجدية لأنه يعلم مدى خطورة الوضع :
ـ بص يا نزار أنا كظابط مخابرات أه بعترض وبشده علشان إنت كده هتضيع نفسك وتتضيع مجهود وتعب سنين في غمضة عين وحقي أمنعك و أقنعك إنك تبعد بس كصديقك أحب أسمع منك الأول وأحكم علشان أشوف هل فعلاً الموضوع يستحق المغامره الجامده دي ولا لأ
تنهد بهدوء لأنه يعلم أنهم أرسلوا مالك للتحدث معه لأنهم يعلمون أن العلاقة بينهم ليست عمل فقط بل صداقة قوية تكونت منذ لقائهم في اليوم الأول ليجيبه بهدوء :
ـ تعبت من الحياة دى كفاية عايش في الضل و مش عارف إذا كنت هرجع نزار ولا هعيش زين لآخر عمري .. فجأة حسيت إني كبرت والعمر بيعدي عارف إني بضيع نفسي بس حبيت والحب مش محتاج استئذان قولي كنت هعيش معاها في مكان واحد إزاى وأنا بحبها و مش قادر أعترف بالحقيقة ده أنا حتى مش عارف هاتجوزها إزاى
كان يستمع له وهو يتابع نظرة عينه أثناء حديثه عنها :
ـ واضح إنك حبيتها أوى بس معلش في السؤال هي كمان بتحبك واثق فيها لدرجة إنك متأكد إنها هتتحمل أى حاجه نزار إنت حياتك في خطر وسهل يدخلولك عن طريقها فاهمني
أردف بحديث ذا مغزى :
ـ لو مش واثق فيها مكنتش هقف قصاد الكل و أغامر بحياتي و حياة أقرب الناس ليا .. بعدين أنتم كمان أكيد جمعتوا معلومات عنها وإلا كنتم رفضتوا الارتباط
دخلت السكرتيرة ووضعت القهوة لهم و غادرت في هدوء ليهتف مالك بتفهم :
ـ أيوه وده كان سبب رئيسي إني اجيلك ونقعد نتكلم علشان للأسف هي كمان مش خاليه من المشاكل دي جايه هربانه من حكم إعدامها اللي شفيق مستنى أقرب وقت علشان ينفذه علشان كده أنتم الاتنين خطر أوى على بعض
تحدث بتنهيدة عميقة :
ـ تعرف إن الخطر ده هو اللي جمعنا سوا كل واحد فينا ممكن يخسر حياته في لحظة بسبب أى غلطة بس الحب مش بايدينا يا مالك بعدين أنا مش فاهم ليه شفيق بره السجن لغاية دلوقت يعني كل المعلومات دى مش كفاية للقبض عليه
مالك بجدية لأنه يعلم أن الأمر لن يكون سهلاً :
ـ لازم يتمسك متلبس والا هيلبس كل ده لأي حد من رجالته ويطلع منها .. نزار خلى بالك كويس أوى من كل خطوه إنت وهي لإن فعلاً ممكن حد منكم أو كلكم تخسروا حياتكم في لحظه
تحدث بسخرية و استنكار بسبب إخفاقهم فى هذه القضية :
ـ كل السنين دى ومش عارفين تمسكوه متلبس طيب أنا و للأسف محكوم عليا أعيش بالطريقة دى هي ذنبها إيه تعيش هربانه من مجرم زيه .. تعرف لو قلتلك إني لو خايف من الموت هخاف عليها هي و فاطيما بس
هتف مالك بهدوء لأنه يعلم أن هذه القضية صعبة بسبب تعاون شفيق مع جهات خارجية :
ـ ذنبها إنها دخلت جحيمه برجلها بس أطمن قرب يقع خلاص المره دي الضربة هتيجي من جوه و متخافش أطمن هزود الحمايه هنا علشان اللي حصل آخر مره ده بس أهم شيء بلاش حركه كتير وخليها دايماً تحت عينيك نزار بلاش تهور هاه يعنى بلاش تسمح لها تتحرك بدون الحراسه تمام
أجابه بثقة و تأكيد :
ـ أطمن على الكل حراسة سواء معاهم أو بعيد عنهم مش هسمح إن اللي حصل يتكرر تاني و أتمنى بجد تقبض عليه هو واللي معاه
قرر أن يتحدث معه عن جسار ليعلم ما يخطط له بشأنه :
ـ أطمن قريب أوى صحيح سمعت إن جسار ابن عمك كان هنا من كام شهر وعمل مشكله
أجابه بغضب شديد و كره :
ـ بلاش تقول ابن عمى اللي شفته هنا مش ابن عمى ده واحد أناني مريض بس هيدفع تمن كل حاجة عملها
مالك بتحذير شديد حتى لا تزداد العداوة بينهم أكثر من هكذا :
ـ نزار مالكش دعوه بجسار نهائي إنت مش عارف حاجه وبعدين خلاص نهاية كل ده قربت أوى ونهايته هو كمان الأسلم خليك بعيد عنه
ليجيبه برفض و عناد هذه المرة لن يسمع لأحد :
ـ مش عارف إيه هاه بعد اللي عمله مع أختى تقولي أبعد عنه لا يا مالك آسف المرة دى مش هسمع لأى حد يوقفني
كان يريد إخباره بحقيقة الأمر لكن لن يستطيع ليتحدث بيأس :
ـ نزار إنت مش فاهم حاجه أصبر ومع الوقت تفهم مش إنت لوحدك اللي عندك أسرار ولا بتلعب دور في لعبه كبيره في غيرك عنده أسرار كتير وبيعرف يلعب وبعدين لو بجد حابب تفضل علاقتك مع علياء مستمره يبقي خليك بعيد عنه لغاية لما الحقيقة تظهر
أردف بتهكم شديد وهو يرى دفاع مالك عن جسار :
ـ نعم إيه معنى كلامك ده وليه بتدافع عنه أنا شايف إنكم واقفين معاه بعدين علاقتي ب علياء مش من حقه يتدخل فيها
أجابه مالك بجدية و غموض :
ـ مقدرش أبلغك بأي حاجة لانها معلومات سريه بس إنت وجسار ماينفعش يبقي في توتر بينكم وخلافات دلوقتى خالص والا هتخسروا كتير أوى واولهم علياء وفاطيما وفريدة وبعدين علاقة علياء بجسار قويه وعلاقتها بيك قويه بس علاقتكم ببعض ميته كده تبقي بتاذيها في النص بينكم لأن لا إنت هتسمحله يتدخل ولا هو هيسيبك تاخد منه كل حاجه
تحدث بسخرية و استنكار :
ـ أنا اللي خدت منه كل حاجه أنا يا مالك بعد كل اللي عمله بقيت أنا الغلطان صح وهو الملاك واضح إنه شغله كبير معاكم و علاقته بيكم أقوى بس النقطة دى أنا مش معاك فيها و الكل عارف قراري
يعلم جيداً أن نزار عنيد وحين يتعلق الأمر بشقيقته يصبح شخص آخر :
ـ أنا مش بقول كده ولا بقول هو ملاك ولا إنت غلطان أنا بس بوضحلك وجهة نظره لما يعرف إنك نزار مش زين يعنى مستحيل هتوافق إن أختك ترجعله أبداً لأ وهتتجوز أقرب حد له و تاخدها منه ده غير إنك هتشاركه في الورث تفتكر كل ده هو هيعديه بسهوله
ابتسم بسخرية لأن حديث مالك أثبت له أن جسار لا يفكر سوى فى الميراث و الثروة فقط :
ـ هو ده كل تفكيرة الورث و بس صح عاوز الفلوس ياخدها إيه رأيك أعمل معاه صفقة هو مش عاوز الفلوس ياخدها
تحدث بحده فى البداية ثم قرر اللعب على نقطة ضعف جديدة لدى نزار :
ـ نزار أنا ماليش علاقة لكل ده دي أمور عائليه اتناقشوا فيها بعدين المهم دلوقتي الأمور بينكم تكون هاديه خليه في حاله وإنت في حالك لغاية بس ما نخلص من شفيق وبعد كده ابقي اعملوا اللي أنتم عايزينه والا شفيق هيستغل عدواتكم ويدخل وسطكم و ياخد فريدة ويخلص على علياء وبعد كده هيخلص عليكم كلكم
أدرك نزار حديث مالك ليهتف بتحدى :
ـ مين قال هسمحله يقرب منهم هو أو غيره المرة دى مستحيل بعدين أنا مش خايف من شفيق ولا غيره
مالك بتنهيدة عميقة وهو يرتشف من فنجان القهوة :
ـ نزار بلاش تهور سامع بلاش جنان لو خايف عليهم وعلى نفسك
تحدث بهدوء شديد :
ـ أطمن المهم فيه جديد
علم أنه يريد تغيير مجرى الحديث ليجيبه بجدية :
ـ لأ لغاية دلوقتى الأمور هاديه أطمن
تحدث بهدوء :
ـ كويس أخبار عز إيه !!
مالك بابتسامة وهو يتحدث عنه :
ـ اهو تمام بس هيجنني عايز يطلع ظابط زي جده و كأن أبوه بواب عماره ده بيروح معاه الشغل
ضحك بقوة على حديثه و أردف بابتسامة :
ـ كويس علشان يساعدك لما يكبر هاته معاك المرة الجاية
أجابه بهدوء :
ـ أتمنى هبقي اجيبه لو حضرته رضي و أقتنع إن أبوه ظابط برضو
نزار بابتسامة شديدة :
ـ ليه هو مش شايفك ظابط ولا إيه !!
ـ لأ شايف جده بس ده مش بيقعد معايا قد ما بيقعد معاه
نزار بتفهم و جدية :
ـ إنت برضه مشغول طول الوقت المجال اللي إنت فيه حقيقي متعب
تنهد بتعب و أجابه باستسلام :
ـ عارف بس أعمل إيه يعنى غصب عني
تحدث بجدية و هدوء :
ـ عارف بس حاول توفر له شوية وقت
مالك بتأكيد لحديث نزار لا ينكر أنه مقصر فى حق زوجته و ابنه لكن هذا عمله :
ـ أكيد طبعا هحاول أعمل كده
نزار بتنهيدة و استفهام :
ـ مستنى أشوفك تاني ولا راجع النهارده
أجابه بجدية وهو يقف ليرحل :
ـ لأ للأسف راجع اشوفك على خير
رحل مالك وظل نزار يفكر في حديثه تنهد بضيق و قرر أن ينهى أعماله أولاً ثم يتحدث مع فاطيما بعد ذلك ليعلم سبب جفائها له في الفترة الأخيرة ...
تجلس وتتابع أعمالها لتجد فاطيما تطرق باب مكتبها رغم اعتراضها على الذهاب إليها في البداية لكن أصر سليم على ذهابها لأنه انتبه لتوتر علاقتها مع نزار و علياء أيضاً ورغم محاولاته معرفة السبب لكن رفضت الإفصاح عن سبب انزعاجها منهم ..
تفاجأت بوجودها فى البداية تنهدت بهدوء لتهتف بجدية :
ـ مساء الخير ده عقد الصفقة الجديدة بابا قال شوفيه قبل ما أمضى
أجابتها علياء وهى تأخذ الملف منها :
ـ تمام هشوفه وابقي ابعته ولا هتنتظريني لغاية لما أراجعه دلوقتي
لا تعلم سبب شعورها بالضيق هل تغار منها بسبب قربها من شقيقها أم منزعجة بسبب رؤيتهم معاً حقاً لا تعلم لتتحدث بهدوء :
ـ لو هياخد وقت هطلب من السكرتيرة تاخده لأن عندى ميعاد مع الدكتور
أردفت باهتمام شديد :
ـ يعنى مش كتير .. صحيح أخبار المتابعه إيه منتظمه على العلاج
أجابتها بإيجاز :
ـ كل شيء كويس
أردفت علياء باستفهام :
ـ أكيد !!
تنهدت بهدوء لتجيبها :
ـ أيوه
اقتربت منها و أردفت بجدية :
ـ فاطيما هو إحنا هنفضل كده كتير
ادعت عدم فهمها لحديثها :
ـ تقصدي إيه !!
تجمعت الدموع فى عينها وهى تتذكر حديثها :
ـ يعنى التعامل بينا
ـ عاوزه أتعامل معاكى إزاى بعد كلامك و اتهامك ليه اللى وجعني اتهامك ليا بالطريقة دى ياترى لو مكانى كنتى هتعملى إيه
تحدثت بعتاب فهم تجاوزوا في الحديث في تلك الليلة :
ـ و اتهاماتك ليا كانت إيه وبعدين هو إنتي بجد شايفه إني هأذيه كنتى حتى مهدي ليا الحوار مش تنكري خالص كده
تحدثت ودموعها تهبط على وجهها :
ـ مكنتش هقدر مش بايدى أمهد أو أقول أى حاجه عنه لأى حد متوقعه تكونى مع أخوكى في مكان واحد و يتعامل معاكى إنه غريب عنك .. إنتي لما كنتي في مصر كان أخوكى و و جسار جنبك و بيحموكي لكن أنا هناك كنت لوحدى مقدرتش أقوله وأنا هناك على أى حاجه من اللي اتعرضتلها علشان ما أخسرهوش إنتي لو طلبتي عمر في أى وقت هيكون جنبك و معاكي لكن أنا مش هقدر أطلب وجوده معايا حتى لو بموت متخيلة إن الكل بيتعامل مع ميرا على إنها أخته و أنا دخيلة عليهم
تحدثت بهدوء و تنهيدة :
ـ تعرفي أنا ليه وافقت أكمل معاه و أسامحه وانسي
نظرت لها بوجع شديد :
ـ ليه
تحدثت بجدية و تنهيدة عميقه :
ـ مش علشان بس حبيته ومش قادره أعيش من غيره لأ علشان بجد صعب عليا أوى حسيته تايهه ومحتاج اللي يساعده ويطمنه ويحتويه ويخرجه من الضلمه اللي عايش فيها دي شوفت نفسي في عيونه طوق نجاته مقدرتش اتخلى عنه واسيبه وامشي لاقيتنى بروحله جري استخبي فيه هو فاكر إني أمانه و إنه بيطمن معايا وإني سبب إنه يرجع حياته بس هو ميعرفش إنه هو اللي أماني هو الحياه أصلاً بالنسبالي قبله كنت ميته أول مره أحس إن الحياه جميله أوى و أشوفها من خلاله أنا بحبه أوى أوى ومش عايزه ابعد عنه لحظه
أردفت بهدوء و جدية :
ـ إنتي عارفه إنه حبك من زمان حتى من قبل ما يعترف لنفسه أنا رجعلي أخويا القديم من أول ما حبك وأتمنى يفضل كده و يرتاح بعد العذاب اللي شافه سنين طويلة نزار اتوجع كتير أقولك سر أنا خسرته يوم ما رجعتله الذاكرة عارفه يعني إيه واحد ممنوع يخرج من بيته أو يشوف حد هو كان كده لمدة سنة و أكتر
جلست و هتفت بحيرة :
ـ عاش حياه صعبه اوى واضح علشان كده كنت بشوف في عيونه حزن كبير اوى وضلمه ومتاهه بس بعد كده كنت بشوف نظره غريبه في عيونه ليا مكنتش بفهمها بس فهمتها بعدين
أجابتها بتعجب :
ـ نظرة إيه !!
لتستعيد بذاكرتها لقائه الأول معها و لقائتهم التالية و نظرته التي كانت تثير فضول غريب إليها :
ـ نظره جميلة أوى كأننا لوحدنا ومفيش حد معانا اللي هو بيسرح في عالم تانى خالص و نبرة صوته حنينه اوى تعرفي اللي هو بيهرب من كل حاجه في مكان معين اهو وهو معايا بيحسسني كده
تذكرت فاطيما حديث والدها عن علاقته بوالدتها لتتحدث بتأثر شديد :
ـ لأنه حبك بجد تعرفي لما عمتى كانت تحكيلي عن علاقة بابا و ماما أو بابا كان يحكيلي زمان كنت بشوف في نظرة حب حقيقي رغم إنها مش موجوده معانا بس كنت بحس بحبه أوى ليها علشان كده نزار زى بابا لما بيحب بجد
تنهدت بهدوء و أردفت بهدوء :
ـ كان جميل أوى أوى عمو مراد و بيحب مامتك أوى عمتو دايماً كانت تحكيلنا على قصة حبهم وحبها هى وعمو ياسر اتمنيت أعيش نفس قصة الحب واهو ربنا بعتلى نزار
أجابتها بثقة و تأكيد :
ـ أكيد هتعيشوا قصتهم وممكن قصتكم تكون أقوى منهم ده اللي بتمناه بجد
تحدثت بجدية و هى تنظر لها :
ـ أكيد محدش عارف بكره في إيه المهم صافي لبن
ابتسمت لها بهدوء :
ـ اطمنى مش زعلانه منك إنتي أختى
ضمتها بحب شديد :
ـ حبيبتي يا بطاطا .. هراجع الملف و ابعته مع السكرتيره
أجابتها برفض شديد :
ـ ماشي لو خرجت ياريت يفضل معاكي و اخده بكرة
رغم تعجبها من طلبها لكن وافقت :
ـ خلاص تمام وابقي طمنيني عليكى ماشي
تحدثت وهى تقف كي ترحل :
ـ أكيد أشوفك فى الفيلا بقى
غادرت و تركتها متجهه لرؤية الطبيب قررت علياء الذهاب لرؤية نزار فى مكتبه لكنها تفاجأت بوجود السكرتيرة تقف جواره و تضع يدها على يده لم تطرق الباب دلفت ونظرت لهم بغضب شديد
هتفت بغضب وهي تنظر لهم :
ـ تحبوا أجيب اتنين ليمون بالمرة
وقفت السكرتيرة خلفه ليضحك وهو يضع يده على وجهه :
ـ و بتضحك كمان لاااا ده أنا أجيب جاتوه و أجهز الشربات بقي انتى بتعملي إيه هنا .. إنتي أمشي اطلعي بره
فرت الفتاة من أمامها سريعاً ليقترب نزار منها :
ـ أهدى يا حبيبتي إحنا في الشركة
نظرت له بغيظ شديد :
ـ إيه في الشركه يعنى المفروض أعمل إيه اسيبكم واطلع ولا إيه بعدين هي بتعمل إيه أصلاً جنبك لأ وماسكه ايديك كمان
أمسك يدها و تحدث بهدوء وهو يشاهد غضبها محاولاً تهدئتها :
ـ إنتي مجنونة البنت هنا من سنين مش أول مره بعدين إنتي عارفه أنا بحب مين بلاش جنان
أجابته باستنكار واعتراض :
ـ وهي هنا من سنين و بتحبك بقي ولما حست إننا على علاقه قالت تاخد خطوه صح وأنا بقي المجنونه العاقلة صح و مسكت أيديك ليه بتقيس لك الضغط
وضع وجهها بين يديه و هتف بحب :
ـ بس أنا بحب مين هاه أهدى بقى
حاولت أن تبتعد عنه للتحدث بعتاب :
ـ لأ مش ههدي أنا ماشيه خالص سيبالك الجو مع السنيوره اللي بره دي حتى مش حلوه بس أذواق بقي عن إذنك يا دكتور
منعها من المغادرة ليهتف بجدية :
ـ استنى هنا بقى أهدى هنقلها من هنا
هتفت بدموع و غيرة واضحه :
ـ لأ مش عايزه استنى عايزه أمشي وخليها هتنقلها ليه امال مين يمسك ايديك تانى بعد كده هاه
نظر لها بحب شديد وهو يهتف بكلمات جعلتها تشعر أنها فى عالم الخيال :
ـ ‏أنا لا أستطيع أن اُخبرك اني أحببتك من المرة الأولى التي رأيتك فيها أم كانت من المرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، لكنني أتذكّر المرة الأولى التي مشيت فيها بجانبي ووقتها شعرت بطريقةّّ ما أن بقية العالم يختفي حينما أكون معك.
كانت تستمع لكلماته وهى هائمه في عالم آخر ليس به أحد سواهم :
ـ نزار إنت بجد بتحبنى
تنهد بهدوء ليتحدث وهو ينظر في عينيها :
ـ إنتي عندك شك في حبى ليكي بعد كل اللي عشناه ده
أجابته وهى تنظر له :
ـ لأ بس متخيلتش واحده غيري تقرب منك أنا حسيت بنار جوايا لما شوفت ايديها على إيدك
قبل جبينها و أردف بحب شديد :
ـ لو حواليا ١٠٠ بنت عيني مش بتشوف غيرك وبس
تحدثت بتوسل فهى تغار عليه بشده :
ـ طيب مشيها من هنا خالص
قرر أن ينهى الأمر :
ـ هنقلها قسم تاني بعيد عن هنا
أردفت بتحذير و عناد :
ـ ماشي لما نشوف بس لو شوفتها عندك هنا تانى متلومنيش على اللي هعمله فيها
جذبها بين يديه و قبل جبينها :
ـ طيب كفاية بقى وحشتيني أوى النهارده
تحدثت بابتسامة هادئة :
ـ إنت كمان وحشتني أوى من الصبح مشغوله معرفتش اجيلك خالص
لا يعلم ماذا فعلت له ؟
وجودها معه أصبح يشعل النيران داخل قلبه ليقبلها بعشق :
ـ هو مفيش طريقة نقنعهم بيها إننا نتجوز بسرعة
حاولت أن تبتعد لكن لا تستطيع فهى تذوب بين يديه :
ـ نزار بس بقي
وضع إصبعه على وجهها وهو يتابع توترها :
ـ إيه يا حبيبي
وضعت يدها على وجهه و أردفت بهدوء :
ـ نزار إحنا في الشركه أحسن حد يدخل
فى هذا الوقت كان سليم متجهاً لرؤية نزار وتعجب من عدم وجود السكرتيرة ظن أنه بالداخل فقط ولم يتوقع أن يكون معه أحد
هتف بحده بعد رؤيته لهم معاً :
ـ نزار هي .. إيه ده أنتم بتعملوا إيه يا مجانين أنتم
تحدثت علياء بحرج وهى تريد أن تبكى لتغادر سريعاً :
ـ هاه لأ ولا حاجه أنا أنا هروح أشوف ورايا شغل كتير عن اذنكم
هتف نزار باعتذار :
ـ بابا أنا أسف بس يعنى
أردف بعتاب شديد :
ـ بس إيه هاه حلو لو كان موظف ولا حد من الشركه دخل و شاف المنظر ده وبعدين ازاى أصلاً تقربلها بالشكل ده وهي لسه مش مراتك
جلس ليهتف بتعب :
ـ أنا بعتذر بس أرجوك ساعدني أنا خلاص
سليم بعدم فهم و هو يجلس مقابله :
ـ أساعدك في إيه مش فاهم ادارى عليكم يعنى

قلوب ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن