الفصل العاشر
ــــ اللقاء الأول ــــ
ها أنا قد أتيت وقد وطأت قدمي أرضك مرةً ثانية ولكنني آتية ومعي خيبة الأمل والخزي من قدري الذي أعطاني درساً قاسياً ولكن منحني تلك الملاك كي تؤنس وحدتي أنا سأحارب من أجلك فأنت من وهبت حياتي لأجلك يا طفلتي الجميلة ها نحن ننتظر ذاك القريب الذي لا نعلم نهايته …
تفاجئ عزت من وجود شفيق أمامه ولكن كان عليه التماسك من أجل أسرته ليطلب من سمية أن تأخذ فاطيما و تصعدا للأعلى بعد رؤية الخوف الذي تملكها
ليهتف شفيق بسخرية بعد رحيلهم :
ـ أهلا أهلا حمدالله على السلامه معقول كل ده أقعد استناكم
ليجيبه بغضب و كره شديد :
ـ إنت دخلت هنا ازاي وبتعمل إيه هنا
ليجلس ويضع قدم على قدم كى يستفزه :
ـ دخلت ازاى اطمن خبطت وبنتك فتحت لي بعمل أيه هنا عايز حفيدتي فينها و متقولش معرفش لانى متأكد انكم مخبينها
تحدث بهدوء و تهديد :
ـ حفيدتك مش هنا و اتفضل بره ولا اطلب البوليس
ظل يتأمل المكان بعض الوقت كي يثير توتره :
ـ مش هنا أممم ممكن اصدقك بس الى متاكد منه انك عارف هي فين
يعلم عزت جيداً نواياه وقرر أن لا يجعله ينجح فى استفزازه :
ـ أنا رأيي تسأل جسار أظن هو عارف مكانها
تحدث بجدية لأنه يعلم جيداً أنها كانت مع سمية والتقت بها قبل اختفائها :
ـ جسار معندوش علم بمكانهم انتم اخر ناس هي وحفيدتى كانوا عندهم انا مش فاهم انتم عايزين منهم ايه يهمك أمرهم في ايه
تحدث بجدية شديدة حتى ينهي هذا الأمر فهو لا يريد حدوث أى قلق إلا بعد سفر فاطيما كي لا يتعرضوا لها مره أخري :
ـ انت فتشت القصر و المزرعة و موصلتش لحاجه بعدين إنت عارف إن من يوم علياء ما اتجوزت ابنك وأنا قاطع علاقتي بها
ليهتف بمكر لانه يشعر أنه يخفي عنه شئ ما :
ـ طيب كانوا بيعملوا ايه عندك في المزرعه
تحدث بهدوء شديد :
ـ مشيت طلبت مساعدتي و مشيت لما رفضت أقبل وجودها وسطنا
هتف ساخرا لكنه يعلم أنه يخفي عنه شيئاً خاصاً بحفيدته :
ـ هه لأ رد مقنع برده وماله بس افتكر انك انت إلى بدأت تانى هاه
ليضرب عصاه بقوة فى الأرض :
ـ و مين قالك اني بخاف
هتف متحديا له :
ـ وماله يا عزت هنشوف
نظر له بسخرية و غموض :
ـ تعتقد انى خايف يعني
ليتحدث بتهديد حقيقي :
ـ تمام هنشوف إذا كنت فعلا قادر تحميهم ولا
عزت بتنهيده و غموض :
ـ اطمن وفكر فى الجاي
ليسخر منه وهو يقف ليغادر :
ـ الجاي ليا مش ليك
ابتسم له باستفزار و سخرية :
ـ هنشوف مين هيضحك فى الاخر
لينظر له بجدية و غيظ :
ـ هنشوف يا عزت هتشوف
بعد مغادرته هبطت سمية للأسفل برفقة فاطيما ليشير لهما بعدم التحدث ليشرد فيما حدث بعد أن كان الجميع يهابه و يخشى مواجهته أصبحوا يهاجموه ليغمض عينيه بتعب شديد
❈-❈-❈
وقفت علياء تشاهد ما يحدث بصدمة و ميرا أيضاً اقتربت من زين الذى لا يعلم ماذا حدث له بعد رؤيته ل فريدة وتمسكها به لهذه الدرجة حملها لتضع رأسها على كتفه
هتفت علياء بغيظ وهى تنظر لفريدة :
ـ فريدة فريدة عيب كده انزلي .. سورى بعتذر على اللى حصل انزلي يا حبيبتي
لتعتذر من زين بينما اعترضت فريدة بتذمر شديد :
ـ لأ يا ماما مش عايزه أنزل عايزه أفضل مع بابا
تنهدت بتعب وإرهاق بسبب تعبها من السفر :
ـ فريدة عيب ماينفعش كده
لينتبه لاسمها ويهتف وهو يمسد على رأسها :
ـ هاه فريدة فريدة .. هاه لا عادي مفيش اى إزعاج بالعكس خليها معايا .. اهدي يا حبيبتي مفيش حد هياخدك
ثم يكمل حديثه مع علياء وهو شارد في إسم فريدة ليفتح له الإسم ذكريات قديمة حاول نسيانها لكنه فشل سنوات مرت تلو الأخرى ولا يزال حين سماعه لهذا الاسم يذهب لطفولته الضائعة
لتهتف بغيظ من ابنتها و تعلقها بالأشخاص بسرعة شديدة :
ـ لأ شكرا إحنا ماشيين انزلي يا فريدة بقولك انزلى
حاولت أخذها منه لتتملص بين يديه وكادت أن تسقط على الأرض لتبكي بقوة :
ـ لأ ياماما لأ
تفاجئ زين من تعاملها بهذه الطريقة مع طفلة صغيرة ليهتف بحده :
ـ بلاش تزعقي لها هى طفلة مش عارفه حاجه
أجابته بتذمر وهى مازالت تحاول أخذ فريدة منه :
ـ شكرا على نصيحتك بنتى وأنا حره انزلي يا فريدة بقولك انزلي كده غلط ماينفعش تتعبي الاستاذ انزلي وانا هشيلك
تدخلت ميرا التي كانت تتابع ما يحدث بابتسامه :
ـ اهدي ده زين أخويا مش حد غريب
أجابتها بصدمه وخجل :
ـ هاه اخوكي
لتشير أولا على شقيقها وتقدمهم لبعضهم البعض :
ـ أيوه أعرفكم على بعض ده زين أخويا و دي علياء و البنت اللى معاك بنتها فريدة
هتفت بهدوء وهى تنظر للأرض بسبب ما حدث معهم و تعارفهم بهذه الطريقة :
ـ أهلا استاذ زين شكراً يا ميرا تعبتكم معايا
مازالت فريدة ترفض أن تترك زين لتجيب باعتراض :
ـ لأ يا ماما انا عايزه افضل هنا مع بابا
تحدثت بتعب من عناد طفلتها :
ـ فريدة
ليهتف بهدوء فهو حقاً بدأ يشعر بالغضب من علياء وتعاملها مع طفلتها :
ـ مفيش اي تعب اتفضلوا معايا على العربية علشان اوصلكم للفيلا
تحدثت ميرا بجدية :
ـ إيه الكلام ده بعدين أى شخص من طرف فاطيما نشيله فى عينينا
لتتحدث وهم يتجهون للخارج :
ـ ميرسي يا ميرا ده بس من ذوقك .. هنروح فيلا عمو مراد صح
لتجيبها وهي تفتح باب السيارة :
ـ ايوه اطمني هكون معاكي على فاطيما ما توصل علشان متبقيش لوحدك
ليهتف زين بهدوء وهو يضع فريدة فى الكرسي الامامي لتكون جواره :
ـ الأفضل تيجي معانا الفيلا علشان مش تكوني لوحدك بعدين فاطيما هتقعد معانا بعد وصولها
فريدة وهى تصفق بيدها :
ـ أيوه يا ماما خلينا نروح مع بابا
علياء بتذمر وهي تريد الآن أن تلقي ابنتها من شباك السيارة :
ـ فريدة اسكتى خالص شكرا يا أستاذ زين بس انا حابه ابقي فى فيلا عمو مراد مش عاوزه أكون عبئ على حد
ميرا بتنهيده :
ـ طيب ممكن تهدوا زين الفلل جنب بعضها أنا هقعد معاكي على فاطيما ما توصل وده طلب جدو عزت و عمتو سمية ولو احتاجتنا أى وقت هنكون هناك
لتهتف بتعب وارهاق شديد :
ـ سمعت ممكن نمشي بقي بدل ما فاتت ساعه بنتناقش تعبت وعايزه ارتاح لو سمحت
لتحاول أخذ فريدة كي تجلس على قدمها و لكنها تذمرت ليهتف بغيظ :
ـ اطمني اكيد مش هاذيها يعني خلينا نوصل فى هدوء
لترد ببرود و حده :
– لأ معلش بنتى معايا فريده تعالى يلا يا حبيبتى عندي
لتتمسك بزين بقوة كي لا يتركها :
ـ أنا مع بابا اهو
وضعت يدها على وجهها بإرهاق :
ـ فريدة في ايه مالك النهارده مش سامعه الكلام خالص كده ليه
تجمعت الدموع فى عينها لتهتف بحزن :
ـ ماما
– علياء بلاش خوف اطمني بعدين زين اخر واحد ممكن يفكر ياذي حد
تحدثت بخجل بسبب عناد ابنتها :
ـ معلش ياميرا سورى مش قصدي حاجه أنا بس يعني خلاص
ذهبت فريدة في النوم من شدة تعب السفر وظلت هكذا لفتره ثم استيقظت وبدأت تستمتع بالطريق فهذا العالم جديد عليها كلياً أما علياء فقد كانت تفكر هل تستطيع التأقلم في هذا المجتمع الغريب لتصل السيارة بعد ساعة و يهبطوا منها متجهين للفيلا بينما ظلت فريدة مع زين فى الخارج حتى يغلق السيارة أعجبت علياء بالفيلا فهي تبدو هادئة نعم يغلب عليها التراث الانجليزي لكن بداخلها دفئاً شديداً
هتفت ميرا وهي تقف خلف علياء بهدوء :
ـ إيه رأيك بقى في الفيلا أتمنى تعجبك
التفتت لها لتجيب بهدوء وقلق بسبب تأخر فريدة دقائق قليلة لكنها تشعر أنها ابتعدت عنها منذ عدة ساعات :
ـ هاه أه حلوه وذوقها هادي فين فريدة
أجابتها فريدة وهى تدلف مع زين بابتسامه :
ـ انا هنا اهو يا ماما
زين بهدوء وهو ينظر للفيلا بشوق كبير :
ـ مضطر اسيبكم علشان عندي اجتماعات مهمه فى الشركة و هروح اجيب فاطيما من المطار
ميرا وهي تتجه للمطبخ لتحضر لهم وجبة خفيفة :
ـ يلا يا علياء افطري و ارتاحي شوية
لتقترب من فريدة كي تأخذها من زين :
ـ لأ ماليش نفس هطلع ارتاح شويه يلا يا فريدة شكرا جدا على تعبكم معايا النهارده عن اذنكم
فريدة وهى ترفض الذهاب معها :
ـ ماما أنا هروح مع بابا
لا تريد الآن شيئًا سوى اختفاء زين من أمامها حتي لا ترتكب جريـ.ـمة حقاً :
ـ لأ يا فريدة لأ يا حبيبتي وقولت ده مش بابا خلينا نطلع نرتاح بقى يلا
ميرا وهى قادمة من المطبخ ومعها القهوة و كوب حليب ل فريدة :
ـ طيب أنا هرتاح انا كمان علشان تعبانه اوى و بعدين نجهز الغدا سوا
فريدة وهى تمسك يد زين بقوة كي لا يتركها :
ـ بس أنا مش عايزه ارتاح عايزه أروح مع بابا
ـ مش هينفع يا حبيبتي واسمعي الكلام بقي
أخذها زين ليجلس وهي جواره :
ـ حبيبتي ارتاحي دلوقتي و هنخرج سوا بكره قلتي ايه
– بس أنا عايزه اروح معاك
ليضع وجهها بين يده :
ـ علشان اجيبلك ألعاب كتير و عروسه جميلة زيك قلتي ايه
تحدثت بنبرة حزن شديدة :
ـ يعنى هتيجي تانى صح مش هتسيبنى لوحدي أنا هستناك ولو مش جيت هزعل منك اوى ومش هكلمك تانى خالص خالص
ليقبل جبينها و يجيبها بجدية :
ـ اطمني هرجع تاني بس اسمعي كلام ماما وبلاش تزعل منك علشان أحبك ونخرج سوا
لتقبله على وجهه رغم تعجبه و علياء أيضاً :
ـ حاضر يا بابا مش تتأخر عليا
ليرحل و يتركهم صعدوا بعد ذلك لغرفهم أرادت معاقبتها لتجدها قد ذهبت في النوم نامت سريعاً لتقرر التحدث معها بعد استيقاظها
في القاهرة مساءاً كانت فاطيما تودع جدها الذي أصر على الذهاب معها للمطار برفقة سمية وهناك أعين تراقبهم من بعيد و تتابع ما يحدث في صمت .. يجلس و يفكر فيما يحدث معه ليأتيه اتصال من رقم مجهول
ـ بدأ العد التنازلي الجاي مش سهل
أجابه وهو ينظر للسماء :
ـ خلاص مبقاش عندي اللي أخسره إيه المطلوب مني
ـ مش هينفع لازم نتقابل علشان أى غلطه هتكون الخسائر اكبر المره دى
هتف بسخرية شديدة :
ـ أتمنى نخلص فى أسرع وقت أنا مش هصبر على شفيق أكتر من كده شوفوا عاوزين مين يكمل معاكم
ليغلق معه ويلقي هاتفه بإهمال جواره

أنت تقرأ
قلوب ضائعة
Bí ẩn / Giật gânمقدمة كنت و مازلت أؤمن بالحب رغم كل ما مررت به من ألم و معاناه لم أرغب فى شئ طوال حياتي سواك لكنك كنت أعمي القلب لست نادمه على شئ سوى قلبي الذى لم يعشق سواك .. أيقنت أنه علي المرور بتجارب كثيرة للحصول عليك لكن لا أستطيع نسيان ما مررت به معك لقد أصب...