الفصل التاسع والعشرون

34 2 0
                                    

الفصل التاسع والعشرون

أما أنا الآن لا أملك إلا حُبّك، أحتمي به.. و أعيش عليه و أحارب به كل الشوائب التي تتسلل إلى حياتي، لا أملك إلا حنانك الذي أحبّه، و وجهك الذي أنسى به كل متاعبي، لا أملك إلاّك من بين كل الناس أجمع و وحدك أنت تكفيني ..

بدأت حالة عزت تستقر ليتم نقله لغرفة عادية وكان الجميع يتناوبون على التواجد معه لكن كان ل نزار رأي آخر فهو كان يذهب في الصباح و يعود في المساء ليعود للمنزل بعد أن بدأ يستعيد توازنه و ساعد مالك ' نزار ' في القضية لتتم الجلسات بسرية شديدة ليتم إثبات نسبه لأسرته مرة أخرى وقرر أن يعود للندن لإحضار علياء و فريدة فهو ينوي أن يقيم حفل زفاف حتى لو صغير فهو لن يتزوج سوى مرة واحدة وصل منتصف الليل ليجد الجميع نائمين .. كان متجهاً لغرفته ليراهم في الصباح فهو متعب من السفر لكنه انتبه لإضاءة خفيفة في غرفة علياء وضع حقيبته و اتجه لرؤيتها كانت مستيقظة وتجلس على الفراش تشعر باشتياق شديد له لكنها لا تستطيع إخباره لأنها تعلم مدى تعلقه بجده تنهدت بهدوء و أغمضت عينيها ظنت في البداية أنها تشم رائحة عطره لتحرك رأسها برفض لكن تفاجئت بعد رؤيته أمامها ظلت صامته تظن أنها بحلم و ستسيقظ منه الإ أنه اقترب منها ليبتسم بهدوء
جلس جوارها ليضع يده على وجهها :
ـ حبيبي وحشتني أوي طمنيني عليكي
ضمته بقوة وهي تريد أن تمنعه من الخروج أو الابتعاد عنها مجدداً :
ـ نزار أخيراً جيت إنت وحشتني أكتر
نظر في عينيها ليقبل جبينها ووجهها :
ـ أول مرة أكره السفر والبعد قوليلي إيه الأخبار !!
أجابته بصدق شديد وهي تنظر له بحب :
ـ دلوقتى بس كويسه علشان شوفتك طمني عليك إنت و على جدو و عمتو وكلهم هناك عاملين إيه !!
رفض إخبارها بما حدث بينه و بين عمر ليهتف بهدوء :
ـ كلهم كويسين و هنسافر لهم كلنا سوا
أردفت بتوتر و خوف وهي تبتعد عنه :
ـ هنسافر !! إزاى إنت عايزني أنزل مصر بعد ما صدقت إني هربت منها
ضمها إليه وتحدث بجدية :
ـ متخافيش كل شيء مترتب جدي محتاج يشوفكم
أجابته بتوتر و خوف :
ـ أنا مش خايفه علشان معاك بس خايفه عليك قولى عملت إيه هناك !!
وضع وجهها بين يده ليهتف بتنهيدة :
ـ اطمني كل حاجة تمت بهدوء خلاص رجعت اسمي و هنقدر نتجوز بشكل طبيعي دلوقتي
ابتسمت له و تحدثت بسعادة :
ـ بجد يعني كل شئ خلص خلاص أنا مبسوطه أوى أوى يا حبيبي مبروك
تذكر مواجهته مع عمر فهو لا يريد أن يضعها في موقف حرج مع أحد :
ـ مبقاش ناقص غير نكتب كتابنا علشان منبقاش بنعمل حاجة غلط
هتفت بصدق شديد وهي تنظر له فهي ليست بحاجة للمظاهر الخادعة لا تريد شيئاً سوى وجوده معها :
ـ إحنا معملناش حاجه غلط إنت جوزى حبيبى وأنا مراتك قدام ربنا وقدام الكل واللي في بطني ده نتيجة حبنا ومش فارق معايا أي حاجه غير إني أكون معاك وفي حضنك بس كده لا فارق اسمك ولا نسبك ولا أي حاجه إنت كل حاجه في حياتي إنت روحي يا نزار
أجابها بجدية شديدة وهو يمسك يدها :
ـ حبيبي إحنا عايشين وسط الناس ومش عاوز حد يوجه كلمة لأولادنا لما يكبروا عاوز أكون مطمن عليكم ممكن !!
رأت الصدق في عينيه لتقبل باطن يده :
ـ أنا بحبك أوى أوى ومن حظي إني جيت لندن و قابلتك أنا بشكر الظروف إنها كانت سبب تجمعنا سوا وحشتني أوى يا نزار
جلس لتجلس جواره ليقبل رأسها :
ـ وإنتي أغلي شخص في حياتي وبشكر فاطيما إنها عرفتني عليكي وبفكر أشكر جسار علشان كان سبب مباشر في وجودك هنا
هتفت بهدوء دون أن تنتبه لغيرته الشديدة بسبب حديثها عن جسار :
ـ تعرف جسار ده السبب الرئيسي للي إحنا وصلنا له أنا وانت لولا اللي عمله مكنتش جيت و قابلتك هو أنا بعزه من شويه
أجابها بغيظ شديد وهو يريد أن يذهب و يقـ.ـتل جسار حقاً :
ـ أها ما أنا عارف قد إيه بتعزيه
انتبهت لحديثه وعلمت أنه غاضب لتجيبه بصدق :
ـ علشان صاحبي و أخويا بس إنت بقى حاجة تانيه خالص إنت حياتى روحي مقدرش أعيش من غيرك لحظه
وقف بعيداً عنها وهتف باستنكار :
ـ كفاية كلام عنه طيب ولا هنقضي الليلة نتكلم عن إنجازاته
قررت أن تنهي الحديث كي لا يحدث توتر بينهما :
ـ وحشتني أوى أوى
ضمها بهدوء و أردف بجدية :
ـ إنتي كمان وحشتيني ممكن بقي بلاش كلام عن أي حد خلينا مع بعض لغاية الصبح
تمسكت به بقوة وكأنها إن ابتعدت عنه سيتركها ويصبح حلم كأحلامها السابقة :
ـ ياريت أنا بجد مفتقداك أوى أوى ووحشنى حضنك
رفع وجهها بين يديه و أردف بعشق :
ـ عندما أحببتك، أدركت أن قلبي يمكنه أن
ينبض بعيداً عن جسدي و ينبض في جسدك
أغمضت عينيها لتجد نفسها جواره على الفراش لم يتحدثا بل كانت لغة العشق هي المتحدثة بينهم 
استيقظ في الصباح ليجدها مازالت نائمة ليقرر التحدث مع فاطيما من أجل عودتها معه لمصر لتكون معه في اليوم الذي انتظره كثيراً
كانت تجلس في الحديقة تشرب القهوة قبل ذهابها للشركة فمنذ سفرهم وهي المسؤولة عن كل شيء أخذ الفنجان من أمامها ولم تنتبه له
ليتحدث بهمس في أذنها :
ـ وحشتيني يا بطاطا طمنيني عليكي
وقفت لتضمه بقوة :
ـ نزار إنت كمان وحشتني أوى جيت امتى
هتف وهو يقبل جبينها :
ـ وصلت بالليل متأخر المهم قوليلي إيه الأخبار
تحدثت بهدوء و استفهام :
ـ كويسه يا حبيبي اطمن و إنت إيه الأخبار وأخبار جدو إيه !!
أجابها بجدية وهما يجلسان :
ـ جدو كويس بس عاوز يشوفك
تحدثت بوجع وحزن شديد :
ـ مش هقدر أنزل مصر قوله يسامحني مش هقدر أرجع هناك تانى
أردف بهدوء وهو يمسح دموعها :
ـ حتى لو أنا اللي طلبت منك تكوني معايا يوم كتب كتابي أنا و علياء
نظرت للسماء و تحدثت بحزن و دموع وهي تلعنه بسبب ما فعله معها لقد منعها من التواجد مع شقيقها في اليوم الذي ظنت أنه لن يأتي أبداً :
ـ سامحنى مش هقدر كان نفسي أكون معاك يا حبيبي بس مش هقدر رجوعي هناك و مقابلتي له هترجعني لنقطة الصفر من تانى لسه مش جاهزه أواجهه بجد
تنهد بحزن وهو يراها في هذه الحالة :
ـ لسه بتشتاقي له بعد كل اللي عمله
نظرت له بانكسار :
ـ مش اشتياق صدقني ده كره كبير أوى صدمه مش قادره أخرج منها وجع بيكبر كل ما أشوفه أو افتكره إحساس وحش أوى يا نزار أوى
ضمها بهدوء ليملس على شعرها لأنه لن يستطيع مسامحة جسار من أجل ما فعله معها :
ـ سامحيني يا حبيبتي إني كنت بعيد عنك وقتها و سمحتلهم يدخلوكي في لعبتهم دي
تنهدت بحزن و أجابته بهدوء :
ـ محدش بيتعلم ببلاش لازم نتوجع علشان نفوق
ـ يبقي سيبيني أواجهه و أرجع حقك و يدفع التمن
أومأت باعتراض فهي لن تقبل أن تخسر أخاها مرة أخرى :
ـ لأ علشان خاطري بلاش خلاص سيبه لحاله كفايه وجودك معايا
غير مجرى الحديث حتى لا يكره جسار أكثر من ذلك :
ـ طيب أهدى كده بقي هطلب منك تصميم فستان الفرح و البدله كتعويض بسيط
ابتسمت له بسعادة :
ـ بس كده من عيوني يا حبيبي هو أنا عندي أعز منك
أردفت باستفهام :
ـ هتسافروا امتى علشان اجهز الفستان و البدلة
هتف بتنهيدة :
ـ يعنى بعد أسبوع
أردفت بحديث ذا مغزى :
ـ تمام هتقعدوا هناك كتير ولا إيه !!
أجابها بهدوء وهو يرتشف من فنجان القهوة :
ـ يعنى كتب الكتاب والفرح وبعد كده هنسافر شهر العسل بس مش تعرفيها
تحدثت بسعادة كبيرة من أجله :
ـ أكيد يا حبيبي أطمن أنا فرحانه علشانك أوي
ظلا يتحدثا معاً إلى أن هبطت الفتيات من غرفهم و وجدوه يجلس معها قرر أن يساعد شقيقته هذا الأسبوع كي لا يتراكم عليها أعمالاً كثيرة في غيابه و قضوا اليوم في سعادة و مرح
❈-❈-❈
كان عزت يجلس في غرفته فمنذ تعبه الأخير لا يستطيع السير على قدميه ليحضروا له كرسي متحرك وكان نزار متواجداً معه طوال الوقت لكن منذ سفره وهو يقضي أغلب الوقت في غرفته
طرق سليم الباب و دلف ليجلس مقابله :
ـ أخبارك إيه النهارده يا عمي
أجابه بهدوء وهو ينظر له :
ـ أنا كويس أطمن أخبار الشركة إيه و الأولاد !!
تحدث بجدية :
ـ كويسين أطمن المهم حضرتك تقوم بألف سلامة
تحدث برجاء و تنهيدة لقد اعترف مؤخراً أن الخاسر الوحيد فيما حدث هي حفيدته قبل أي أحد آخر :
ـ سليم عاوز أوصيك على فاطيما عارف إنك معاهم بس هي مش بتتكلم عمرها ما رفضت طلب ليا حتى لو كان ضد رغبتها أنا ظلمتها كتير عاملها زي ميرا
هتف بتأكيد طالما اعتبر فاطيما ابنته خاصة منذ أن قام والدها بتوصيته عليها قبل وفاته :
ـ اطمن فاطيما ونزار عندي زي ميرا بالظبط
تنهد بعمق ليجيبه بهدوء :
ـ واثق إنك هتحميها من جسار تعرف رغم إني عاوز أشوفها لكن مش عايزها ترجع هنا تاني أبداً
أجابه بثقة و تأكيد :
ـ اطمن فاطيما في عنيا و جسار مش هيقدر يقرب لها ابدا طول ما انا موجود
ليشعر أنه يريد التحدث معه في أمر هام :
ـ متأكد من كده واضح فيه حاجة مهمه عندك
تحدث بقلق شديد :
ـ يعنى نزار سافر يجيب علياء و فريدة وميرا وبصراحه قلقان من مواجهتهم مع عمر
ليجيبه بجدية :
ـ أنا كمان قلقان بس وجودنا معاهم هيخفف الوضع علشان كده كتب الكتاب هيكون تاني يوم من رجوعهم و الفرح آخر الأسبوع
يعلم سليم جيداً أن عزت يدرس كل شيء قبل أن يفعله :
ـ يكون أفضل اهو نقلل من حدة المواجهه بينهم
أردف بهدوء و تفكير :
ـ عمر هيعاتبها مش أكتر
سليم بتوتر و حذر :
ـ اتمنى يكون عتاب وينتهي الأمر بالتراضي مش عايز خساره
عزت بجدية و غموض :
ـ متقلقش هو هيخاف يخسرها تعرف إن علاقتها ب جسار كانت سبب توتر علاقتهم ببعض
أجابه بتأكيد و هدوء :
ـ لاحظت كده فعلا من وقت ما جسار اختفي علاقتها بعمر أصبحت قويه
عزت بنظرة للمستقبل :
ـ علشان كده مش هيغلط نفس الغلط و يسلمها له مرة تانية
تحدث بهدوء و حذر فهو يأبى حدوث مواجهه بينهم ويعلم أن هذا الأمر سيحدث :
ـ اتمنى علشان نزار مش بيتحمل سيرته بس
عزت بتنهيدة و هدوء :
ـ الفترة الجاية مش سهلة خاصة لو علياء صممت يحضر
سليم بقلق شديد :
ـ للأسف واثق إنها هتطلب منه يحضر وربنا يستر من اليوم ده
أجابه عزت بقلق :
ـ متقلقش هرتب كل شيء المهم ميكشفش حقيقة نزار
هتف بهدوء شديد :
ـ هحاول بقدر الإمكان ما يلاحظش ده دلوقتي
عزت بغموض :
ـ نخلص من شفيق وكل حاجة هترجع لأصلها حتى الشركة
يعلم أن عزت في يده مستند يستطيع من خلاله إعادة الشركة :
ـ أكيد يا عمي أكيد
عزت بمكر و مراوغة :
ـ مش عاوز تستقر هنا بقى
قرر أن يتحدث معه في الأمر فهذا سبب مجيئه إليه في هذا الوقت :
ـ بصراحه أتمنى ودى حاجه كنت عايز افاتح حضرتك فيها بس الوقت والظروف مبتسمحش
ابتسم بهدوء بعد أن شعر أنه وصل لهدفه :
ـ أتكلم على طول إيه الحكاية
تحدث بحرج شديد :
ـ كنت يعني عاوز أطلب ايد سمية من حضرتك
هتف بارتياح كبير :
ـ ياه أخيراً أنا قلت صرفت نظر من زمان
أخبره بجدية طالما تحدث معها في هذا الأمر كثيراً لكنها كانت متردده من أجل أبناء أخويها :
ـ بالعكس أنا بتمنى من زمان بس هى اللي كانت رافضه علشان ولاد اخواتها بس أظن جيه الوقت
تحدث بجدية لأنه يعلم ابنته جيداً :
ـ غلطان بس مفيش مشكلة كل شيء له وقته
سليم باستفهام وقلق رغم ارتياحه لحديث عزت :
ـ طيب و إيه رأي حضرتك !!
هتف بابتسامة عريضة :
ـ مش هلاقي شخص مناسب ل سمية أكتر منك أكيد موافق بس رأيها مهم
ابتسم له بسعادة :
ـ أكيد طبعا تحب حضرتك تبلغها ولا أبلغها أنا
هتف بحديث ذا مغزى :
ـ إنت لسه مقولتش لها صح
أجابه بجدية :
ـ لأ لسه طبعا قلت أبلغ حضرتك الأول
تنهد بهدوء فهو يريد أن يعلم رأيها دون الضغط عليها من أحد :
ـ استني هتكلم معاها الأول
تفهم سليم موقف عزت :
ـ تمام يا عمي
هتف باستفهام :
ـ هي فين دلوقتي !!
أجابه بهدوء شديد :
ـ قاعده في الجنينة
تحدث بتنهيدة عميقة :
ـ طيب قولها تيجي أتكلم معاها
وقف سليم كي يتجه للخارج :
ـ حاضر عن إذنك
غادر سليم ليخبر سمية أن والدها ينتظرها في غرفته رغم توترها من نظرته لها لكن اتجهت لرؤيته كان عزت يفكر في القادم لقد مرت السنوات على ابنته وهي تضحي بسعادتها من أجل الجميع
وجدته يجلس لتقترب منه :
ـ أيوه يا بابا أتفضل
نظر لها بابتسامة هادئة :
ـ تعالي يا حبيبتي عاوز أتكلم معاكي
تعجبت من نظرته لتجلس جواره على الفراش :
ـ خير يا حبيبي في حاجه ولا إيه !!
وضع يده على يدها وتحدث بتنهيدة :
ـ دايماً كنتي بتختاري الكل قبل نفسك حتي عيشتي حياتك علشان ولاد أخواتك و نسيتي نفسك بس جيه الوقت علشان ترتاحي
لم تفهم معني حديثه لتهتف بهدوء :
ـ حبيبي أنا ماليش غيركم ومش عايزه غيركم و مرتاحه كده أطمن
نظر لها بحزن ليتحدث بجدية :
ـ بس أنا مش مطمن عاوز أسيبك و أنا مرتاح كفاية ذنب شايله معايا
تعلم أنه يقصد فاطيما بحديثه الأخير لتقبل يده :
ـ متقولش كده أرجوك أنا ماليش غيرك
هتف بجدية وهو ينظر لها :
ـ سليم طلب يتجوزك قلتي إيه !!
أجابته بتعجب و حذر :
ـ هاه سليم
لاحظ لمعة في عينيها :
ـ أيوه سليم أرد عليه بايه
تحدثت بتوتر وكأنها فتاة فى سن المراهقة :
ـ ا ا ا اللي حضرتك تشوفه يا بابا
قرر أن لا يضعها في موقف حرج فهو لن يعيد تجربته السابقة :
ـ رأيك أهم من رأيي في الموضوع ده دي حياتك
وقفت وهتفت بخجل :
ـ هاه اللي تشوفه يا بابا بقي
تحدث بابتسامة هادئة :
ـ خلاص يا حبيبتي يبقي كتب كتابكم مع كتب كتاب نزار
عادت لغرفتها وقامت بالاتصال ب فاطيما التي أجابتها بعد أن رأت اسم المتصل
تحدثت بابتسامة هادئة :
ـ وحشتني أوى يا عمتو
أجابتها بهدوء :
ـ إنتي كمان وحشتيني حبيت أعرفك أول واحدة الخبر ده
أردفت بتعجب :
ـ خبر إيه يا عمتو !!
تنهدت بعمق و أغمضت عينيها بسعادة :
ـ سليم طلب ايدي من جدك النهارده
أردفت بسعادة من أجلها :
ـ ده أحلى خبر أسمعه النهارده يبقي فستان كتب الكتاب هيوصل مع نزار
ظلتا تتحدثان معاً لفترة من الوقت
رفضت سمية النزول في الليل مرت الليلة وفي الصباح كانت تجلس في الحديقة ليقترب سليم منها ويجلس أمامها
هتف بهدوء :
ـ بتهربي مني ليه من وقت ما عرفتي طلبي
تحدثت بحرج و خجل :
ـ هاه مفيش بس بس
وقف وهتف بمكر :
ـ لو رافضة طلبي أكيد مش هضايق
أمسكت يده قبل أن يرحل و أجابته وهي تريد أن تبكي :
ـ سليم أنا مش رافضة طلبك بس صعب دلوقتي حالة بابا مش هقدر أسافر لندن معاك وطبعاً مش هنعيش كل واحد في مكان
هتف بهدوء وهو يقف أمامها :
ـ ومين قال إننا هنسافر أنا هستقر هنا وشركة لندن هتابع معاهم و هبقي أسافر من وقت للتاني
تحدثت بتعجب وهي تنظر له :
ـ يعني مش هترجع لندن وتستقر هناك زى الأول
أمسك يديها وتحدث بصدق شديد :
ـ و اسيبك بعد ما صدقت إننا أخيراً هنبقي سوا اطمني يا حبيبتي
هتفت بقلق فهي لا تريد أن يحدث توتر في علاقته ب ابنته :
ـ طيب ميرا هتوافق إنت عارف هي مرتبطة بيك قد إيه مش عاوزه أكون سبب في توتر بينكم
تفهم قلقها ليجيبها بهدوء و تفهم :
ـ اطمنى ميرا طيبه و بتحبك واثق إنها هتفرح أول ما تعرف إني أخدت خطوة
تحدثت بخجل وهي تنظر له :
ـ تمام موافقة
وضع وجهها بين يده وهتف بسعادة :
ـ أخيراً سمعتها تعبتيني
قررت المغادرة و تحدثت بتوتر :
ـ هاه المهم سمعتها أنا راحه أطمن على بابا
ذهبت مسرعة من أمامه متجهه لرؤية والدها مرت الأيام سريعاً ليعود نزار برفقة علياء و فريدة وميرا أيضاً رحبوا بهم جميعاً ولكن لاحظت معاملة جافة من عمر لها و انتبهت لتوتر العلاقة بينه و بين نزار كان يجلس في الحديقة وهو يحمل الصغير لتذهب إليه لمعرفة السبب وراء جفاءه لها
تحدثت بهدوء وهي تجلس أمامه :
ـ عمر
هتف بغضب مصطنع :
ـ نعم يا علياء
هتفت بتعجب و حذر :
ـ مالك في إيه من وقت ما رجعت وأنا ملاحظه حدة التعامل بينك وبين نزار ومش بتتكلم معايا خالص هو في حاجه ولا إيه !!
كان يظن أن نزار أخبرها بما حدث بينهما :
ـ عاوزه تقولي إنه معرفكيش اللي حصل بينا المرة اللي فاتت و مش شايفة إنك غلطتي لتاني مرة في حقك و حقي
تحدثت بعدم فهم و تعجب من نظرته لها :
ـ مين اللي معرفنيش هو حصل حاجه بينك وبين نزار ولا إيه وبعدين أنا مغلطتش ده جوزي وأنا مراته وإنت عارف كده وكلهم عارفين والأهم إني مراته قدام ربنا
ترك الصغير ليسير بخطوات بطيئة متجهاً لوالدته التي قررت أن تأخذه كي تطعمه :
ـ ياترى مفكرتيش في شكلك قدام الناس لما يعرفوا إنك حامل بعقد جواز عرفي هاه دايماً مش بتفكري في عواقب تصرفاتك
هتفت بصدمة من حديثه معها :
ـ انا مايهمنيش الناس إنت ليه بتتكلم بلغة الناس أنا أختك يعنى المفروض تهمك سعادتي أنا كل اللي يهمنى أهلى وبس ونزار جوزي بعد كده مفيش حد يهمنى ولا يفرق معايا هو إنت مش مبسوط لسعادتى مع نزار
أردف بسخرية و استنكار :
ـ واضح العيشة في لندن نسيتك الصح و الغلط و نسيتي كمان دراستك سعادتك إنتي شايفة إنك كده هتعيشي سعيدة وإنتي بتحطي نفسك في موضع شبهات فكرتي في شفيق لأ طبعاً أنا فعلاً دورى انتهي في حياتك من زمان
كانت سمية تتابعهم من نافذة غرفة المكتب و أرادت الذهاب لهم لكن رفض سليم لتجيبه علياء بدموع و حزن :
ـ إنت ليه مصمم تشوف اللي حصل على إنه غلط هو جوزي ولا لأ وإنت وافقت عليه وعارف وكلكم عارفين فين الغلط في كده الورقه هي اللي هتفرق معاك أنه اللي حصل غلط أو صح بناءاً على ورقه طيب اهو استرد نسبه و هنكتب الكتاب كده هتبقي شايف إنه صح وبعدين شفيق مايهمنيش في حاجه نزار يقدر يحمينى منه وإنت اللي مصمم تبعد زي ما بعدت زمان و ما وقفتش جنبي واضح إني غلطت لما نسيت موقفك معايا زمان و اترميت في حضنك
تحدث بيأس بعد اكتشافه أنها لا تفهم خوفه عليها :
ـ ده رأيك فيا بس متنسيش من اللي بعد زمان للأسف كل مرة بتبعدي و بكون أنا الغلطان هو خوفي عليكي غلط لما أخاف عليكي من أى حد يتكلم في حقك غلط قلت أختي رجعت بس للأسف بعدت أكتر
تنهدت بحزن لتهتف بعتاب شديد :
ـ أنا ما بعدتش زمان أنا كان من حقي اختار و أعيش حياتي أنا كنت اتدخلت لما حبيت سلمي ليه سيبتني لما اتجوزت محمد ليه سيبت شفيق يبيع ويشتري فيا و يعذبني وإنت مش هاين عليك تدخل الوحيد اللي وقف جنبي هو جسار بس لما سابني اترميت في حضنك عارفه إنك خايف عليا بس الخوف بيموت أنا حبيته شوفت نفسي معاه حسيت إحساس مختلف معاه بشوف الدنيا كلها من خلاله جايز جوازي من محمد مش حب كان عناد بس نزار لأ مختلف بحبه عارف يعني إيه بحبه
أردف بتحدي وهي تلقي باللوم عليه أنه تركها تعيش سجينه لدى شفيق :
ـ مين قال محاولتش أعرف مكانك وإنتي مع شفيق عرفتي إني عملت حادثة زمان و كنت هموت علشان وقفت له عرفتي إنه السبب إن بابا يموت لما الشركة فلست بسببه بعدين أنا ما اعترضتش على حبك وإنتي عارفه أنا أقصد إيه كويس !!
هتفت بكره حقيقي فهي مازالت تتذكر يوم أخبرها شفيق بوفاة والدها و منعها من الحضور لوداعه الأخير :
ـ انا بكرهه بكرهه أوى ونفسي انتقم منه واخد حقي بابا لو كان عايش مكنتش وصلت لكل ده أبداً وبالنسبه للي قصدك عليه كان غصب عننا ضعفنا قصاد بعض ودي حاجه طبيعيه إنت حبيت وعارف الحب بيخليك إزاى قصاد حبيبك
تنهد بهدوء شديد لأنه شاهد نفس النظرة التي شاهدها في عين نزار :
ـ وأنا لو واخد موقف منك دلوقتي علشان خايف عليكي علشان عاوز يكون ليكي كبير يقف ل نزار أو أي حد يحاول ياذيكي
وقفت أمامه و تحدثت بوجع شديد :
ـ عارفه بس غصب عني متزعلش منى أنا بجد ماليش غيرك
قبل رأسها و تحدث بهدوء :
ـ عاوزك تكوني غالية في عيون الكل مش عاوز حد يبص ليكي نظرة غلط أنا معنديش أخوات غيرك
أجابته بدموع و دفاع عن نزار :
ـ أنا أسفه بس بجد نزار بيحبنى وعمره ما شافني بنظره كده أو كده
هتف بمكر وهو يضمها بحب :
ـ عارف إنه بيحبك وإلا صدقيني كنت خدت موقف مختلف منه بعد ما عرفت
تمسكت به بقوة وتحدثت بتنهيدة :
ـ طيب هتفضل زعلان كده كتير
أبعدها عنه و همس بهدوء :
ـ أها عمري ما زعلت منك كل ده خوف عليكي صدقيني
ابتسمت له لتضمه بقوة :
ـ أنا بحبك أوى أوى يا عمر بلاش تبعد عنى تانى
أردف بهدوء وهو يبتسم لزوجته التي كانت تراقبهم من بعيد :
ـ مش هبعد عنك تاني اطمني ومش هسمحلك تبعدي تاني
تحدثت بجدية :
ـ حبيبي طيب ممكن تخف على نزار شويه ده عاش حياه صعبه أوى ومحتاج كلنا نكون معاه
أجابها بصدق بعد أن أخبرته سمية بكل شيء عنه سابقاً :
ـ أقولك حاجة بيني وبينك من أول يوم شفته وأنا حسيت إنه عاش حياة صعبة متقلقيش بعدين علشان يعرف إن أخوكى موجود معاكي
في هذا الوقت كان نزار يجلس مع جده في غرفته فمنذ قدومه وهو يتجنب الجميع ولا يتحدث مع أحد كالسابق اتجهت لهم سمية لتخبرهم أن علياء تحدثت مع عمر وأصبح كل شيء جاهز ليخبرها أن تخبرهم أن موعد كتب الكتاب سيكون في الغد انتبهوا لشرود نزار و كأنه شخصاً آخر منذ وصوله اعتقدوا أن هذا بسبب عدم وجود فاطيما معه .. أتى اليوم وكان كل شيء يسير بشكل جيد وصل المأذون وقررت علياء التحدث معه بعد إنهاء الإجراءات لكن كانت صدمتهم جميعاً بعد رؤيتهم ل جسار كانت نظرتهم مصوبه ل علياء التي نظرت لهم و أومأت باعتراض شديد ابتسم نزار بسخرية و كأنها تزيد الألم الذي بداخله
تحدث عزت بحده :
ـ نعم يا جسار إيه سبب وجودك هنا !!
نظر ل علياء بغموض :
ـ عرفت النهارده إن علياء هتتجوز حبيت أكون معاها ومش من حق حد منكم يمنعني
نظر نزار لها بخيبة أمل وهتف بتحدي :
ـ بس أنا من حقي أمنعك
تدخلت سمية متحدثه بتوتر :
ـ نزار أنا اللي طلبت حضور جسار علياء محتاجه له في يوم زي ده وأنا كمان
تفاجأ الجميع من حديثها ليتركهم نزار ويتجه للخارج فهو لا يستطيع التواجد معه في مكان واحد أكثر من ذلك
تحدث عزت بصدمة :
ـ ليه كده هو اختار حياته ليه مصممه ترجعيه حياتنا
اقتربت من والدها ونظرت له بحزن :
ـ بابا أنا
قاطعها بغضب شديد :
ـ بس !! مش عاوز كلام كفاية
اتجه سليم للخارج لرؤية نزار والتحدث معه وجده يجلس في الحديقة
ـ نزار هو مش هيقعد كتير هننهي كل حاجة بسرعة و يمشي
هتف بغموض و تنهيدة :
ـ أنا ماليش مكان هنا دلوقتي اتاكدت من كده
سليم بحذر و تردد :
ـ إيه كلامك ده إنت عارف هما بيحبوك قد إيه !!
ابتسم بسخرية و تهكم :
ـ فعلاً شفت وعارف أنا هرجع لندن بكرة و ميرا لو عاوزه تقعد هنا ده قرارها
حاول تهدئته وتحدث بهدوء :
ـ بلاش تسرع بعدين جسار بيعمل كل ده علشان يحس إنه انتصر عليك مش أكتر بلاش توصله للنقطة دي .. إحنا لنا حساب كبير عنده مش شركة ولا فلوس لأ ده حق أختك هو شايف إننا نسينا و سلمنا له لكن العكس وجودي في مصر علشان اخليه يعيش نفس الوجع اللي هي عاشته و أكتر
ابتسم بتهكم شديد :
ـ عمتي معاه نسيت كل اللي عمله و سامحته بقيت أنا الغريب ودي حقيقة أنا غريب عنهم اللي بيربط بينا اسم في ورقة بس مش أكتر
كانت سمية متجهه للتحدث معه لتسمع حديثه الأخير لتجيبه وهي تقف خلفه :
ـ إنت ابن أخويا سمعت مفيش أي حد ممكن ينكر الحقيقة دي
قاطعها بغضب :
ـ بس هو هينكر و ممكن يبلغ شفيق أو الموساد لأنه مش عاوز حد يشاركه في حاجة هو شريك لشفيق في كل جرايمه .. أول مرة أشوف أم بتاذى ابنها بس النهارده اثبتتي إني مش ابنك هو بس اللي ابنك فكرتي فيه و لاغيتي وجودي سمحتي له يحضر عاوزه فكرتي فيه لكن أنا و أختى بره حساباتك إحنا ولا حاجة بالنسبه لكم
كانت تسمع حديثه بوجع هي لم تفكر في الأمر هكذا أرادت أن تهدأ الوضع بينهم لم تعلم أنها هكذا ستكون مع طرف ضد الآخر لم تستطيع إخبارهم بالحقيقة حتى إن علم ما يخفيه جسار لن ينسي الألم الذي عاشته شقيقته لمدة عامان ونصف بسبب جسار كانت ستتحدث ليقترب جسار منهم
هتف بتهكم و سخرية :
ـ مش فاهم يا عمتي ليه بتتكلمي معاه بعدين هو ضيف هنا مش أكتر لو عاوز يرجع لندن تاني من غير قلق
سمية بخوف من حديثه :
ـ جسار اسكت بقي كفاية إنت مش عارف حاجه
هتف بحدة و انفعال :
ـ مش عارف إيه بعدين ليه بتدافعي عنه يبقي مين هو علشان
لم يستطع نزار الصمود أكثر من هكذا لينـ.ـقض عليه بغضب شديد و كأنه يخرج غضبه من الجميع فيه صرخت سمية بقوة وهي تتوسلهم كي يبتعدوا ليحضر عمر و سليم كانت علياء تتابع ما يحدث بحزن شديد و وجع تقف عاجزة عن التدخل مع طرف ضد الآخر اقتربت سلمى منهم
تحدثت بتهكم و استنكار :
ـ إنت مين علشان تضرب أخويا هاه بلاش تنسي نفسك
ازداد الوضع سوءاً بعد حديث سلمى لينظر لها عمر بغضب هذه المرة لم يتحدث سوى عزت الذي كان يتابع ما يحدث بغضب شديد و نظر لابنته بحزن شديد
ـ كفاية كده خلينا ننهي المهزلة دي الكل يدخل
دخلوا و ظل نزار في الخارج أراد التحدث مع شقيقته و إخبارها أنه بحاجة شديدة لوجودها معه لكن لا يستطيع .. في الداخل بدأ المأذون أولاً بإجراءات كتب الكتاب و جاء وقت إمضاء الشهود ليمضي جسار و عمر بعد رفض نزار التوجه للداخل ليبدأ المأذون بعد ذلك بالاجراءات الخاصة ب علياء و نزار اتجهت فريدة لتنظر له بابتسامة طفولية لم يستطع سوى التوجه معها للداخل وقع جسار و عمر كشهود و لم ينتبه لاسم نزار بسبب غضبه الشديد منه بعد مغادرة المأذون كان الوضع متوتراً بين الجميع
تحدث عزت بجدية :
ـ ياريت تنسي الفيلا هنا يا جسار أنا النهارده سكت بس بعد كده تنسى إن فيه رابط ممكن يجمعنا و أي حد هيعترض على كلامي يروح معاه
سلمى بحزن وهي تنظر لشقيقها :
ـ جدي جسار أخويا
تحدث بتهكم وسخرية :
ـ أخوكى اللي حاول يقـ.ـتل جوزك و سجنه يلا أمشى معاه بس هقولك زي ما قلتله زمان إنتي هتبقي ميته بالنسبالي
صعدت لغرفتها وهي تبكي بقوة ليذهب عمر خلفها
ليهتف جسار قبل مغادرته وهو ينظر ل نزار :
ـ لينا مقابله تانية ووقتها مفيش حد هيدافع عنك
تركهم و رحل ليتجه نزار للحديقة ليهتف عزت بحدة :
ـ النهارده كسر.تيني يا سمية
كادت أن تجيبه ليشير لها ليتجه لغرفته نظر سليم لها بغموض
تحدثت علياء أخيراً :
ـ بابا أنا خايفة على نزار عاوزه أتكلم معاه
سليم برفض شديد :
ـ لأ يا علياء في لندن لما يتعصب كان بيروح أي مكان لكن هنا مفيش مكان يروحله
كانت ليلة صعبة على الجميع ظل نزار في الحديقة طوال الليل و كانت علياء تشعر بالقلق عليه لكنها تخشى من حدوث توتر بينهما في الصباح قرر أن يذهب لزيارة والديه فهو بحاجة شديدة للتحدث معهم شاهدته علياء متجهاً للسيارة لتذهب له ركبت معه و أشار لها أن لا تتحدث وصلوا لتتفاجأ في البداية دلف ووقف أمام القبر ظل صامتاً عدة دقائق وهي تتابعه بصمت شديد
وقف بينهما ليتنهد بحزن وهو يتذكر طفولته معهم :
ـ أنا محتاجلكم قوي ليه مشيتوا بدري
مني السلام على من لست أنساها ان غابت عن العين فإن القلب مركزها فإن كانت في قلبي فكيف القلب ينساها.
لأول مرة ترى دموعه لتشعر بألم شديد من أجله ليتحدث بصمت شديد وكانت تراقبه بصمت .. أخبر جسار أحد رجاله أن نزار اتجه للمقابر ليغلق معه قبل أن يخبره أن علياء معه وصل ليتعجب من وجوده في مقابر أسرته ليقرر مواجهته و إنهاء الأمر بينهم اتجهت علياء للسيارة لتحضر له الماء لم يشعر بدخوله
تحدث جسار بفحـ.ـيح أفعى :
ـ خلاص اللعبة هتخلص هنا واحد مننا بس اللي هيخرج
لم ينظر له ألقى جسار مسد.س أمامه على الأرض وانتظر أن يلتقطه ليواجهه لكن وقف نزار و تحدث بهدوء :
ـ أقـ.ـتل يلا مستني إيه !!
تحدث بسخرية و استنكار :
ـ المرة دي مفيش حد هينقذك و هرجع حبيبتي
لم يستطع نزار التماسك أكثر ليضر.به بقوة في وجهه دلفت علياء لتشاهدهما يضر.بان بعض بقوة لتصرخ وسقطت منها الزجاجة على الأرض
هتف نزار وهو ينظر لها كي يمنعها من التدخل :
ـ متنسيش وعدك ليا حافظي على أمانتي اللي عندك
وقفت عاجزة وهي ترى الوضع يزداد سوءاً لتضع يدها على بطنها وهي تشعر بحركة طفلها دفع جسار ' نزار ' لترتطم رأسه في الحائط ليسقط علي الأرض ورفع السـ.ـلاح على رأسه وقبل أن يطلق الرصاصة وجد أحدهم يهتف بغضب وهو يضع مسد.سه على رأسه من الخلف :
ـ نزل سلا.حك وإلا هقـ.ـتلك أنا
يعلم صاحب هذا الصوت جيداً لكن لن يتراجع سقط نزار على الأرض لتتساقط الدماء من رأسه رفض جسار الاستسلام لكن كان لمالك رأياً آخر حين أطلق رصاصة في الهواء أرادت علياء الاقتراب من نزار لكنها لم تستطع السير لتسقط على الأرض مغشياً عليها اتجه جسار لها ليحملها لكنه توقف حينما صرخ نزار عليه أن يتركها اقترب منها بضعف حاول مالك أن يساعده لكنه رفض اتجه مالك بسيارته مسرعاً للمستشفى ليلحق به جسار وصلوا ورفض نزار أن يعالج جرحه قبل الاطمئنان عليها بعد وقت قصير أخبرتهم الطبيبة أنها بخير هي و الجنين ابتسم نزار بضعف طلب أن يراها لكن رفض مالك
ـ لازم دكتور يشوفك الأول لو شافتك كده هتتعب تاني
تحدث بغضب شديد وهو ينظر ل جسار :
ـ مالك أنا هطمن عليها قبل أي حاجة و مش عاوزه يدخل عندها
استيقظ جسار أخيراً من شروده ليقترب منه و يمسكه من قميصه :
ـ علياء إزاي حامل هاه علشان كده جدي وافق على جوازكم صح
مالك بيأس و غضب من جسار قام بإبعاده عنه :
ـ كفاية كدة بقى إحنا في مستشفى جسار أمشى لو سمحت أنا مش هقدر أسكت أكتر من كده
أجابه بتحدي و عناد :
ـ هشوف علياء الأول و أفهم منها عمل معاها إيه كل مرة تنقذوه لكن لو تفكيري صح المرة دي مش هتراجع
قبل أن يتحدث أحد خرجت الممرضة و نظرت لهم بهدوء :
ـ مين فيكم زين المريضة بتسأل عليه و عاوزه تخرج علشانه
نظر له مالك و أردف بجدية :
ـ زين أدخل طمنها أنا واثق لو شافتك كده هتتعب أكتر يلا علشان تخرج دكتور يشوفك إنت كمان
لم يجبه نزار ليتجه للخارج لرؤية زوجته وجد بيدها محلولاً طبياً لتبكي بقوة بعد رؤيتها له بهذه الحالة اقترب منها لتجلس بتعب وتضمه بقوة وضعت يدها على رأسه لتشعر بالخوف ابتعدت عنه ونظرت ليدها لتجد عليها دماء نظرت له بخوف وبدأت تضربه على صدره بضعف
ـ إنت اتجننت ليه مفيش دكتور اطمن عليك و طهر الجرح ليه بتعمل فيا كده .. أنا مش هقدر من غيرك هلغي وعدي يا نزار إنت طلبت أكون بعيد بس مش هستني يقــ.ـتلك سمعت
أمسك يدها بضعف وتحدث وهو يمسح دموعها :
ـ هتقفي مع مين فينا هاه ارتاحي دلوقتي
وقف كي يرحل وهو يشعر بالتعب سار خطوتان فقط لم يستطع أن يكمل لتصرخ علياء بقوة دخل مالك ليجد نزار مغشياً عليه فهو قد فقد دماً كثيراً لكنه رفض أن يراه أحد قبل الاطمئنان عليها حضر الطبيب ليأمر بنقله لغرفة أخرى اتجه معه مالك حاولت علياء الذهاب لرؤيته لكن منعتها الممرضة ظل واقفاً في الغرفة أرادت الممرضة أن ترحل لإكمال عملها لكن أمسكت علياء يدها لأول مرة تخاف من وجود جسار معها
تحدث بجدية و غموض :
ـ عاوز أتكلم معاكي شوية
هبطت دموعها على وجهها لتهتف بخوف :
ـ أبعد عني يا جسار أنا بكرهك أبعد عني
أردفت الممرضة بجدية :
ـ لو سمحت أخرج بره حالتها لسه مش مستقرة
حاول الاقتراب منها لتضع يدها على وجهها :
ـ إنتي خايفة مني أنا !!
اتجه للخارج وهو يشعر بالصدمة قام بالاتصال ب سمية ليخبرها أن تذهب للمستشفى .. كانت تجلس في الحديقة مع سليم وتشعر بالقلق من تأخر نزار و علياء في الخارج ترددت في البداية أن تجيبه لكن في المرة الثالثة أجابته
تحدث بهدوء شديد :
ـ عمتي علياء في المستشفى ممكن تروحي ليها
أجابته بصدمة و توتر :
ـ إنت بتقول إيه عملت إيه المرة دي يا جسار
هتف بتنهيدة عميقة :
ـ هي كويسة بس تعالي لها
أرادت السؤال عن نزار لكن تراجعت لتغلق معه ونظرت ل سليم الذي وقف
ـ هنروح المستشفى علشان نطمن على نزار و علياء
رفضت إخبار والدها فهو منذ ما حدث الليلة السابقة وهو في غرفته .. عند نزار بدأ الطبيب بإسعافه و كانوا بحاجة لمتبرع له لكن لم يجدوا قام مالك بالاتصال بأحد الأرقام كي يحضروا له كيس دماء بأقصى سرعة طلبت علياء من الممرضة أن تساعدها كي تذهب لزوجها رغم اعتراضها في البداية لكن ساعدتها وجدت جسار و مالك يقفون في الخارج
اقتربت من مالك وتحدثت بدموع :
ـ نزار كويس صح عاوزه أطمن عليه
تنهد بضيق وهو ينظر ل جسار :
ـ اطمني هو دلوقتي أحسن وفرنا له الدم و هيكون بخير
تعلم أنها لا تستطيع التبرع له بسبب الحمل جعلها مالك تجلس حتى لا تتعرض للإغماء مرة أخرى .. وصل سليم و سمية ليجدوا مالك و جسار و علياء في الخارج اتجهت سمية لتضم علياء وكانت الأجواء متوترة
تحدث سليم بسخرية وهو ينظر ل جسار :
ـ طبعاً زي المرة اللي فاتت مش هيتحاسب يا مالك
وقفت سمية و هتفت بقلق :
ـ مالك ممكن تقول إيه الحكاية جسار له علاقة بحالة زين صح
أردف جسار بسخرية و استنكار :
ـ إيه يا عمتي هتقفي معاه ضدي علشان جوزك هتتخلي عن ابن أخوكى علشان الغريب
أرادت علياء الصراخ عليه وطرده من المستشفى هذه المرة لن يغفر له أي شيء لكن تحدث مالك بغيظ :
ـ جسار كفاية بقى اتفضل أمشى مش وقت تحقيق
أتت جسار رسالة ليتركهم و يغادر بهدوء مر الوقت عليهم ببطء ليخبرهم الطبيب أنه حالياً أفضل من السابق لكن يجب أن يظل يوماً آخر كي يطمئنوا عليه سمح لهم بالدخول
دلفت علياء أولاً واقتربت منه لتجد وجهه ملئ بالكدمات و على رأسه شاش معقم مسح دموعها ولم تتحدث ليضمها بقوة ظلا على هذه الحالة حتى دلف سليم و سمية إليهم لتبتعد عنه بخجل رفضت علياء أن تتركه وترحل في المساء وظل سليم معها .. عادت سمية لتسألها ميرا عن سبب ذهابهم بدون أن يخبروهم أخبرتها سمية بما حدث كانت تريد الذهاب للمستشفى لرؤيته لكنها أخبرتها أنهم سيعودون في الصباح
عند جسار ذهب للمكان المعتاد وهذه المرة كان يعلم أنهم سيعاقبوه بشدة وقف كالمذنب ليلقي أمامه ملفاً أخذه ليفتحه بهدوء لينصدم بعد رؤيته لما يحتوي عليه الملف من معلومات
تحدث بحذر و تردد :
ـ المعلومات دي مش صح أنتم عندكم علم بكل شغلي
أجابه بتهكم و سخرية :
ـ المعلومات دي صح وإنت عارف كده كويس أظن ده توقيعك شفيق فعلاً ذكي اللي عملته مع فاطيما عمله معاك مع فرق إنها وقعت تحت التهديد الملف ده له خمس نسخ الأصل طبعاً مش محتاج أقولك مع مين و نسخة معانا و نسختين مختفين و نسخة مع زين المرة اللي فاتت قلتلك إحنا لينا شغل مع زين بس واضح إنك متعمد تضر شغلنا مع الكل مش معاك بس .. أنا لأول مرة أقف قدام المسؤولين بسبب عميل من أول ما بدأت شغلي أطمن يا جسار زين هيسافر و مهمتك قربت تخلص وبعد كده كل واحد مننا في طريق
جسار بصدمة شديدة :
ـ أنا موقعتش على الورق ده متأكد
أجابه بحده و تهكم :
ـ لأ وقعت حضرتك نسيت شغلك الأساسي و بتعمل عداوات مع ناس جديدة لو الملف ده وصل للنائب العام في الوقت ده وقتها أهنيك إن تعب سنين هيضيع .. اسمعني كويس يا جسار أنا مش هقبل أي غلطة منك إنت خلصت كل فرصك
غادر وتركه يفكر في الفخ الذي وقع فيه بسبب شفيق حاول التذكر كيف وقع على هذه الأوراق لكن فشل .. في صباح اليوم التالي غادر نزار المستشفى ورفض العودة للفيلا وطلب أن يذهب للفيلا الخاصة بوالديه رفض أن يتحدث معه أي أحد لن يسمع لأحد للحظة فكر في العودة للندن لكن قرر الانتظار لاتمام الزواج وبعد ذلك سيكون ذهاب بلا عودة صعد لغرفته بعد وصوله يريد الراحة فقط في المساء حضر عمر و سمية للقائه و إقناعه بالعودة معهم هبط إليهم وجلس وهو على نفس حالته من الأمس
هتفت سمية بتوتر وهي تنظر له :
ـ نزار خلينا نرجع الفيلا مكانك معانا هناك
أجابها بهدوء وهو يبتسم بسخرية :
ـ بس ده بيتي بيت أبويا و أمي مفيش حد هيقول إني غريب هنا
تحدثت بحزن وهي تتذكر حديث جسار معه وهي تجلس جواره :
ـ جسار لسه مش عارف الحقيقة علشان كده بيتعامل معاك ب
قاطعها وهو يقف مبتعداً عنها :
ـ هيتعامل معايا إزاى يا عمتي هاه ابن أخوكى حاول يقتـ.ـلني مرتين ولسه بتدافعي عنه فعلاً فاطيما كلامها كان صح لما قالت إننا مفيش لنا مكان بينكم .. وقت ما يعرف حقيقتي هيقتـ.ـلني تاني بس المرة دي في وجودكم ومفيش حد فيكم هيمنعه .. أنا هقعد هنا ليوم السفر وبعد كده مش راجع تاني ومش مستني حد يقعد معايا
تركهم وصعد لغرفته أبت علياء أن تتركه وحده في هذه الحالة لتهتف بهدوء وهي تنظر لعمر :
ـ نزار محتاجني معاه يا عمر أرجوك مش هقدر اسيبه في الحالة دي
تنهد بهدوء وهو لا يعلم ماذا يفعل ؟؟
تحدث سليم بجدية وهو ينظر لهم :
ـ الأفضل فعلاً علياء تستنى معاه لأنه هيرفض إننا نستنى
أومأ عمر بموافقة ليتركوهما معاً .. اتجهت للمطبخ لتعد بعض الشطائر له فهو لم يتناول شيئاً منذ الصباح و أعدت له عصيراً أيضاً حملت الصينيه و صعدت له لتجده نائماً ويضع يده على عينيه لم تتحدث اقتربت منه لتنام جواره هي تريد أن تكون معه فقط
تحدثت بهدوء وهي تنظر له :
ـ إنت لازم تاخد علاجك نزار أتكلم معايا طيب
تنهد بحزن وهو ينظر بعيداً :
ـ مفيش حاجة أتكلم فيها ليه قعدتي فريدة أكيد محتاجالك
جلست وهتفت بتردد :
ـ إنت كمان محتاجلي معاك إزاي هكون مطمنه عليك وإنت في الحالة دي
شعرت بحركة داخلية لتأخذ يده و تضعها على بطنها رغم توتره في البداية لكنه نظر لها بتعجب لتشير له برأسها ليضمها بقوة وكأنه يستمد منها قوته وليس العكس
تحدثت بدموع وهي تبتعد عنه :
ـ ولادنا كمان محتاجينك معاهم أكتر من أي حد تاني
هتف بتنهيدة عميقة وهو يمسح دموعها :
ـ أسف أوعدك مش هسيبكم تاني أبداً
قضيا هذه الليلة في هدوء وفي صباح اليوم التالي استيقظت علياء و أعدت الإفطار تناولاه في هدوء كانت تريد منه أن تذهب لرؤية فريدة و الاطمئنان عليها .. و كأنه يشعر بما تفكر فيه رفض أن يتركها تذهب لوحدها ليذهب معها كانت تظن أنه قرر العودة إليهم لكن رفض النزول من السيارة أخبرها أنه سيعود إليها في المساء
❈-❈-❈
في لندن كانت تشعر بالقلق على شقيقها خاصة أنها تحاول الاتصال به منذ أمس لكن هاتفه مغلقاً لتنظر لهاتفها بابتسامة هادئة بعد رؤيته لاسم شقيقها و أيضاً النغمة المخصصة له
هتفت بعتاب شديد :
ـ لو مكنتش كلمتني النهارده كنت هنزل مصر نسيتني يعني
ابتسم بهدوء وهو يستمع لحديثها :
ـ إنتي عارفة إني مقدرش انساكي المهم طمنيني عليكي
تنهدت بهدوء وهي تشعر أنه يخفي عنها شيئاً ما :
ـ اطمن يا حبيبي أنا كويسه و بصراحه كِنان كان يعني طلب أخرج معاه النهارده
ابتسم بهدوء لأنها تخبره بكل شيء يحدث معها و أيضاً يعلم أن علاقتها ب كِنان أصبحت صداقة وتعرفت على أسرته :
ـ اخرجي هاه و عيشي حياتك تعرفي كنت محتاجك معايا قوي
ظلا يتحدثان معاً وقتاً طويلاً وتشعر أنه بحاجة لها .. أراد الهروب من الأحداث السابقة بحديثه معها أغلقت معه ليأتيها اتصالاً من كِنان
تحدث بمرح :
ـ نص ساعة وتكوني جاهزة أى تأخير انتى المسؤولة
أجابته بابتسامة هادئة :
ـ إنت بتظهر فى الوقت المناسب على طول
هتف بمرح وهو يغادر المستشفى :
ـ طبعاً !! علشان تعرفي قدراتي يلا اقفلي علشان مش نتأخر
فاطيما بعدم فهم :
ـ نتأخر على أيه أنا قلقانه منك
تحدث بابتسامة :
ـ هخط.فك يلا يا برنسيس
أغلقت معه وبدلت ثيابها وفى الوقت المحدد وجدته أمامها ليطلق صفيراً مرتفعاً وتحدث بإعجاب :
ـ أيه رأيك نتجوز النهارده !!
اتجهت للسيارة لتجلس جواره :
ـ إنت بجد مجنون مش كده
كِنان بتمثيل وهو يضع يده على قلبه :
ـ هو اللى يعرفك انتى و أخوكى يبقي عاقل يلا يا بنتى
أجابته بمزاح وهي تبتسم :
ـ بنتك !! أيوه جاهزة يا بابا
تحدث بمكر وهو ينظر أمامه :
ـ أكيد جاهزة للمغامرة
ليقود السيارة بسرعة شديدة لتصرخ وتضحك بقوة على جنونه فهو الوحيد الذى استطاع أن يجعلها ترغب فى التمسك بالحياة بعد لقائه بها لأول مرة فى المستشفى ومنذ ذلك اليوم أصبحا أصدقاء ليقضيا اليوم معاً فى سعادة و مرح

كان يبحث عن أوراق مهمه ليجد موبايل يارا أمامه ولكن تفاجأ حين وجد عليه صوراً لها مع شخص آخر وأيضاً محادثه بينهما لتقترب بخوف خاصة وهى تراه ينظر لها بغضب اقترب منها ليجذبها من شعرها وأثناء قيامه بإغلاق الباب
يارا بدموع وهى تطرق على الباب من الداخل :
ـ أنا حامل فى ابنك

يتبع

قلوب ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن