الفصل الثالث

738 79 16
                                    

حين التقيتك علمت انني سأقع اسير عينيك للابد .. وقتها لم اعرف ان للون الزمرد الذي تحمله عيناك فيه سحرا مهلكا لقلبي .. لم يخبرني قبلها احد انك ستلقين على فؤادي تعويدة لاقع في حبك دون ان اشعر ..

----------------

رمى هاتفه بقوة على فراشه ليتنهد بعدها .. لا يعرف ماذا سيفعل وكيف سيخطو هذه الخطوة التي اجبر عليها .. ماكان يجب ان يخاطر بحياته ويقبل تنفيذ وصية شقيقه وهو يعرف جيدا ان لا حياة لهما معا .. لا مستقبل يجمعهما كزوجين .. زفر بقوة واغمض عينيه .. متى كان انانيا او احمقا .. فهو مضطر لهذا الزواج حتى يرتاح توامه في قبره إن قام بتنفيد وصيته .. تحسس قلبه بألم هامسا لنفسه مواسيا .. لا بأس سيتزوجها اليوم ..
ابتسم بأسى وهو يغادر غرفته خارج القصر متجها الى المطار .. او بالاحرى الى حياته الجديدة التي ستبدأ الليلة بعد زواجه من ارملة شقيقه ..
______

تنهيدة حارة غادرت جوفها وعيناها الدامعتين مثبتان فوق صورة زوجها .. اربع اشهر وبضعة ايام مرت على وفاته ولازالت تشعر بطيفه امامها وكأنه لم يغادرها ويتركها تعاني من حسرتها وحزنها عليه ... دقائق مرت وعينيها لا تفارقان صوره قبل ان تضعها بين حاجياتها بحقيبتها وتغلقها .. غصة مؤلمة وقفت بحلقها واخرى بقلبها تشعر به يكاد يشق صدرها وهي تتطلع في ارجاء غرفتهما مودعة كل ركن يحمل ذكريات لن تستطيع نسيانها .. مسحت دمعتها ثم  تحركت بخطوات ثاقلة مغادرة الغرفة متوجهة الى الاسفل ..
سحبت نفسا عميقا وهي تخطوا الى الصالة الكبيرة بالقصر حيث يجلس السيد عارف والد زوجها وزوجته السيدة خديجة .. اقتربت منها منار مبتسمة وهي تحمل طفلها يوسف بين ذراعيها احنت انظارها تنظر للحقيبة توسعت عيناها فجأة بينما تطلع عارف الى بصدمة اقتربت اليهم محاولة السيطرة على دمعتها العالقة في مقلتيها ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها وهي تقول ...

" عمي عارف .. امي خديجة .. انا لا اعرف كيف اشكركما على كل مافعلتموه ه لاجلي لن انسى معاملتكم الطيبة .. كنتم لي خير الاهل ..  طالما شعرت بانني كإبنتكما .. "

احنت راسها ثم تنهدت بأسى قبل ان تكمل حديثها قائلة ..

" فقد انتهت عدتي .. لهذا سانتقل للعيش في بيت والدي رحمه الله .. فلم ارزق بطفل من سليم لاجلس لاجله وانتم غير مضطرين لابقى معكم هنا اكثر .. "

تقدمت اليها السيدة خديجة وقد انفجرت دموعها كالسيل الجارف وقد ارتسمت امامها صورة ابنها سليم .. ضمتها اليها بحنان امومي الذي طالما افتقدته سحر .. همست لها حماتها من بين دموعها ...

" بأي حق ستتركيننا ياابنتي هذا بيتك ايضا .. هل قصرنا انا وعمك عارف في حقك .. ؟؟! "

ابتعدت عنها قليلا السيدة خديجة وهي تتامل جمالها النقي رغم وجهها الشاحب والذي لم يخبو بعد مآسي متتالية من فقدان والدها وبعدها زوجها فهي حتما ستخبرها بوصية ابنها الراحل وهي احبت فكرة زواجها بابنها يمان رغم معرفتها ان يمان واقعا في حب امراة اخرى ربما ستكون حياتهما معا بائسة ولكنه كان الحل الافضل لهذه الصغيرة ولن تسمح لها لتواجه الحياة بمفردها دون سند .. ولن يكون سندها بهذه الحياة سوى يمان توام زوجها الراحل ..

مرارة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن