الفصل السابع

617 65 19
                                    

لقد عاد ...

بعد ايام طويلة من زواجهما عاد ...

عاد وهاهو أمامها من جديد ..

كان يجلس بجوار والدته وعطره ...

عطره يعبق المكان بشكل لطيف ينساب برقة .. رائحته داعبت أوصالها .. رمقتها خديجة ثم ابتسمت لها بسعادة ...

" سحر ... تعالي ابنتي .. فقد عاد زوجك .. "

التفت حيث تنظر والدته ملامحها زلزلت كيانه تقدمت منهما بجسد مرتجف ... استقام يمان من مجلسه يحدق في وجهها بشوق وظلت نظراتهما عالقة بينهما لايسمع سوى صوت انفاسهما  ...  همست حماتها ..

" يمان ... لم تحضن زوجتك .. "

اختلجت أحداقها فارتجف قلبها وتوترت انفاسها .. رمقها بنظرات لم تفهمها جعلتها تشيح وجهها الذي تصرب اليه اللون الاحمر الداكن خجلا .. تصارعت الأفكار بعقلها .. حمرة وجنتيها اطربت قلبه .. إقترب ببطء نحوها نظرت له باستحياء وهدراتها تتسارع بشكل مخيف .. تمعن في ملامحها البهية وتساءل في نفسه بمحبة ..

" أهده زوجته ...؟ "

اطرقت رأسها وحبست انفاسها من قربه الشديد .. فانحنى اليها برأسه ورسم بشفتيه قبلة على جبينها لترتجف بشكل لذيذ .. فكان اول تقارب جسدي بينهما ... سرت ارتعاشة على طول جسديهما .. ارتد للخلف يتأمل خجلها وارتباكها .. فقد بدى له عدم راحتها على وجهها برؤيتها له واقترابه منها .. نظرت اليه بوجل فابتسم لها وهتف بنبرة حنون متفهمة ..

" كيف حالك ... "

" بخير ...  الحمد  لله على سلامتك ... "

كان صوتها كنغمة موسيقية تراقصت عليها اوتار قلبه ..  تعلقت عيناه بوجهها الوضاء وحجابها الذي زادها نورا وجمالا ..  وفستانها الطويل المحتشم .. ونعومتها المهلكة .. كلها نقية كنسمة صبح زكية .. هالتها اسعدت قلبه .. خجلها منه وتوترها جعله يشعر وكأنها عروس بكر لم يلمسها رجل رغم أنه توأمه سليم فعل .. بللت شفتيها بطرف لسانها صمت قصير صاحب نظراته المتفحصة تنهدت ورفرفت اهدابها ببراءة ومن ثم ابتسمت لحماتها بمحبة مبتعدة عنه صوبها ... تقدم منهن يجلس فوق الاريكة بجانب والدته دار بينه وبين خديجة حديث ودي وعتاب من والدته وبين الحين والاخر كانت انظاره تراقبها ... هادئة برقتها المعتادة .. تستمع اليهما وفي داخلها حرب بين مشاعرها الجديدة وافكارها .. بعد عدة دقائق نهض متعللا بمكالمة مهمة .. تنفست الصعداء واستأذنت حماتها لتصعد الى غرفتها ...

" غيري ملابسك المحتشمة بأخرى ياابنتي .. لا تهملي نفسك .. فقد عاد زوجك ... "

بلعت عبارات حماتها بالم وزاد توترها وقلقها وتوجست خيفة من القادم .. هزت لها راسها باماءة صغيرة وتابعت خطواتها تصعد الدرج .. في الاعلى رأت منار تغادر جناحها حبست سحر انفاسها وأمعنت فيها النظر ذلك القهر المرسوم على وجه منار كسى البؤس تقاسمها .. وقفت امامها تتطلع الى مقليتها المتورمة من البكاء .. شعرت بها سحر فتقدمت منها أكثر تهدئ من روعها باحتواء كتفيها بكفيها مغمغمة ...

مرارة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن