الفصل الرابع

521 73 14
                                    

تتطلعت الى الحديقة من النافذة الزجاجية في شرود عقلها تتخبط فيه عواصف من الأفكار ولا ترسى لها على بال .. ابتلعت ريقها بصعوبة حينما استمعت لخطواته البطيئة يليها صوت صرير الباب الذي فتح فجأة أخذت نفسا عميقا ومست دقات قلبها المتواثبة ..

" السلام عليكم .... "

إنقبض قلبها بألم وهي تسمع صوته ذو البحة الرجولية القوية .. أغمضت عينها لثواني قليلة قبل أن ترد .. نبرته الخشنة لمست منابع انوثتها بفجاجة وجعلت جسدها يرتجف دون رحمة ..

إستدارت بجسدها إليه محاولة السيطرة على خفقات قلبها الخائنة .. رفعت انظارها اليه بإستحياء .. كان يقف في وسط الغرفة يحدق في هاتفه .. تخشب جسدها في مكانه وهي تنظر الى طوله الفارع الذي يبلغ ستة أقدام .. وأكتافه العريضة وجسده الرياضي .. بدلته السوداء الأنيقة .. ووجهه الوسيم .. هنا احنت رأسها بألم متذكرة زوجها الراحل ..

" وعليكم السلام ... "

غمغمت بحزن تصلب جسده حينما وصله صوتها رفع رأسه عن هاتفه بعدما تلقى رسالة عبر تطبيق الواتساب .. إتسعت عيناه تجمدت اطرافه .. وقلبه يدق طبوله بعنف .. ازدرد لعابه بصعوبة .. وهو ينظر لتلك الحسناء الواقفة أمامه بفستانها الأزرق الطويل وشعرها المنسدل بدلال حول كتفيها .. يالله جمالها المشع كالشمس .. ملامح وجهها .. عيناها التي كانت تحمل بريقا خطف فؤاده .. رائحة عطرها التي تغلغلت في رئتيه ودغدغت كيانه بمشاعر لذيذة .. إستغرق عدة ثوان يتأمل وجهها .. انهالت على ذهنه أفكار لعينة ازاحها من رأسه بصعوبة مسيطرا على مشاعره ليخبره قلبه أنها إمرأة شقيقه .. ليس من حقه أن يعجب بجمالها ..
تقدم إليها بخطوات هادئة بينما تراجعت سحر بخطوة الى الخلف ارتجف قلبها بصورة مثيرة للشفقة .. ضاق الهواء حولها شعرت بالأختناق في تلك الغرفة التي اغلقت بابها عليهما منذ لحظات ... تمنت لو أنها تستطيع الهروب .. انعقد حاجباه بشدة وازداد عبوسه .. كانت تقف أمامه كتلميذة صغيرة وليست إمراة في الخامسة والعشرون من عمرها ..

" انه حقا لشيء غريب أن اتعرف على زوجة أخي في ليلة زواجي منها .. "

أربكتها نبرته الخشنة وجعلت قشعريرة تسري في جسدها .. أول مرة تشعر بأنها تائهة .. تائهة خائفة نظراته الثاقبة زعزعت اوصالها .. جاهدت بقوة لتسيطر على ارتجاف جسدها ...
بينما يمان أخذ نفسا عميقا يكفي لإخراج حروفه المستكينة بداخله ليقول بصوت هادئ ...

" أنت تعرفين ظروف زواجنا كانت غريبة .. أنا وأنت كنا مجبورين على هذه الزيجة .. "

حملقت به سحر بحزن محاولة تهدئة الضجيج المقيم بروحها ليستمر يمان في حديثه بلهجة هادئة ...

" لم أتمنى يوما أن تصبح زوجة أخي زوجتي أنا ..... وهذا الأمر لم أتقبله في البداية .. ولكنني وافقت لاجل تنفيذ وصية أخي ... أنا وأنت لم نختار هذا الزواج .. فأنا لدي حياتي الخاصة .. وأنت أيضا .. لن اضغط عليك في أي شيء وسأترك لك فرصة الأعتياد على حياتنا الجديدة معا .. "

مرارة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن