الفصل الثامن

370 38 7
                                    

سترحلين ... !؟

سترحلين بعد أن سرقتي مني روحي وقلبي .. !!

لا ... لن اسمح لك ..

كيف تفعلين هذا بي ... تعلقيني بك ثم ترحلين ... كيف أهون عليك ..

دخلت فجأة إلى عالمي كاللصوص سارقة قلبي معك وترحل هكذا ببساطة .......

"""""""""""""""""""

دغدغت اشعة الشمس الخجولة ملامحه بدلال .. فتح عيناه بارهاق فقد كانت ليلته طويلة وشاقة على أفكاره اللعينة .. تململ في فراشه الجديد الضيق .. الالم يمزق ضلوعه .. فلم يعتاد النوم فوق الاريكة يوما .. استلقى على ظهره ينظر الى سقف الغرفة بعينين ثابتتي النظرة .. وصورتها لم ترحم مخيلته الغبية .. تطلع الى ساعته التي كانت تشير عقاربها الى الثامنة صباحا .. أغمض عيناه مجددا يعتصر جفونه مانعا سيل من الافكار العاصفة والمشاعر اللعينة التي تدفقت على روحه كتدفق الامواج بين الصخور ..

" ارحم ذهني قليلا ياسحري لم اعد أحتمل .. "

غمغم بهمس بعد ان استقام يسير بقدمين حافيتين على الارضية صوب غرفة نومهما .. طرق الباب بعد ان زفر بقوة .. واحد ...  اثنان  .... ثلاثة .. لم يسمع الرد منها وفكر ربما قد استيقظت قبله باكرا ونزلت الى الاسفل .. فتح الباب ولفحات من هواء دافئ رغم برودة الطقس داعب جسده .. جالت نظراته الغرفة فتوقفت حدقتاه صوب السرير الواسع المرتب بعناية اقترب من الخزانة التي كانت تضم سابقا اشياءه فقط .. كانت ملابسها تحتل جزء كبير منها .. واشيائها الخاصة وعطورها على منضدة وزينتها .. كان يبدو الامر وكأنهما زوجا وزوجة حقيقة يتشاركان ذات الغرفة .. متى وضع كل ذلك فهو يعرف انها لم تنم بغرفته يوما سوى ليلة زوجهما والليلة المنصرمة .. تبسم بخفوت متذكرا والدته فهذه افعال خديجة .. لن تخفى عنه .. تأملت عيناه ملابسها واشيائها الخاصة توقفت انظاره فجأة على تلك القطعة الصغيرة تسمر بمكانه وابتلع ريقه ببطء ومد يده يلتقطها .. كانت قطعة من ملابسها الداخلية باللون الابيض .. وهناك الكثير منها يبدو أنها كانت ضمن جهازها الذي اشترته لها والدته في يوم زواجهما .. داعبت انامله الخشنة قماشها الناعم المصنوع من الدانتيل .. انفجرت في راسه افكار لعينة وهو يتحسس ملمسها .. تخيلها أمامه وهي ترتدي له هذه القطعة كعروس في اول ليلة زفافهما .. ونظراتها الخجولة وهي تنظر له باستحياء كحياء بكر لم يلمسها رجل قط ..

يالله .. ما أجملها وماأجمل أشيائها الصغيرة .. ومااشقاه وهو الذي وقع في حب امراة لم ولن تكون له يوما ... لعن افكاره الخبيثة مغمغما ...

" سامحك الله يا أخي .. "

أعادها الى مكانها واتجه نحو الحمام فهو بحاجة إلى حمام بارد تتدفق مع قطراته مشاعره اللعينة ..

بعد ربع ساعة خرج يجفف شعره وعجل بارتداء ملابسه الرسمية دون ربطة عنق وأدى فريضته التي لقنته إياها أمه صغيرا .. فبفضل الله ثم والديه لم يستغني عنها يوما فكانت له النجاة في غربته .. فطالما شكرهما عليها لانها باتت له رغم نفسه الامارة بالسوء بعد شتات طريق طريق ..

مرارة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن