الفصل العاشر

500 47 10
                                    

وصلت الطائرة الى العاصمة ترجلت منها بخطواث ثاقلة كان سائق يمان في انتظارهما .. توقفت سحر فجأة اغمضت عينها وتنفست بعمق كان هواء العاصمة مختلفا شعرت لبرهة بالإختناق .. لم تتقبل الفراق عن مدينتها الحبيبة لم يخطر في بالها يوما ولا للحظة بأنها ستتركها وستودع كل شارع وكل زواية لها فيها ذكريات مع والدها وسليم .. رغما أنها لازالت في وطنها إلا انها شعرت بالغربة وهي بعيدة عن مسقط رأسها .. فمن لا يبكي لفراق الوطن ومن لا يشتاق لكل ركن وكل شجرة ياسمين يشمها تذكره بذكرايات طفولته ..

بعد ربع ساعة دلفت السيارة أخيرا إلى حي راقي هادئ جدا .. الأشجار العملاقة تكسو جوانب الشوارع ترقص أوراقها على نسمات الهواء البارد بدلال كان الليل قد حل مفترشا بعبائة السوداء قامة السماء التي انعزلت ببعض الغيوم .. تقدمت السيارة أكثر حتى توقفت امام فيلا صغيرة راقية ترجل يمان من سيارته يفتح لها الباب ...

" أنرت بيتك يا سحر ... "

أهو بيتها حقا .. !! ليته كان كذلك ولن تشاركه إمراة أخرى فيه .. كتمت غيظها ورفعت عيناها له باستحياء وغمغمت ...

" شكرا لك ... "

دارت عيناها حول الفيلا بالترقب جذب كفها للداخل فتسارعت هدرات قلبها تعزف ألحانا من مشاعر مختلفة بين الشعور الحب والخوف ... الخوف من مستقبل لا تعرف خباياه ..

طلب يمان من السائق حمل الحقائب ثم سارت سحر خلفه بهدوء تخطو بوابة انيقة إلى حديقة مكسوة برداء أخضر أظهرت جماله ورونقه أعمدة الانارة المتناثرة .. نظرت حولها باندهاش وابتسمت بمرح تقدمت حيث الازهار الياسمين وأنواع كثيرة من الورود التي تعشقها ... امتدت أناملها تلمسها بحنان أحنت راسها تستنشق عبيرها حينما داعب رائحتها أنفها .. ابتسم يمان على براءتها ونظراتها الطفولية .. كانت رائعة ونقية كالشمس وليدة من رحم الظلام .. ملامحها لامعة متوجهة بشكل أسره .. جميلة هي بالتزامها وبنقائها وبساطتها ..

" أعجبتك ... ؟!! "

التفتت إليه وابتسمت برقة وهتفت ..

" أحببتها .... "

" ومالكها .. اليس له نصيبا من هذا الحب ... "

اتسعت حدقتاها ورفرفت بأهدابها بصمت خجول .. إقترب منها يمان حتى وقف أمامها مباشرة ومال برأسه إليها ومنح جبينها قبلة طويلة .. داهم أنفه رائحة عطرها المسكر فتضخم صدره بمشاعر مبهمة .. واشتغلت هرموناته الذكورية وذاب فؤاده وخفق قلبه .. بلا وعي منها أغمضت عينيها مستسلمة لقبلته .. انتفض جسدها فجأة فابتعدت عنه بخطوتين للخلف فاقترب هو بخطوة ومسك بكفها يطمئنها مغمغما ..

" أعلم أنك لم ترغبي بهذه الحياة ياسحر ولكن اريدك ان تثقي بي .. أعدك لن أحزنك أبدا .. "

ازدردت ريقها واحنت نظرها بخجل ثم استدارت نحو الباب توليه ظهرها دلفت الى داخل الفيلا تجولت خضروتاها حولها باهتمام كانت الفيلا انيقة وراقية وحميمية مكونة من طابقين فقط ... صالة كبيرة رأئعة بأثاثها العصري الطراز .. ألوانه ناعمة .. على اليمين توجد غرفة الطعام وعلى الجانب الآخر ثلات غرف كبيرة للضيوف ومطبخ .. وغرفة مكتبه الخاص .. ابتسمت باعجاب وقد غمرها شعور الراحة .. تأمل وجهها الوضاء بسعادة ثم جذبها صوب الدرج يصعدان الى الاعلى سارت خلفه بخطوات مرتعشة تغزو السجادة الحمراء الثمينة وأول ماشاهدته أمامها كانت صالة أخرى عصرية نوافذها الزجاجية العملاقة تظهر الأضواء البعيدة باستحياء .. ظلت مشدوهة من جمال اثاثها الثمين المتميز .. وبجوارها غرفتين .. جذبها خلفه وفتح باب احدى الغرف كانت تحمل هي الاخرى أثاث عصري راقي جدا بستائرها البيضاء المتدلية على الأرض .. بهرت بجمالها .. وتسأءلت ربما خطيبته من اختارت الاثاث على ذوقها يبدو باهض الثمن وانيق ذو طابع حميمي ..

مرارة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن