الفصل للخامس

667 74 20
                                    

هرول يمان في ممر المستشفى يبحث عن قسم الطوارئ فبرغم من أن والدة رشا قد طمئنته لكنه لم يستطيع ان يهدأ حتى يطمئن عليها بنفسه .. اندفع نحو غرفتها رغم اعتراض الممرضة أدار رأسه الطبيب بملامح جامدة..

لتقول رشا بخفوت ..

" يمان كريملي .. خطيبي .. "

ابتسم الطبيب له معتذرا ثم اكمل فحص يدها بينما يمان يتطلع اليها بقلق بعد أن انتهى الطبيب من الفحص هتف قائلا :

" الحمد لله التحاليل كلها سليمة هناك كسر في اليد اليسرى وبعض الرضوض في اليد اليمنى والساق .. سأكتب لها أدوية لتخفيف الألم .. يمكنها مغادرة المستشفى ... "

تركهما الطبيب متمتما بالحمد لله على سلامتها اومأ له يمان برأسه فاستدار الى رشا التي بلعت ريقها بتوتر ...

" حبيبي عدت مبكرا من سفرك ... من أخبرك ..!! "

" أخبريني كيف حدث هذا .. وماذا كنت تفعلين في سيارتك في ذلك الوقت المبكر من الصباح .. "

غمغمت بارتباك وهي تخفي شعور الخوف الذي استوطن قلبها فجأة عند رؤيته أمامها ..

" تشاجرت ثانية مع والدتي وغادرت المنزل .. كنت منفعلة جدا ولم اركز على الطريق ثم انحرفت سيارتي وحدث ماحدث ولم اشعر بنفسي إلا وأنا هنا في المشفى بعدما دخلت في حالة إغماء ... "

تفحص وجهها بأسى متذكرا زواجه بأخرى .. شعر بغصة في جوفه رافضا فكرة الاعتراف لها .. امتدت يده تلمس يدها بحنان ولكن فجأة ابعد يده وكأن تيار كهربائي ضرب فؤاده .. ارتجف جسده متذكرا زوجته استقام من مجلسه وهو يقول ...

" سنغادر الان سأطلب الممرضة لكي تساعدك ... "

نظرت اليه مستفهمة لا تعرف سبب تغير ملامحه وابتعاده عنها فجأة نفضت تلك الافكار من رأسها ثم اعتدلت تجلس فوق الفراش متاوهة بألم ..

×××××××××××××

بعد أسبوع عادت سحر الى روتين حياتها اليومي ... لم تكن تشعر تجاه عائلة زوجها إلا بالأمتنان .. رغم قبضة الخوف الباردة التي تعتصر قلبها من أيامها القادمة .. تطلعت الى صورة سليم الموضوعة فوق المنضدة .. تنهدت بحزن ثم أغمضت عينيها بأسى .. كانت تخيط أحلامها .. لم تتمنى سوى حياة بسيطة برفقة زوجها سليم .. وتدوم سعادتهما .. لم تتوقع بأن تكون رحلة سعادتهما قصيرة .. قصيرة للغاية ... إنها دنيا .. دار إبتلاء كما كان يردد دائما والدها رحمه الله .. لقد كافح سليم لأجلها .. حارب مرضه ليزودها بالحماية والحنان .. رسمت ابتسامتها حينما فتحت عينيها تنظر من جديد إلى صورته الحبيبة وملامحه الطيبة ... رفعت كفها تمسح دمعتها ... فقد تركها سليم ورحل .. وهاهو زوج جديد يلوح في الأفق .. إبن آخر لعائلة الكريملي قد أصبح نصفها الثاني .. مذهولة هي من قدر الله وتصاريفه ..
ربما مغادرة يمان في أول صباح من زواجهما كان شيئا جميلا ومريحا بالنسبة إليها .. وخاصة عندما أخبر والده بأنه سيتركها تعيش معهم وسيزورها في عطلة نهاية الأسبوع ... ارتسمت الفرحة على وجهها .. فعدم وجوده بقربها يشعرها بالراحة .. ولكن .. إلى متى ستظل تحمل إسمه .. لن تتحمل أن يدوم هذا الزواج طوال حياتها .. فهو خاطب وسيتزوج قريبا فله حياته الخاصة كما أخبرها .. لم يفكر لأجلها .. ماذا عنها هي ... ماذا عن احتيجاتها كأنثى ..
أغمضت عينيها من جديد تبتلع هواءا إنحشر بين غصاتها فاختنقت به ولم تجد منفرجا له سوى بدمعتين حزينتين انهمرتا فوق وجنتيها .. لم تعرف تنفيذها وصية سليم صواب أم خطأ .. وهل هناك صواب في كل هذا الجنون الذي وافقت عليه وأيدته ..

مرارة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن