هذه القصة فيها الكثير من التحديات
هناك لحظات جميلة واخرى ستحبس
الانفاس
💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗
رن الهاتف عدة مرات ظل يرن طوال النهار اصوات اتصال واصوات وصول رسائل كل ذلك الضجيج ولم تحرك سارة رأسها من مكانه حتى أنها لم تتعب نفسها بالالتفات الى هاتفها الموضوع على الطاولة العاجية التي بجانب السرير ظل الامر على ما هو عليه الى أن حل المساء اصبحت الغرفة معتمة ولا تزال سارة تحتل وسط السرير وتغوص بين اغطيته سمعت صوت الباب ثم جرس الباب الذي استمر بالرنين هذا الصوت الذي يشبه الناقوس في الرأس هو فقط ما جعلها تحرك جسدها رمت الاغطية البيضاء بعيدا عنها وهي تزفر وتطلق شتائم غير مفهمومة من بين اسنانها المطبقة استقامت بجسدها المثقل الذي لم يساعدها فشعرت بدوار ونحول ارادت السقوط مرة اخرى على ذاك السرير لكنها استجمعت بعض قواها وتحركت نحو الباب وهي تضع غطاء الكنزة التي كانت ترتديها فوق رأسها فتحت الباب لتدخل ايملي بسرعة وهي تصرخ بصوت عالي : اذن انت حية ولم تموتي تبا لك يا سارة والدتي كانت ستجن انها تتصل بك منذ الصباح لم تتجاهليها ؟
نظرت اليها سارة بعينين غائرتين ووجه شاحب كالاموات وهي تضع يديها في جيوب كنزتها ولم ترد عليها
ايملي: اذن قررت مواجهة الامر هكذا بالهروب لا اعرف اذا كان هذا هروبا اسميه انت في هذا السرير منذ متى ها يوم اثنين هل تناولتي وجبة واحدة على الاقل انظري الى حالتك تبدين كالمشردين .
سارة: رأسي يؤلمني هل جئت الى هنا لتوبخيني؟
اطلقت زفرة من فمها وهي تضع اصبعيها فوق صدغها
ايملي: انا لم اتي لتوبيخك بل لجعلك تستعيدين حياتك.
سارة: انا اعيشها اليس ذلك كافيا.
ايملي: هل الامر يستحق حقا ، هل كان ذلك الخائن يستحق ان تقتلي نفسك ببطئ من اجله.
اطرقت سارة رأسها وهمست: ليس من اجله.
ايملي: اذن ماذا لقد اهملت عملك وحياتك والان اسرتك لم تعودي تتواصلين مع اصدقائك والدتك وحتى انا اختك واقرب الاشخاص اليك.
جلست سارة على احدى الكنبات دون ان ترفع رأسها اقتربت اميلي وامسكنت بيدها: يا فتاة انت لست اول امرأة تتم خيانتها ولست اول واحدة يكسر قلبها تمالك نفسك هنالك اشياء كثيرة بأنتظارك وحياة حافلة حاولي ان تجدي شيئا يشغلك يجعلك مستمتعة .
سارة: سأفعل.
ايملي: عديني
سارة: سأحاول
ايملي: عديني بذلك
سارة: اعدك.
ايملي وهي تقبل رأس اختها الصغرى: دعينا نطلب بعض الطعام ونتناوله معا يبدو انك لم تتناولي شيء منذ مدة وجهك يدل على ذلك.
في صباح اليوم الثاني ذهبت سارة لزيارة والدتها التي اخذت تتحدث دون توقف ما بين توبيخ وعتب وخوف على صغيرتها ثم اعدت لسارة فطيرة الكرز التي تحبها كثيرا تناولت الشاي مع والدتها وغادرت بعد ذلك كانت تهيم على وجهها في الشارع لم تكن هنالك وجهة معينة تذهب اليها وفي احدى الشوارع المكتضة بالمطاعم شاهدت حبيبين يمسكان بأيدي بعض توقف الرجل واشترى لحبيبته زهرة حمراء كان ذلك المشهد مألوفا فقد عاشته من قبل مع مايكل لقد ثضت معه ثلاث سنوات كان يحبها كثيرا لكن يبدو ان ذلك الحب لم يكن كافيا ليبقى معها او قد تكون احبته اكثر مما ينبغي لذا خيل اليها ان حبه ابدي الى ان اكتشفت في احد الايام خيانته مع احد الموظفات في شركته لقد تركها مباشرة عندما واجهته كأنه كان ينتظر تلك المواجهة لم يكن يخاف فقدانها انتهى الامر في يوم واحد لم يأتي بالتدريج بل كان مباشر ومؤذي في ساعات قليلة تهدمت احلام سارة في بناء اسرة وبيت مع مايكل احلام وخيالات عاشتها لثلاث سنوات اخذ مايكل اغراضه وغادر بسرعة واختفى تماما، سمعت صوت احدى السيارات لتعود الى رشدها وتبتعد عن الطريق اعتذرت الى السائق كثيرا الذي غادر دون حتى ان ينتبه لها لم كانت تعتذر لا تعلم لا احد يعلم كل ما تفعله يبدو عشوائيا وغير منطقي عادت الى شقتها وهي تحمل معها صندق من الجعة وضعت الزجاجات في البراد واخرجت هاتفها اخذت تتصفح فراحت تدخل في حساب مايكل لكنها لم تجده بحثت اكثر ولم تعثر على اي نقكة اتصال يبدو انه قام بحظرها من جميع حساباته الاجتماعية نزلت تلك الدموع بغزارة شعرت ان شيئا يعتصر قلبها حتى كاد يخلع من مكانه صرخت بصوت عالي وهي تبكي وبعد لحظات قامت بمسح تلك الدموع باطراف كنزتها وراحت تتصفح في اشياء اخرى لقد كانت تحاول الابتعاد عن كل ما يذكرها به تصفحت كثيرا كانت جميع المقترحات هي عبارة عن فنادق سياحية وشركات وحجوزات طيران لانها كانت تنوي ان تذهب مع مايكل برحلة في ذكرى مرور ٣ سنوات وبدأت بالبحث عن اماكن جميلة ضحكت ساخرة من نفسها وافكارها وحماقتها وقبل ان تغلق الهاتف خرجت امامها صورة لجبل ابيض وهناك بعض الماعز حقول خضراء كان شيئا مريحا جدا فقط النظر اليه يجعلك تشعر بالهدوء والراحة راحت تدخل وتبحث من مكان الى اخر ولينتهي بها المطاف بحجز غرفة في احد تلك الاماكن التي تشبه الفنادق الصغيرة كوخ لطيف يديره زوجان عجوزان في مكان بعيد جدا اجل هذا ما كانت سغرة بحاجة اليه الهروب الى مكان هادئ لاستعادة نفسها وخوض تجربة جديدة ،
في اليوم الثاني ذهبت الى بيت والدتها واخبرتها انها ستذهب برحلة الى شمال اوربا تحديدا ايسلندا
نظرت والدتها اليها بعدم راحة: هل انت متأكدة من ذلك؟
سارة: اجل ستكون مغامرة استشفاء
ايملي: حسنا اذا كان ذلك ما تريدينه فأنا معك لكن هل ستذهبين لوحدك؟
سارة: اجل ، اشعر بالحماس لذلك لم اذهب برحلة الى دولة اخرى من قبل.
بسبب حماسها ذاك وافقت عائلتها برحابة على سفرها كان الجميع يرجو ان تكون تلك الرحلة نقطة لتغيير حياتها وهذا هو بالفعل ما حصل.
بعد مرور اسبوع كانت سارة قد حجزت تذاكرها وعدت جميع حقائبها ارتدت ملابس ثقيلة بسبب برودة طقس الشتاء خاصة ان الوقت كان نهاية العام في ديسمبر المثلج ودعت والدتها واختها ايملي عند باب عمارتها وتوجهت في سيارة الاجرة نحو المطار ، انتظرت موعد طائرتها اخرجت الكتاب الذي احضرته معها كان قطار الليل الى لشبونة كانت رواية للبحث عن الذات رحلة تشبه رحلتها
سمعت صوت نداء اخذت حقيبتها وتوجهت نحو الطائرة كانت رحلة طويلة نوعا ما فقد شعرت بتيبس ساقيها رغم انها نامت نصف الوقت لكن لم تكن الرخلة بتلك الراحة بسبب الرجل الذي كان يجلس بجانبها واخذ يشخر لساعات حتى انها تخيلت ان تسد انفه وتخنقه طردت تلك الافكار من رأسها وهي تضحك منها حطت طائرة سارة في المطار وعند اكمال اوراقها خرجت لتلفحها ريح باردة جدا في وجهها اخرجت من حقيبتها لفاف صوفي وغطت به رقبتها ونصف وجهها نظرت الى الشارع ليتوقف بسرعة امامها سيارة اجرة
سارة: مرحبا اود الذهاب الى هذا العنوان واعطته الورقة .
وضع سائق الاجرة حقائبها في صندوق السيارة وانطلق بها نحو المدينة حيث الفندق الذي قامت بحجزه لليلة واحدة كانت بسيطا جدا وهادئا وضعت حقائبها في الغرفة ونزلت الى الاسفل لتسأل موظفة الاستقبال: اين اجد مطعم جميل وهادئ هنا .
كتبت موزفة الاستقبال اسماء بضع مطاعم وعناوينها ايضا مرفقة بمعلومات مفصلة عن كيفية الوصول اليها عبر المترو او سيارات الاجرة او الحافلات .
سارة: شكرا لك.
راحت سارة تتجول في المدينة وتتعرف الى اشياء جديدة لم تكن تعرفها ثم استقلت احدى الحافلات لتاخذها الى الشارع الذي فيه احد المطاعم .
كان طابع المكان ريفيا بأثاث خشبي غامق جاءت امرأة بدينة في الاربعينيات واخذت طلبها ثم عادت بعد وقت بصحن فيه قكعة لحم مع صوص وبعض البطاطا المقلية وشراب الكولا اخبت سارة الطعام كثيرا كان شهياً شعرت انها لم تأكل منذ مدة طويلة وكأن تلك الوجبة هي منتهى الرفاهية لها قررت بعدها تناول القهوة لعلها تشعر ببعض الدفء ثم عاودت الرجوع الى الفندق حيث غاصت بنوم عميق بعد تعب تلك الرحلة في صباح اليوم الثاني اتصلت بوالدتها واخبرتها انها ستتوجه الى احد الاماكن التي فوق الجبال لذا قد لا تتواجد شبكة او لا تكون قوية اخذ حقائبها ثم ذهبت الى مكان تأجير السيارات وتزودت بخريطة متوحهة الى مكان قضاء رحلتها قادت لساعتين متواصلتين ثم توقفت عن احد المطاعم على الطريق كان المكان هادئ لا يوجد فيه سوى عجوزان اثنان يبدو انهما يتكلمان عن المواشي بعد وجبتها توحهت نحو النادلة
سارة: معذرة هل انا على الطريق الصحيح اود الوصل الى هذا المكان .
نظرت الى الخريطة ثم هزت رأسها: اجل سوف تكملين هذا الطريق ثلاث ساعات ثم تأخذين هذا المنعطف وتواصلين القيادة ساعة ونصف اخرى الى ان تصلي .
سارة: شكرا لك .
خرجت سارة من المطعم ونظرت نحو السيارة وتنهدت: تبا يبدو ان الامر سيكون مرهقا.
اخذت تقوظ سيارتها السوداء الصغيرة وفقا للخريطة وفي كل ساعة تقف قليلا لتريح جسدها وتاكل بعض الاشياء الخفيفة قامت ايضا بالتقاط الكثير من الصور الجميلة لمناظر خلابة ، كانت الليل بدأ يحل عندما وصلت سارة الى المكان الذي ستقيم فيه خرج لاستقبالها الرجل العجوز السيد ادامز صافحته وشكرته لمساعدتها اخذ حقيبتها وتوجه الى الداخل حيث تبعته كان المكان رغم صغره لكنه مريح جدا رحبت زوجة العجوز بها ايضا
العجوز: اتمنى ان تكون رحلتك سهلة ولم تواجهي صعوبات.
سارة: لا كل شيء كان بخير فقط ان الطريق كان طويلا.
السيدة العجوز: ادعى مارثا نادني بذلك.
سارة: شكرا لك سيدة مارثا.
السيد ادم: سأقوم بوضع حقائبك بغرفتك .
سارة: اجل سأتي معك .
كانت الغرفة صغيرة تحتوي سرير ودولاب صغير خشبي ومرآة طويلة فقط .اخرجت سارة بعض الملابس من حقيبتها وراحت تبحث عن الحمام لتقوم بالاستحمام من اجل ارخاء عضلات جسدها المتيبسة استغرق استحمامها وقتا طويلا خرجت منتعشة بعد ذلك توجهت نحو صالة الكوخ الرئيسية حيث كانت السيدة مارثا قد اتمت صنع العشاء تناولت سارة بعض الصحون وسكبت بنفسها الطعام وراحت تلتهمه اخذت تتحدث اليها مارثا عن المكان وما يمكن ان تفعله هنا لكن قاكعهم صوت رجل جاء من الداخل وهو يصرخ: سيدي سيد ادم لم لا توجد مياه حارة هنا انا اتجمد .
هرع العجوز اليه معتذرا وراح يغير الانابيب يقفل ويفتح غيرها ثم عاد الى زوجته
مارثا: ماذا يحدث.
ادام: السيد مايلز كان يستحم عندما نفذ الماء الساخن لكن قمت بتحويله على السخان الاخر.
سارة: يبدو اني قمت باستهلاك الكثير من المياه اعتذر.
مارثا: لا عليك هذا شيء شائع لدينا هنا.
سارة: هل لديكم نزلاء كثيرون؟
مارثا: لا انت والسيد مايلز فقط وايضا هناك رجل اخر قام بالحجز لم يأتي الى الان.
عند خروج السيد مايلز من الحمام تفاجئ بوجود سارة في الصالة قام بالترحيب بها
مايلز: مرحبا كيف حالك هل انت هنا لوحدك؟
سارة: اجل
مايلز: هذا غريب لا تأتي النساء الى هذه الاماكن لوحدها، هل تقومين بتصوير شيء ما؟
سارة: لا جئت فقط للاستجمام والراحة.
مايلز: رائع هل هذه المرة الاولى لك.
سارة: اجل لم ازر المكان من قبل.
مايلز: اما انا فهذه المرة الثالثة انا اقوم بالاستكشاف وعمل افلام وثائقية عن الاماكن هذه.
سارة : رائع
راح مايلز يتكلم ويتكلم دون توقف وسارة تحاول مجاملته بكلمات رائع نعم جيد مثير للاهتمام وهي تقاوم اغلاق عينيها بسبب النعاس
اخذت قدح نبيذ وراحت تقوم بتحميل ما صورته الى حاسوبها الشخصي ومايلز لا يزال يتحدث ويتحدث عندما فتح الباب ليطل رجل طويل القامة يرتدي ملابس ثقيلة ويلف وجهه بوشاح صوفي اسود كان حذائه الطويل مغطى بالطين وقف عن الباب وراح يعتذر كانت لهجته واضحة انه من مكان بعيد توجه اليه السيد ادم وهو يخبره ان يدخل
قام الرجل بنزع حذائه وتركه في الخارج راح مايلز يرمقه بنظرات فضول اما سارة فعادت الى ما تقوم به توجه الرجل نحو الداخل والقى التحية : مرحبا انا ادعي جيون جونغكوك
وهو يقول اسمع خلع الوشاح الثقيل ليبدو ذلك الوجه الصغير بشكل ملفت راحت سارة تنظر اليه بفضول اكبر من مايلز ابتسامته المشعة كانت قادرة على اذابة جميع الجليد الذي في الخارج
مايلز: مرحبا انا ادعى مايلز وهذه سارة .
جونغكوك: اهلا بكما.
ادام: دعني اخذك الى غرفتك سيدي.
جونغكوك: نادني jk فقط.
ضحك السيد ادامز وهو يردد: jk اسم مميز.
عادت سارة الى غرفتها بعد تعبها الشديد وغطت بنوم عميق لكن تلك العيون المدورة كالبندق راحت تلاحقها في نومها بشكل عجيب الى ان استيقظت لتسمع بعض الاصوات في الخارج .
أنت تقرأ
ندفة ثلج ❄️
Mystery / Thrillerبعد خروجها من علاقة مدمرة تقرر الذهاب برحلة أستشفاء لكن الرحلة تنقلب الى صراع من اجل النجاة ودخول لعالم خفي تحكمه قوى ظلامية هل ستجد منقذها في ذلك العالم أم انها ستكون كبش الفداء. مكتملة