مدينة الحب

21 3 5
                                    

شعرت سارة بألم مدمر في رأسها حاولت فتح عينيها بصعوبة تخلل الضوء الساطع الى حدقتيها وضعت يدها فوق رأسها لتجنب الضوء نظرت حولها لم تتعرف على المكان الذي هي فيه حاولت النهوض لكن شيء منعها كان رأسها ثقيلا لذا سفطت فوق الوسادة من جديد ظلت تنظر الى السقف الخشبي الذي امامها شعرت كأن المكان يتحرك بها لم تعرف ان كان ذلك صحيحاً ام انها لا تزال تشعر بالدوار بعد مضي الكثير من الوقت قررت النهوض ومعرفة ما يجري كل ما تذكره هو نظرات اوغست المشتعلة امامها حاولت الوقوف لكن الارض لم تكن ثابتة انها تتموج تحت اقدامها تقدمت الى باب خشبي صغير وفتحته من الواضح ومما رأته انها كانت في قارب او يخت لكن كل شيء يبدو فخماً صعدت درجات سلم ازرق صغير فضربت وجهها رياح منعشة محملة برائحة السمك والبحر عرفت الان لم كانت تشعر بالدوار ان البحر لا يلائمها يتسبب لها بالدوار دائماً كانت على وشك السقوط لكنها رمت نفسها على المقعد الجلدي الذي امامها سمعت صوته الذي كانت تتمنى ان لا تسمعه مرة اخرى يتحدث معها
اوغست: اذن استيقظتِ ظننت انك في غيبوبة ولن تستيقظي ابداً.
سارة: اين انا؟
اوغست: نحن على قاربي في عرض البحر .
سارة: اعرف ذلك الى اين تأخذني؟
اوغست: برحلة روحانية ستجعلك تعودين لوعيك.
سارة: لا احب التواجد في البحر هذا يؤلمني ويجعلني مريضة.
اوغست:لا تقلقي السيد اندرو من افضل البحارة سنصل الى اليابسة بسرعة.
سارة: لا ارى احدا اين السيدة سوزان
اوغست: لا تأتي السيدة سوزان معي في هذه الرحلات.
سارة: واليانا؟
اوغست: انها معاقبة بعدم رؤيتي لشهر كامل ستبقى في ايطاليا.
سارة: هي من هاجمتني؟!
اوغست:احب روحها الوحشية لكنها احيانا تتمرد كثيرا لا تخافي لن تفعلها مرة اخرى.
وضعت سارة رأسها على المقعد تحاول التخلص من الدوار اقترب اوغست منها وناولها كأس عصير بلون احمر
اوغست: اشربي هذا سينعشك .
نظرت الى ما في يده بتقزز ولم تأخذه
اوغست: انه عصير فراولة
سارة: هل انت من صنعته؟
اوغست: سأبهرك بأني اعرف الكثير من الامور.
سارة: لن اشربه لا اريد شيئاً مسته يداك.
تراجع اوغست الى الوراء وهو يقول: حسنا كما تحبين. دون اكتراث منه جلس امامها ووضع ساق فوق اخرى وراح يقلب في هاتفه
اوغست: اتعرفين لا اعرف لم البشر يشمئزون منا او يكرهونا وحتى عندما يقوم احدكم بفعل سيء يوصف بالشيطان الى الان لم تقم الشياطين بما يفعله البشر انتم تفوقونا قسوة.
ضحكت سارة بأستهزاء: تههه لن يغير ذلك كونك شيطان يحب تعذيب الاخرين.
اوغست: لم اجبر احدا على فعل شيء جميعكم تأتون الي لحل مشاكلكم.
سارة: وجونغكوك هل جاء اليك ايضا.
اوغست: انه مميز ستكتشفين ذلك لو عاشرته كثيرا كان يمكن ان يكون كخليفة لي او تابع مميز فهو يملك مواهب كبيرة.
سارة: جونغكوك لديه قلب طيب وقد جرح كثيرا بسبب فقدانه عائلته وانت قمت بأستغلال ذلك انه ليس مثلك.
اوغست: هل اخبرك كيف فقد عائلته؟
سارة: اجل بحادث غرق .
اوغست : انا متأكد انه لم يخبرك كامل القصة ، لقد غادرت زوجته المنزل مع طفلتها هرباً منه كان جونغكوك سكيرا بشكل يومي لا يفيق ابداً واخذ يؤذي زوجته لانها كانت تحاول دائماً التخلص من زجاجات الشرب خاصته وفي تلك الليلة قررت الهروب منه وعندما عاد ولم يجدها لم يحرك ساكناً ولم يتصل بها حتى وانتهى بعائلته الخروج من الجسر وسقوط السيارة في النهر ، من ملامح وجهك اعرف الان صدمتك لقد احببت شخصاً لا تعرفيه لقد اخبرتك انك ساذجة.
سارة:قد يكون ما قلته صحيح لكنه تغير لقد انقذ حياتي.
اوغست: لا اعرف لم فعل ذلك الى الان لا يوجد فيك شيء مميز لكن سنكتشف ذلك لاحقا لدينا الكثير من الوقت.
ادارت رأسها نحو البحر كارهة ان يذكرها ان عليها قضاء الايام القادمة معه.
بعد عدة ساعات كانت سارة تجلس بعيدا عن اوغست محاولة تجنبه لكنه جاء اليها ومعه صحني طعام وضعه امامها على الطاولة : هيا كلي انه جيد الطبخ.
سارة: لا اريد
اوغست وهو يضع في فمه قضمة: اممممم انه لذيذ لا تخافي اندرو من طبخه لست انا.

ندفة ثلج ❄️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن