❄️عاصفة❄️

41 5 4
                                    

صوت ثغاء خروف صغير قادم من الخارج فتحت سارة الستارة قليلا كانت اشعة الشمس تنعكس على الثلج الذي يحيط بالبيت وهناك خروفان صغيران يركضان حول المكان توقف احدهما ونظر الى وجه سارة الناعس ثم راح يركض مبتعدا
سارة: هل اخفته بسبب شعري المنكوث ، همممممم
قامت بمط جسدها يمينا ويسارا للتخلص من اثار التعب والتشنجات نهضت من سريرها وتناولت فرشاة الاسنان ومنشفتها وتوجهت نحو الحمام غسلت وجهها واسنانها ثم عادت واردت بنطال اسود مبطن لكي يضمن لها الدفء وقميص قطني ثم كنزة صوفية ثقيلة رفعت شعرها الذهبي وربطته بأحكام نظرت في المرأة وهمست لنفسها: تبدين مستعدة الان لكن يبدوا ان شيئا ينقصني فتحت حقيبة صغيرة واخرجت احمر شفاه بلون هادئ ووضعت منه القليل ثم عاودت التحدث مع نفسها: الان هذا افضل .
راحت تضحك من تصرفها كانت في داخلها تفكر ان عليها الظهور بمظهر حسن امام ذلك الرجل لا تعلم لما لكنها منجذبة اليه .
خرجت من غرفتها وتوجهت نحو الصالة كان الجميع قد بدأ بتناول الفطور
سارة: صباح الخير
مايلز: صباح الخير عزيزتي
نظرت بأستغراب وعدم رضا اليه تحدثت مع نفسها: كم هو فظ لم يكلمني بهذه الحميمية هل انا صديقته ولا اعلم كم هو لزج بشعره المنكوث هذا .
رد السيد جونغكوك والعجوزان ايضا
مارثا: تعالي هنا سأحضر لك صحنا.
سارة: شكرا لك
جلست امام المدعو جونغكوك مباشرة لكنه لم يرفع رأسه حتى ظل يأكل بنهم في صحنه وعندما رفع رأسه نظر نحو السيد ادامز وسأله: الى اين سنذهب اليوم.
ادامز: سنتسلق الجبال القريبة من هنا لن نبتعد غدا سنذهب الى البحيرة انها جميلة جدا ستعجبكم كثيرا.
لم تتناول سارة فطورها اكتفت بقضمة واحدة وكوب قهوة
مارثا: سارة الم يعجبك الطعام هل اصنع لك شيء اخر .
سارة: لا لا انه جيد لكن اشعر بالامتلاء منذ وجبة البارحة اكلت كثيرا.
مايلز وهو يستعرض معلوماته التي يعرفها: سارة هناك منظر رائع في القمة عندما نصل سألتقط لك صورا كثيرة لتضعيها في البوم رحلتك.
سارة : شكرا لك
اما جونغكوك فقد ارتدى معطفه الاسود المبطن الطويل ووضع قبعته الصوفية فوق رأسه وخرج لمحته سارة يداعب رأس كلب ما يبدو انه كلب السيد ادامز خرجت سارة ووقفت بجانبه : ما اسمه؟
جونغكوك: لا اعلم لقد جاء الى هنا فجأة اسألي السيد ادامز.
استدارت سارة وعادت الى الداخل وهي تشعر بالبرد لانها لم ترتدي معطفها وراحت تهمس لنفسها: كم هو فظ لم يتصرف هكذا كأنه يتجاهلني تبا انا افكر اكثر من اللازم علي الاستمتاع بوقتي فقط هذا هو الغاية من هذه الرحلة .
بعد نصف ساعة كان الجميع في الخارج عدا مارثا التي بقيت لتحضر لهم وجبة العشاء
السيد مايلز: هل انتم مستعدون؟
صرخ مايلز بقوة وهو يحمل كاميرته اما سارة فأكتفت بالتلويح بخجل وهي تقول : ياااااي
اكتفى السيد الغامض بالابتسام فقط تبع الثلاثة السيد ادامز في تسلق الجبال في اول الامر كان مايلز يلتصق بسارة ويتحدث عن رحلاته السابقة ويسأل الكثير من الاسئلة عن حياتها كانت تحاول سارة التملص منه وعدم اجابته لكنه كان بطيء الفهم او لا يريد ان يفهم اما جونغكوك فقد بقي يساير خطوات السيد مايلز السريعة كان يحفظ المكان ورغم كبر سنه لكنه افضل منها ومن مايلز بالتسلق راحت خطوات سارة تتباطئ وتتباطئ اما مايلز فقد كان يقفز هنا وهناك ويقوم بالتصوير ثم فتح حقيبته واخرج كاميرا اخرى وراح يلتقط الصور ثم التقط صورة لسارة مما جعلها تصرخ: ارجوك لا اود التقاط الصور الان لا تقم بذلك .
قفز مايلز امام حونغكوك والسيد ادامز والتقط صورة اخرى ثم صرخ بكلماته الى سارة التي كانت بعيدة عنهم بسبب بطئ حركتها : لا تقلقي انستي سأقوم بأرسالها اليك فقط ارسلي لي عنوان بريدك الالكتروني .كانت هذه الكلمات كفيلة لجعل السيد جيون يدرك ان سارة لا تعرف السيد مايلز وانهما ليسا معا كما كان يظن.
اخذ الجميع يسلكون طريقهم الى الاعلى لكن سارة اصبحت انفاسها ثقيلة وساقاها ترتجفان لذا جلست على صخرة قريبة كانت الارض تحت قدمها طينية لم يغطها الثلج بالكامل اخذت تجر انفاس عميقة وتحبسها كي تستعيد قوتها عندما شعرت ان ظلال ما تخيم فوق رأسها وتمنع خيوط الشمس رفعت رأسها لتجد السيد جونغكوك فوق رأسها وهو يمد يده بزجاجة عصير
جونغكوك: اشربي هذا يمكنه ان يمدك بالطاقة.
اخذت سارة الزجاجة من يده وهي تقول: شكرا لك اسفة لاني اقوم بتأخيركم.
جلس جونغكوك بجانبها فوق الصخرة: لا بأس نحن هنا للاستمتاع بوقتنا ورؤية شيء جميل اليس كذلك .
هزت سارة رأسها وهي تنظر الى الافق والجبال المكتسية بالرداء الابيض الناصع
سارة: كم هذا جميل
جونغكوك: اجل انه منظر رائع .
سارة: دعنا نكمل طريقنا.
اخرج جونغكوك حلوى ومكسرات من حقيبة الظهر خاصته : اختاري ماذا تحبين ان تأكلي انت لم تتناولي فطورك هذا ما يجعلك متعبة .
مدت يدها نحو الحلوى فما كان من مايلز الا ان يظهر من العدم ويختطف المكسرات من يد الرجل الذي راح ينظر بتعجب
مايلز: انا اشعر بالجوع ايضا شكرا لانك فكرت بأحضار هذه الاشياء.
نظرا سارة وجونغكوك الى بعضهما بتعجب رفع جونغكوك كتفيه كنوع من ما بال هذا الشخص ثم عاد لحمل حقيبته والسير لكن بخطوات صغيرة تساير خطوات سارة التي اصبح انفها احمر لم يكن يظهر من وجهها سوى عينيها الزرقاوين وانفها الاحمر ذاك
جونغكوك: هل قمت من قبل بتسلق الجبال؟
سارة: لا هذه المرة الاولى، انها المرة الاولى لي بخوض رحلة لوحدي.
جونغكوك: الم تجدي رفيقا يشاركك المغامرة؟
سارة: انا فضلت المجيء لوحدي انها رحلة استشفاء هكذا اسميها.
جونغكوك: فهمت
سارة : وانت هل قمت بذلك من قبل؟
جونغكوك: اجل لقد زرت بعض الدول انا اسميها رحلة استكشافية .
سارة: عن ماذا تبحث ؟
جونغكوك: لا اعلم شيء لم اجده الى الان.
لم تجب سارة ولم تكثر اسئلتها فقد لاحت امامها ملامح شخص محطم او ضائع وحطامها كان يكفيها تماما لا تود التورط مع شخص مثله انها تحتاج للاشخاص الايجابيين في حياتها كمايلز ثم نظرت اليه وهو يقوم بالتصوير وتراجعت عن فكرتها : لا ليس كمايلز .
بعد المشي المطول لمدة ساعتان متواصلتان وصل الاربعة الى قمة احد الجبال راح مايلز يستنشق الهواء البارد ويزفره ثم يصرخ بقوة اما سارة فجلست فوق الجليد رغم برودته لكنها كانت متعبة اخرج جونغكوك علبة طويلة تبدو كحافظة مشروب ساخن وصب في غطائها بعض القهوة وناولها اليها
سارة: يبدو انك جئت مستعدا .
جونغكوك: عليك فعل ذلك المرة القادمة.
اخرج هاتفه والتقط بعض الصور ثم وضعه في جيبه مرة اخرى استمتع الجميع بتلك المناظر وراح مايلز يلتقط الصور لسارة ثم قذف بعض كرات الثلج عليها فما كان منها الا ان تردها اليه ركضت خلفه هنا وهناك ضحكت بطريقة هستيرية كأنها لم تضحك منذ مدة طويلة او هذا ما حدث بالفعل فمنذ رحيل مايكل هي لم تضحك هكذا ولم تستمع بوقتها منذ زمن بعيد حتى عندما كان مايكل معها كان كل شيء روتينياً يغلفه الملل.
بدأت السحب تتكاثف وتتقدم نحوهم فما كان من السيد ادامز الا اعلان موعد العودة كان طريق العودة والنزول اسهل بكثير وليس مرهقا وصل الجميع الى الكوخ فكانت مارثا بأنتظارهم وقد اعدت الكثير من اصناف الطعام المحلي في المساء وبعد الانتهاء من العشاء قامت سارة بمساعدة السيدة مارثا في غسل الاطباق ثم اخذت كتابها لتقرأ فيه اقترب جونغكوك بشعره المبعثر فوق جبينه وهو يضع يد في جيب بنطاله والاخرى يحمل كأس نبيذ : كتاب جيد انه يشبه رحلتك الاستشفائية.
سارة: الى الان انا اشعر بالفضول للمزيد من الاحداث اشعر بأن القصة تسير ببطئ.
جونغكوك: علينا احيانا التعمق في التفاصيل. لا تتعجلي.
وضع جونغكوك كأسه على الطاولة واخرج دفتر كبير ثم بدأ بالتخطيط كان يرسم شيء ما ارادت سارة ان تسأله لكنها فضلت الصمت وعدم التطفل.
ظهر مايلز من غرفته وهو يحمل حاسوبه المحمول معه وجلس بقرب سارة : ما هو عنوانك البريدي دعيني ارسل لك بعض الصور.
قامت سارة فتح بريدها فكانت هناك رسالة اخيرة لم تفتح من قبل مايكل بتاريخ قديم. نقرت فوقها فكانت
           عزيزتي الجميلة سارة سوف اتأخر في السفر سأعود الاسبوع القادم العمل كثير جدا لذا لان استطيع التواصل معك .
                          مع حبي مايكل

ابتسمت بسخرية هي حتى لم ترى هذه الرسالة كانت رحلته تلك بداية شكوكها نحوه بسبب اختفائه
سارة : تبا له.
نظر جونغكوك ومايلز اليها .
فرفعت رأسها معتذرة: اسفة اسفة لقد رأيت شيء قديم فقط .
مايلز: لا بأس يا فتاة اذا كان قديما فتبا له.
وراح يضحك اما جونغكوك فعاد الى خربشاته تلك.
على صوت رياح قوية في الخارج نظر السيد ادامز من النافذة ثم قال: يبدو ان هناك عاصفة ثلجية لكن لا تقلقوا بحلول الغد ستنتهي هذا يحدث كثيرا مع نهاية العام .
لم يهتم النزلاء بخبر العاصفة الثلجية كثيرا فلا احد يعلم مدى خطورة تلك العواصف وخاصة اذا كانت كتلك التي ضربتهم ، لم تنم سارة تلك الليلة بشكل جيد بسبب صوت الرياح نظرت من خلال النافذة كان الثلج يغطي المدخل بالكامل ليس كما كان صباحا فتحت باب غرفتها وتوجهت الى المطبخ لاعداد القهوة كانت الاضواء مطفئة ولم يكن سوى الكلب اشرو الذي ينام في الوسط تقدمت بخطى خفيفة وراحت تبحث في الدواليب عن مكان القهوة لكنها باءت بالفشل فقررت العودة لغرفتها كان المكان مظلما فاصدمت بشيء ما امامها انزلقت قدمها وسقطت الى الخلف فما كان من يديه الا ان تلتقطها كان وجهه قريبا منها ختى شعرت بأنفاسه الساخنة في وجهها
اعتدلت مبتعدة عنه: سيد جونغكوك هذا انت.
جونغكوك: كدت تسقطين لم تمشين في الظلام ؟
سارة: اردت شرب بعض القهوة لكني لم اجدها.
جونغكوك: هل تعانين صعوبة في النوم.
سارة : اجل الصوت في الخارج مخيف.
جونغكوك: دعينا نبحث عن القهوة اولا ثم نتحدث بما سنفعله عند انتهاء هذه العاصفة .
وجد الاثنان قهوة السيدة مارثا قام جونغكوك بأعدادها بنفسه ارتشفت سارة رشفة واحدة فأظهرت اعجابها بأبتسامة مشرقة في وجهها
جونغكوك: الجميع يقول اني اعد القهوة بشكل جيد.
سارة : انهم محقون. سيد.....
جونغكوك: نادني بأسمي فقط دعك من هذه الالقاب.
سارة : حسنا جونغكوك هل تظن اننا سنستطيع الذهاب الى البخيرة غدا.
جونغكوك: لا اظن ذلك ربما بعد غد او اليوم الذي يليه.
سارة: اود حقا رؤيتها لقد شاهدت الكثير من الصور لها وبسببها جئت الى هنا.
جونغكوك بابتسامة جعلت الدم يتصاعد الى وجه سارة: لا تقلقي ستشاهديها قبل عودتك.
استمر النزيلان بالتحدث طوال اللليل واستمر هطول الثلج بغزارة ايضا حتى اصبح الجو اكثر اضاءة لكن دون خروج اشعة الشمس.

ندفة ثلج ❄️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن