الفصل الثامن : الشعور السيئ

6 0 0
                                    

"الشعور السيء: حينما يتوق القلب لحلول الليل وينتهي الأمر بيوم مرير آخر"

أشعر بالإرباك عندما ينتظر قلبي بفارغ الصبر قدوم الليل، متوقعًا أن ينتهي به الأمر بيوم مُعيس آخر. ولكن عندما أستيقظ في بداية رحلة جديدة، أجد نفسي غارقًا في أحداث مؤلمة، وتعود تلك الأحداث لتروحني في ليالي الأرق، حيث تتكشف تفاصيلها المُرهقة لروحي المُحتضرة. أنا أمسك بقلمي لأكتب، وألاحظ رجفة أصابعي، بينما تنهمر دموع ساخنة بصوت يشبه الحان الحزن المستحكمة.

أشعر وكأنني طائر عالق بين صقور، أو ربما أنا محاصرة بين أشخاص سعداء، ولكنني أتواجد كشخص مكتئب بينهم. هذا هو شعوري اليوم مع الاكتئاب، وهو أحد أكثر الأحاسيس السيئة التي تُرهقني، حيث أشعر بالحزن في أحيان وبالسعادة المريرة في أحيان أخرى. يوم سيء يليه كتابة مرهقة، ثم فقدان الذات بشكل مرعب. وبعد تلك الأيام المُعيسة، يأتي يوم آخر أشعر فيه بالسعادة، ولكنها ليست سعادة مبررة، بل سعادة تجعلني أشعر بالتعاسة من الداخل. تتزايد أفكاري وكأن رأسي سينفجر، تفكير مرعب ومخيف ومتعدد للغاية، وأعيش نوبات من السخط الداخلي والهلوسات.

في ذلك الوقت، أدرك أنني لا أملك الإلهام والشغف لأجعل القلم يرقص على الورق، أرغب في تفريغ مشاعري المكبوتة والإرهاق. لذا قررت البقاء متأملاً مستقبلي الذي رسمته بعيني اليأس، وبدأت أضحك كثيرًا، أو بالأحرى أبكي لشيء رأيته بوضوح، تشاؤمي يستنزف طاقتي ويجعلني شخصًا مرهقًا جدًا.

ذهني مليء بشخصيات متعددة تلتبس بها لعدة أيام، وبعد ذلك أتحول تمامًا إلى حالة من الاكتئاب. يشبه الأمر تشغيل فيديو تكراري في ذهني. هذه هي حياتي المريرة، حياة مليئة بالألم.

أدرك أن لديَّ شخصياتٍ مختلفة تتصارع في داخلي، شخصية الحزن الذي يسيطر على اللحظة الواحدة ويعكر صفو الحياة، وشخصية الغضب التي تتجاوز دفاعاتي وتجرح من حولي، وشخصية الفقدان التي ترتبك وتشعر بالضياع في هذا العالم المظلم.

أحيانًا، يبدو الألم لا يحتمل، ويتسلل إلى كل خلية في جسدي. أشعر بأنني أمشي في ممر طويل خالٍ من النور، حيث لا يوجد نهاية ولا أمل. يتكاثر الحزن والغضب والفقدان في داخلي حتى يغلفني الظلام بشكل كامل.

أحلام محترقة🔥✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن